النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: حوارٌ بين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وبين خوارج زمانه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    120

    حوارٌ بين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وبين خوارج زمانه



    قال محمد بن الزبير: بعثني عمر بن عبد العزيز إلى (شَوْجَب الخارجي) وأصحابه الذين خرجوا بالجزيرة من بلاد الشام، وكتب معي كتاباً، فوصلت إليهم وأعطيتهم الكتاب، فبعثوا معي رجلاً من بني شيبان ورجلاً أسود من الحبشة اسمه (شودب)، ووصلنا إلى عمر -رحمه الله- وكان في مدينة (خُنَاصِرَة) من ضواحي حلب، فصعدنا إليه في غرفة ومعه ابنه عبد الملك وحاجبُه (مُزاحم)، فأخبرته بوجود الخارجيين، فقال: أدخلوهما.
    فلما دخلا سلَّما ثم جلسا، فقال لهما عمر بن عبد العزيز: ماذا أخرجكما عن حكمي؟ وماذا تنقمون عليَّ فيه؟
    فتكلّم الأسود الحبشيّ منهما فقال: إنا - والله - ما نقمنا عليك في سيرتك شيئاً؛ فإنك تعدل وتحسن إلى رعيتك، ولكنّ بيننا وبينك أمراً إن أعطيتناه فنحن منك وأنتَ منا، وإنْ منعتناه فلست منا ولسنا منك. قال عمر: ما الأمر الذي تعني؟

    قال وصاحبه الشيباني يؤيده: رأيناك خالفت أهل بيتك وسمَّيت ما كان في أيديهم من حقوق المسلمين (مظالم) ورددت إلى المسلمين حقوقهم، فإن زعَمْت أنك على هدى وأنهم على ضلال فالعنهم علناً وابرأ منهم، فهذا الذي يجمع بيننا وبينك ويفرِّق.

    فتكلّم عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنني قد ظننتُ أنكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب الدنيا ومتاعها، ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم طريقها، وإني سأسألكما عن أمرٍ فبالله أصدقاني فيه مبلغ علمكما به، قالا: نعم.

    قال عمر: أخبراني عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- أليسا من أسلافكما وممّن تتولّيان وتشهدان لهما بالنجاة؟ قالا: اللهم نعم. قال عمر بن عبد العزيز: فهل علمتما أن أبا بكر -رضي الله عنه- حين قُبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب قاتلهم على ذلك فقتل منهم من قتل، وأخذ الأموال، وسبى الذّراري؟ قالا: نعم.

    قال: فهل علمتم أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قام بعد موت أبي بكر فردّ تلك السبايا إلى أهلها؟ قال الخارجيان: نعم. قال عمر بن عبد العزيز: فهل برئ عمرُ من أبي بكر؟ وهل تبرؤون أنتم من أحدهما؟ قالا: كلاّ. قال: فأخبراني عن أهل النّهروان من الخوارج أليسوا من صالح أسلافكم؟ قالا: نعم.

    قال عمر بن عبد العزيز: فهل تعلمون أن أهل الكوفة من الخوارج حين خرجوا كفُّوا أيديهم فلم يسفكوا دماً، ولم يخيفوا آمناً، ولم يأخذوا مالاً؟ قال الخارجيان: نعم. قال عمر: وهل علمتم أن أهل البصرة من الخوارج قد قتلوا وسفكوا الدماء؟ قالا: كان ذلك. قال عمر: فهل برئ أهل الكوفة من البصرة وأهل البصرة من الكوفة؟ وهل تبرؤون أنتم من إحدى الفئتين؟ قالا له: كلاّ، لم نبرأ منهم. قال عمر: أفرأيتم الدين، أليس هو واحداً أم أن الدين اثنان؟ قالا: كلاّ، بل هو دين واحد.

    قال عمر: فهل يسعكم ما لا يسعني؟ كيف وسعكم أن توليتم أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وتولّى كل واحد منهما صاحبه، وكيف وسعكم أن تتولوا أهل الكوفة والبصرة من جماعتكم، وأن يتولّى بعضهم بعضاً وقد اختلفوا في أعظم الأشياء؛ الدماء والفروج والأموال، ولا يسعني أنا إلا أن ألعن أهل بيتي وأتبرأ منهم كما تطلبون؟!

    أرأيتم (يا شودب) لعن أهل الذنوب أهو فريضة مفروضة لا بد منها؟ فإن كان كذلك فمتى عهدكم به؟ ومتى عهدكم بلعن فرعون وقد قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)؟ قال شودب الخارجي: ما أذكرني لعنت فرعون أبداً. قال عمر: ويحك! أيسعك ألا تلعن فرعون وهو أسوأ الخلق ولا يسعني إلا أن ألعن أهل بيتي وأبرأ منهم؟!
    ويحكم! إنكم قوم جهّال أردتم أمراً فأخطأتموه، فأنتم تردّون على الناس ما قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عصم دماءهم حينما خلعوا الأوثان وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وهاأنتم أولاء تستحلون دم مَن خلع الأوثان وماله وتلعنونهم، ومن ترك ذلك من اليهود والنصارى وأهل الأديان يأمن عندكم؟

    فقال الأسود الخارجي: ما سمعتُ كاليوم أحداً أبين حجة ولا أقرب مأخذاً، أما أنا فأشهد أنك -يا أمير المؤمنين- على حق، وأني بريء ممن برئ منك. وأما الخارجي الآخر الذي من بني شيبان فقد بقي على ما هو عليه وقتل مع الخوارج بعد وفاة عمر بن عبد العزيز.


    *********************

    رحم الله عمر بن عبدالعزيز ، وأين مثل عمر ؟ وهو من هو في عدله وورعه وتقاه ، ومع
    ذلك لم يقنع الخارجي بحجة عمر ، أفينقنع خوارج زماننا بمن هو دونه ؟

    قال الإمام الشافعي

    ( رضا الناس غاية لا تدرك ، ورضا الله غاية تدرك ، فدع ما لا يدرك إلى ما يدرك )

    رضي الله عن عمر بن الخطاب لما قال (والناس يرون أني لهم ظالم )! أخرجه البخاري
    قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه.
    الآداب الشرعية 3/77
    للمراسلة rabee9@maktoob.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وطني
    المشاركات
    621
    الله أكبر
    رحم الله الإمام العالم العادل الراشد عمر بن عبد العزيز ورضي الله عنه وجمعنا به في الجنة وجزاك الله خيراً على النقل المبارك.
    قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ :
    ( العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النيَّة . قيل : وما صلاح النيَّة ؟ قال :
    أن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره
    ) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    جزاك الله خيرا وبارك فيك ياربيع على هذا النقل.
    وخذل الله واخزى الخوارج اينما كانوا وحيثما وجدوا.
    التعديل الأخير تم بواسطة الاثري83 ; 11-12-2007 الساعة 08:54 PM
    من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لاتأمن عليه الفتنة .
    اهل البدع اضر على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلد إسلامي
    المشاركات
    108
    أخزى الله الخوارج و أذنابهم في كل مكان.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,036

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    38
    سبحان الله

    إذا الخوارج لم يرضوا عن عمر بن عبدالعزيز العادل الزاهد العابد ، فكيف يرضوا عن أئمة زماننا ؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العلي الأثري
    أخزى الله الخوارج و أذنابهم في كل مكان.
    امين امين امين .
    من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لاتأمن عليه الفتنة .
    اهل البدع اضر على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    138
    أخزى الله الخوارج و أذنابهم في كل مكان.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    120
    أحسن الله عملكم
    قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه.
    الآداب الشرعية 3/77
    للمراسلة rabee9@maktoob.com

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •