س : يقول السائل : دخلنا المسجد ونحن جماعة ، ووجدنا الإمام يصلي التراويح فهل يحق لنا أن نقدم أحدنا للإمامة أو ندخل معهم في صلاة التراويح ، ونحن لم نصل صلاة العشاء ؟

ج : ما دمتم جماعة فصلوا وحدكم العشاء ، ثم ادخلوا مع الإمام في صلاة التراويح .

س:هل قيام الثلث الأخير أفضل ؟ مع توضيح الساعة التي يكون فيها الثلث الأخير .

ج : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ومن يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟ " أخرجه مسلم ، والثلث الأخير يختلف باختلاف الفصول الشتاء والربيع والصيف والخريف ، فلا تستطيع أن تضبطه بساعة معينة ، والضابط في هذا أن تجمع ساعات الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، وتقسمها أثلاثا ، وبهذا يتبين لك

الثلث الأخير من كل ليلة .


من النساء من تتناول دواء لإيقاف العادة الشهرية في شهر رمضان لتتمكن من أداء الصلاة والصيام مع الناس، ما حكم عملها هذا؟

ج: استعمال هذه الأدوية التي تمنع نزول الحيض وتمنع الحمل ونحوها أولا في أصل استعمالها لا بد للمرأة أن تستشير أهل الاختصاص في الطب هل من المناسب لها استعمال مثل هذه الأدوية؛ لأنها لا تناسب كل امرأة بل قد تضر ببعض النساء، ثم إن كانت لا

تضرها لا بد من إذن زوجها فإن أذن لها فإن استعمالها لهذا الدواء مباح، لكن ينبغي للنساء عدم التمادي والاسترسال في هذا الأمر؛ لأنه ومن الوقع ثبت لنا أن مثل هذه الأدوية تسبب للمرأة اضطرابات في عادتها حتى تكون المرأة غير ضابطة لها، فتختل عليها بسبب ذلك كثير من الأمور، وخاصة العبادات من صلاة وصيام وحج ونحو ذلك.

لذا فإني أنصح المرأة أن تترك الأمر على طبيعته كما خلقه الله، فإنه سبحانه أحكم الأحكمين وهو العليم الخبير اللطيف، يعلم ما يصلح عباده، فلا ينبغي لها أن تتعرض لمثل هذه الأمور التي تؤدي بها إلى الاختلال والاضطراب في عادتها فتختل عبادتها تبعا لذلك، وقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن بل وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا يأتيهن الحيض في رمضان فيفطرن، ثم يقضين ، والحمد الله الأمر يسير ، تفطر إذا نزل دم الحيض ثم تقضي ، ولها فيمن سلف من نساء الصحابة رضي الله عنهن خير قدوة، حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخبرت أنه كان يكون عليها الصوم من رمضان فما تقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، المقصود أن الأمر يسير ولا تضجر المرأة وتذهب لهذه الأدوية التي تسبب لها الاضطرابات. والله أعلم.
س: في أيام الإجازة في شهر رمضان يلاحظ على البعض هداهم الله أنه يسهر إلى الفجر ثم ينام ولا يستيقظ إلا مع أذان المغرب ما حكم هذا التصرف ، آمل بسط الإجابة في هذا السؤال وبيان مخاطره؟

ج: السهر ليالي رمضان إما أن يكون على طاعة وعبادة وإما أن يكون على مباح، أو يكون على محرم، فإن كان على طاعة فهذا حسن ومندوب؛ لأن إحياء ليالي رمضان بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة وغيرها من العبادات أمر مستحب خصوصا ليالي العشرة الأخيرة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخلط في العشرين الأولى النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وصلاة فإذا دخلت العشرة جد وشد المئزر ).
أما إن كان السهر على مباح فإنه يكره ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.

أما إن كان السهر على محرم من نظر أو سماع أو فعل ونحوه فهذا بلا شك محرم، والسهر بكل أصنافه إن أدى إلى تفويت واجب كمن يسهر الليل ثم ينام النهار ويفوت الصلاة فإن هذا محرم، بل يخشى على من فعل هذا واعتاده أن يكون ممن ترك الصلاة تهاونا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وغير ذلك من النصوص الدالة على

عظيم أمر الصلاة وخطر تركها على دين المسلم. وواجبنا جميعا الحرص والعناية بأنفسنا وبمن هم تحت أيدينا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
س: عندما يفطر الصائمون في المسجد يدخل معهم أحيانا أناس ليسوا بمسلمين يأكلون ، فالبعض يقول دعوهم لعل الله أن يهديهم فهل نمنعهم أم ندعهم؟

ج: هذه الموائد التي توضع للإفطار هي من الصدقات العامة ولا مانع من أن يأكل منها الكافر، لقوله تعالي: سورة الممتحنة الآية 8 لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ، وهو من الإحسان العام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: في كل كبد رطبة أجر ولعل في حضورهم مثل هذه المجامع ومشاهدتهم لتلاحم المسلمين وإظهارهم لمثل هذه الشعائر؛ لعل ذلك يكون سببا في أن يفتح الله على قلوبهم وربما انشرحت صدورهم للإسلام.
س : يأتينا من قبل بعض العامة ورقة تتضمن حديث شخص عن امرأة مريضة بمرض عضال وأنها امرأة صالحة وأنها نامت ليلة
سبع وعشرين من رمضان فرأت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأنها أعطتها دواء أو شيئا من هذا فلما قامت من منامها فإذا هي قد شفيت، فعلى كل إنسان أن يصورها ـ 13 صورة ـ ويوزعها ويكون له من الأجر كذا ، وإن كان مريضا شفي ، وإن كان فقيرا اغتنى ، وإن من لم يفعل ذلك ستأتيه أمراض ، وإن كان تاجرا فسيخسر تجارة ، ثم يذكر أمثلة وكرامات تحققت لمن ينشرها ، ومصائب لمن أهملها ، فهل من تعليق على هذه الورقة المنشورة وتركها على التوكل على الله ، جزاكم الله خيرا؟

ج: هذه الورقة باطلة وما فيها باطل، وتعليق الناس بمثل هذه الخرافات يؤدي إلى فساد عظيم، إلى اندراس العلم الصحيح، والتعليق بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب العناية بأمور الديانة وتحصين الناس ضد مثل هذه الأشياء التي تخل بديانتهم، ولا يكون هذا إلا بنشر العلم الشرعي الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وتربية الناس على الرجوع إليه في كل صغيرة وكبيرة، هذا هو الواجب ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
إنني في رمضان المنصرم لم أصم إلا يوما واحدا ؛ وذلك لأنني أصبت بعلة ، وإذا صمت لا أستطيع الحركة إطلاقا ، ولا أستطيع الوقوف حتى في الصلاة ، فبماذا تنصحوننا الآن وجزاكم الله خيرا ؟ علما بأنه أول شهر رمضان تصادفني فيه هذه العلة ؟

ج : هذا المرض لا يخلو إما أن يكون مرضا ميؤوسا منه من الأمراض التي يقول الأطباء المختصون : إنه من الأمراض التي يغلب
على الظن عدم الشفاء منها ، فالمرض الذي لا يرجى برؤه عذر لترك الصيام ، ويلزمك أن تطعم عن كل يوم نصف صاع ، ويعادل كيلو ونصفا تقريبا . وهذا يقوم مقام الصيام ؛ لأن مرضك مرض لا يرجى برؤه ، أما إن كان مرض ليس بميؤوس منه ويشفى بتوفيق من الله ، فمتى شفاك الله وعافاك فصم هذه الأيام التسعة والعشرين يوما ، وليس عليك إطعام ؛ لقول الله تعالى : سورة البقرة الآية 185 فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .
س : إذا كان هناك شخص عليه دين لأحد أو دين لله مثل صيام يقضى أو مثل النذر ثم مات وكان في نيته أن يقضي ولكن الموت سبقه ولم يقض شيئا وليس له أحد من أهله يستطيع أن يقضي عنه ماذا عليه وهل يكون إثما أم أن الأعمال بالنيات كما يقولون ؟ . لأنه كان ينوي القضاء، جزاكم الله خيرا .

ج : لا يخلو حال الشخص إما أن يكون مفرطا بمعنى أنه أفطر
في رمضان ومضى عليه بعد رمضان وقت يمكن أن يقضي فيه فلم يقض، مضى شوال وذو القعدة وذو الحجة حتى قارب رمضان آخر ومات ولم يقض فهذا يخشى عليه من الإثم؛ لأنه فرط في القضاء وتهاون به وكذلك من عليه نذر، أما من مات قبل أن يمضي وقت يمكن أن يقضي فيه فلعل الله يسامحه لكونه لم يكن مفرطا، أما حقوق العباد فتقضى من التركة فإن لم يكن فمن تبرع أوليائه أو أحد إخوانه المسلمين، وإلا فهو مرتهن بدينه، فإن كان حريصا على قضائه وسعى في ذلك ولم يقدر فلعل الله أن يقضي عنه ويعفو عنه .
س : يقول السائل : إن لي أما كبيرة في السن وهي مريضة أيضا بمرض الصدر وعليها أيضا صيام شهر رمضان من قبل حوالي ثلاثين سنة فقد كانت مريضة بالمستشفى ثم لم تكن تعلم بأنه يجب عليها أن تقضي الشهر فقد كانت تجهل كثيرا من أمور دينها وقد نسيت ذلك بعد أن علمت أن عليها القضاء ولكنها تذكرت قبل سنة تقريبا أن عليها ذلك الشهر وهي الآن لا تستطيع الصيام بسبب مرضها وهي حتى الآن تطعم في رمضان عن كل يوم مسكينا ولا تصوم، فماذا يجب عليها الآن بعد كل هذه السنوات ؟ مع العلم أيضا بأنها كانت في السنوات الماضية قبل أن تصاب بالمرض تصوم الست من شوال وتصوم أيضا بعض
والنوافل فهل يجزئ ذلك عنها أم لا بد من القضاء ؟

ج : الواجب عليها الآن الإطعام عن كل يوم مسكينا، وما سبق من النوافل لا تجزي عن هذا الفرض؛ لأنها لم تنوها قضاء .

مختارات من فتاوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ من مجلة البحوث الأسلامية