النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أخي في الله لماذا لا تكون مثل هؤلاء في دفاعهم عن أهل الحق ؟؟

  1. أخي في الله لماذا لا تكون مثل هؤلاء في دفاعهم عن أهل الحق ؟؟

    [grade="00008B FF6347 008000 DEB887"]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    [/grade]




    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :

    فعن أبي الدرداء عويمر بن زيد رضي الله عنه (32هـ) عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة . رواه أحمد (241هـ) والترميذي (279هـ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله (1420هـ) في صحيح الجامع الصغير رقم 6262 وفي رواية أخرى عند البيهقي رحمه الله (458هـ) : من رد عن عرض أخيه ، كان له حجاباً من النار . صححه الشيخ الألباني أيضاً في صحيح الجامع الصغير 6263 .

    قال العلامة محمد عبد الرؤوف المناوي رحمه الله (1031هـ) في شرحه لقوله ( من رد عن عرض أخيه ) قال : في الدين أي رد على من اغتاب وشان من أداه وعابه ( رد الله عن وجهه ) أي ذانه وخصه لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان ( النار يوم القيامة ) جزاءً بما فعل وذلك لأن عرض المؤمن كدمه فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة إن كان ممن استحق دخولها وإلا كان زيادة رفعة في درجاته في الآخرة في الجنة . اهـ [ فيض القدير شرح الجامع الصغير 6/175]

    انطلاقاً من هذا الحديث الشريف ومن هذا الشرح الممتع ، ولما لمثل هذه المواضيع من آثار حميدة ، وعوائد مفيدة في الدنيا والآخرة ، أسوق هذه النماذج المشرفة ، من علمائنا الأبرار ، لكي نقتدي بهم ، وينشرح بها الصدر ، وتعلو بها الهمة ، وتسمو بها النفس ، وتقوى بها العقيدة ، ويزيد بها الإيمان والله المستعان .



    المثال الأول :-


    قال ذهبي العصر العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله (1386هـ) في معرض رده على الكوثري الهالك (1371هـ) مدافعاً عن أهل الحديث : فهل يريد الأستاد أن يستنتج من ذلك أن أصحاب الحديث صاروا كلهم بين سفيه فاجر كذاب ، وأحمق مغفل يستحل الكذب الذي هو في مذهبه من أكبر الكبائر وأقبح القبائح ؟؟ فليت شعري عند من بقي العلم والدين ؟؟ أعند الجهمية الدين يعزلون الله وكتبه ورسوله عن الإعتداد في عظم الدين وهو الاعتقاديات ويتبعون فيها الأهواء والأوهام ؟!! يقال لأحدهم قال الله عز وجل ... ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فتلتوي عنقه ويتقبض وجهه تبرماً وتكرهاً ، ويقال له قال ابن سينا (428هـ ... ، فيستوي قاعداً ويسمو رأسه وينبسط وجهه وتتسع عيناه وتصغى أذناه ) كأنه يتلقى بشرة عظيمة كان يتوقعها . فهل هذا هو الإيمان الذي لا يزيد ولا ينقص يا أستاد !!!! [ التنكيل بما في تأنيب الكوثريمن الأباطيل 1/19]


    المثال الثاني :-

    قال المعلمي اليماني رحمه الله في معرض دفاعه عن أبي إسحاق الفزاري رحمه الله (185هـ) بعد أن نقل قول الكوثري فيه : كثير الخطأ في حديثه !! قال المعلمي : هذه الكلمة نقلها الأستاد ( يعني الكوثري ) عن ابن سعد (230هـ) وابن قتيبة (276هـ) وابن النديم ، فأقول : ابن قتيبة وابن النديم لا شأن لهما بمعرفة الرواية والخطأ والصواب فيها وأحوال الرواة ومراتبهم ، وإنما فن ابن قتيبة معرفة اللغة والغريب والأدب ، وابن النديم رافضي وراق ، فنه معرفة أسماء الكتتب التي كان يتجر فيها ، وإنما أخذا تلك الكلمة من ابن سعد . . اهـ [ التنكيل بما في تأنيب الكوثري 1/94]
    وقال في موضع آخر واصلاً كلامه : ومع ذلك فليس ابن سعد في معرفة الحديث ونقده ومعرفة درجات رجاله في حد يقبل منه تليين من ثبته غيره على أنه في أكثر كلامه إنما يتابع شيخه الواقدي (207هـ) ، والواقدي تالف . اهـ [ التنكيل 1/95]


    المثال الثالث :-

    قال ابن الجوزي (597هـ) في الخطيب البغدادي (463هـ) : وكان في الخطيب شيئان : أحدهما الجري على عادة عوام المحدثين في الجرح والتعديل فإنهم يجرحون بما ليس بجرح ، وذلك لقلة فهمهم ، والثاني التعصب على مذهب أحمد وأصحابه . اهـ [ التنكيل 1/141]
    فقال المعلمي مدافعاً عن هذا الإمام : أقول : رحمك الله يا أبا الفرج !! لا أدري أجاوزت الحد في غبطة الخطيب على مصنفاته التي أنت عيال عليها كما يظهر من مقابلة كتبك بكتبه ، فدعتك نفسك إلى التشعيث منه والتجني عليه ، أم أردت التقرب إلى أصحابك الذين دخل في قلوبهم من يومك المشهود الذي لم ير مثله غم عظيم !!! أم كنت أنت المتصف بما ترمي به المحدثين من قلة
    الفهم !! . اهـ [ التنكيل 1/141]


    المثال الرابع :-

    قال الأزدي (374هـ) في الحارث بن عمير البصري : منكر الحديث .
    فقال المعلمي مدافعاً عنه : أقول : الحارث بن عمير وثقه أهل عصره والكبار ....... ولم يتكلم فيه أحد من المتقدمين ، والعدلة تثبت بأقل من هذا ، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح إلا بحجة وبينة واضحة كما سلف في القواعد ..... وأما الأزدي : فقد تكلموا فيه حتى اتهموه بالوضع راجع ترجمته في ( لسان الميزان ) ج5رقم 464 مع الرقم الذي يليه من ( قال الخطيب ) إلى آخر الترجمة فإنه متعلق بالأزدي ، وقال ابن حجر (852هـ) في ترجمة أحمد بن شبيب في الفصل التاسع من ( مقدمة الفتح ) : لا عبرة بقول الأزدي لأنه هو ضعيف فكيف يعتمد في تضعيفه الثقات . . أهـ
    [ التنكيل 1/220-221]


    المثال الخامس :-

    قال الكوثري عليه من الله ما يستحق في نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله (229هـ) : معروف باختلاق مثالب ضد أبي حنيفة (150هـ) ، وكلام أهل الجرح فيه واسع الذيل ، وذكره غير واحد من كبار علماء أصول الدين في عداد المجسمة بل القائلين باللحم والدم . اهـ [ التنكيل 1/493]
    فقال المعلمي مدافعاً عن هذا الإمام السني السلفي : أقول : نعيم من أخيار هذه الأمة وأعلام الأئمة وشهداء السنة ما كفى الجهمية الحنفية أن اضطهدوه في حياته إذ حاولوا إكراهه على أن يعترف بخلق القرآن فأبى فخلدوه في السجن مثقلاً بالحديد حتى مات ، فجُر بحديده فألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه - صلت عليه الملائكة - حتى تتبعوه بعد موته بالتضليل والتكذيب على أنه لم يجرؤ منهم على تكذيبه أحد قبل الأستاد . اهـ [ التنكيل 1/493]


    المثال السادس :-

    قال المعلمي في معرض دفاعه عن الإمام هشام بن عروة رحمه الله (146هـ) : أقول : في ( تهذيب التهذيب ) : قال أبو الحسن بن القطان (628هـ) : تغير قبل موته ، ولم نر له في ذلك سلفاً . وقال الذهبي (748هـ) في( الميزان ) : هشام بن عروة أحد الأعلام ، حجة ، إمام ، لكن في الكبر تناقص حفظه ، ولم يختلط أبداً .... وتغير الرجل تغيراً قليلاً ولم يبق حفظه كهو في حال الشباب فنسي بعض حفظه أو وهم .... ولما قدم العراق في آخر عمره حدث بجملة كثيرة من العلم في غضون ذلك يسير أحاديث لم يجودها ، ومثل ذلك يقع لمالك (179هـ) ولشعبة (160هـ) ولو كيع (197هـ) ولكبار الثقات ، فدع عنك الخبط ، وذر خلط الأئمة الثقات بالضعفاء والمختلطين فهو شيخ الإسلام ، ولكن أحسن الله عزاءنا فيك يا ابن القطان !! .اهـ [ التنكيل 1/502]


    المثال السابع :-

    وعن عبد الله بن الحسن الهسنجاني ، قال : كنت بمصر ، فرأيت قاضياً لهم في المسجد الجامع ، وأنا مِمراض ، فسمعت القاضي يقول : مساكين أصحاب الحديث ، لا يحسنون الفقه !!!! فعبوت إليه ، فقلت : اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في جراحات الرجال والنساء ، فأي شيء قال علي بن أبي طالب (40هـ) ، وأي شيء قال زيد بن ثابت (45هـ) ، وأي شيء قال عبد الله بن مسعود (32هـ) ؟؟ فأفحم . قال عبد الله : فقلت له زعمت أن أصحاب الحديث لا يحسنون الفقه ، وأنا من أخس أصحاب الحديث ، سألتك عن هذه فلم تحسنها ، فكيف تنكر على قوم أنهم لا يحسنون شيئاً وأنت لا تحسنه . اهـ [ تهذيب شرف أصحاب الحديث 88-89]


    المثال الثامن :-

    قال الإمام الذهبي رحمه الله مدافعاً عن علي بن المديني رحمه (234هـ) بعد أن أورده العقيلي (322هـ) في كتابه الضعفاء : وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها ، وهذا أبو عبد الله البخاري (256هـ) - وناهيك به - قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني . ولو تركت حديث علي ، وصاحبه محمد ، وشيخه عبد الرزاق (211هـ) ، وعثمان بن أبي شيبة (239هـ) ... لغفلنا الباب ، وانقطع الخطاب ، ولماتت الآثار ، واستولت الزنادقة ، ولخرج الدجال . أفما لك عقل يا عقيلي ؟؟؟ أتدري فيمن تتكلم ؟؟ وأنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ، ولنزيف ما قيل فيهم . كأنك لا تدري أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات ، بل أوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك ، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث . اهـ [ ميزان الاعتدال 3/140]


    المثال التاسع :-

    قال الذهبي رحمه الله وقد حظ أبو بكر ابن العربي (543هـ) على أبي محمد ( يعني ابن حزم الأندلسي 456هـ) في كتابه القواصم من العواصم ، وعلى الظاهرية ، فقال : هي أمة سخيفة ، تسورت على مرتبة ليست لها ، وتكلمت بكلام لم نفهمه ، تلقفوه من إخوانهم الخوارج حين حكم علي رضي الله عنه يوم صفين ، فقالت : لا حكم إلا الله . وكان أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن ، فلما عدت ، وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم .. . إلي آخر كلام ابن العربي الطويل فقال الذهبي رحمه الله مدافعاً عن ابن حزم الظاهري رحمه الله : قلت : لم ينصف القاضي أبوبكر رحمه الله شيخ أبيه في العلم ، ولا تكلم فيه بالقسط ، وبالغ في الاستخفاف به ، وأبوبكر فعلى عظمته في العلم لا يبلغ رتبة أبي محمد ، ولا يكاد ، فرحمهما الله وغفر لهما . اهـ [ سير أعلام النبلاء 18/188-190]


    ولعل في هذا القدر كفاية والله وحده أعلم وصلى الله على محمد وعلى لآله وصحبه وسلم
    قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله :

    ففي الرخاء لا يتميز أحد عن أحد وإنما الاختبار في هذه الفتن ، لا يثبت فيها إلا من ألهمه الله رشده وأتاه سداده وتقواه . فهو إن تكلم : تكلم عن علم وبصيرة ، وإن سكت فقد حفظ عليه عرضه ودينه ، وسلك سبيلاً من سبل النجاة ، لأن الله قد كفاه بمن هم أولى منه في هذه الأمور .

    أخوكم أبو عبد الرحمن محمود بن محمد عدو المأربيين عفا الله عنه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    338
    بارك الله فيك موضوع قيّم ..

  3. #3
    مقال حسن من لقبٍ حسن .
    ذم التعصب للرجال وخاصة الأصاغر
    قال ابن مسعود رضي الله عنه : (( ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن , وإن كفر كفر , فإنه لا إسوة في البشر ))
    أخرجه اللالكائي في الاعتقاد ج1 ص93 وابن عبدالبر في جامع بيان العلم تعليقاً ج 2 ص989 وهو اثر صحيح بإسناد صحيح .

    كل فتنة يظهر على رأسها عنقود ! كل فتنة ويكون عليها طويليب ! كل فتنة ويقود زمامها صعلوك !
    ومع ذلك تجد لهم ذيولاً ينشرون عناقيدهم وأفخاخهم وفراخهم بين الصفوف فيهلك من هلك ويبقى الواضحين على منهاج العلماء لا يزيغ عنهم إلا هالك والله المستعان ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    946
    جزاكم الله خيرا

  5. #5
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المبارك والهمة العالية
    ابن السني

المواضيع المتشابهه

  1. بين الشيعة وأهل السنة
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-28-2006, 10:47 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-13-2006, 10:26 PM
  3. قافلة التمشيخ,حماد,أبو حفص,المهلب,السلفي الأثري
    بواسطة سعيدبن عفير في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-07-2004, 02:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •