س : هل يجوز القول : إن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في العقيدة ، مثل : رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه في ليلة المعراج ، وهل الموتى يسمعون أم لا ، ويقول : إن هذا من العقيدة ؟

ج : العقيدة الإسلامية والحمد لله ليس فيها اختلاف بين الصحابة ولا غيرهم ممن جاء بعدهم من أهل السنة والجماعة ؛ لأنهم يعتقدون ما دل عليه الكتاب والسنة ، ولا يحدثون شيئا من عند أنفسهم أو بآرائهم ، وهذا الذي سبب اجتماعهم واتفاقهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد ؛ عملا بقوله تعالى : سورة آل عمران الآية 103 ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ومن ذلك مسألة رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ، فهم مجمعون على ثبوتها بموجب الأدلة المتواترة من الكتاب والسنة ، ولم يختلفوا فيها .
وأما الاختلاف في هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج رؤية بصرية ، فهو اختلاف في واقعة معينة في الدنيا ، وليس اختلاف في الرؤية يوم القيامة ، والذي عليه جمهورهم وهو الحق أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بقلبه لا ببصره ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك قال : صحيح مسلم الإيمان (178) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3282) ، مسند أحمد (5/157). نور أنى أراه . فنفى رؤيته لربه ببصره في هذا المقام لوجود الحجاب المانع من ذلك وهو النور ، ولأنهم مجمعون على أن أحدا لا يرى ربه في هذه الدنيا ، كما في الحديث : واعلموا أن أحدا منكم لا يرى ربه حتى يموت رواه مسلم ، إلا في حق نبينا صلى الله عليه وسلم . والصحيح أنه لم يره بهذا الاعتبار .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو : عبد الله بن غديان
عضو : صالح الفوزان
عضو : بكر أبو زيد