الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فلقد لاحظت كما لاحظ غيري كثرة المسلمين المنتسبين للسلفية وفرحنا بذلك أيما فرح ، ولكن لم تطل فرحتنا فلقد فوجئنا بتصرفات كثير منهم تصرفات لاعلاقة لها بمنهج السلف ولاطريقة العلماء العالمين الراسخين وفيما يلي رصد لأهم ما شاهدته من التجاوزات لكي نكف عنها ، وما دفعني إلى ذلك إلا النصيحة والتذكير والله اسأل أن ينفعنا بما نكتب ويوفقنا لقول الحق والعمل به
1_ انشغال كثير من طلاب العلم بالقال والقيل ونقل الكلام بين فلان وفلان مما يفسد القلوب ويوغر الصدور .وهي النميمة المحرمة.
2_إعراض كثير من طلاب العلم عن طلب العلم وأشغلو ا أنفسهم بتتبع الكلام في فلان وفلان تحت دعوى التحذير من المبتدعة أو علم الجرح والتعديل ووقعوا في عدة محاذير منها :
الغيبة المحرمة لأن الفارق بين التحذير والنقد الممنوع دقيق لايعرفه إلا العلماء أو من رزقهم الله من العلم حظاً يفرقون به بين هذا وهذا .
أضف إلى ما سبق تغليب حظوظ النفس من بغض وحقد وخلاف على الدنيا مما جعل الأمور مختلطة عند كثير من هؤلاء فصار كل من يخالفه مبتدعاً لتروج بضاعته ويقبل الناس إليه ليسمعوا ما عنده.
3_ اشغال المسلمين الجدد أو العوام بما لايعرفونه فيظن كثير منهم ــ وهذا مشاهد ــ أن هذا هو الإسلام ومع مرور الوقت يضل وينحرف لأنه لم يتحصن بالعلم والإيمان .
4_ تمشيخ الأصاغر بل الأصغر منهم وثقة الجهلاء بهم ونقل كلاهم في مسائل الدين كما ينقل كلام العلماء فيغتر بكلامهم من لا تمييز عنده فيقع التعارض بين كلاهم وكلام غيرهم فيقع الجهال في حيرة واضطراب مما يجر على السلفيين الويلات.

5_ ضعف الدين وقلة الورع عند كثير من هؤلاء فلا يبالون بتبعات الأقوال ونتائج الخوض فيما يحرم الخوض فيه ولذا فالتبديع والتفسيق والهجر والتحذير من أرخص البضائع عندهم فلهذا كثر التدابر والتناحر والقيل والقال وهجر الإخوة بعضهم البعض .

6_ الجهل بمدلولات الألفاظ ومعانيها وذلك لعدم العلم ، ناهيك عن العجمة التي تراها طافحة في كتاباتهم ظاهرة في عباراتهم فالبدع عنده سواء ولافرق بين تعميم وتخصيص ، وتحذير وتنبيه ، وزجر وهجر ، ومبتدع وجاهل ، وسلفي عالم وطالب علم سلفي ... وهكذا فيضع الكلام في غير موضعه ويحمله على غير محامله فيقع في الكذب والظلم والتعدي والإثم وهو لم يشعر
رام نفعاً فضر من غير قصد == ومن البر مايكون عقوقاً.

7_ ويلحق بما سبق الجهل بالهجر وأسبابه والتكفير وبابه فيهجر من لايستحق الهجر ويحذر من لايجب من الحذر ولذا تجنب كثير من هؤلاء الجهلة مجالس العلماء بزعم وجود الملاحظات والوقوع في الأخطاء فتلاعب بهم الشيطان وكانوا فريسة سهلة لكل عابث ومخذل وفتان ، ولو كل من وقع في الخطأ تجنبناه لما سلم لنا أحد البتة ، فاربعوا على أنفسكم وراجعوا كلام السلف فيمن يخطئ فيهجر ومن خطأه معفو عنه مع الحذر منه في هذا الخطأ بخصوصه.
8_ القسوة من بعض السلفيين وعدم التماس الأعذار للمخالفين ولو كانوا من أقرب الأقربين ومخالفاتهم لهم فيها أعذار ، فبدع بعضهم زوجته وأباه وأخته وأخاه ، فسبب ذلك نفرة من السلفيين في كثير من بلاد المسلمين وأصبح صديق الأمس عدو اليوم ومن نظر علم ومن تأمل فهم ، ولست أقصد من ظهر ابتداعه وكفانا علماؤنا أمره .

هذه كلمات على عجل وفي الجعبة غير هذا ولنا عودة للموضوع .

اسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار ومن يريد أن يفرق الصف ويحدث الخلل .


أخوكم السلفي الجنوبي ( زبيد)