بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------





ملاحظات على كتاب
الثقافة الإسلاميَّة
المستوى الرابع [401]
تأليف/
محمد قطب، والأستاذ محمد المبارك ، والأستاذ مصطفى كامل
مراجعة د/ محمد إبراهيم علي، د/ حسين حامد حسان


(1) تحدثا عن الجاهلية الوجه المقابل للإسلام، فقالوا (ص:13):
(( وكثيراً ما تخلط الكتب التي نقرؤها بين جوهر الجاهلية ومظاهرها.
فتقول في تعريف الجاهلية تلك الجملة المشهورة:
((كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام ويئدون البنات ويشربون الخمور ويلعبون الميسر، ويقومون بغارات السلب والنهب، فنهاهم الإسلام عن ذلك )).

وهذا كله حق، ولكنه لا يبين الجوهر الحقيقي للجاهلية، فقد توجد الجاهلية دون عبادة للأصنام الظاهرة المحسوسة، ودون وأد للبنات أو شرب الخمر أو لعب الميسر أو غارات للسلب والنهب.. إنما هذه كلها مظاهر وجدت في الجاهلية العربية قبل الإسلام وليس من الضروري أن توجد في كل جاهلية.

بل إن الجاهلية الحديثة المسيطرة على الغرب لتكاد تخلو من هذه المظاهر كلها -فيما عدا الخمر والميسر- ومع ذلك فهي جاهلية كاملة، بل هي أعتى جاهليات التاريخ )).


قلت:
سبحان الله لو قام مجتمع على التوحيد محارب لعبادة الأصنام وما شابهها وليس فيه شرب للخمر ووأد للبنات ... إلخ، يكون مجتمعاً جاهلياً بل أعتى الجاهليات.

وهل الجاهلية المسيطرة على الغرب والشرق خلت فعلاً من عبادة غير الله ومن هذه المظاهر المذكورة؟!!

وكيف تكون أعتى الجاهليات وهي تكاد تخلو من هذه المظاهر؟!!

(2) تحدثوا (ص:16) عن الجاهلية قبل الإسلام وأن الشرك فيها كان قائماً في جميع صوره وأشكاله مع أنهم يعرفون الله وساقوا بعض الآيات في هذا الصدد، ثم قالوا:
(( ولم تكن الأصنام والملائكة والجن هي المعبودات الوحيدة التي يعبدونها من دون الله ... بل كانت هناك في الحقيقة أرباب أخرى معبودة ومسيطرة على القلوب أكثر من سيطرة الإله الذي يزعمون عبادته فالقبيلة كانت ربّاً يعبد ويطاع ولا يجرؤ أحد من أفرادها على المخالفة عن أمرها ... بل كان عرف الآباء والأجداد كذلك سلطاناً قاهراً )).
إلى أن قالوا:
(( فهذه كلها كانت أرباباً يشرك بها في الاعتقاد وفي الاتباع ... ))إلخ.

ولمحمد قطب منهم خاصة توسع في إطلاق الآلهة والأرباب على المعاصي والتقاليد والعادات، ولذلك آثاره على طلاب العلم والقراء.

(3) كما أن هذا المستوى يتضمن تلميع الحركات المخالفة للكتاب والسنة في عقائدها ومنهاهجها وكثير من شؤونها مثل الطريقة السنوسيّة الصوفية، والطريقة المهدية الصوفية في السودان، وجماعة الأخوان المسلمون، وجماعة المودودي، وجماعة النورسي التركية الصوفية، وحركة عبد القادر الجزائري الذي كان يحرق كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.

ومن أقوال المؤلفين فيهم:
(( وقد قامت حركات البعث بتصور الإسلام بشكله الحقيقي وروحه الصحيح الذي اختاره الله للبشر )) (ص:164).
وقالوا عن هذه الحركات : (( ما هي إلا صدى لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وامتداد طبيعي لها )) (ص:169).

وقالوا عن مبادئ الدعوة السنوسية:
(( ككل حركة بعث إسلامية كان هدف الحركة السنوسية هو إنقاذ المسلمين من كل ما ران عليهم من الانحلال الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي وما أدى إليه من التخلف والضعف والهوان ... فكانت مبادئ دعوته هي مطالبة الناس بالعودة إلى صفاء العقيدة ونداوة الإيمان والتمسك بروح الإسلام الحقيقية التي هي إخلاص العبودية لله بإفراده وحده بسلطان الألوهية)) (ص:170).

وقالوا عن دعوة المهدي:
(( ولقد دعــا الإمـام المهــدي إلى الرجـوع إلى الكتــاب والسنـة ونبذ آراء الرجال ...)) (ص:173).
وأكدوا هذا المدح في (ص:174) بأنها دعت إلى الرجوع إلى الإسلام والاستمداد من مصادره النقية وهي الكتاب والسنة وطرح الخلافات والآراء ... إلخ.

ومدحوا دعوة الإخوان المسلمين، وذكروا شعاراتهم: الله غايتنا والرسول زعيمنا ... إلخ (ص:176).

وقالوا : (( دعوة الأخوان دعوة سلفية تأثرت تأثراً بالغاً بالحركات التي سبقتها وخاصة الوهابية [هكذا]))(ص:177).
واستمروا في كيل المدح لهذه الجماعة التي جمعت أصنافاً من العقائد والاتجاهات المخالفة للكتاب والسنة ومنهج السلف.

وقالوا عن جماعة المودودي (ص:179):
(( هي من أكبر الحركات الإسلامية المعاصرة قامت على الإدراك السليم لعقيدة التوحيد وعلى المطالبة الملحة إلى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إلى صفاء الدين بعيداً عن الشوائب ولقد أثرت في نشر الوعي الإسلامي وشبه الجزيرة الهندية ثم انتشر إلى بقية العالم )).

وقالوا عن دعوة سعيد النورسي (ص:179):
((وهي صيحة عالية للإسلام في تركيا وإن كان يغلب عليها الجانب الصوفي والطريقة النقشبندية مع إدراك واع للإسلام وللجو المحيط به )).


قلت:
ومعلوم أن الطريقة النقشبندية تقوم على الحلول ووحدة الوجود والشرك، ولم يذكروا شيئاً من سلبيات دعوة الأخوان ولا المودودي ولا غيرهما من الدعوات التي اعتبروها امتداداً لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.

وقد اشتمل عرضهم لهذه الجماعات أو الفرق على المغالطات وتلبيسات تضر كثيراً بالطلاب والقراء، وهذا ينافي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين.
وفيها ظلم للإمام محمد ودعوته حيث اعتبروا هذه الدعوات امتداداً لها .

ومع الأسف فإنهم لم يذكروا أهل الحديث في الهند وباكستان وشرق آسيا، ولا أنصار السنة في مصر والسودان التي هي الامتداد حقاً لدعوة الإمام محمد -رحمه الله- .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



كتبه

ربيع بن هادي عمير المدخلي