** رابعا :
** التعليق الوجيز على كلمات الشيخ العلامة عبيد أبي عبد العزيز **
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
قال الشيخ عبيد :
(الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رجل عاقل فاضل صاحب سنة عاقل)
أقول : لله درك يا علامة المدينة ، كما عهدناك منصفاً متزناً معتدلاً في إطلاق أحكامك على الرجال لا إفراط ولا تفريط .
وتذكيراً للقراء وتأييداً لما قاله الشيخ العلامة عبيد أقول : قال مجدد الدعوة السلفية في اليمن والعلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله رحمة واسعة :
( محمد بن عبد الوهاب شيخ التوحيد والحديث والفقه والأخلاق الفاضلة والزهد والورع ، وهو المربي الرحيم وهو الداعي إلى جمع كلمة المسلمين، المحذر من الحزبية المساخة ، وهو الصبور على الفقر والشدائد وهو الحكيم في الدعوة ، يحب سلف الأمة ويبغض المبتدعة كل بقدر بدعته ، نسأل الله أن يثبتنا وإياه على الحق، وأن يختم لنا وله بالحسنى إنه سميع الدعاء .) .
وقال أحد تلامذة الشيخ الوصابي :
(الشيخ ، الجليل ، الثبت ، الزاهد ، الصبور ، العالم ، الوقور أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي ، من رؤوس حماة عرين السنة بلا مدافعة ، منحه الله السكينة ومحبة السنة ، وأهلها ، مواعظه أغلى من الدرر ، له تآليف مطبوعة من أروعها ، وأنفعها (القول المفيد في أدلة التوحيد ) ، ثم رسالة (الطرد والإبعاد عن حوض يوم المعاد) ، ورسالة (حكم رضاع الكبير) ، وأخرى بعنوان (القول الصواب في حكم المحراب ) ، ورسالة (الجوهر في عدد درجات المنبر ) ورسالة (الأريب في اتخاذ العصا للخطيب) ، وله مركز علمي مبارك بالحديدة ، يقيم فيه دروساً نافعة) .
قلت : أتدرون من هذا التلميذ ؟ إن هذه الكلمات الذهبية من كلام التلميذ الشيخ يحيى الحجوري في شيخه الوصابي كما في كتابه "الطبقات" ، وهي كلمات حقٍّ قالها تلميذٌ محبٌ لشيخه ، ويا لله العجب ، من كان يظن أن يتعالى التلميذ على شيخه فينكر ما قد سطره ببنانه وقاله بلسانه، ومن كان سيظن أن التلميذ سيتنكر لشيخه تنكراً عجيباً فيقول فيه :
(يا شيخ محمد نحن نجلك -والله- من أجل كبرك في السن ، ونجلك أيضاً من أجل تقدمك في الدعوة ، وإلا نحن نعرف هزلك العلمي في كتاباتك وفي محاضراتك وفي دعوتك .) .
وليته اكتفى بهذا بل أمر تلاميذه ، الذين هم تلاميذ تلميذ الشيخ الوصابي أن يبولوا على كلام العلامة الوصابي –كان الله له- .
قال الشيخ عبيد :
( والأخ يحيى سليط اللسان ، فاحش القول...) .
قلت : والواقع يشهد على هذا ، فسلاطة اللسان معهودة من الشيخ يحيى –سامحه الله- .
ولهذا صار المطلع على شبكات الإنترنيت والمواقع الإلكترونية لا يستطيع أن يدفع ما ينقلونه عن الشيخ يحيى من سباب وألفاظ شنيعة لا تقال إلا في الأسواق فكيف في بيت من بيوت الله !
وإليك أيها القارئ بعض تلكم الألفاظ :
( كلب السوق !– حمار القات! –داعية المصمصة!– خرج من بين الرقاصين والرقاصات! – مخانيث! – لوطة! – بولوا عليه! – خذوه إلى برميل القمامة! – أيها العجل! - بتحصلك ملطام! – يا أيها البغل!) . قلت : أستغفر الله من نقل مثل هذا الكلام .
