لماذا فقط يتهم الشيعة بتحريف القرآن ؛ لأنه وردت لديهم روايات في ذلك ؛ على الأقل الشيعة لا يقولون كل ما في كتب الشيعة صحيح ؛ وهم لديه روايات تقولون إذا جاءكم عنا حديث ؛ فعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوا به وما لم يوافق كتاب الله فردوه ؛ وفي رواياتهم الصحيح والضعيف ؛ وحتى من يذهب منهم إلى صحة الكتب الأربعة ؛ لا يقولوا بصحة جميعها ؛ بل فيها الصحيح والضعيف ؛ بل حتى مع ذلك الصحيح ؛ فإذا تعارض الحديث مع محكم القرآن الصريح الصحيح ؛ فهنا لا يعمل به ؛ وإذا رأيت مساجدهم فلا تجد فيها غير هذا القرآن ولا يقرأون بغيره . ولا أحد منهم يقرأ في صلاته أو تلاوته بأي آية غير القرآن ، وأما ما يقال من مصحف فاطمة ؛ فقد جاء عنهم (ع) ( ومصحف فاطمة ما أزعم فيه قرآنا ) ( والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) وهو صريح في أن محتوياته غير القرآن ؛ وهو عند أهله ولا وجود له عند الشيعة .الآن
على كل حال أنا أسوق روايات من صحاح السنة ومع ذلك لا أقول وجودها يلزم من ذلك أنه يقولون بالتحريف ؛ مع أنها من باب أولى تلزمهم أكثر من الشيعة ؛ لأنه مجمعون على صحة هذه الروايات الواردة في الصحيحين بينما الشيعة ليسوا كذلك ؛ لأنه لا يوجد لديهم كتاب صحيح مئة بالمئة :
1/ صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 4 - ص 167 - 168
( حدثنا ) يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة انها قالت كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن ( حدثنا ) عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى وهو ابن ‹ صفحة 168 › سعيد عن عمرة انها سمعت عائشة تقول وهي تذكر الذي يحرم من الرضاعة قالت عمرة فقالت عائشة نزل في القرآن عشر رضعات معلومات ثم نزل أيضا خمس معلومات ( وحدثناه ) محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة انها سمعت عائشة مثله
2/ صحيح البخاري - البخاري - ج 6 - ص 99 - 100
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ‹ صفحة 100 › قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال اكتب لا يستوى القاعدون وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فانى رجل ضرير البصر فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من المؤمنين في سبيل الله غير أولى الضرر باب انزل القرآن على سبعة أحرف حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس رضي الله عنهما حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير ان المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه انهما سمعا عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقرائته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف فأقرؤوا ما تيسر منه
و3/ انظر في هذه الرواية من صحيح البخاري : ص99 كيف تثبت وجود الاختلاف حتى اضطر الخليفة عثمان إلى جمع الناس على مصحف واحد وحرق البقية ؛ فلو كانت متفقة لما اضطر إلى حرقها ولا دعته الحاجة إلى جمعهم على مصحف ، وانظر كيف أن آية من كتاب الله لم توجد إلا مع خزيمة فقط وأخرى لم تسمع إلا منه !!
باب جمع القرآن حدثنا موسى ابن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق ان زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه ان عمر اتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وانى أخشى ان يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وانى أرى ان تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر انك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما امرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبى بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى ‹ صفحة 99 › توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب ان أنس بن مالك حدثه ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة ان أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف ان يحرق
4/ ( تفسير سورة الأحزاب ) ( أخبرنا ) أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .
( أخبرنا ) محمد بن عمرو البزار ببغداد ثنا إسحاق بن الحسن ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ هذه الآية النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .
مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 7 - ص 149
وعن عبد الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى . رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات