فركوس علاه العجب، وغمره الزهو، ولبس غير جلده، وتدثر بغير لحافه، فأصبح التعالي ديدنه، واحتقار المخالف حليفه، و تجرأ على مسائل وقف دونها كبار أهل العلم، وفتاواه خلت من الإحالة على كتب العلماء الفحول؛ فلا تجد فيها نقلا واحدا عن أحد من المعاصرين، أفرادا كانوا أو هيئات، فهو يسلك مسلك بلديه العيد شريفي، الذي أصيب في عقله بسبب العجب بالرأي، والدعاوى الفارغة. و فركوس على خطاه، بل في نظر كثير من المتوسمسن، قد فاقه بمفاوز في اقتحام مجالات هو دونها بكثير، والجرأة المذمومة، بأن أنزل نفسه فوق منزلته الحقيقية، ولسان حاله: أنا العالم، فلا حاجة لي بالرجوع إلى غيري.