أما الرعية فيجب عليها السمع والطاعة لمن قادها بكتاب ربها وسنة نبيها ، ما لم يأمر بمعصية فانه لا تجوز طاعته في تلك المعصية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) متفق على صحته .

وقوله صلى الله عليه وسلم :( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) رواه أحمد، والحاكم ، وغيرهما .

ويجب النصح له والدعاء له والاجتهاد في جمع الكلمة معه تحت راية الإسلام فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " خرجه مسلم في صحيحه .
وثبت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم الجماعة ، فان دعوتهم تحيط من وراءهم ) رواة أحمد ، وغيره .

وفي بعض روايات الصحيح لوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – المشهورة في الصحيحين ، وغيرهما ، قوله : (وأحسنوا مؤازرة من يلي أمركم ، وأعينوه ، وأدوا إليه الأمانة) .
وعلى الرعية : الصبر على الأثرة وقول كلمة الحق حسب القدرة والطاقة ، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وعلى أثرة علينا ، وعلى ألا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالي فيه برهان ، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم " متفق على صحته .

هذه من الواجبات على الرعية للراعي .

وعلى كل عبد مسلم من الرعاة والرعية : ملازمة تقوى الله ، وأن يكون مقصدهم الأعظم هو عبادة الله وحده ، والدعوة إليها ، وأن يحافظوا على "رأس مالهم " جماعة المسلمين ، وأن لا يكون من عصيانهم وعدم تطبيقهم لشريعة ربهم وتنكبهم الصراط المستقيم : فتنة للكافرين في الإصرار على كفرهم ولْيَدْعُ كلُّ مسلم بدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام ومن آمن معه (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم ) الممتحنة /5 .

أسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهم المسلمين رشدهم ويقيهم شر أنفسهم ويصلح حالهم أنه على كل شي قدير وبالإجابة جدير .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

درء الفتنة عن أهل السنة - الطبعة الثانية - بقلــم : الشيخ العلامة بكــر بن عبدالله أبو زيد