وأسوأ ما سمعت به ، رمي الشيخ لنساء مدينة من مدن اليمن بـ (...) كلام لا أقوى على حكايته ونقله ! وكنا نظن أن هذا كذب على الشيخ يحيى حتى اعترف أحد تلامذته البلداء بهذا وهو المدعو كمال العدني حيث قال في مذكرته (حقائق وبيان) ص (14) وهي من المذكرات التي قرأها وأذن بنشرها الشيخ العلامة المحدث! يحيى –هداه الله- قال :
(ولما جاء بعض الإخوة من عدن فقالوا هذا الكلام نحب أن نحذفه من الشريط، فقال الشيخ: إنما أردت نصرتكم ونصرة الحق به وليس فيه أي ضرر عليكم ولا هذا الكلام يعنيكم لكن احذفوه حسب رغبتكم فحذفوا تلك الكلمة ! والحمد لله فما الداعي لهذه الإثارة والنعرة؟! نعود إلى ما كنا فيه ، قلت : يا شيخ لم يقصد نساء السلفيين، إنما الكلام على الفاجرات ! وهو يدفع الناس للغيرة والسياق في ذكر الفساد وأهله الذي كلكم قد عرفه.) . انتهى كلام كمال العدني .
قلت: كلمة قبيحة شنيعة لا أقوى على حكايتها ونقلها، وإني لأعجب كيف تكون هذه الكلمة الشنيعة التي لا أقوى على حكايتها فيها نصرة للحق عند الشيخ يحيى ! وقد بلغني أنها انتشرت في اليمن انتشاراً عجيباً حتى صار عوام الناس لاسيما في المدينة نفسها يسبون الشيخ يحيى .
قال الشيخ عبيد :
(أناألزمته بأمور وما التزم بها هذا أصلاً , الحكم للعقلاء ما هو لي أنا ألزمته بأمورفي المقولة الثانية التي هي ( النقد ) ألزمته فيها بثلاثة أمور حتى يكون الرجوعصحيحاً ) .
قلت : وهذا الذي جعلني أبين للعقلاء محل النزاع في ردي (الرد الفوري ...) والذي بلغني أن الأخوة في اليمن نشروه وأشادوا به -جزاهم الله خيراً- ، وهذا سبيل العقلاء الذين يدركون محل النزاع .
ثم كتبت (تنبيه الغافل الحليم ...) ، ثم (كشف الغمامة ...) .
لقد استطاع الشيخ يحيى بطريقة مزعجة -يبغضها العقلاء- أن يقلب محل النزاع من مسـألة التحريم
إلى مسألة لا علاقة لها بنقد الشيخ عبيد ، وأغفل كلامه الشنيع المنكر المسموع بصوته وهذه غمغمة وتمويه ما كنا نظن أن صاحبها الناصح الأمين !
ولهذا أن أخاطب الشيخ يحيى : لماذا تعرض عن قولك (حزبية بحتة – التزكية إليها منكر –حرام إعانة الطلاب على المنكر) . في الأول أنكرتها ، فلما نشرت بصوتك ذهبت -هداك الله- إلى هل الأغلبية للجماعة الفلانية أم الأقلية للجماعة الفلانية !
وكلامك الذي فيه تفصيل لا حاجة لنا به حتى تتراجع عن كلامك الشنيع تراجعاً واضحاً وتلتزم بما ألزمك به الشيخ عبيد حفظه الله ، وإلا فلا تنتظر منا أن نحمل مجملك على مفصلك .
لقد تلقفتَ الكلام حول الجامعة من أناس غير صادقين ، فصوَّرا لك خلاف الواقع ، كان عليك أن تسأل أهل المدينة النبوية –حرسها الله- لو أنك سألت مَن يُدرِّس فيها من الدكاترة والأساتذة لأفادوك ، لقد استطاع الطالب الأشموري -الذي أخفق في دراسته- أن يصوِّر لك الأمور على خلاف واقعها الحقيقي !
قال الشيخ عبيد :
(الرجل حذر من الجامعة وتلقف هذا منه بعض أتباعه ويحذرون من الجامعةالإسلامية حتى في الغرب يحذرون منها , رجل كما قلت لك , رجل سليط اللسان )
قلت : إيه والله ، فقد أخبرني بعض الأخوة الأمريكيين أن هذه الفتوى راجت في بلاد الغرب ، فتوى أن الجامعة حزبية وأن الدراسة فيها حرام .
يا شيخ يحيى إن صنيع بلديك أبي عمرو الحجوري في كندا أنموذج واحد على تطبيق تلاميذك لفتواك ، فقد أفتى أبو عمرو مَن هناك بفتاوى جائرة في حق الجامعة الإسلامية تقليداً لك ياشيخ ! ويلكم كيف تتجرؤون على إطلاق الأحكام جزافاً بغير قيد ولا تخصيص ، أتدرون مغبة القول بتحريم الدراسة ، وما يلحقه من ويلات ، لقد وقفتم في صف الخرافيين وجميع فرق الضلال الذين يحذرون من الجامعة إلا أنهم يسمون المتخرجين وهابيين وأنتم تسمونهم حزبيين !
قال الشيخ عبيد :
(لكن الشيخ يحيى كما قلت لك, لو ركبت سيارة , مثلاً ما كانت عندك سيارة ثم جاءتك سيارة , أحياناً يقولون من أين أتى بهذه السيارة ؟ الظاهر أن الشيخ يحيى وكثير ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ما يعرفون ضابط الحزبية ما هو ؟ ) .
قلت : وكم ذا بمصر من المضحكات **** ولكنه ضحك كالبكا .
بل الأمر أشد من ذلك أيها الشيخ الجابري الكريم ، فهل سمعتم بحزبية المخلل !
يقول المدعو كمال العدني في (بيان وحقائق) ص (9-10) وقد قرأها الشيخ يحيى وأذن بنشره :
(وما ندري ما الذي غير الأمور، كان عبد الرحمن يأتي بالمخلل ويبيعه عند الأخ صاحب الدكان من حاجته وهذا ليس بعيب عندنا بل كان هذا مما يزيده عندنا رفعة، فمن أين هذه الأموال التي أصبحت ترى عليك ظاهرة وكنت من قبل تنتظر المال الذي يصرف لإعانة الطلاب، ومن أين هذه السيارات ؟؟!!
فإن قلت:َ أتحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضلة؟
أقول: نعوذ باللَّه من ذلك لكن ما أنتَ فيه يدعو إلى الريبة، فلماذا هذا الفضل لم يكن إلا بعد هذه الفتنة..!!) .
قلت : إنها حزبية المخلل ! أناشدكم الله أيها القراء هل هذا كلام من يعرف الحزبية أو يعرف ضوابطها ؟! وأما قول كمال العدني : (فلماذا هذا الفضل لم يكن إلا بعد هذه الفتنة..!!) .
قلت : أعوذ بالله من هذا الكلام ، أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ! إلى الله المشتكى.
أنتم حكمتم على عبد الرحمن بالحزبية ثم احترتم كيف تأتون بالأدلة على طريقة : (احكم ثم استدل).
ولهذا لجأتم : للمخلل ، والأموال الظاهرة ، والسيارات ، والمشاريع !
يا من ترمون الناس بالحزبية جزافاً ، لو كان عبد الرحمن وأخوه حزبيين لالتف حولهما الحزبيون وأشادوا بهما وأثنوا عليهما ، فما لنا لا نرى معهما إلا علماء السنة في اليمن ، فكل علماء السنة في اليمن يثنون عليهما حاشا الشيخ يحيى ، ونرى العلماء يصدرون البيانات التي تأكد أنهما من أهل السنة ، وكذلك لا نرى من مشايخنا في بلاد الحرمين إلا الثناء العطر ،وكلام الشيخ عبيد في الثناء عليهما خير شاهد .
أتريدون منا أن نقبل حزبية عبد الرحمن وأخيه لأجل قصة المخلل والسيارة والأموال ، والمشاريع !
والعجيب أن الشيخ يحيى وأتباعه إذا سئلوا عن أدلة حزبية عبد الرحمن قالوا : (هي مثبتة) ، (قد أثبتناها) ، (وأدلة ذلك مثبتة) . (وقد كتبنا الردود الكافية) ، فإذا هي : خلٌّ وبقلٌ .
لو كان الشيخ يحيى -وفقه الله- عنده من الحجج والبراهين لأبرزها عند حامل اللواء ، وإمام الجرح والتعديل في هذا الزمن الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ، ولأظهر حججه وبراهينه ، ولكن عجز وظهر عليه الضعف أمام ربيع السنة ، وصمت وطأطأ رأسه ساكتاً ، ووراء الأكمة ما وراءها ! وكل هذا بحضور المشايخ الفضلاء ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، إن هذا المجلس ليذكرني بمجلس أبي الحسن مع علماء المدينة ، كيف أنه بكى وتباكى ، وتظاهر بأنه عبدالله المظلوم ، فلما خرج من المجلس نقض كل ما قرره المشايخ .
فأين تلكم الشجاعة التي وصفها شاعركم وبلديكم أبو مسلم الحجوري بقوله وهو يصف شيخه : وكم فيلاً فراه الليث يحيى ****وصيره طعاماً للضباع .
فشجاعته بلغت إلى أنه يفري هذا المخلوق الضخم (الفيل) ويصيره طعاماً للضباع !!
وإن تعجب فعجبٌ ! يطالبون عبد الرحمن الحزبي! المبتدع! بالاعتذار واعجباه !
أفرأيتم يا شيخ يحيى : إذا اعتذر أبو الحسن والزنداني لجنابكم الكريمة أيرضيكم هذا ؟
أم أن الواجب عليهما نقض ما هما عليه من الباطل والبدع والحزبية !
ويؤسفني أن أقول : لقد كان للشيخ يحيى في قلوب السلفيين احتراماً وتبجيلاً ، واليوم صار مجروحاً من عالمين من كبار علماء الدنيا في هذا الزمن ، صار مجروحاً من الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي –بعد صبرٍ طال زمنه- وصار مجروحاً من الشيخ العلامة عبيد -حفظه الله-
قال الشيخ عبيد :
( شعبة رحمه الله العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل متجاوز مُفْرِط في جرحه , باركالله فيك فما كل جرح هو جرح ,وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً).
قلت : قال الشيخ يحيى معلقاً على كلام الشيخ عبيد : (فهذا القول منك بعدم قبول جرح شعبة ووصفه بالتجاوز والإفراط في الجرح غير صحيح ) .
قلت: شعبة هو أمير المؤمنين في الحديث ، وأسأل الله تعالى أن يجزيه الجنة بما ذب الكذب عن السنة .
ومع ذلك : لقد ترك شعبة رواية رجل رأى أنه يركِّض دابته كما في المجروحين لابن حبان (1/30).
وترك رواية رجل رآه إذا وزن يرجح في الميزان . كما في المصدر السابق .
وترك شعبة أبا الزبير حين رآه لم يكن يحسن الصلاة . كما في تقدمة الجرح والتعديل (151) .
وترك أيضاً المنهال بن عمرو من أجل صوت سمعه من بيته . المصدر السابق (153) .
ولهذا من تتبع كلام شعبة في الرجال لا يشك أن كان شديداً في الجرح ، ومن شدته رحمه الله أنه لطم نصر بن حماد حين حدث بحديث ضعيف . كما ذكر ذلك الخطيب في الرحلة ص (151) .
بل كان يبالغ في صيغ الجرح رحمه الله فمن ذلك قوله : ( لأن أرتكب سبعين كبيرة أحب إلي من أحدث عن أبان بن أبي عياش) . تقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (134) .
وفي رواية عنه : لأن أشرب من بول حمار حتى أروى أحب إلي من حديث أبان بن أبي عياش . الكامل لابن عدي (1/381) .
وبالغ شعبة في ذم التدليس حتى قال: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس ، وقال: التدليس أخو الكذب.
وما كان يجيز الرواية إلا عن ثقات ، حتى إنه قال مرة : لا تأخذوا عن سفيان الثوري، إلا عن رجل تعرفون ، فانه لا يبالي عمن حصل الحديث . الكامل لابن عدي (1/68) .
ولما جاء عبد الرحمن بن مهدي إلى شعبة، فقال : اكتب لي إلى سفيان، فأني أريد أن أخرج إليه ، فقال له شعبة : أني أخاف أن يحدثك بما لم يسمع - يعني يدلس . الكامل (1/69) .
فهل ينكر الشيخ يحيى شدة شعبة رحمه الله في الجرح ؟ وانظر ما قرره الشيخ ربيع في جرح شعبة في رده على #### (177) .فانتقاد الشيخ يحيى ليس في محله ؛ لأن كلام الشيخ عبيد ظاهرٌ في سياقه وسباقه ، ويؤكد ذلك قوله: (فما كل جرح هو جرح ، وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً )
فأين الإشكال ، والكلام له سباق ولحاق ! أين الإشكال والشيخ يقرر قضية رد الجرح الذي لم يقبله العلماء عليه ، أين الإشكال والشيخ يقعد أن الجرح لا يقبل إلا بضوابط وقيود ولو كان من شعبة رحمه الله . ولو قبلتم جرحه مطلقاً ، فهل تقبلونه جرحه بسبب سماع صوت في المنزل أو بسبب تركيض الدابة وهل تقبلون لطمه لنصر بن حماد ، ورد رواية أبي الزبير وقد قبلها العلماء ؛ بحجة أنه لا يحسن يصلي ، ولئن سلمنا لكم أن كلام الشيخ عبيد فيه إطلاق ، فكذلك كلام الشيخ يحيى فيه إطلاق ، فكان عليه أن يفصل في أمر شعبة .
ولكن إذا سَلِمَ الشيخ عبيد من الشيخ يحيى في هذا المقال فإنه لم يسلم من تلاميذ يحيى حيث قال أحد تلامذته وهو يوسف الجزائري ، قال في (موعظة رب العبيد...) ص (5) وهو يخاطب الشيخ عبيداً :
(ومن ذلك طعنكم في أمير المؤمنين في الحديث والجرح والتعديل شعبة بن الحجاج رحمه الله، بأنه لا يؤخذ بجرحه!! هكذا على الإطلاق! ولا حول ولا قوة إلا بالله!!! ولا يخفى ما في هذا الكلام من هدم لجهود الأئمة والتنقص لهم!! ) .
قلت : لقد كان الشيخ يحيى أذكى منك أيها التلميذ السَّاذَج ! ثم لماذا لم تعرض ما كتبته على الشيخ يحيى ، فلعله يشير عليك بأن تحذف هذا التهور .
أيُعقل أن الشيخ عبيداً يطعن في أمير المؤمنين شعبة رحمه الله ، وهل صحيح أن كلام الشيخ عبيد فيه تنقص وهدم لجهود الأئمة ! إنها زوبعةٌ في قارورة !
يوسف أعرض عن هذا وأشتغل بما ينفعك فالجزائر تحتاج إلى طلبة علم ينشرون السنة والتوحيد .
وماذا ستقول يا يوسف لو علمت أن بعض المحدثين عابوا على شعبة كثرة كلامه في الرجال ، لهذا قال هشيم : (كنا ندع مجالسة شعبة ؛ لأنه كان يدخلنا في الغيبة) ، وقال يزيد بن هارون : ( لو رأيتم شعبة لم تكتبوا عنه ، كان غياباً ) . الكامل لابن عدي (1/69) .
ومع هذا إني والله أعتقد أن شعبة أمير المؤمنين في الحديث والذاب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
يا يوسف : لقد رمى الشيخ يحيى صحابياً جليلاً من السابقين الأوليين ببدعة مذمومة وهي بدعة الإرجاء ، ونسب هذه الفرية النكراء إلى شيخ الإسلام ظلماً وزوراً، فأين تحرقكم المزعوم ! لقد سفه شيخُك السلف ورمى كلامهم بالبطلان والكلام الفارغ حين قسموا المبتدع إلى داعية وغير داعية ، وأنتم تسمعون هذا الكلام ثم ينشر بصوته ، ولم نراكم تحركون ساكناً يا من تزعمون أنكم تحترقون على الأئمة وجهودهم .
قال الشيخ عبيد :
(لو رأوا أنك جعلت بجوار مسجدك مكتبة تمد المسجد قالوا هذه حزبية) .
قال الشيخ يحيى في انتقاده : (فأنا عندي سيارة وعندي مكتبة، وسائر مشايخ السنة في اليمن عندهم سيارات ومكاتب...) .
قلت : كلام الشيخ عبيد واضح أنه ما أراد المكتبة الخاصة ، وإنما يريد المكتبة التجارية التي يباع فيها الكتب ، ولهذا قال حفظه الله : ( تمد المسجد...) . فلا أعلم كيف فهم الشيخ يحيى أن المقصود المكتبة الخاصة ، ثم أليس يا شيخ يحيى جعلتم عبد الله بن مرعي من لصوص الدعوة بسبب ما سميتموه من مشاريع ، وجعلتموه من اللاهثين وراء الدنيا ، وذكرتم من ضمن هذه المشاريع : مكتبة لبيع الكتب والأشرطة ، وانظر ما كتبه المدعو باريدي في مذكرته (نبذة مختصرة عن مشاريع عبد الله بن مرعي المشتهرة) .
قال الشيخ عبيد :
( فأنا أنصحكم بارك الله فيك بالعلم والسعودية قريبة منكم وإخوانكم كذلك في اليمن الذين عرفتم منهم العقل والأناة والصبر والحلم عليكمبهم بارك الله فيكم) .
قلت : ولا أظن عاقل ينكر أن العلم السلفي المنضبط إنما هو في السعودية ، ومنه انطلقت الدعوة في العالم ، واليمن خير شاهد ، فقد تخرج الشيخ مقبل رحمه الله من الجامعة الإسلامية ودرس على علماء هذه البلد بل وناقشه في رسالته أكرم ضياء العمري وهو من كبار الحزبيين فهل الشيخ مقبل ارتكب محرماً أو أن أطاع ولي أمره ، وبرجوعه إلى بلده حصل الخير الكثير ، وهكذا الآلاف من الطلاب في شتى أصقاع العالم بل في شرق الدنيا وغربها ، بل في بعض الدول لا يقود الدعوة فيها إلا المتخرجون من الجامعات السعودية ، وطلاب الحرمين –زادهما الله عزاً وشرفاً- .
وقول الشيخ عبيد : ( وإخوانكم في اليمن ...) .
أقول : شكر الله لك يا شيخ عبيد على إنصافك ، نعم في اليمن علماء نفع الله بهم ونفع الله بدعوتهم جزاهم الله خيراً ، لولا ما كدر عليهم من هذه الفتنة العمياء التي أجج نارها بعض السفهاء وبطانة السوء ، ولقد حاول المصلحون بكل ما أتوا إلا أن الشيخ يحيى هداه الله- أصر على إسقاط من سماهم حزبيين وإسقاط من يدافع عنهم !
ومن أغرب ما رأيت في هذه الفتنة أن الشيخ يحيى على استعداد تام أن يجرح كل من ليس معه .
ودليل ذلك أني قرأت قبل أيام مقال لشخص يقال له: مصطفى بن محمد مبرم .
وكان المقال عبارة عن صفحات عن فتنة أبي الحسن ، ولم يتعرض للفتنة الحاصلة ، ومع ذلك أهانوه أتباع الشيخ يحيى في موقعهم (شبكة ######) ، وذكروا أن الشيخ يحيى قد رد عليه وأهانه ولقنه درساً ، وكذبه ، فيا لله العجب !
وأتخذُ هذه المناسبة فرصةً لأشكر القائمين على موقع (شبكة ######) فقد أفادوني وسهلوا لي الوصول إلى كتاباتهم السمجة التي تثير الفتن والشغب لا غير ، فالموقع إنما أسس للفتنة والضرار ، ولنصرة من كان معهم ضد المرعيين ، ودليل ذلك أن من أقسام الموقع ما سموه ( مجلس الكتب والرسائل العلمية) ، وهو خاوٍ على عروشه ليس فيه ولا مطوية !
وما كان لله فهو باقٍ ، وما كان للفتن والشغب فسيلحق بشبيهه (موقع ####) .
قال الشيخ عبيد حين سئل عن البرمكي :
(أنا ما أعرفه هو الرد قرئ علىَّ ، جيد لكن الرجل ما عرفته والكلام جيد)
قلت : وهذه شهادة من عالم من علماء الأمة على أن ما كتبه البرمكي جيد ، ويسعدني جداً ، بل وأتشرف أن تُقرأ كتاباتي على الشيخ العلامة عبيد حفظه الله .
فاللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي بما لا يعلمون . وقد بلغني أيضاً أن علامة اليمن الشيخ الوصابي جزاه الله خيراً اطلع على ردودي وأعُجِب بها .
وتأكيداً لما قد قررته بشأن ما عليه السلف في تقسيم المبتدع إلى داعية وغير داعية أحب أن أتحف القراء بباقة من الورد الربيعي –ولاسيما ونحن في شهر الربيع- وهذه الباقة قطفناها من عوالي مكة من بستان حامل الراية بحق إنه شيخ الجرح والتعديل بحق في هذا الزمن الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي أبو محمد حفظه الله ورفع قدره ، قال -وفقه الله- وهو يرد على #### كما في (المجموع الواضح ####### ) ص (53) :
( الإلحاق بالمبتدع ليس على إطلاقه عند السلف وأئمتهم ، بل فرقوا بين الداعية وغير الداعية : فحذروا من الداعية ومن مجالسته وأخذ العلم عنه ، بل إذا تمادى في العناد والدعوة إلى بدعته قد يحكمون بقتله ؛ لأنه عندهم أضر من قطاع الطريق المحاربين لله ورسوله . وأما غير الداعية من الصادقين المأمونين،فقد أخذوا منهم العلم حفاظاً على الشريعة ،وحذراً من أن يضيع شيء منها ).
قلت : قد نقلت لكم سابقاً في ردي (كشف الغمامة...) كثيراً من النقولات عن السلف وهي تنقض تماماً ما يقرره الشيخ يحيى -سامحه الله- .
إن أئمة النقد الجهابذة الأفذاذ ذهبوا إلى تقسيم المبتدع إلى داعية وغير داعية ، فكان على الشيخ يحيى أن يخجل من صنيعه ، كيف أجاز أن يرمي كلام هؤلاء الأفذاذ الأئمة بالبطلان وأنه كلام فارغ! على مدى الأزمنة إلى زمننا هذا ، وها هو إمام الجرح في زمننا العلامة المحدث ربيع بن هادي يقرر ما يقرره السلف رحمهم الله .
وختاماً أقول : يا صاحب (الملطام !..) يا حسين الحجوري لقد أثنى اثنان من كبار أهل العلم على كتاباتي فمت بغيظك أيها الحدَث . وماذا عساي أن أصنع لحسين وهو يصر على أن يبرهن للناس أنه على طريقة :
وهل أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غَوَتْ ... غَوَيْتُ وإن تَرشُدْ غَزِيَّةُ أرْشُدِ .
وأجد نفسي مضطراً أن أقول لعمك الشيخ يحيى : أيها الشيخ ابحث عن غير ابن أخيك فإنه لا يصلح للكتابة ، فالكتابة تحتاج أناساً أمناء نزهاء يتقون الله فيما يكتبونه ، وحقيقةً أرى أن ابن أخيك يصلح (للملطام!..) .
وكتبه : عبدالرحمن بن أحمد البرمكي - كان الله في عونه –