السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,



هذا مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستنقع


شرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .... سوف أنزل لكم كل يوم بعض صفحات الكتاب حتى نستفيد منه جميعا ....



كتاب الصيام


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ... أما بعد :

فهذا مختصر نرجو ألاّ يكون مخلاً لكتاب الصيام من كتاب : ?الشرح الممتع? لشيخنا العلامة : محمد العثيمين رحمه الله ووالدينا وجميع المسلمين ، وجزاه الله خير الجزاء.



تعريف الصيام

لغة : مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك .
شرعاً : التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب ، وسائر المفطرات ، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
يقول الشيخ : ويجب التفطن لإلحاق كلمة التعبد في التعريف، لأن كثيراً من الفقهاء لا يذكرونها ، بل يقولون : الإمساك عن المفطرات ... ، ولكن ينبغي أن نزيد هذه الكلمة حتى لا يكون مجرد إمساك ، بل تكون عبادة . [310]


حكم صيام رمضان

واجب بالنص والإجماع . ومرتبته في الدين الإسلامي : أنه أحد أركانه . [311]

مسألة : متى يجب صوم رمضان ؟


يجب بأحد أمرين :
1- رؤية هلاله ، قال تعالى : ?فمن شهد منكم الشهر فليصمه?. وقوله?:?إذا رأيتموه فصوموا? [متفق عليه]
2- إتمام شعبان ثلاثين يوماً لأن الشهر الهلالي لا يمكن أن يزيد عن ثلاثين يوماً ، ولا يمكن أن ينقص عن تسعة وعشرين يوماً. [313]
وعلم منه أنه لا يجب الصوم بمقتضى الحساب، لأن الشرع علق هذا الحكم بأمر محسوس، وهو الرؤية.


مسألة : إن حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر (أي التراب الذي يأتي مع الرياح) ليلة الثلاثين من شعبان فما العمل؟

الراجح أنه يحرم صيام ذلك اليوم ، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم ذلك اليوم وأمر الناس بصيامه فإنه لا ينابذ ، ويحصل عدم منابذته بألا يظهر الإنسان فطره ذلك اليوم ، وإنما يفطر سراً.


وأدلة القول بالتحريم :

1- قوله?:?لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه?. [متفق عليه] وإن لم يكن يصوم صوماً فصام هذا اليوم الذي يشك فيه فقد تقدم رمضان بيوم.
2- قوله?:?هلك المتنطعون? [رواه مسلم]. فإن هذا من باب التنطع في العبادة والاحتياط بها في غير محله.
3- وقوله?:?الشهر تسع وعشرون ليلة ، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين? [رواه البخاري]. فقوله : ?أكملوا العدة ثلاثين? أمر ، والأصل في الأمر الوجوب ، فإذا وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً حرم الصوم.



مسألة : إذا رأى الهلال أهل بلد دون غيرهم ، فهل يلزم الصوم كل الناس؟


( تنبيه : المراد هنا بالأهل : من يثبت الهلال برؤيته فهو عام أريد به خاص ، فليس المراد جميع أهل البلد من كبير وصغير ، وذكر وأنثى ، ...)

في المسألة أقوال أربعة :

1- يلزم الناس كلهم الصوم، وهذا هو المذهب.
2- لا يجب إلا على من رآه أو كان في حكمهم بأن توافقت مطالع الهلال ، فإن لم تتفق فلا يجب الصوم.
3- أنه يلزم حكم الرؤية كل من أمكن وصول الخبر إليه في الليلة نفسها. وهذا في الحقيقة يشابه المذهب في الوقت الحاضر؛ لأنه يمكن أن يصل الخبر إلى جميع أقطار الدنيا في أقل من دقيقة، ولكن يختلف عن المذهب فيما إذا كانت وسائل الاتصالات مفقودة.
4- أن الناس تبع للإمام؛ فإذا صام صاموا، وإذا أفطر افطروا ، ولو كانت الخلافة عامة لجميع المسلمين فرآه الناس في بلد الخليفة ، ثم حكم الخليفة بالثبوت لزم من تحت ولايته في مشارق الأرض ومغاربها أن يصوموا أو يفطروا. وعمل الناس اليوم على هذا . وهذا من الناحية الاجتماعية قول قوي ، حتى لو صححنا القول الثاني الذي نحكم فيه باختلاف المطالع فيجب على من رأى أن المسألة مبنية على المطالع أن لا يظهر خلافاً لما عليه الناس. [320]