النصيحة الأثرية لشبكة سحاب الحزبية الحدادية!



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومنْ اتَّبع هداه.

أما بعد...
إنني أريد بما أسطره هنا النصح لمن يعقل الكتاب والسنة، ومن يحترم الدين العظيم، دين الحق لرب العالمين، الحق الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم) الكريم، ويحترم دعاة السنة السلفيين.
وفي الوقت نفسه يحترم عقله ويعرف قدر نفسه بالنسبة لدين الله تعالـى ورسولـه (صلى الله عليه وسلم) لكي لا يسقط هذا في الهوة التي سقط فيها أهل التحزب باتخاذهم([1]) الطعن في دعاة الدعوة السلفية قربة إلى الله بأدنى سبب بلا وازع ديني ولا ضمير.
والعاقل البصير بدينه لابد أن يأخذ العبر من الذين قبله، قبل أن يلحق بركبان أهل التحزب والعياذ بالله.
لذلك نسمع من أناس في كل حين وأخرى يرمون دعاة الدعوة السلفية شرفهم الله بالعظائم، ويصفون فلاناً وفلاناً بأدنى سبب، وهذا بلا شك من المنكرات التي ابتلى بها بعض الناس في شبكة سحاب الحزبية البدعية.
فمن علمنا به يظهر منه شيء من هذه المنكرات، وجب منعه من ذلك المنكر، والإنكار عليه كائنا من كان إلى أن يتوب إلى الله.
ونحن نطالب أهل الاستعجال بتوثيق كلامهم هذا بإثبات صدقه وحقيقته، وإلا يعتبر من المجازفات التي يأثم عليها الإنسان.
وقد حذر النبي (صلى الله عليه وسلم) من ذلك أشد التحذير فقال (صلى الله عليه وسلم): (من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال([2]) حتى يخرج مما قال).
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في سننه (ج4 ص23) وأحمد في المسند (ج2 ص70) والحاكم في المستدرك (ج2 ص27) من حديث ابن عمر )رضي الله عنه) بإسناد صحيح.
والمحتسب عليه أن يعزر من أظهر مثل ذلك من المنكر في قذف المؤمن ما ليس فيه.
قال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في التعليق على السياسة الشرعية (ص192): (وقوله (حتى تنزع) قد يقال: كيف ينزع وقد قال؟ نقول: ينزع، إما بتكذيب نفسه، أو بالثناء على من قال فيه ما ليس فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وما أشبه ذلك، هذا الذي يناسب، وإلا فالكلمة إذا قيلت خرجت فلا يمكن ردُّها، ولا دواؤها). اهـ
فليحذر هؤلاء من هذا الوعيد الشديد.
والواجب على العبد في دينه اتباع ما قاله الله تعالى وقاله رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، والسير على ما كان عليه سلف هذه الأمة.
فمن خالف ذلك، فهذا هو أصل الداء الذي ابتلى به بعض الناس في شبكة سحاب الحزبية الحدادية.
إنه انحراف عن السنة في المنهج والانصراف عن السمت النبوي في العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه أبو عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري

[1]) فخذل الله تعالى رؤوسهم المرجئة في مواطن كثيرة، ولا زال الخذلان يسري في أفراخهم في شبكة سحاب الحزبية فافهم هذا ترشد.
[2]) ردغة الخبال: عصارة أهل النار والعياذ بالله.