أخي الشيخ سلطان العيد

من أين أتيت بهذه

الأكذوبة أو الأسطورة

الإصدار الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد

أخي الشيخ سلطان العيد حفظه الله

استمعت لكلام لكم حول توسعة المسعى

ثم اطلعت عليه منشورا في مجلة الدعوة السعودية

وقد وجدت في المقال عدة نقاط لا تصح

لكن مما لفت نظري هو أنكم في معرض مشاركتكم في حملة تأييد المسعى الجديد

وإثبات أن الصفا كان جبلا كبيرا وأنه انتقص منه

قلتم

:

"

المسعى الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم

وكان قريبا عند الكعبة وجبل الصفا ممتد

"

وأحب أن أبين لأخي الشيخ سلطان وفقه الله

أن المسعى لم يكن يوما من الأيام قريبا من الكعبة

!!! فضلا عن أن يكون المسعى عند الكعبة !!!

كما قلتم

!!!!!!!!!

فالكعبة لم تتحرك عن مكانها

والمسعى محصور بين الصفا والمروة ولم يتحركا عن مكانيهما

#@@#

إن الزعم بأن المسعى كان قريبا من الكعبة بل عندها

أكذوبة أو أسطورة لا أدري من أين جئت بها

سيما وهي تتعارض مع كل ما نقل في كتب الفقه والتاريخ

((@))

فإن جئت بهذه العبارة لإقناع القراء بأن الصفا جبل يمتد إلى درجة

يصير معها المسعى عند الكعبة

!!!

بل صرحت بهذا بقولك

" والصفا ممتد "

فهيهات أن تصح هذه الأسطورة التي لا توجد في أساطير الأولين

[[]]

ذلك أن بُعد الكعبة عن المسعى معروف ومحفوظ عند أمة الإسلام

!!!

وأكتفي بالنقل عن أربعة من أشهر من أرخ لمكة والحرم والمسعى

أبدأ بالأول الأزرقي المكي الذي عاش في أواخر القرن الثاني تقريبا

وأثني بالفاكهي المكي الذي توفي أواخر القرن الثالث تقريبا

وهما أشهر من كتب عن تاريخ الحرم ومكة

وكتاباهما مقدران عند العلماء

قال الأزرقي رحمه الله في ك تاريخ مكة

:

"

ومن الركن الأسود إلى وسط باب الصفا مائة ذراع وخمسون ذراعاً وست أصابع

وقال

ومن الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع واثنان وتسعون ذراعاً وثماني عشرة اصبعاً

وقال أبو عبد الله الفاكهي المكي رحمه الله

:

"

وذَرْعُ ما بين الركن الأسود والصفا

مائتا ذراع واثنان وستون ذراعاً وثماني عشرة إصبعاً

"

المصدر أخبار مكة للفاكهي المكي م2 ص 242

طبعة تحقيق بن دهيش

والذراع أقل بقليل من نصف متر

فالمسافة بين الحجر الأسود والصفا تكون تقريبا مائة وخمس وعشرين مترا


وقد نقل مؤرخ مكة المعاصر الشهير محمد بن طاهر الكردي المكي رحمه الله

قول الغازي في تاريخه

:

"

وحررنا ما بين الحجر الأسود

وبين الفَرْشَةِ السُّفلى التي يعلوا عليها التراب

فجاء مثل ما ذكره الأزرقي ،

في ذَرْعِ ما بين الحجر الأسود والصفا

"

ولم يتعقبه

المجلد الثالث الجزء الخامس 136

فاتفق الأزرقي ثم الفاكهي ثم الغازي ثم الكردي رحمهم الله

كلهم اتفق على ذرع المسافة بين الكعبة والصفا بالتقريب

وكلهم من أشهر من أرخ لمكة والحرم

وأقول بالتقريب فربما ذرع بعضهم إلى وسط الصفا

وبعضهم إلى طرف الصفا لكن هذا لا يضر في مقامنا هذا

@

فعلى كل حال تكون المسافة بين الحجر الأسود والصفا

قرابة مائة وثلاثين مترا تقريبا تزيد أو تنقص قليلا

#

أما المسافة بين الحجر الأسود والمروة

فهي أكثر من ضعف ما بين الكعبة والصفا

ويمكن ملاحظة هذا بسهولة من أي خارطة مع استخدام مقياس الرسم

فتكون قرابة مائتين وستين مترا

[[]]

بعد الكعبة عن الصفا 130 مترا تقريبا

وبعد الكعبة عن المروة 260 مترا تقريبا

###@###


ولعل القارئ يسأل عن الجملة التي قبل هذه العبارة المنتقدة ولهذا أنقلها

قال الشيخ سلطان العيد


:

ومن تأمل ونظر في كتب تاريخ المملكة

سوف يتعرف على جغرافية مكة المكرمة

وعرض المسعى الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم

وكان قريباً عند الكعبة وجبل الصفا يمتد

... الخ

مجلة الدعوة السعودية العدد 2140

18 ربيع الآخر 1429 من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

الموافق 24 أبريل 2008 ن


[[]]


اضطررت لبيان بطلان الأسطورة التي نقلها فضيلتكم وهي قولكم

:

"

المسعى الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم

وكان قريبا عند الكعبة

"

ولهذا ينبغي على أخي الشيخ سلطان العيد أن يحذر من المصدر الذي استقى منه هذه الأسطورة

وأن يتبرأ منها في مجلة الدعوة فهذه هي طريقة السلفيين في التراجع

أسأل الله أن ينفع بجهودكم وأن يوفقكم لما فيه خير الدنيا والآخرة

وكتب

حاتم الفرائضي

الحادي عشر من شعبان 1429

من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم