س : إخواني رئيس وأعضاء لجنة الفتوى عندنا بقرى الريف الأردني وأخص بالذكر بلدي ( خرجا ) أنهم باستمرار يقرءون سيرة مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - على النحو التالي :
( أ ) يجتمع ثلة من الرجال وأحيانا يكون بينهم بعض النسوة ويتلون قصة المولد الشريف ويوجد بالقصة كلمات مثل : من كان اسمه محمد يناديه مناد يوم القيامة من قبل الله : قم ادخل الجنة كرامة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ، منها : من صلى على محمد - صلى الله عليه وسلم - ألف مرة حرم الله جسده على النار ، منها : لما تزوج عبد الله والد محمد - صلى الله عليه وسلم - بآمنة مات بمكة مائة امرأة لأنهن لم يتزوجن عبد الله ، منها لما يصل المقرئ إلى ذكر ولادة أمه تقوم المجموعة وقوفا ويكون المولد تلاوة احتراما لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ويوجد أكثر من ذلك وأبلغ في مولد يسمى مولد العروي .
( ب ) يضعون كمية من الشعير وسط الجلسة ويأتون ببخور ويحرقونه ، وبعد التلاوة كل فرد يأخذ قليلا من الشعير باعتبار أنه قرئ عليه مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا يعتبر علاجا لأي مرض مثلا .
( جـ ) تقوم ببعض الموالد النساء بالزغاريد بباب الغرفة التي يتلى بها المولد وأمام الرجال سرورا بالتلاوة ولا أحد ينكر ذلك وإنما يوافقون على ذلك ، وأنا بدوري أنكر ذلك ولا أقره كما سمعت من فتواكم أكثر من مرة بالإذاعة لكنهم لم يسمعوا مني .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وبعد :
جـ : أولا : قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها لمعرفة ما كان عليه من النسك والعبادة قولا وعملا وما كان عليه من الأخلاق الكريمة مشروعة مرغوب فيها ، وتخصيص قصة المولد بالقراءة والاجتماع لذلك والمداومة عليه ، وتخصيص أوقات لقراءته كل ذلك بدعة ممقوتة لم تكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا القرون الأولى التي شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بأنها خير القرون ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال : صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .
وما ذكرت أنه في قصة المولد التي تقرأ عندكم من الجزاء الأخروي وموت مائة امرأة بمكة حينما تزوج عبد الله بآمنة لأنهن لم يتزوجنه لم يثبت تاريخيا ولا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو ثبت تاريخيا لم تقم به حجة على شرعية الاحتفال بالمولد النبوي .
ثانيا : وضع كمية من الشعير أو غيره وسط الجلسة والتبخير والتحريق وتوزيع ما ذكر رجاء بركته لتلاوة المولد عليه والاستشفاء به والاعتقاد في بركتها بدعة منكرة وفساد في العقيدة .
ثالثا : إعلان النساء سرورهن بالزغاريد عند تلاوة المولد واختلاطهن بالرجال من المنكرات والفتن التي قد تفضي إلى الفاحشة والعياذ بالله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي
عضو : عبد الله بن غديان
عضو : عبد الله بن قعود