السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وبعد .
يزعم الهمج الرعاع في سحاب أن الشيخ فالح الحربي ـ حفظه الله ـ يطعن في الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ وهذا لا يستغرب منهم فقد مردوا على الكذب على مخالفيهم وإلصاق التهم بهم .
لذلك توجب كتابة هذا الموضوع القصير إلجاما لهم وتبيانا للحقايق أمام من خدع بزخرف قولهم ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، وليعلم من يبهت الشيخ فالح منهم أنه مساءل عن هذا أمام الله ، فالشيخ فالح عالم ولحوم العلماء مسمومه.
فأقول مستعينا بالله :
مما لاشك فيه أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ لم يعصم من البشر سوى المرسلين ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ كما هو معتقد أهل السنة ـ على خلافٍ في وقوع الصغائر منهم ـ ، وصحابة رسول الله وهم من هم قدراً ومكانةً وعلماً لم يقل أحد من العلماء بعصمتهم كأفراد وإنّما العصمة في إجماعهم ، فكيف بمن هو دونهم من العلماء ؟.
والشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ كغيره من العلماء ، له فضله ومكانته ، وله جهوده في إحياء كثير من السنن ، وحياته حافلة بالجهاد الدّعوي والعلمي تعلماً وتعليماً ، ومن كان مثله رحمه الله يجل ويوقر في قلوب أهل السنة.
لكن لا تنافي بين إجلاله وتوقيره وبين بيان ماوقع فيه من أخطاء ومخالفات كغيره من العلماء ، فحبّه وتوقيره لا يعني تصويب هذه المخالفات أو تهوينها ، كذلك لا يعني نسف الشيخ ونسف جهوده وبغضه ومعاداته ، فأهل السنة أهل عدل وإنصاف وينبذون الغلو والتّساهل ، فمع حبهم للشيخ الألباني تجدهم لا يتّقون في بيان ما أخطأ فيه نصحاً لله ولدينه وكي لا يتابع الشيخ ـ رحمه الله ـ على خطئه من قبل جهّال الناس وأنصاف المتعلّمين والمتعالمين!!.
ومما وقع فيه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ مما لا يمكن السكوت عنه هو قوله في مسائل الإيمان بقول المرجئة المحضه ، وخاصةً في منزلة العمل من الإيمان ومسائل التكفير ، وهذا ثابت عنه في إصداراته المكتوبة والمسموعة :
فالكفر لدى الشيخ الألباني محصور بما في القلب ومن أقواله الإرجائية :
أولاّ : الكفر لدى الشيخ ـ رحمه الله ـ لا يكون بالقول ، ومثاله هو عدم تكفيره لساب الله ورسوله حتى يكون قاصداً ـ كما في شريط الكفر كفران ـ وعدم تكفيره للخميني حتى يعتقد بما كتبه من كفريات ، وهذا مخالف لصريح القرآن ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) وخلافاً لإجماع الأمة كما في ( الصارم المسلول ) لشيخ الإسلام .
ثانياً : الكفر لدى الشيخ ـ رحمه الله ـ لا يكون بالعمل ، فالكفر العملي لديه رحمه الله هو كفر أصغر مالم يقترن بإعتقاد القلب ـ شريط الكفر كفران وبعض الأشرطة الأخرى ـ ولا شكّ أنّ هذا القول إرجاء بائن ، فالكفر الأكبر بإجماع أهل السنة يكون بالقول والعمل والإعتقاد.
ثالثاً : عدم تكفيره لتارك أعمال الجوارح الواجبة وجعلها شرط كمال في الإيمان ـ كما في حكم تارك الصلاة ـ وهذا خلاف لإجماع أهل السنة في تكفيرهم لمن ترك أعمال الجوارح ـ مع تمكنه ـ وموافقة للمرجئة الذين أرجؤوا العمل وأثبتوا الإيمان من غير حصوله.
هذه الأقوال الثلاثة للشيخ ـ رحمه الله ـ هي أقوال إرجائية خطيره ، يجب التحذير منها حتى لا يتابع عليها ، فمصنفاته رحمه الله يقتنيها حتى العوام ولا شكّ أنها تحوي الخير الكثير.
لكن البيان لهذه المخالفات والتحذير منها مما يحمد فاعله ويشّجع عليه ، فدين الله ومعتقد أهل السنة أحقّ أن يوقرّ في القلوب من الرجال مهما بلغ حبهم ومكانتهم.
ولن تجد للشيخ فالح سوى هذا في حديثة عن الشيخ الألباني ، فهو يحذر من أقواله في مسائل الإيمان ، ولا يوجد في كلامه لا تصريحا ولا تلميحا ما يدل على تبديعه للشيخ أو تحذيره من قراءة مصنفاته.
فلا يحملنّكم بغضكم للشيخ فالح على بهتانه وتحميل كلامه ما لا يحتمال ، فثناءه على الشيخ الألباني معلوم ومتواتر لا يجحده إلا جاحد.
وليس لكم يا أهل سحاب سوى خياران أحلاهما كالعلقم لكم :
1ـ إمّا أن تكذّبوا نسبة هذه الأراء الإرجائية إلى الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فعندها سنقوم بنقلها موثقة ومعزوّةً إلى مصادرها فتبهتون !!.
2ـ إمّا إن تقرّوا بثبوتها وبتبنيكم لها علناً ـ كما هي الحقيقة ـ وتتركوا التقية والتلون.
فصياحكم وعويلكم في سحاب والمرسال والساحات لن يغني من الحق شيئاً.