** قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
(ومن تأمل أحوال الرسل مع أممهم وجدهم كانوا قائمين بالإنكار عليهم أشد القيام حتى لقوا الله تعالى، وأوصوا من آمن بهم بالإنكار على من خالفهم، وأخبر النبي أن المتخلص من مقامات الإنكار الثلاثة ليس معه من الإيمان حبة خردل، وبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشد المبالغة، حتى قال إن الناس إذا تركوه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده، وأخبر أن تركه يمنع إجابة دعاء الأخيار؛ ويوجب تسلط الأشرار، وأخبر أن تركه يوقع المخالفة بين القلوب والوجوه، ويحل لعنة الله كما لعن الله بني إسرائيل على تركه، فكيف يكون الإنكار من رعونات النفوس وهو مقصود الشريعة ؟! وهل الجهاد إلا على أنواع الإنكار وهو جهاد باليد وجهاد أهل العلم إنكار باللسان ؟!) اهـ

[ مدارج السالكين ، 3- 123 ]