النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ’’أخطاءٌ في الصِّيام‘‘ /معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    ’’أخطاءٌ في الصِّيام‘‘ /معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ’’أخطاءٌ في الصِّيام‘‘ /معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله
    ’’أخطاء في الصيام‘‘:

    1- التلفظ بنيَّة الصيام

    و قد تقدَّم[عند الكلام عن الأخطاء الخاصة بالطهارة و بالصلاة] أنَّ التلفظ بالنيَّة لم يكن يفعلُه النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-، و لا صحابتُه، و لا التابعون، و لا أحدُ الأئمة الأربعةِ، و لا السلفُ، فهو محدَث و بدعة، و النيَّة محلُّها القلب، و هي قصد العبادة.

    و قد ثبت في الأحاديث أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-اشترط إجماع النية و تبييت الصيام قبل الفجر في الفريضة، و معنى ذلك قصد الصيام و نيَّته بقلبه أنَّه يصوم غداً، كما صحَّ عن أمِّ المؤمنين حفصةَ-رضي الله عنها- أنَّها قالت:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-((من لم يُبيِّتْ الصيامَ قبل الفجر فلا صيامَ له))، رواه أحمد، و أصحاب السنن.

    ففي الحديث تبييت الصيام، و معناه: قصد القلب، كما هو ظاهر معنى "التبييت"، و الله أعلم.

    2- التَّساهل بوقت الإمساك

    كما يفعله بعضُ الناس من الأكل و الشرب حتى ينتهيَ المؤذنُ من أذانه، و ربما تساهلوا فاستمروا في الأكل و الشرب حتى يَفرَغَ المؤذنون في المساجد التي يسمعونها، و هذا كلُّه غلطٌ ظاهر، و ربما أبطل الصيامَ، يقول-تعالى:((و كُلُوا و اشربُوا حتَّى يَتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ)). و وقت التبيُّن المذكور هو أوَّل وقت الفجر، و هو وقت الأذان للفجر، و "حتى" تدلُّ على الغاية فإذا شرَعَ المؤذن في الأذان الثاني الذي بعد طلوع الفجر وجبَ الإمساك و الصوم، و هذا المعنى قد جاء في حديث عائشة و ابن عمر-رضي الله عنهم-أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-قال:((إنَّ بلالاً يؤذِّنُ بليلٍ فكلوا و اشربوا حتى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مكتوم))، متفق عليه، و للبخاري:((فإنَّه لا يؤذِّنُ حتى يطلعَ الفجرُ))، فقول الرَّسول-صلّى الله عليه و سلّم-:((كلوا و اشربوا حتى يؤذن...))؛ دليلٌ على وجوبِ الإمساك و بدءِ الصيام مع سماع الأذان الثاني الذي بعد طلوعِ الفجر.

    و لكن جاءت السنة بالترخيص لمن سَمِعَ الأذان و في يده أكلةٌ أو شَرْبَةٌ أن يقضيَ حاجته منها[رواه أبو داود و غيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-]، و الله الموفِّق.

    3- التساهل بصلاة الجماعة و النوم عنها و جمع الصلوات

    و هذا من المنكرات العظيمة في شهر الصيام، إذ الصلاةُ ركنُ الدين الأعظم بعد الشهادتين، و التساهل فيها لا يَحِلُّ أبداً، و قد تقدَّم في "الصلاة" أدلَّةُ وجوب صلاة الجماعة في المساجد، و حرمةُ التساهل في الصلاة بتركها مع الجماعات تفضيلاً للنوم و نحوه، و أمَّا جمعُ بعض الصلوات دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيحُ الجمعَ فمنكرٌ آخرُ، و لا يَحلُّ.

    و المسلم مأمورٌ بأنْ يرتِّبَ أوقاتَه على أساس تقديم الصلوات على أيِّ أمرٍ آخرَ، و على المسلمين التعاونُ فيما بينهم و التناصحُ في هذا الأمر الذي يظهرُ في شهر الصيام، و قد قال-تعالى-:((و تعاونُوا على البرِّ و التَّقوى و لا تعاونُوا على الإِثم و العُدوان)).

    4- قول الزُّور و العمل به و الجهل في الصيام و غيره

    فقولُ الزور و العملُ به منكرٌ لا يَحلُّ، لما ثبت في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-:((من لم يَدَعْ قول الزُّور و العملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه و شرابَه)).

    و الجهلُ بقول الفُحش و المسابة و نحو ذلك سوءُ خلقٍ، و منكرٌ خاصةً للصائم: فقد ثبت في "الصحيحين" أنَّ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- قال:((قال الله-تعالى-:كلُّ عمل ابن آدمَ له إلاّ الصيامَ فإنَّه لي و أنا اجزي به. و الصيامُ جُنَُّةٌ، فإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يَرْفُثْ و لا يَصْخَبْ؛ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقلْ:إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ)).

    و حديث أبي هريرة المتقدِّم أوَّلاً رواه البخاري في "الأدب" من "صحيحه" بلفظ:((من لم يدعْ قولَ الزور و العمل به و الجهلَ))، و يدخل في الجهل كل ما كان فحشاً أو سِبَاباً أو غيبةً أو نميمةً أو كذباً أو زوراً و نحوَ ذلك من آفات اللسان و الجوارح، فيجب على الصائم أن يُنزِّهَ نفسَه عن الكذب و الغيبة و الجهل و السباب، و كذلك يجب على غير الصائم، و لكنَّه في حق الصائم أشدُّ لحرمةِ الشهر و الصيام، و الله الموفِّق لتجنُّبها.

    5- إطلاق البصر و السمع على وجهٍ محرَّمٍ

    قال-تعالى-:((إنَّ السَّمع و البَصر و الفُؤاد كلُّ أُولئك كان عنه مسؤولاً))؛ فالجوارحُ التي ائتمنَ عليها العبادُ هم مسؤولون عنها و فيم استعملوها، و قد اعتاد بعضُ الناس رؤيةَ المنكرات أو سماعها كرؤية المتبرجات داعياتِ الفتنة، أو سماعِ الملاهي بأنواعها، و هذا كلُّه واجبُ الاجتناب في شهر الصيام و غيره، و تأَكُّدُه في شهر الصيام ظاهرٌ، لحُرمةِ و مكانةِ شهر الطاعة و الغُفران، و ما أجملَ أن يتخذَ المسلم من شهر الصيام وسيلةً لقطع العلائق و الصلةِ بالمحرَّمات المرئيَّة أو المسموعة، و سائر الشهوات، و في الحديث القدسي:((يَدَعُ طعامَه و شرابَه و شهوتَه من أجلي)).

    6- استماع آلات اللهو في شهر الصيام و غيره

    و ذلك أنَّه قد دلَّت الأدلَّة من الكتاب و السنة على تحريم سماع المعازف و ما يصاحبُها، قال-تعالى-:((و منَ الناس من يشترِي لهوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله))، قال ابن مسعود و غيره:هو الغناءُ، و لا شكَّ أنَّ المعازفَ و الغناء داخلةٌ في لهو الحديث الذي يُضِلُّ عن سبيل الله.

    و في "صحيح البخاري" تعليقاً بصِيغة الجزم-و قال بعض العلماء إنَّه مُتَّصِلٌ-:((ليَكُونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ يَستحلُّونَ الحِرَ و الحرير و الخمر و المعازف..))الحديث.

    و هذا ظاهرٌ في التحريم، و ذلك لأنَّ الاستحلال لا يكون إلاّ للمحرَّم، و صدَقَ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- فقد استعمل الناس من أمَّة محمَّدٍ المعازفَ و الغناءَ على وجهٍ فيه التهاون و عدمُ المُبالاة، و الواجبُ على المسلم اتِّباعُ ما جاء في القرآن و السنة، و تركُ المحرَّمات في شهر الصيام-و هو آكدٌ بالمنع لفضيلة الشهر-و في غيره.

    7- التساهل بمعرفة أحكام الصيام

    فالواجبُ على المسلم معرفةُ أحكام الصيام الظاهرةِ الواجبة عليه، كوقتِ الفطر و الإمساك، و كأنواع المُفطرات، و كالذي يَجبُ الامتناعُ عنه، و شروطُ الصيام و نحو ذلك حتَّى تقعَ العبادة موقِعَها، و يكونَ مأجوراً عليها لفضيلةِ العلم.

    كتاب المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    جزاك الله خير
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    وياك أخي الفاضل النجدي
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    1,500
    جزاكم الله خيرا
    قال الشيخ العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله (( فلا يُقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها ما يشاءون ))


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    ******
    المشاركات
    115
    جزاك الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    وياك أخي الفاضل
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •