النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ربيع المدخلي وعقيدة الإرجاء ( منقول )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547

    ربيع المدخلي وعقيدة الإرجاء ( منقول )

    لماذا كانت أخطاء الشيخ الربيع في المسائل الأخيرة ضلالاً لا مجرد خطأ علمي فقط

    ما زال علماء السنة قديماً وحديثاُ يختلفون في المسائل العلمية بين مصيب ومخطئ ، حيث لم يجعل الله العصمة في دينه إلا لأنبيائه ورسله ، واختلاف العلماء في المسائل الاجتهادية لا يُوجِبُ ذلك طعناً في أحدٍ منهم ولا تضليلاً وهجراً وتحذيراً عاماً مطلقاً ، فلماذا إذن حكمنا على أخطاء كثيرة للشيخ ربيع المدخلي بأنها ضلال وانحراف ؟!! لأنّه خالف نَهْجَ أهل السنّة في سعة الصّدر للمخالف الأثري ، الذي لم يقع في بدعة ولا تحزب ولم ينصر مبتدعاً صاحب هوى . فأدى به خلافاته الاجتهادية مع غيره من أتباع الأثر إلى الطعن فيهم والتحذير العام منهم وإخراجهم من دائرة أهل السنة وتضليلهم ، ثم إحياؤه لمذهب المرجئة القديم ؛ فلذلك كانت فتنته توصل إلى الضلال وتضليل الأمة السلفية . فالضلالة حق الضلالة أن يخلط بين المسائل الخلافية والاجتهادية ويعطي الجميع حكماً واحداً .

    الإمام مالك يحذر من فرض الرأي والوصاية الفكرية على الأمة في الأمور الاجتهادية

    عن محمد بن عمر قال : سمعت مالك بن أنس رحمه الله يقول :" لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحدثته ، وسألني فأجبته ، فقال إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها يعني الموطأ فننسخ نسخاً ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة ، وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدوها إلى غيرها ، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فإني رأيت أصل هذا العلم رواية أهل المدينة وعلمهم . قال : فقلت يا أمير المؤمنين :" لا تفعل ، فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل ، وسمعوا أحاديث ، ورووا روايات ، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم ، وعملوا به ودانوا به ، من اختلاف الناس ، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه ، وما اختار كل بلد لأنفسهم . فقال المنصور : " لَعَمري لو طاوعني على ذلك لأمرت به " قال ابن عبد البر :" وهذا غاية في الإنصاف لمن فهم ". جامع بيان العلم (1/132)

    وسنثبت في هذه المسألة أن هجره وتحذيره من مخالفيه كالشيخ فالح الحربي وإخوانه من أهل السنة ، إنّما كان بسبب نظرات اجتهادية محضة لا مسائل خلافية منهجية انحرفنا عن جادة الصواب فيها ، بل سنثبت خطأه هو حتى في هذه المسائل الاجتهادية وضلاله في مباحث الإيمان ، وإصابة غيره للحق فيها ، فضلاً عن إصابته وتحذيره وطعنه في مخالفيه من أهل السنة . (1)



    الشيخ ربيع وعقيدة الإرجاء

    لقد ثبتت بأدلة كثيرة وقوع الشيخ ربيع المدخلي في عقيدة الإرجاء وتمسكه بها ودفاعه عنها ، وتحذيره ممن يخالفها ، ومن أدلة ذلك استدلاله بالمتشابه من أحاديث الشّفاعة ، وتركه للمحكم من النصوص القطعية العظيمة الواضحة التي تدل على كفر تارك جنس العمل . وبرَّرَ للأمة عقيدته الإرجائية بأنّه يحارب الخوارج السرورية الذين حاربوا أهل السنة باسم الإرجاء . وما علاقة هذا بذاك ؟؟؟!!!

    فمثل الشيخ ربيع كمثل ناصِبِيّ يحارب الرّوافض . فإذا ذُكِّر بفضائل آل البيت الكرام . قال : لا تمدحوا آل البيت لئلا يكون ذلك ذريعة لتقوية الرفض والتشيع والغلو !!!.

    وقد حدث للإمام المُطَّلِبي محمّد بن إدريس الشافعي أنْ واجه نفراً ممن يشبه الشيخ ربيع في عصره لمّا رَحَلَ لليمن حيث أنّه لمَّا مدح آل البيت من صحابة وتابعين اتهموه بالرّفض والتّشيع ، فقال قولته المشهورة :

    إنْ كانَ رفضاً حبّ آل محمّد فليَشْهَدِ الثَّقلان أنّي رافضي

    وكذلك الشيخ ربيع لمّا اعتقد عقيدة المرجئة فَأُنْكِرَ عليه ذلك اتهم مخالفيه من أتباع الأثر بأنّهم سرورية خوارج ، ونحن نبرأُ إلى الله منهم .

    فهل يبرّر الرّد على السرورية الخوارج أن نسكت عن المرجئة لئلا يكون ذلك وسيلة لتقوية شوكة الخوارج ؟؟؟!!!.

    ربيع والفرقة التومنية الإرجائية العاشرة

    ظهرت في القرون الأولى فرقة من فرق المرجئة يزعمون أن تارك جنس الأعمال لا يكفر وإنّما هو مجرّد فاسق ناقص الإيمان ، وهم أصحاب أبي معاذ التومني . وقد صنّفهم أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين على أنّهم الفرقة العاشرة من فرق المرجئة . فما هي العقيدة التومنية من المرجئة ؟؟؟!!

    قال أبو الحسن الأشعري :" والفرقة العاشرة من المرجئة أصحاب أبي معاذ التّوْمَنِي : - ونقل من أقوالهم - :" وتارك الفرائض مثل الصلاة والصيام والحج على الجحود بها والرد لها والاستخفاف بها كافر بالله وإنما كفر للاستخفاف والرد والجحود وإن تركها غير مستحل لتركها متشاغلا مُسَوِّفَاً يقول الساعة أصلى وإذا فرغت من لهوى ومن عملي فليس بكافر إذا كان عزمه أن يصلى يوماً ووقتاً من الأوقات ولكن نُفَسِّقُهُ ". مقالات الإسلاميين (1/139- 140)

    وأقره على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وأيّد الأشعري في أنّهم فرقة إرجائية .

    فَهم إذاً يرون أنّ تارك جنس العمل ناقص الإيمان وليس بكافر .

    فلننظر الآن ماذا يعتقد ربيع المدخلي ، وعلى ماذا يوالي ويعادي ؟؟!!

    قال ربيع المدخلي :" فإذا كان هناك أحدٌ يقول في تارك جنس العمل إنّه ناقص الإيمان أو مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان فإنه لا يصح أن يقال عنه أنه قد وافق المرجئة ".

    النصيحة الثانية لفالح (ص18) بتاريخ :24 صفر 1425 هـ

    فربيع يعتقد أن تارك جنس العمل ناقص الإيمان ، والمعاذية التومنية يعتقدون نفس العقيدة . وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنّ مُعْتَقِدُ هذه العقيدة إنّما هو من جملة جماهير المرجئة وداخل في فرقهم وخصوصاً الفرقة العاشرة منهم .

    السِّرُّ في تحذير ربيع من كلمة الجنس

    فلهذه الحقيقة ولهذا السّر الدّفين في قلب الشيخ ربيع صار يحذّر كل هذا التحذير من لفظة الجنس وأنّها ليست عربية وأنّها من ألفاظ الفلاسفة والمناطقة ، وأنّ اللغويين اضطربوا فيها .

    ربيع من غلاة المرجئة عند الإمام إسحاق بن راهويه

    لقد اعتقد الشيخ ربيع أن تارك جنس العمل ليس بكافر وإنّما هو ناقص الإيمان فقط ، ونسب ذلك إلى أهل السنة ، كما مرّ في كلامه السابق .

    أما الإمام إسحاق بن راهويه فيرى أن من يقول ذلك أنه من غلاة المرجئة .

    نقل الإمام ابن رجب الحنبلي عن الإمام إسحاق بن راهويه أنه قال :" غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إنّ قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج ، وعامة الفرائض من غير جحود لها : إنَّا لا نكفره ، يرجأ أمره إلى الله بعد ، إذ هو مقرٌّ . فهؤلاء الذين لا شك فيهم . يعني : في أنهم مرجئة ".

    فتح الباري لابن رجب :(1/21)

    الشيخ ربيع وأذكياء طلبته لا يعرفون معنى جنس العمل

    لقد عاش الشيخ ربيع وأذكياء طلبته من حوله حيناً من الدّهر في حيرة شديدة في أمر " جنس العمل " حتى صاروا يتساءلون فيما بينهم عن حقيقة هذه الكلمة وعن لغزها المحير. وقد صور لنا ربيع مشهداً حياً من مشاهد هذا الجهل والتخبط .

    قال ربيع : " فكنت أكره الحديث عنه – أي جنس العمل – والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم ، حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام : أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن ". كلمة حق حول جنس العمل (ص 1)

    ومع ذلك أَلَّفَ فيها رسالة وسمّاها " كلمة حق في جنس العمل ". فإذا كان هو لا يعرف معناها كما سيأتي فكيف يؤلف ويقولُ الحقّ فيها ؟؟؟!!

    وسنثبت لكم بالدليل القاطع أنّه لم يفهم حقيقة هذه الكلمة عند أهل السنة ومقصودهم منها .

    ظنّ الشيخ ربيع أنّ المقصود بجنس العمل :

    كلّ عمل صالح على إطلاقه

    اعتقد الشيخ ربيع أنّ المقصود بجنس العمل هو كلّ خير وعمل صالح مهما صَغُرَ أو كَبُرَ ، فلذلك استبعد جداً تصوّر أن يوجد مسلم على وجه الأرض يمكن أن يخلو فترة من أوقاته من عمل خير وإن قلّ .

    فمثلاً عنده أنّ إماطة الأذى عن الطريق عمل صالح وداخل في جنس الأعمال ، وكذلك عند ربيع أن كّفَّ الشّر عن الناس ومساعدة ابن السبيل والمسكين عمل صالح لا يكاد يخلو منه مسلم .

    وكذلك إغاثة الملهوف وإطعام الجائع وكسوة العاري وإنقاذ الغريق وحسن العشرة والإحسان للأهل والأقارب والجار، كل هذه أعمال صالحة قد لا يخلو منها بشر فضلاً عن مسلم ؟؟!!، فكيف يمكن مع هذا أن تكون هذه المسألة واقعية عملية عند الشيخ ربيع ؟!!!.

    قال ربيع نقلاً عن حمد العتيق : " الفصل الثالث : ترك جنس العمل كفر أكبر: المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع ".

    قال ربيع : فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله .

    ثم قال ربيع :" كما قال أخونا حمد العتيق : " إنها مسألة غير عملية بمعنى أنه لا يمكن أن يقال : إن هناك زيداً - من الناس – قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولم يعمل بعدها خيراً قط ، فإن هذا النفي المطلق لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به " ، والأمر كما ذكر الأخ حمد ". كلمة حق (ص2)

    ثم قال ربيع : " وهنا ملاحظة مهمة ينبغي لَفْتُ النَّظر إليها وهي أنّ الصورة التي ذكرها الأخ حمد -وفقه الله- لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد ، ولكنها في الوقت نفسه هي نظرية غير واقعية ولا عملية إذ لا يتصور وقوعها من مسلم ، ... فكيف نزج بدعوتنا وشبابنا في الصّور المستبعدة أو المستحيلة وتشحن النفوس وتضيع الأوقات في القيل والقال ". كلمة حق (ص3)

    قلت : ولأنّ ربيعاً ظنّ أنّ المقصود بجنس العمل هو كل عمل صالح في ذاته ، فلذلك استبعد أن يخلو منها مسلم ، فلذلك عدّها من الصور المستحيلة النادرة التي تسبب الشحناء والبغضاء والقيل والقال .

    فهل كان السلف وأئمة السنة ينشغلون بالقيل والقال وما يسبب الشحناء من الصور المستبعدة المستحيلة النادرة والنظرية غير العملية الواقعية ؟؟!!!

    أم أن هناك سراً لم يفهمه ربيع ولم يستوعبه في قضية جنس العمل ولم يوفق إليه ؟؟!!

    ماذا يقصد أئمة الإسلام والسنة بجنس العمل ؟

    لقد قصد أئمة السنة بجنس العمل أمراً آخر مُغايراًَ تماماً لما فهمه ربيع المدخلي . فهم قصدوا بجنس العمل : العمل الصالح الذي يختص به أهل الإسلام مما لا يشاركهم فيه غيرهم من أهل الأرض، وليس العمل الصالح على إطلاقه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي اختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم" . مجموع الفتاوى (7/621 )

    قلت : وما اختص بإيجابه محمد صلى الله عليه وسلم من العمل الصالح ، هي : مثل العبادات الظاهرة التي هي شعائر للإسلام مثل : الصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان وغيرها .

    أما العمل الصالح الذي لا يختص بالأمة وقد يشاركهم فيها المشركون وأهل الكتاب مثل : إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ، وإطعام الجائع والرفق بالحيوان ، وعموم الصدقة على الفقراء والمساكين ، والإحسان للأهل والجار والأقربين ، فهذه لا تدخل في مفهوم جنس العمل عند أئمة السنة .

    قال شيخ الإسلام موضحاً ذلك :" مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث ، أو يعدل في قسمه وحكمه ، من غير إيمان بالله ورسوله ، لم يخرج بذلك من الكفر ، فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور ". مجموع الفتاوى (7/621 )

    قلت : ويدخل في ذلك إماطة الأذى عن الطريق .

    والعلّة في هذا التفريق أنّ هذه الأعمال الصالحة المشتركة قد يفعلها الشخص ليس تقرباً إلى الله وإنما قد يكون دافعه العطف على الفقير ، أو مجرد حبّ الخير أو الشهرة أو الراحة النفسية .

    فكما أن الكفار أعمالهم الصالحة النابعة عن حبّ الخير لا تقبل منهم حتى يسلموا ، فكذلك تارك جنس العمل الصالح التي هي شعائر الإسلام الظاهرة لا تقبل منه أعماله الصالحة الأخرى ، حتى يؤدي شعائر الإسلام الظاهرة كالصوم والصلاة والحج والزكاة وما أشبهها .

    ثم قال شيخ الإسلام :" ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه فهذا نزاع لفظي كان مخطئا خطئا بيّنا وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف ". مجموع الفتاوى (7/621 )

    وقال الإمام ابن القيم مؤكداً المعنى السلفي لمفهوم جنس العمل :" وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم يُنْجه ذلك من النار ". الفوائد (ص204)

    الإمام الحميدي يؤكد أنّ المراد بالعمل :

    الشرائع المحمدية الظاهرة

    قال الحميدي - شيخ البخاري – رحمه الله :" أخبرت أن ناساً يقولون : من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت ، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت ، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه ، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة . فقلت : هذا الكفر الصراح ".

    السنة للخلال (ص586)

    وشرح أصول الاعتقاد للالكائي(5/887)



    نقل المكّي الإجماع أنّ المقصود بالعمل هو

    الشرائع الظاهرة لا العمل الصالح بمفهومه العام

    قال أبو طالب المكي رحمه الله :" وأيضاً الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً ".

    وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية . الفتاوى (7/336)

    الإمام إسحاق بن راهويه يؤكد أن المراد بالعمل :

    العمل الظاهر من الإسلام

    قال إسحاق بن راهويه :" غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج ، وعامة الفرائض من غير جحود لها : إنَّا لا نكفره ، يرجأ أمره إلى الله بعد ، إذ هو مقرٌّ . فهؤلاء الذين لا شك فيهم . يعني : في أنهم مرجئة ".

    فتح الباري لابن رجب (1/21)




    الشيخ ربيع يخالف الأئمة وإجماع الأمة

    ويعمم مفهوم جنس العمل

    أما الشيخ ربيع فيخالف الأئمة والإجماع في النّقولات السابقة ويعتقد أن المقصود بجنس العمل : كل الأعمال سواء ما أوجبه الإسلام ابتداءً ، أو ما أقر عليه المشركين مما دلت عليه الفطرة واقتضته المروءة ومكارم الأخلاق .

    قال ربيع :" وأما أدنى الأعمال فهو إماطة الأذى من الطريق , كما في قوله صلى الله عليه وسلم :" الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة , أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق ".

    أسئلة على مشكلات فالح (ص5)

    فقد اعتبر إماطة الأذى عن الطريق من الأعمال التي تؤثر وجوداً وعدماً في إسلام الشخص وكفره ؟!! . وهذا تعميم منه لمفهوم جنس العمل ، لأنه دخل فيما لا يحسنه ، وتكلم في فنّ لا يتقنه ، والأدهى من ذلك والأمر أنه يعادي ويوالي على جهله هذا ، ويحذر من كل من خالفه في ذلك. وسمى رسالته مشكلات فالح ، والأولى بها أن تسمى : مشكلات ومصائب وضلالات ربيع !!!.


    ربيع يترك أئمة الإسلام وأقوالهم

    ويستدلّ بقولٍ مُحْدَثٍ غريب

    بعد كل هذه النقولات عن أئمة الإسلام والسنة وغيرها الكثير مما لم ننقله مما هو مدون في دواوين الإسلام العقدية والحديثية ، يذهب الشيخ ربيع بعيداً جداً ويتجاوز القرون المفضلة إلى عصرنا الذي كثر فيه الجهل حتى بين أهل السنة ، فيستدل بقولٍ محدثٍ غريب جداّ ليس عليه أثارة من علم أو رجوع لقاعدة أو قول من سلف ويقول : كتب أخونا فلان ؟!!! وكأن السلف لم يكتبوا في ذلك ؟!!!!.

    قال ربيع :" وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين ".

    فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : " الفصل الثالث : ترك جنس العمل كفر أكبر: المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع ".

    ثم قال ربيع معلقاً على ما سبق :" فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله ".

    ثم قال ربيع :" ثانيها كما قال أخونا حمد العتيق :" إنّها مسألة غير عملية بمعنى أنه لا يمكن أن يقال : إن هناك زيداً - من الناس – قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولم يعمل بعدها خيراً قط ، فإن هذا النفي المطلق لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به ، والأمر كما ذكر الأخ حمد ". كلمة حق (ص2)

    قلت : فلماذا ترك ربيع أئمة الإسلام وذهب لينصر نفسه بكتاب شابّ لم يتمكن من العلم في هذا الباب كالأئمة ، ثم هو يخالفهم فلو وافقهم لسهل الأمر ؟!! وكأن ربيعاً لمّا لم يجد من يوافقه من أئمة الإسلام ابتداءً بالسلف وانتهاءً بابن باز والفوزان ذهب يتعلق بقشة لينجو ؟!!! .

    وستكون هذه القشة هي التي تقصم ظهر البعير !!.

    ربيع يعتقد أن ترك جنس العمل لا يتصور وقوعه من مسلم

    وكما مر في مقاله الآنف الذكر ها هو ربيع يقع في ضلالة أخرى متابعاً لغيره فيها ممن هو أقل علماً منه ، ويهمل أقوال من هم أعلم بالله ورسوله وكتابه منه بمراحل وهم أئمة أهل السنة ، فيعتقد أن المسألة صورية نظرية غير عملية ولا واقعية .

    حيث أكد ربيع ما سبق بقوله :" ولكنها في الوقت نفسه هي نظرية غير واقعية ولا عملية ، إذ لا يتصور وقوعها من مسلم ، والشرائع لم تبن على الصور النادرة "، ثم وصفها بأنها مستبعدة أو مستحيلة وأن الخوض فيها يعتبر تضييعاً للأوقات في القيل والقال . ( كلمة حق ص3)

    وهكذا يلزم من عقيدة ربيع أن أئمة السنة خاضوا في الخيالات والمستحيلات وما فيه تضييع للأوقات في القيل والقال مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن القيل والقال ؟؟!! وعن تضييع الأوقات ، وأن الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .

    فهل يعقل أن السلف والأئمة خاضوا في النوادر والمستحيلات العقدية وخصوصاً في مسائل التكفير وهم يواجهون المرجئة والخوارج ؟؟!!!

    الشبهة التي أوقعت ربيعاً في هذه الضلالة النكراء

    لقد توهم ربيع أن المقصود بجنس العمل التعميم والإطلاق في جميع أعمال الخير كما أثبتنا سابقاً . ثم بنى على تلك العقيدة الموهومة استحالة وجود مسلم تارك لجنس العمل ، حيث ما من مسلم إلا وله عمل صالح وإن قل وندر من صلاة وصيام وبر للوالدين و مساعدة للمحتاج وإماطة للأذى .

    والرد عليه من وجهين :

    الوجه الأول : ما سبق إثباته أن مفهوم جنس العمل يختلف عند أئمة السنة عما يتوهمه ربيع وأتباعه المقلدون .

    فأئمة السنة يقصدون بجنس العمل شرائع الإسلام الظاهرة .

    وربيع وأتباعه يقصدون بجنس العمل عموم العمل الصالح سواء منها التي تختص بالمسلمين أو ما يشاركهم فيه غيرهم من الأمم .

    ربيع يناقض نفسه

    الوجه الثاني : أنه على فرض صحة هذه العقيدة وهي استحالة وجود مسلم لم يعمل خيراً قط - وهو خلاف الحق- فكيف إذاً يستدل بحديث الشفاعة وفيه أنه يخرج من النار أقوام لم يعملوا خيراً قط ؟؟؟!!!!!.

    فإذا كان على رأيه يخرج من النار من لم يعمل خيراً فكيف لا يتصور وجوده من مسلم عنده ؟!!! ، وهل الذين يخرجون من النار كفار ؟!!!.

    حيث يقول ربيع :" إذ لا يتصور وقوعها من مسلم ". [كلمة حق ص3]

    إنّ هذا دليل على تناقضه العقدي العظيم .

    ربيع واتباع المتشابه من أحاديث الشفاعة

    حَمَلَ أهل السنة أحاديث الشفاعة ومنها حديث :" يخرج الله من النار قوماً لم يعملوا خيراً قط" الذي أخرجه مسلم (1/170) من حديث أبي سعيد الخدري .

    على محامل صحيحة حتى لا تتعارض مع عقيدة كفر تارك شرائع الإسلام وواجباتها الظاهرة .

    ومن هذه المحامل والتأويلات الصحيحة ما ذكره الإمام ابن خزيمة ، حيث قال : " هذه اللفظة " لم يعملوا خيراً قط " من الجنس الذي يقول العرب : ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل " لم يعملوا خيراً قط " على التمام والكمال لا على ما أوجب عليه وأمر به وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ". التوحيد ( 2 / 732 )

    ومنها أن تحمل على أوقات يرفع فيه علم الشرع من الأرض أو بعض الأقطار . كما في حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم :" يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال له صلة ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا ".

    سنن ابن ماجه (2/1344- رقم4049 ) وصححه الألباني

    وقد ذكر الشيخ العلامة الفقيه صالح الفوزان أن الاستدلال بهذه الأحاديث على عدم تكفير تارك جنس العمل إنّما هو استدلال بالمتشابه .

    وقد ورد إليه سؤال وهو :" هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث " لم يعملوا خيرًا قط " وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ، فكيف الجواب على ذلك ؟

    قال العلامة الفوزان حفظه الله جواباً على هذا السؤال :" هذا من الاستدلال بالمتشابه ، وهذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم : هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ . [آل عمران: 7] ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها ، فلا بد من رد المتشابه إلى المحكم ، فيقال : من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور وعليه تحمل هذه الأحاديث ". مسائل في الإيمان للفوزان ( ص 28، 29 )

    أما ربيع فكان يستدل في وقائع مختلفة بهذه الأحاديث في عدم التكفير لتارك الأعمال ، حيث قال :" وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه فإذا ألَحّ ولـجّ اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس – رضي الله عنه – يخرج من النار :" من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان "، فلا يحير جواباً ".

    كلمة حق حول جنس العمل (ص2)

    فلماذا استدل بهذه الأحاديث ؟؟؟!!! ولماذا أضل أتباعه عن الحق ؟؟؟!! ولماذا لا يتراجع الآن ويصحح عقائدهم ؟؟!!

    ربيع يخالف نصوص القرآن الصريحة

    في وجود تارك جنس العمل

    قال تعالى في كتابه العزيز :" قل أطيعوا الله والرســول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافــرين ". ( آل عمران :32 )

    وقال تعالى :" ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ". ( السجدة :22 )

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" فعلم أن التولي ليس هو التكذيب ، بل هو التولي عن الطاعة ... وقــد قـال تعالى : )ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئـك بالمؤمنـين( ( النور:47) ، فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل ، وإن كان قد أتى بالقول ". (الفتاوى :7/142)

    فهؤلاء الذين ذمهم الله تعالى في كتابه ووصفهم بالكفر إنما تولوا عن العمل بمقتضيات الإيمان فكيف يزعم ربيع عدم وجود ذلك وعدم تصوره ؟!!!.

    فعلى ربيع التوبة الصادقة من القول على الله بلا علم .

    الشيخ ربيع يُنكر وقوع النوع العاشر من نواقض الإسلام

    لعدم تصوره عنده

    إنّ من نواقض الإسلام العشرة التي أجمع عليها العلماء ما يتضمن كفر تارك الأعمال وهو المعرض الذي يسمى كفره : كفر الإعراض .

    قال العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله - عن نواقض الإسلام - : " ولكن الذي أجمع عليه العلماء ، هو ما ذكره شيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، من نواقض الإسلام ، وأنها عشرة ".

    فذكرها ثم قال ": العاشر : الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به". الدرر السنية (2/360-362)

    فالعلماء يكفرون بالإعراض عن العمل بشعائر الإسلام التي تختص بالمسلمين ، أما ربيع فلا يتصور ذلك عنده ؟!!!.

    كثير من أتباع ربيع ممن ينكر عقيدة جنس العمل

    لقد سمعنا من كثير من أتباع ربيع من ينكر هذه العقيدة السلفية ، وناقشت بالهاتف مع أحدهم ممن كان يؤاخينا في الله سابقاً ، فلما بينت له الأدلة وأقوال السلف في المسألة ، قلت له : ما رأيك الآن ؟ ومن المصيب ربيع أم نحن ؟، فقال بكل برود : ربيع هو المصيب !!. ولا أدري ماذا أصابه ؟!.

    وقال أحد أتباع ربيع من كتاب شبكة سحاب مدافعاً عن شيخه وملزماً أهل السنة بأن ينكروا عقيدتهم ويتخلوا عنها بحجة معارضتها لأحاديث الشفاعة .

    قال هذا الكاتب :" ويلزمهم إنكار أحاديث الشفاعة لأنّها تنص على أنه يخرج من النار من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان وعلى منهجهم أن مثل هذه الأحاديث تدفع الناس إلى ترك العمل ولا يستطيعون أن يوجدوا فارقاً ذا قيمة بين مدلول هذه الأحاديث وبين تارك جنس العمل ". رسالة حقيقة جنس العمل (ص2)

    وهذا مما يؤكد أن هذه الضلالة الإرجائية منتشرة بين أتباعه ومناصريه .

    أما الرّد على جهالته : فهو أنه لا يلزمنا إنكار أحاديث الشفاعة لأنّنا نحملها على صور لا تتعارض مع عقيدة كفر تارك جنس العمل كما ذكرنا من كلام الإمام ابن خزيمة ، وهذه هي الطريقة السنية الأثرية : الجمع بين المتعارضات لا إثبات تناقضها وضرب بعضها ببعض على طريقة أهل البدع من خوارج ومرجئة .



    الشيخ ربيع وإحياؤه العقيدة السوارية من المرجئة بين الأمة

    بعد إثباتنا أن ربيعاً اعتقد العقيدة التومنية أصحاب أبي معاذ التومني . ها هو من جديد يتمسك بضلالة إرجائية أخرى هي أخبث من سابقتها وهي العقيدة السوارية من المرجئة أصحاب شبابة بن سوار المرجئ القديم .

    وكيف أنه أحياها في الأمة تقعيداً وتأصيلاً هو وإبراهيم الرحيلي كما سأذكره في الجزء الثاني من المغيرات الأصولية الأثرية على قواعد الرحيلي الحزبية بإذن الله .

    فما هي هذه العقيدة الضالة الخبيثة ومن من السلف تصدى لها ؟؟؟!!!!.

    ربيع يعتقد أن قول اللسان عمل ينفع صاحبه

    ولو ترك كل الأعمال

    قال ربيع عن رسالة حمد العتيق :" إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها :" الفصل الثالث : ترك جنس العمل كفر أكبر: المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع ".

    ثم قال ربيع مقراً حمد العتيق فيما ذكر :" والأمر كما ذكر الأخ حمد ".

    كلمة حق (ص2)

    فانظر إلى إقرار ربيع قول حمد العتيق السابق :" ثم يبقى دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً ".

    حيث يعتقد ربيع أن النطق باللسان جزء من العمل ، وأنه ينفع صاحبه وينجيه من الكفر ولو ترك كل الأعمال ؟؟؟!!!! وهذه من أخبث أقاويل المرجئة وهو قول شبابة بن سوار المرجئ .

    الإمام ابن رجب الحنبلي ينسب ما اعتقده ربيع إلى المرجئة

    قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي :" وقد كان طائفة من المرجئة يقولون : الإيمان قول وعمل ــ موافقة لأهل السنة ــ ثم يفسرون العمل بالقول ، ويقولون : هو عمل اللسان . وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول عن شبابة بن سوار وأنكره عليه ، وقال : هو أخبث قول ، ما سمعت أن أحداً قال به ولا بلغني . يعني : أنه بدعةٌ ، لم يقله أحد ممن سلف ". فتح الباري لابن رجب (1/113-114)

    وقد فسر ربيع العمل بأن منه النطق بالشهادتين كما سبق ووافق شبابة في عقيدته الخبيثة .


    الإمام أحمد والخلال ينسبان قول ربيع إلى

    أخبث أقوال المرجئة

    بوب الخلال في كتابه السنة فقال :" ومن قول المرجئة أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجارحة ، فإذا قال فقد عملت جوارحه وهذا أخبث قول لهم". ثم ذكر بسنده عن الأثرم قال :"وسمعت أبا عبد الله وقيل له : شبابة أي شيء يقول فيه ؟ فقال : شبابة كان يدعو إلى الإرجاء . قال : وقد حكـي عن شبـابة قـول أخبث من هذه الأقاويل ، ما سمعت مثله . قال : قال شبابة : إذا قال فقد عمل . قال : الإيمان قول وعمل كما يقولون ، فإذا قال فقد عمل بجارحته ، أي بلسانه ، فقد عمل بلسانه حين تكلم . ثم قال أبو عبد الله : هذا قول خبيث ما سمعـت أحـداً يقـول بـه ولا بلغـني".

    السنة (3/570)

    ونقلــه شيــخ الإســلام في الفتاوى وأقره (7/255)

    وقد وافق ربيع المرجئة السوارية الخبيثة في اعتقادهم الباطل ، وأحيا هذه العقيدة البائدة المندثرة من جديد ، فعليه وعلى أتباعه التوبة النصوح قبل الممات فالعمر قصير ، والجاه والمنزلة بين الأتباع كلها ستزول عما قريب .

    العلامة الشوكاني والفوزان يحكمان بكفر الناطق بالشهادتين

    التارك لعمل الجوارح خلافاً للشيخ ربيع

    وهذا العلامة الشوكاني يقرر ما ذكره الإمام أحمد والخلال وابن رجب خلافاً لربيع من أن نطق اللسان غير داخل في العمل .

    وقد سئل الشوكاني عمن في البادية من الأعراب لا يفعلون شيئاً من الشرعيات إلا مجرد التكلم بالشهادة فقال :" وأقول من كان تاركاً لأركان الإٍسلام وجميع فرائضه ، ورافضاً لما يجب عليه من ذلك من الأقوال والأفعـال ، ولم يكن لديه إلا مجرد التكلم بالشهادتين ، فلا شك ولا ريب أن هذا كافرٌ شديد الكفر حلال الدم".

    الرسائل السلفية - إرشاد السائل إلى دليل المسائل (ص43)

    وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله :" إذا لم يعمـل بمقتضـى لا إلـه إلا الله ، واكتفى بمجرد النطق بها ، أو عمل بخلافها ، فإنه يحكم بردته ويعامل معاملة المرتدين". المنتقـى من الفتـاوى(1/9)

    شيخ الإسلام ابن تيمية يحكم بكفر الناطق بالشهادتين

    التارك لعمل الجوارح

    قال ابن تيمية عن قوم يزعمــون الإيمــان بقلوبهــم مــن غــير شــك ، ويقــــرون بألسنتـهم بالشهادتين , إلا أنهم يقولون : لا نطيع في شيء من فعل الأوامر وترك النواهي قال :" كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم [ أي النبي صلى الله عليه وسلم ] : أنتم أكفر الناس بما جئت به , ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك".

    مجموع الفتاوى (7/287)

    الإمام الآجري ينفي الإيمان عمن نطق بالشهادتين

    وترك عمل الجوارح

    قال الإمام الآجري رحمه الله :" فمن لم يصـدق الإيمــان بعمـلـه وبجـوارحــه ..... ورضي مـن نفسه بالمعرفـة والقـول ، لم يكن مؤمناً ، ولم ينفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ". الشريعة ( 1/275 )

    الإمام ابن بطة ينفي الإيمان عمن أقر بلسانه

    وترك العمل بجوارحه

    قال الإمام ابن بطة رحمه الله :" أن الإيمان قول وعمل و أن من صدق بالقول وترك العمل كان مكذباً وخارجاً من الإيمان ".

    الإبانة (2/795)

    ربيع يخالف إجماع الصحابة في المقر بلسانه

    التارك للعمل بجوارحه

    لقد بين الإمام الشافعي أن الصحابة أجمعوا أنه لا ينفع قول ولا يجزئ إلا بوجود عمل ، أما ربيع فيعتقد عكس ذلك وهو أن النطق من العمل.

    قال الشافعي :" وكـان الإجمـاع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم : أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر". شرح أصول الاعتقاد للالكائي (5/886)

    ربيع لا يرد على المأربي والرحيلي ومرجئة الشام علي وسليم

    في مباحث الإيمان لأنه على عقيدتهم

    ومما يؤكد عقيدة الإرجاء الخبيثة عند ربيع أنه أتى لإسقاط أبي الحسن المأربي الهالك بكل ما يستطيعه لكشف انحرافاته ، وأجلب عليه بخيله ورجله ، إلا أنه لم يجرؤ على الاقتراب من إرجاء أبي الحسن في باب الإيمان ولم يحم حوله ، لموافقته له في هذه اللوثة الإرجائية ، وكذلك لم يرد على إرجاء علي الحلبي وسليم الهلالي وإبراهيم الرحيلي لموافقته لهم في هذه المصيبة الكبرى .

    ملاحظة مهمة : استفدت كثيراً من النقول عن أئمة السنة من كتاب الشيخ الفاضل عصام السناني أقوال ذوي العرفان – فجزاه الله عن السنة والإسلام خير الجزاء - ومن بركة العلم أن ينسب إلى أهله إن كانوا من أهل السنة ، وأما أهل البدع إذا خيف من نسبتها إليهم الاغترار ببدعهم فلا .

    ربيع ورده للآثار السلفية عناداً وتكبراً

    قال ربيع وهو يرد أثر الإمام أحمد في أن المرجئة هم الخوارج بعقله : " وأما ما ينسب إلى الإمام أحمد – رحمه الله – من أنه قال : إن الخوارج مرجئة فأنا إلى الآن مستشكله ". ؟!!!!

    ثم قال ربيع :" 2 – إن هناك تضادّاً بين رأي الخوارج وبين رأي المرجئة في الإيمان أشد مما بين أهل السنة والمرجئة ". ثم ذكر الفروق ثم قال :" فلو أراد إنسان أن يشبه الخوارج بأهل السنة بسبب هذا الاشتراك لما سلم له , فكيف يقبل تشبيههم بالمرجئة وهما متضادان في الرأي في العمل والحكم .

    ويا أخي إني أراك مولعاً بالغرائب والألفاظ المتشابهة المشكلة , وهذا أمر مذموم , لأن الله ذم من يتبع المتشابه ".

    أجوبة على مشكلات فالح (ص5 )

    وقد رد عليه الشيخ فالح ومن ناصره من طلاب العلم بأن هناك آثاراً عن السلف تدل على صحة ما ذهبوا إليه ، فلم يجب عنها ربيع بجواب علمي ، ثم أعرض عنها مستكبراً ولم يعترف بخطئه في هذه المسألة العظيمة .

    وقد أورد هذه الآثار صاحبه الذي مرض بداء الحزبية عبدالمالك الرمضاني الجزائري - شفاه الله مما أصابه - في كتابه مدارك النظر في السياسة ، وكذلك أوردها صاحبه الآخر وحبيب قلبه المريض علي حسن الحلبي في مجلته الأصالة ، فكان المفروض على ربيع أن يتراجع ، أو يستقيم على قاعدة واحدة في التحذير من الجميع فالح وعبدالمالك وعلي الحلبي ؟!!! .

    لا أن يكيل بمكاييل مختلفة بحسب القرابة الحزبية الإرجائية .

    آثار أخرى عن السلف أن المرجئة هم الخوارج

    روى ابن شاهين عن الثوري أنه قال :" اتَّقوا هذه الأهواء المضِلَّة !"، قيل له : بَيِّن لنا رحمك الله! فقال سفيان :" أما المرجئة فيقولون ... "، وذكر شيئاً من أقوالهم ، إلى أن قال :" وهُم يَرَوْن السيفَ على أهل القبلة! ".

    رواه في الكتاب اللطيف (15)

    واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1834)

    وروى أيضاً أنه قيل لابن المبارك : ترى رأي الإرجاء ؟ فقال :" كيف أكون مرجئاً ؛ فأنا لا أرى السيف ؟! .. ".

    رواه أيضاً في الكتاب اللطيف برقم (17)

    وروى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال : قال لي عبد الله بن طاهر :" يا أحمد ! إنكم تبغضون هؤلاء القوم ( يعني المرجئة) جهلاً ، وأنا أُبغضهم عن معرفة ؛ أولاً : إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة ..." .

    عقيدة السلف أصحاب الحديث (109)

    وانظر مدارك النظر – فصل كلمة عن المرجئة

    قلت : وكذلك ربيع نفسه له رسالة في موقعه في الانترنت باسم الخوارج هم المرجئة ؟!!!!!.

    فلماذا فالح يتبع المتشابه وهو يتبع الحق الذي لا ريب فيه ؟؟!!!.

    إن هذا من أعظم الظلم ؟!!!.

    وأنا لا أعجب من ربيع بقدر ما أعجب من طلابه الذين يقرونه على الظلم ولا يجيبون إجابة علمية مؤصلة على هذه الإيرادات الصحيحة الصادقة ؟!!!.

    وعلى فرض خطأ فالح وأنه لم يوافق أثراً ولا خبراً فهل يستدعي كل هذه الفتنة والتحذير ، وأن يسمى رأيه مشكلات وغرائب ومتشابه ؟!!! ما لكم كيف تحكمون ، أين العدل والإنصاف يا من تدعون السلفية والسنة ؟!!.



    خلاصة ضلالات ربيع في باب الإيمان

    لقد جمع ربيع في عقيدته عقيدتين إرجائيتين ضالتين وأحيا فرقتين منها:

    العقيدة الضالة الأولى : العقيدة التومنية ، في أن تارك جنس العمل لا يكفر.

    العقيدة الضالة الثانية : العقيدة السوارية ، في أن نطق اللسان داخل ضمن الأعمال .

    ثم تبعت هاتين الضلالتين ضلالات أخرى – وهي:

    الضلالة الثالثة : إنكاره للناقض العاشر من نواقض الإسلام .

    الضلالة الرابعـة : استدلاله هو وأتباعه بالمتشابه من أحاديث الشفاعة .

    الضلالة الخامسة : اعتقاده عدم تصور وقوع مسلم في ترك جميع الأعمال.

    الضلالة السادسة : تعميمه لمفهوم جنس العمل مع أنها عند السلف من العام الذي أريد به الخصوص ، أي شعائر الإسلام التي اختصت بها الأمة وتميزت بها عن كل الأمم الأخرى .

    الضلالة السابعة : مخالفته لنصوص القرآن الكريم الصريحة في كفر صاحب الإعراض والتولي عن العمل وعدم إيمانه .

    الضلالة الثامنة : مدحه لمرجئة العصر الحلبي والهلالي والرحيلي ، وسكوته عن إرجاء المأربية .

    الضلالة التاسعة : إصراره على رد الآثار السلفية في أن المرجئة خوارج أيضاً وعدم تراجعه عن ذلك ، مع شدته في الرد على غيره والتحذير منه على طريقة أهل البدع وعقد الولاء والبراء على ذلك مع أنه هو المخطئ .

    الضلالة العاشرة : تحذيره من أهل السنة أتباع الأثر وتفريقه أتباع الدعوة السلفية الواحدة ، ليعادي بعضهم بعضاً ويحذر بعضهم من بعض .

    مع تفريق الدعوة الواحدة شذر مذر ، وعقد الولاء والبراء على اجتهاداته الخاطئة الظالمة الجائرة التي ستكون عما قليل بائرة .

    يا ربيع يا ابن هادي :

    ما هكذا كان ناصر السنة الألباني ، ما هكذا كان ابن باز ومقبل بن هادي .

    نرجو من الله للشيخ ربيع الهداية قبل الممات ليرجع كما كان ناصراً للسنة قامعاً للبدعة ، فقد أبعده العَبَّاد والحزبيون وللأسف عمّا كان عليه .

    هل ربيع من المرجئة أم هو سني وافق المرجئة فقط ؟؟؟

    لا يشك عاقل بعد كل ما سبق أن ربيعاً هو رأس الإرجاء في عصرنا وإمام من أئمة المرجئة ، وضال مضل معاند في هذا الباب ، لأنه عرف ردود المخالفين عليه وعلم بها ومع ذلك وبدلاً من التوبة والتراجع عاند وأصر وحذر ممن خالفه ووقف في وجهه .

    فهو ليس بمجتهد ليعذر ، لأن المجتهد إذا تبين له خطئه يتراجع أو يرد رداً علمياً صحيحاً مؤصلاً على أدلة خصومه وينقضها دليلاً دليلاً ، ويبين صواب قوله .

    أما وإذ عجز عن كل ذلك مع عدم المانع ، فهو مرجئ لاشك في ذلك ولا ريب ، ولا يشك في ذلك بعد البيان إلا جاهل لا يعي ما يقال ، أو مرجئ مثله غارق في الضلال ، وخصوصاً وأن الإمام ابن راهويه والإمام أحمد اعتبرا قوله من أخبث الأقوال .

    هل الإمام الألباني مرجئ أم سنّي مجتهد مخطئ وافق المرجئة؟؟؟

    لقد وقع الإمام العلامة ناصر السنة الألباني في بعض مما يشبه أقوال المرجئة مثل قوله في كتاب حكم تارك الصلاة أن العمل شرط كمال في الإيمان وما أشبه ذلك ، ولكنه لا يكون بذلك مرجئاً ، لأنه وقع في هذا الخطأ باجتهاد منه ، ولم يوالِ ويُعادِ على ذلك ، ولم يحذر ممن خالفه ، ولم يعاند ويصر ويستكبر عن الحق ويمضي في باطله ، كما نعلم ذلك من حاله وتواضعه الجم ، وتعظيمه للسنة وأهلها .


    قياس ضلالة ربيع على خطأ الألباني

    قياس مع الفارق العظيم

    إن من الظلم البين أن نشبه ربيعاً بالإمام درة العصر الألباني بحجة أنه دافع عن الألباني فيما أخطأ فيه في مباحث الإيمان ، فالفارق بينهما عظيم جداً ، فالألباني مجتهد مخطئ لم يعاند ولم يحذر ممن خالفه من أهل السنة ، أما ربيعاً فقد عاند وأحدث فتنةً عظيمة وبلبلة شديدة لما جاءت ردود أتباع الأثر عليه ، وحَزّبَ الطلاب من حوله ووالى وعادى على بدعته .

    فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر قاعدة عظيمة في الفرق بين من يضل وينحرف عن السنة وبين من ينسب إلى الخطأ فقط :

    قال رحمه الله :" ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه وفرق بين جماعة المسلمين وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات واستحل قتال مخالفه دون موافقه فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات ". مجموع الفتاوى ( 3 / 348)

    وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله :" وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادي من خالفه ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".

    جامع العلوم والحكم (1/330)

    ومن المعلوم من قاعدة أهل السنة : أن من أهل السنة من أحدث قولاً في الدين ووالى عليه وعادى وسبب فرقة وشقاقاً بين أهل السنة فهو مبتدع ، بخلاف من أخطأ دون معاداة وموالاة على قوله .



    شيخ الإسلام ابن تيمية يحكم بأن تصرفات ربيع

    من أفعال أهل البدع

    قال شيخ الإسلام :" وليس لأحد أن ينصّب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصّب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ".

    مجموع الفتاوى (20/164)

    محمد بن هادي أنموذج للتعصب الأعمى للرجال

    بعد كل هذه التخبطات والضلالات الربيعية وجدنا من مقدمي أتباع ربيع من يدافع عنه فيها ، وينصره بجاهلية حمقاء ، من أمثال محمد بن هادي المدخلي الذي نشر إعلاناً عريضاً في شبكة سحاب الحزبية يقول فيها : بأن كل ما قاله وكتبه ربيع المدخلي حق وصواب - أي في هذه الفتنة -.

    فما هو الحق والصواب فيما مضى وفيما سيأتي أيها الحزبي المرجئ الهالك ؟؟؟؟؟؟؟!!!

    ولماذا لم تقم بواجب نصح الأمة بالتحذير من مهلكات ربيع وأتباعه ؟؟؟!! أليس هذا مما أخذ الله عليه العهد والميثاق ، لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، ولا سيما وقد سئلت عن ذلك ؟؟؟؟؟!!.

    وأنت لو سكتَّ دون عذر لكنت خائناً للدعوة السنية يا محمد بن هادي فكيف وقد سئلت ، وما كفاك السكوت حتى ذهبت تنصر ربيعاً بعصبية بالغة ثم تؤلب المشايخ عَليَّ وعلى الشيخ فالح الحربي حفظه الله من شركم .

    شيخ الإسلام يحكم على من يشبه ابن هادي

    بأنّه ممّن فرَّق دينه

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" ومن نصّب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ". مجموع الفتاوى (20/80)
    هل لفظة الجنس من المتشابه المجمل


    ألفّ الشيخ ربيع رسالة حول جنس العمل ادعى فيها دعاوى كثيرة منها أن لفظة " جنس " من الألفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل . قال: " لكني لا أحب للسلفيين التعلق بلفظ " جنس العمل " لأمور:

    أولها : أنه لفظ مجمل يحتمل هذه الصورة – أي الحق – ويحتمل غيرها وهو ما يريده التكفيريون ".

    ( كلمة حق حول جنس العمل للشيخ ربيع، ص2)

    وقبل الرد عليه نبيّن معنى المجمل وحكمه والقاعدة العلمية في المصطلحات التي يدخلها الإجمال .
    معنى المجمل عند علماء الأصول


    قال العلامة المجتهد الشوكاني في تعريف المجمل :" وفي الاصطلاح : ما له دلالة على أحد معنيين لا مزية لأحدهما على الآخر بالنسبة إليه ".

    إرشاد الفحول (1/283 )
    حكم العمل بالمجمل


    قال العلامة الماوردي الشافعي :" إن كان الإجمال من جهة الاشتراك واقترن به تبيينه أخذ به ، فإن تجرد عن ذلك واقترن به عرف يعمل به ، فإن تجرد عنهما وجب الاجتهاد في المراد منه ".

    إرشاد الفحول (1/285)

    وقال الإمام ابن قدامة المقدسي :" فحكم هذا التوقف فيه حتى يتبين المراد منه ". روضة الناظر (1/180)

    قلت : فعلى فرض أنّ لفظة " جنس " من الألفاظ المجملة – وهي ليست كذلك – فكان الواجب على الشيخ ربيع أن يستفصل عن مقصود الشيخ فالح ومراده من هذه الكلمة ، لا أن يشنع عليه كما يشنع على الخوارج أهل التكفير ويحذر منه .
    مخالفة الشيخ ربيع لمسلك أهل العلم
    في قضية اللفظ المجمل


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إجمالات المتكلمين :" إذا وقع الاستفسار والتفصيل تبين الحق من الباطل وعرف وجه الكلام على أدلتهم فإنها ملفقة من مقدمات مشتركة يأخذون اللفظ المشترك في إحدى المقدمتين بمعنى وفي المقدمة الأخرى بمعنى آخر فهو في صورة اللفظ دليل وفى المعنى ليس بدليل ". مجموع الفتاوى (13/146)

    وانظر إلى العلامة فقيه العصر ابن عثيمين - رحمه الله - حيث يسأل عن الكلمة المجملة عند المخالفين وما مقصودهم منها ، قال العلامة ابن عثيمين في رده على المفوضة الذين استخدموا لفظاً مجملاً مشتبهاً :" وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين :

    الأولى : أن آيات الصفات من المتشابهة .

    الثانية : أن التأويل المذكور في الآية : هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر فتكون النتيجة أن لآيات الصفات معنى يخالف ظاهرها لا يعلمه إلا الله .

    والرد عليهم من وجوه :

    الأول : أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي أطلقوه على آيات الصفات . أيريدون اشتباه المعنى وخفاءه ، أم يريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها ؟ فإن أرادوا المعنى الأول وهو مرادهم فليست آيات الصفات منه لأنها ظاهرة المعنى ".

    فتاوى ابن عثيمين (ج4- فصل في أهل التجهيل )

    فانظر إلى العلامة ابن عثيمين كيف يستفسر عن الكلمة المجملة ويفصل فيها.

    وكذلك هو صنيع الإمام ابن القيم وغيره من علماء السنة في مناقشاتهم للمخالفين ، كل هذا على التّسليم بأن لفظة جنس لفظ مجمل مشتبه ، ولكن الحق أنّه لا إجمال فيه من جهة مراد أهل السنة من استخدامه ومقصدهم في استخدامه كما سنبيّنه .

    تحقيق القول في الألفاظ المجملة

    لقد تخبّط ربيع و أتباعه في أن كلمة جنس العمل من الألفاظ المجملة التي أساء أهل البدع استخدامها ، فلذلك حذروا منها وممن نطق بها ، كل ذلك بجهل بالغ وعصبية عمياء ، فهم لا يعرفون الفرق بين ما يجوز استخدامه من المجملات وما لا يجوز ، ويخلطون بين المصطلحات الخاصة بالعقيدة في باب الأسماء والصفات وغيرها من أبواب العلم ، ولا يفرقون بين المصطلحات الشرعية و اللغوية ، ولا يصدرون عن قاعدة في ذلك ، بل إنما هو محض التّخرّص و الظنون السيئة و الجهل الفاحش !!.

    القاعدة عند علماء الإسلام في الألفاظ المجملة

    وهذه قاعدة علمية تبين موارد استخدام الألفاظ المجملة في المصطلحات وأقسامها : حيث تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي :

    القسم الأول : الألفاظ المجملة في باب الأسماء والصفات الإلهية خاصة :

    فهذه لا يصح إطلاقها على الله على أنها صفات له و أسماء ، وهي أنواع :

    النوع الأول : إذا كان اللفظ مجملاً لكن لم يشتمل على معنى باطل ننزه الله عنه فيجوز إطلاقه بمعنى الإخبار به عنه ، عند الحاجة فقط ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء و الصفات .

    قال الإمام ابن القيم :" أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه ، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع ". بدائع الفوائد (1/170)

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وأمّا إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال ليس هو بقديم ولا موجود ولا ذات قائمة بنفسها ونحو ذلك فقيل في تحقيق الإثبات بل هو سبحانه قديم موجود وهو ذات قائمة بنفسها وقيل ليس بشيء فقيل بل هو شيء فهذا سائغ وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التي ليس فيها ما يدل على المدح كقول القائل يا شيء إذ كان هذا لفظا يعم كل موجود وكذلك لفظ ذات وموجود ونحو ذلك ". مجموع الفتاوى (9/300 – 301)

    النوع الثاني : إذا كان اللفظ مجملاً واشتمل على معنى صحيح وقبيح ففيه تفصيل :

    فاللفظ المجمل في باب الإخبار عن الله تعالى يستفصل عنه أولاً ، فإن كان المقصود به معنى باطلا رد ، وإن كان المقصود به معنى صحيحا قبل ، بمعنى إثبات المعنى الصحيح له وعدم نفيه ، لا بمعنى الإخبار به عنه ، أي إذا اشتمل على معنيين حسن وقبيح ، فلا يستخدم هذا اللفظ المجمل المشتبه .

    مثل كلمة جسم وعرض .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" ولفظ العرض في اللغة له معنى وهو ما يعرض ويزول كما قال تعالى " يأخذون عرض هذا الأدنى " ، وعند أهل الاصطلاح الكلامي : قد يراد بالعرض ما يقوم بغيره مطلقا ، وقد يراد بهما ما يقوم بالجسم من الصفات ، ويراد به في غير هذا الاصطلاح أمور أخرى ".

    قلت : فنفصل في باب الإخبار في الأسماء والصفات خاصة ؛ فما لم يتضمن معنى قبيحاً نخبر به عنه عند الحاجة لا مطلقاً ، وما تضمن معنى قبيحاً أو أوهم نقصاً فلا ، ككلمة الجسم والعَرض ، والميزان العدل في ذلك ما أطلقه السلف من عبارات .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية مؤكداً ذلك :" ومن قال هو جسم فالمشهور عن نظار الكرامية وغيرهم ممن يقول هو جسم أنه يفسر ذلك بأنه الموجود أو القائم بنفسه لا بمعنى المركب ، وقد اتفق الناس على أن من قال إنه جسم وأراد هذا المعنى فقد أصاب في المعنى لكن إنما يخطئه من يخطئه في اللفظ ". منهاج السنة النبوية (2/548)

    النوع الثالث : إذا كان اللفظ المجمل محتملاً للمعنى الباطل من كلا الوجهين فلا يخبر به عنه تعالى لا نفياً ولا إثباتاً .


    مثال على اللفظ المجمل المحتمل للمعنى الباطل

    على وجهي الإثبات والنفي

    وذلك كالإخبار عن الله تعالى بأنه مريد للشر ، أو نفي ذلك بأن يقال هو ليس مريداً للشر ، فيمنع كلا الوجهين لتضمنها المعنى الفاسد فيهما جميعاً .

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله :" وتحقيق القول في ذلك أنه يمتنع إطلاق إرادة الشر عليه وفعله نفيا وإثباتا في إطلاق لفظ الإرادة والفعل من إبهام المعنى الباطل ونفي المعنى الصحيح فإن الإرادة تطلق بمعنى المشيئة وبمعنى المحبة ".

    ثم قال موضحاً ذلك :" وعلى هذا فإذا قيل هو مريد للشر أوهم أنه محب له راض به وإذا قيل أنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه ولا كونه وكلاهما باطل ولذلك إذا قيل أن الشر فعله أو أنه يفعل الشر أوهم أن الشر فعله القائم به وهذا محال وإذا قيل لم يفعله أو ليس بفعل له أوهم أنه لم يخلقه ولم يكونه وهذا محال فأنظر ما في إطلاق هذه الألفاظ في النفي والإثبات من الحق والباطل الذي يتبين بالاستفصال والتفصيل وأن الصواب في هذا الباب ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم كقوله تعالى قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ". شفاء العليل (ص270)

    وكلمة " جنس " المتنازع عليها ليست داخلةً في هذا القسم فهي ليست من الأسماء والصفات الإلهية ليفصّل فيها هذا التّفصيل .

    القسم الثاني : ما ورد إطلاقه في الكتاب و السنة في غير باب الأسماء و الصفات ، من العبارات التي حملها أهل البدع على المعاني الباطلة وردوا المعاني الصحيحة وتأولوها بما يوافق أهواءهم وهي نوعان :

    النوع الأول : ما تضمن معنى شرعياً صحيحاً أنكروا معناه ثم أطلقوه على معنى آخر غير مراد وأبطلوا به المعنى المراد :

    فحكمها أن تحمل على مراد الشارع منها وله أمثلة :

    المثال الأول : كلمة التوسل في اصطلاح الشرع بمعنى التقرب إلى الله بالعمل الصالح ، ومنه التقرب إليه بحب الأولياء و الصالحين من الصحابة وغيرهم .

    قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى" وابتغوا إليه الوسيلة " :" قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة " وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ".

    تفسير ابن كثير (2/53)

    أما عند غلاة الصوفية فالتوسل هو الاستغاثة بالأضرحة والقبور والصالحين أو الدعاء المبتدع عندهم كقولهم :" أتوسل إليك بحق فلان وبجاه فلان الولي الصالح ".

    المثال الثاني : كلمة التبرك فهو عند السني طلب البركة و الخير و النماء بالعمل الصالح و الذكر و تلاوة القرآن ، كما ورد في حديث فضل سورة البقرة أن أخذها بركة و تركها حسرة .

    و كذلك كان في العصر السلفي الأول التبرك بما يتصل بذات النبي صلى الله عليه وسلم من شعر و ريق حال حياته .

    أما التبرك عند غلاة الصوفية فهو طلب البركة والخير من التّمسح بالأضرحة والمقابر والآثار والحيطان والجدران .

    المثال الثالث : كلمة الشرك وهو عند أهل السنة صرف شيء من العبادة لغير الله – أي شرك الألوهية – وغيره يتضمنه ، والشرك عند كثير من أهل البدع والمتكلمين هو إثبات شريك مع الله في الخلق والتدبير فقط – أي شرك الربوبية فقط -.

    والشرك عند الفلاسفة هو إثبات الأسماء والصفات لله تعالى ؟!!.

    قال الإمام ابن القيم في النونية :

    والشرك عندهـــم ثبوت الذات والأوصاف إذ يبقى هناك اثنان

    شرح قصيدة ابن القيم (2/203)

    فهذه ألفاظ واصطلاحات شرعية دينية وهي التوسل والتبرك والشرك وغيرها كثير ، حملها أهل البدع على معانٍ تخالف معانيها الشرعية الحقيقية ، فوجب فيها الإنكار عليهم وبيان الصواب لهم .

    النوع الثاني : ما ورد في النصوص من الاصطلاحات التي تدل بذاتها على معان مذمومة ، فأطلقوها على معان أخرى شريفة :

    مثاله : تسمية الرشوة هدية ، والمكوس الجائرة إذا لم تتضمن مصلحة متيقنة للأمة والجماعة المسلمة ضريبة ، ومحبة الله تعالى سكراً .

    قال ابن القيم في إطلاق الصوفية السكر على محبة الله :" وهذا المعنى لم يعبر عنه في القرآن ولا في السنة ولا العارفون من السلف بالسكر أصلا وإنما ذلك من اصطلاح المتأخرين وهو بئس الاصطلاح فإن لفظ السكر والمسكر من الألفاظ المذمومة شرعاً وعقلاً وعامة ما يستعمل في السكر المذموم الذي يمقته الله ورسوله قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " وعبّر به سبحانه عن الهول الشديد الذي يحصل للناس عند قيام الساعة فقال تعالى :" وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد "، ويقال فلان أسكره حبّ الدّنيا ، وكذلك يستعمل في سّكر الهوى المذموم ، فأين أطلق الله سبحانه أو رسوله أو الصّحابة أو أئمّة الطّريق المتقدّمون على هذا المعنى الشّريف الّذي هو من أشرف أحوال محبيه وعابديه اسم السكر المستعمل في سكر الخمر وسكر الفواحش كما قال عن قوم لوط [ لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون ]، فوصف بالسكر أرباب الفواحش وأرباب الشراب المسكر فلا يليق استعماله في أشرف الأحوال والمقامات ولا سيما في قسم الحقائق ولا يطلق على كليم الرحمن اسم السكر في تلك الحال والاصطلاحات لا مشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة ". مدارج السالكين (3/305 – 306 )

    قلت : وكلمة جنس المتنازع عليها ليست من هذا القسم كذلك لأنها ليس مما ورد لها ذكر في النصوص الشرعية .

    القسم الثالث : ما ورد إطلاقه من المصطلحات والألفاظ على لسان أئمّة السّنة وقصدوا بها معنى صحيحاً ، وحملها أهل البدع على معاني باطلة ، مما لم يرد لها ذكر في الكتاب والسنة :

    وحكمه أن يحمل إطلاق أهل السنّة له على المعنى الصحيح ، وإطلاق أهل البدع على المعنى السّيئ . ولذلك أمثلة :

    المثال الأول : كلمة التّشبيه ، قصد به أهل السّنّة نفي أن يكون الله تعالى شبيهاً بشيء من خلقه ، مع إثبات صفاته على ما يليق بجلاله ، والمشبّه عندهم هو من شبّه الله بخلقه .

    قال الإمام ابن القيم في النونية :

    من شبّـه الله العظيــم بخلقــه فهو النسيب لمشرك نصراني
    أو عـطل الـرحمن من أوصافـه فهو الكفور وليس ذا إيمـان


    وقصد أهل البدع من المتكلمين بكلمة التشبيه إثبات الصفات ، فمثبت الصفات عندهم مشبّه ، وواقع في التّشبيه لاستلزام الإثبات ذلك عندهم .

    ولم ينكر إمام من أئمّة السّنّة كلمة التّشبيه لمجرّد أنّها لم ترد في نصوص الكتاب والسّنّة ، أو أنّ أهل البدع حملوها على معان سيّئة .

    فلماذا ينكر الشّيخ ربيع وأعوانه المّقلّدة له بالباطل كلمة الجنس وقد اشترك في استخدامها أهل السّنّة وأهل البدع كل بمعناه الذي أراده وقصده ؟!!!!.

    المثال الثاني : كلمة التّنزيه ، أطلقها أئمّة السّنّة على نفي النّقائص عن الله تعالى وما لا يليق به ، فيقولون : ننزّه الله عن الظّلم ومشابهة المخلوقات .

    وأطلقها أهل البدع على نفي الصّفات الإلهية ، فنفيها عندهم تنزيه وإثباتها تشبيه .

    ونقول في كلمة الجنس ما قلناه ويقوله المدخلية المقلدة في كلمتي التّشبيه والتنزيه . فلماذا هذا التّناقض العلمي في إثبات شيء وإنكار مثيله ؟؟!!!.

    إنّه الجّهل المركّب والهوى المتّبع والحزبية العصبية العمياء ، وتحسين الظّن بالرّجال ، ورفعهم فوق منزلتهم الحقيقية بالألقاب الخادعة البرّاقة ، والعاطفة المدمّرة العمياء !!! ، ولو أدّى ذلك لنسف قواعد الأئمّة والسّلف الصّالح !!!.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" والعلم شيئان : إمّا نقل مُصَدَّقٌ ، وإمّا بحث محقّق ، وما سوى ذلك فهذيان مزوق ".

    الرّد على البكري (1/628)

    وبهذا التّفصيل الدّقيق والتّقسيم الحاصر كما يسميه أهل الأصول تزول الإشكالات العظيمة التي أوردها الشيخ ربيع وكتّاب شبكة سحاب من أتباعه الذين اعتقدوا أولاً ثم استدلوا ثانياً ، اعتقدوا صحّة أقوال ربيع ثم بحثوا لها عن المخارج والأدلّة التي تؤيّدها ، ثم خابوا وخسروا و تخبطوا .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يتكلم عن شخص من أمثال هؤلاء :" فلا له تمييز في أقوال النّاس بين حقها وباطلها ولا له معرفة بطرق الاستدلال ، فلا ذاكر لكلام منقول ، ولا مبين لمعنى مقبول ، ولا نقل ولا توجيه ، لا ذكر ولا أثر ". الرد على البكري (1/628)

    عشر قواعد وفوائد

    علمية في المصطلحات الشرعية

    ونورد الآن بعض القواعد والفوائد العلمية التي سار عليها العلماء بعد أن تخبّط الشيخ ربيع وتلاميذه وأوقعوا الأمّة السّلفية في عصرهم في تخبّطات علمية كبيرة بسبب تدخلهم فيما لا يحسنونه ، حتى أضاع كثير من طلاب العلم الأصول العلمية للاستدلال الشّرعي .

    الفائدة الأولى : معنى الاصطلاح عند العلماء :

    قال المناوي :" الاصطلاح : اتّفاق قوم على تسمية الشّيء باسم ما ، ينقل عن موضوعه الأول ". اليواقيت والدرر (1/205)

    وقال الجزائري :" الاصطلاح : اتّفاق القوم على استعمال لفظ في معنى معيّن غير المعنى الذي وضع له في أصل اللغة وذلك كلفظ الواجب فإنه في أصل اللغة بمعنى الثابت واللازم وقد اصطلح الفقهاء على وضعه لما يثاب المرء على فعله ويعاقب على تركه واصطلح المتكلّمون على وضعه لما لا يتصوّر في العقل عدمه ". توجيه النظر (1/78)

    الفائدة الثانية ( قاعدة ) : لا مشاحة في الاصطلاح إذا عرف المقصود منه ، ولم يقصد به التّلاعب والتّعمية والتّمويه ، ولم يتضمّن قلب المعنى المذموم شرعاً ممدوحاً :

    نقل الإمام الصّنعاني عن التاج التبريزي قال :" إذ من المشهور المقرّر عند أرباب العلوم العقلية والنقلية أن لا مشاحة في الاصطلاح وحينئذ فتخطئة المرء في اصطلاحه بعيد عن الصواب ".

    توضيح الأفكار (1/116)

    قلت : أما إن تضمّن ذلك قلباً للمعنى المذموم شرعاً إلى ممدوح فقد مرّ في كلام الإمام ابن القيّم في معنى السكر ما يدل على إنكار ذلك إنكاراً بليغاً .

    الفائدة الثالثة ( قاعدة ) : إذا عبّر العالم عن معنى باصطلاح معيّن ثم جاء عنه نادراً ما يقتضي خلافه تؤول ذلك بما لا يخالف اصطلاحه :

    قال العلامة ملا علي القاري :" قلت العبرة في الاصطلاح للأغلب فإذا جاء خلافه يؤول ". شرح نخبة الفكر للقاري (1/ص342 )

    قال الفقيه الشافعي العلامة عبد الحميد الشرواني :" وبالجملة فتأويل كلام الأجلاء وحمله على محمل حسن أولى بحسب الإمكان ".

    حواشي الشرواني على تحفة المحتاج(3/ص305)

    قلت : وهو ما يسمى بحمل المجمل على المفصّل وقد تخبط فيه الشيخ ربيع تخبطاً عجيباً هو وأبو الحسن المأربي ، لدخولهما في علم دلالات الألفاظ وليس ذلك فنّهما ، ولا من بابهما الذي تخصّصا فيه .

    الفائدة الرابعة ( قاعدة ) : متى يكون الاصطلاح حقيقة عند قوم ومجازاً عند آخرين :

    قال الجزائري :" واللفظ إذا استعمل في المعنى الذي وضعه له المصطلحون يكون حقيقة بالنسبة إليهم ومجازا بالنّسبة إلى غيرهم قال في المفتاح : الحقيقة هي الكلمة المستعملة في معناها بالتحقيق والحقيقة تنقسم عند العلماء إلى لغوية وشرعية وعرفية ".

    توجيه النظر (1/78)

    الفائدة الخامسة ( قاعدة ) : لا يجوز التّلاعب بأن يضع كل طالب علم اصطلاحاً خاصاً به في العلوم الشّرعية لما يؤدي إليه من مفاسد ، إلا إن صار إماماً متخصّصاً في فنّه فلا ينكر عليه فيه :

    نقل العلامة الصّنعاني عن ابن حجر الهيتمي في اصطلاحات التّرمذي في سننه قال :" ومن بلغ النّهاية في الإمامة والحفظ لا ينكر عليه ابتداع اصطلاح يختصّ به وحينئذٍ فلا مشاحة في الاصطلاح ".

    توضيح الأفكار (1/ص115)

    الفائدة السادسة ( قاعدة ) : لا يجوز وضع اصطلاح خاص لا يوافق نصاً أو لغة أوعرفاً عاماً أو خاصاً أو اصطلاح إمام سني ، إذا أدى إلى التّلاعب بالنّصوص الشّرعية وحملها على المعاني الحادثة المبتدعة :

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وإن أريد بالأعراض والحوادث اصطلاح خاص فإنّما أحدث ذلك الاصطلاح من أحدثه من أهل الكلام وليست هذه لغة العرب ولا لغة أحد من الأمم ، لا لغة القرآن ولا غيره ، ولا العرف العام ولا اصطلاح أكثر الخائضين في العلم ، بل مبتدعوا هذا الاصطلاح هم من أهل البدع المحدثين في الأمة الداخلين في ذم النبي صلى الله عليه وسلم ". مجموع الفتاوى (6/ص90)


    الفائدة السابعة ( قاعدة ) : لابد من التزام المصطلحات المتعارف عليها في كل فن واستعمالها في معانيها التي قصدها أهل الفن وعدم الإخلال بذلك ، وعدم خلطه بغيره من العلوم لما يؤدي إليه من مفاسد :

    قال الجزائري :" وقد ذكر المحققون أنه ينبغي لمن تكلم في فن من الفنون أن يورد الألفاظ المتعارفة فيه مستعملا لها في معانيها المعروفة عند أربابه ومخالف ذلك إما جاهل بمقتضى المقام أو قاصد للإبهام أو الإيهام .

    مثال ذلك فيما نحن فيه أن يقول قائل عن حديث ضعيف إنه حديث حسن فإذا اعترض عليه قال وصفته بالحسن باعتبار المعنى اللغوي لاشتمال هذا الحديث على حكمة بالغة وأما قولهم لا مشاحة في الاصطلاح – أي فيما هو من هذا القبيل - فهو من قبيل تمحل العذر وقائل ذلك عاذل في صورة عاذر ". توجيه النظر إلى أصول الأثر (1/ص78)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وإذا كان هذا هو المفهوم من هذا الكلام في عرف الناس وجب حمل كلام المتكلمين على عرفهم في خطابهم سواء كان عرفهم موافقا للوضع اللغوي أو مخالفا له ".

    مجموع الفتاوى (31/143)

    قلت : أي المخالفة بنوع تخصيص لا المخالفة المطلقة حيث هي من مسألة تعارض الاصطلاح الخاص والعام وفيه خلاف والراجح فيه التفصيل .



    الفائدة الثامنة : الأولى بيان الاصطلاح الخاص الذي قد يوقع من لا يعرفه في لبس وخلط :

    قال السيوطي فيمن يعزو الحديث إلى الصحيحين وإن كانت له زيادات لم يبينها :" ما تقدم عن البيهقي ونحوه من عزو الحديث إلى الصحيح والمراد أصله ، لاشك أن الأحسن خلافه والاعتناء بالبيان حذرا من إيقاع من لا يعرف الاصطلاح في اللبس ". تدريب الراوي (1/ص114)

    الفائدة التاسعة ( قاعدة ) : يجوز إطلاق الوصف الشرعي مجازاً على مصطلحات العلماء ولو لم يرد لها ذكر في الكتاب والسنة :

    قال الفقيه الشيخ سليمان الجمل :" وعلى كلٍّ فالمراد من العرف والاصطلاح اللفظ المستعمل في معنى غير لغوي ولم يكن ذلك مستفادا من كلام الشارع بأن أخذ من القرآن أو السنة وقد يطلق الشرعي مجازاً على ما كان من كلام الفقهاء وليس مستفادا من الشارع ".

    حاشية الجمل على شرح المنهج (1/ص13)

    الفائدة العاشرة : يجب قبل نقد إمام أو مذهب معرفة اصطلاحاته الخاصة به حتى لا يؤدي لتخطئة ما هو الصواب والحق بسبب اختلاف العبارات :

    قال العلامة الفقيه الشافعي الشرواني :" وقوله – أي الشارح - أن ذلك ثبت بدلالة النص ممنوع . اعلم أن معنى دلالة النص عند الحنفية كما قال الكمال المقدسي هو المسمى عندنا مفهوم الموافقة بقسميه الأولى والمساوي انتهى وإن التسمية بذلك اصطلاح له ولا مشاحة في الاصطلاح وحينئذ فمنع ذلك مما لا وجه له ".

    حواشي الشرواني (1/ص176)

    الشيخ ربيع يوجب على الأمة البعد عن كلمة " جنس "

    لقد أوجب الشيخ ربيع على الأمّة علماءها وعامّتها باجتهاده شيئاً لم يوجبه الله ولا رسوله . قال الشيخ ربيع : " رابعها : من أجل ما في هذا اللفظ من الإجمال المشار إليه سلفاً يقع من إطلاقه من اللبس على كثير من الناس ، ولما يوقع من الخلاف بين أهل السّنّة والشّحناء والفتن بينهم ، ترجح لي أنه يجب الابتعاد عنه ".

    ( كلمة حق حول جنس العمل، ص2)

    فإذا كان قد ترجح له ذلك وغيره لم يترجح له البعد عن هذه الكلمة فلماذا التشنيع على غيره من أهل السنة وإلزامه بشيء لم يلزم الشرع به بأمر جلي واضح ؟؟!.

    ولماذا كلّ هذه الفتنة العمياء الصمّاء البكماء، في إخراج الشيخ فالح من دائرة السنة وأن أصوله مصادمة لأصول أهل السّنّة ومنها أصله في قضية جنس العمل ؟؟؟ وكلّ هذه الرّدود عليه وإشغال أهل السّنّة بها ؟؟؟!!! أم هو مجرّد الإسقاط بأيّ وسيلة كانت ، ولو باستخدام أساليب دنيئة ؟!!!.

    الشيخ ربيع يتراجع عن إيجابه البعد عن كلمة " جنس "

    لقد اضطرب الشيخ ربيع في ردّه على الشيخ فالح اضطراباً شديداً ، فمرة يلزم فالحاً وغيره بما ترجّح لديه هو من وجوب البعد عن كلمة "جنس" وكأن التّرجيح حكر عليه فقط ، وكلّ من يخالفه في ترجيحه فهو جاهل مجهول متعالم ، كما اتّهم فالحاً بأنّه جاهل واتّهمني بأنّني متعالم ، لأنّي خالفته فقط في ترجيحاته ونظراته الاجتهادية .

    ثمّ ها هو الآن يجبن عن الثّبات فيما ترجّح لديه من وجوب البعد عن هذه الكلمة إلى جوازها عند الحاجة ، وكأنّ الذين استخدموها من أهل السّنّة تلفّظوا بها في غير حاجة ، بل للعبث واللهو واللعب فقط !!! أو من باب التّرف العلمي !!!!

    قال الشيخ ربيع وهو يتراجع : " فإذا كان لا بد من الكلام فيها فيكون من العالم الفطن عند الحاجة " ؟!!! ( كلمة حق حول جنس العمل، ص4)

    وقد حقّق الشيخ ربيع غرضين من هذا الأسلوب السّياسي : الأول : أنه حذّر من فالح ، ومن سانده بأنّ أصولهم فاسدة لأنّه استخدم كلمة مجملة . والثاني : أنّه حمى نفسه من مؤاخذة العلماء له فادعى في تراجعه جواز استخدامها عند الحاجة .

    فكأنّه يحذّر منها عند الحاجة ويوجب البعد عنها ، وفي نفس الوقت يجوزها عند الحاجة – منع وجواز في وقت واحد - ، قال تعالى: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ".

    قال الإمام ابن القيم :

    فتلـونـت بكـم فجئتـــم متلونين عـجائب الأكـوان

    وهذا هو الرّدّ العلميّ المؤصّل الذي يستخدمه الشيخ ربيع ليخدع به العميان المقلّدة من أتباعه بحجّة متابعة العلماء الأكابر زعموا .

    مخالفة شخص واحد هو مخالفة لكلّ علماء الأمّة !!!!! في نظره .

    وإساءة الأدب مع العلماء هو انحراف عقدي خطير ووقوع في أسباب الشّرك !!!!!!!.

    وتقدير العلماء وإجلالهم والتأدّب معهم في نظر عميان البصائر من أتباع الشيخ ربيع هو بمعنى السّكوت عن أخطائهم وتقليدهم فيها التّقليد الأعمى المذموم على الطّريقة الصّوفية .

    قال أبو سهل الصعلوكي الصوفي لتلميذه السلمي : من قال لأستاذه لِمَ ؟!، لا يفلح أبداً ". قال الإمام الذهبي معلقاً على كلام شيخ السلمي :" قلت : ينبغي للمريد أن لا يقول لأستاذه لم إذا علمه معصوما لا يجوز عليه الخطأ أما إذا كان الشيخ غير معصوم وكره قول لم فإنه لا يفلح أبدا ". سير أعلام النبلاء (17/251)

    كتبت يوماً لأحد أتباع ربيع بأن الشيخ ربيع قد أخطأ ، فكتب لي في الجواب دون أن يسأل عن الأدلة :" ومن أنت حتى تخطئ الشيخ ربيع ".؟!!!!!!!!!.

    وهذه هي السلفية الربيعية المدخلية في ثوبها العبادي الحزبي الجديد .

    لقد هَزُلَت حتى بدا من هُزَالها كُلاها وحتى سَـامها كل مفلس

    الشيخ ربيع يزعم رجما بالغيب

    أنّ القرون المفضّلة لم يستخدموا كلمة جنس

    قال ربيع عن كلمة " الجنس " : " ولم يذكر في أقوال القرون المفضلة حسب علمي ". ( أجوبة على مشكلات فالح، ص5)

    قلت : هذا أسلوب غريب عن المنهج العلمي ، حيث يعتبر ربيع استخدام فالح لكلمة الجنس من مشكلاته العظيمة التي تستدعي إسقاطه وكل من يدافع عنه ، وعقد على ذلك وعلى غيره الولاء والبراء هو وأتباعه ، ثم يحيل القارئ على أمر موهوم لا صحة له في واقع الأمر !!!

    حيث يزعم رجماً بالغيب أن القرون المفضلة لم يستخدموا هذه الكلمة إطلاقاً ، ثم يحيل على علمه القاصر فقال : " حسب علمي "!!! وهو يعلم أنّه ليس من أهل الاستقراء في اللغة العربية وليس متخصصاً في اللغة . ويقر كذلك أنه لم يحط بكلّ الآثار السّلفية وكلّ أقوال العرب ودواوينهم الشعرية ، وسنثبت بالدّليل القاطع عدم صحة أوهامه وظنونه الكاذبة . قال تعالى :" ولا تَقْفُ مَاْ لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ".

    ربيع ينقل قبل إسقاطه لفالح عن القرون

    المفضلة استخدامهم لكلمة الجنس دون أن ينتبه لذلك

    ومع ذلك فقد نقل الشيخ ربيع نفسه عن ابن أبي حاتم كلاماً فيه عبارة الجنس ولكنه لم ينتبه لذلك في حينه ، وسبحان من لا تخفى عليه خافية .

    قال ربيع :" ثم قال ابن أبي حاتم مشيرًا إلى طرق معرفة الحديث : تعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره ، فإن تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم أنه مغشوش ، ويعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره ، فإن خالفه في الماء والصلابة علم أنه زجاج ، ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه ، وأن يكون كلاماً يصلح أن يكون من كلام النبوة ، ويعلم سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته ".

    ثم قال ربيع معلقاً :" وقصّة الرجل مع أبي حاتم وأبي زرعة ، يبدو أن الرجل قد حذف أسانيد هذه الأحاديث التي عرضها عليهما ، اختباراً لأهل الحديث ، فعرفا فميّزا بحكم ممارستهما لكلام النبوة وفطنتهما وذكائهما بَيْنَ ما كان من مشكاة النبوة ، وبين المفتعل من المكذوب والباطل . وفي مثل هذه الحالة تقصر عبارة المحدّث عن بيان العلّة ".

    [ منهج الإمام مسلم في كتابه الصحيح ]

    الإمام ابن أبي حاتم الرازي يُكَذِّبُ مزاعم الشيخ ربيع مرة أخرى

    لقد استخدم الإمام ابن أبي حاتم الرازي وهو من كبار الأئمة المحدثين، ومن أهل القرون المفضلة كلمة " جنس" في تفسيره ، حيث قال : (2704) حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله فخذ أربعة من الطير قال والطير الذي أخذ وز ، ورال ، وديك وطاووس ، قال : أخذ من كل جنس من الطير واحدا " قال منجاب : الرال فرخ النعام " .

    تفسير ابن أبي حاتم (2/510)

    والواقع أنّا لا نعلم مَنْ مِنْ رواة هذا الأثر هو الذي استخدم كلمة "جنس" ، فإن كان من أحد الرواة وأقر على ذلك الإمام أبو زرعة والإمام ابن أبي حاتم فهذا دليل على استخدامهم لهذه الكلمة ، وإن كان ابن أبي حاتم فهو المقصود . وكيفما كان الأمر فقد استخدم السلف هذه الكلمة ، فثبت بذلك ظلم الشيخ ربيع لإخوانه من أهل السنة وتحذيره الشديد منهم ، كلّ ذلك دفاعاً عن جهلة أغمار ليس لديهم من التّأصيل العلمي الأثري أي نصيب ، كفركوس والأزهر الجزائريان ، وإبراهيم الرحيلي القطبي ، وعبد المالك الرمضاني ومشايخ الشام أصحاب الهوى وأتباع كلّ ناعق ، وأنا أطالبهم الآن بإنقاذ الشيخ ربيع من الورطة التي أوقعوه فيها .

    وثق تماماً أيها الأثري الذّكي أنّ الإمام ابن أبي حاتم ومن سنذكرهم من أئمّة الحديث لم يكونوا ليستخدموا هذه الكلمة إلا وهم قد سمعوها من شيوخهم المحدثين ، لأنهم من شدّة تمسّكهم بالآثار لم يكونوا ليبتدعوا شيئاً ولو كان لفظاً محدثاً أو حرفاً غريباً عن لغة العلم والعلماء .

    قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه العظيم : " الجرح والتعديل "، قال أبو محمد : " تعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره ، فإن تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم انه مغشوش ، ويعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره، فإن خالفه بالصفاء والصلابة علم أنه زجاج ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه وأن يكون كلاما يصلح أن يكون من كلام النبوة ".

    الجرح والتعديل (1/351)

    ويستحيل على الإمام الرازي الكبير هذا أن يستخدم كلمة من كلمات الفلاسفة كما أراد الشيخ ربيع أن يوحي بذلك .

    فماذا يقول ربيع الآن وأتباعه ، هل يعتبرون الرازي ومن سنذكرهم خارجين عن جملة السلف الصالح ؟؟؟!!!

    إمام الأئمة ابن خزيمة يكذب الشيخ ربيع في مزاعمه وجهالاته

    أخرج ابن خزيمة عن كريب مولى ابن عباس قال كريب أخبرني عبد الله بن العباس أن الفضل أخبره أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم " لم يزل يلبّي حتى رمى الجمرة ".

    ثم قال ابن خزيمة :" إذ هذه اللفظة حتى رمى الجمرة وحتى رمى جمرة العقبة ظاهرها حتى رمى جمرة العقبة بتمامها إذ غير جائز من جنس العربية إذا رمى الرامي حصاة واحدة أن يقال رمى الجمرة وإنّما يقال رمى الجمرة إذا رماها بسبع حصيات ". صحيح ابن خزيمة (4/281)

    الإمام أبي جعفر الطبري شيخ المفسّرين

    يكذب مزاعم الشيخ ربيع

    وقد استخدم الإمام المفسّر أبو جعفر الطبري كلمة "جنس" مرات عديدة، فقال - في تفسير قوله تعالى :" كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله "-: " وكان ابن عباس يوجه تأويل ذلك إلى نحو قوله :" والعصر إنّ الإنسان لفي خسر "، بمعنى جنس النّاس وجنس الكتاب كما يقال ما أكثر درهم فلان وديناره ويراد به جنس الدّراهم والدنانير ".

    تفسير الطبري (3/152)

    إمام دار الهجرة مالك بن أنس يكذب مزاعم الشيخ ربيع

    في لفظة الجنس

    ثم رأيت في الموطأ للإمام مالك جملة يستخدم فيها كلمة الجنس في معناه اللغوي والاصطلاحي المعروف لدينا . حيث قال في كتاب البيوع : باب النّهي عن بيع العربان :" والأمر عندنا أنه لا بأس بأن يبتاع العبد التاجر الفصيح بالأعبد من الحبشة أو من جنس من الأجناس ليسوا مثله في الفصاحة ولا في التجارة والنفاذ والمعرفة لا بأس بهذا ".

    موطأ مالك (2/610)

    التابعي الجليل المخضرم أبي العالية البصري

    يكذب مزاعم الشيخ ربيع في لفظة الجنس ويؤكد جهله

    ثم رأيت أثراً نادراً للتابعي أبي العالية الرياحي في الآحاد والمثاني للضّحّاك النبيل استخدم فيه كلمة الجنس في كلامه وهو يصف اختلاف القراءات بين القبائل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه لهم ذلك وأقره على لفظة الجنس ابن أبي عاصم الضحاك والإمام أبو نعيم الفضل ابن دكين شيخ الإمام أحمد وابن معين :

    قال الضّحّاك :" حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين عن أبي خالدة عن أبى العالية قال :" قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم من كل جنس رجل فاختلفوا في اللغة فرضي قراءتهم كلّهم وكان بنو تميم أعرب القوم ".

    الآحاد والمثاني (2/373)

    وهكذا أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك ، وبالأدلة القاطعة استخدام السلف الصالح والقرون المفضلة لهذه الكلمة . وثبت تخرص الشيخ ربيع وكذب مزاعمه وظنونه الفاسدة ، في طعنه في إخوانه من أهل السنة وأمره بهجره لهم ، لأمور وخيالات باطلة وأهواء وجهالات كاسدة .

    الشيخ ربيع وتخبطاته مع أئمة اللغة الكبار

    بعد أن انتهى الشيخ ربيع في تخبطه مع أئمة السلف في لفظة " الجنس" ذهب ليتخبط في كتب اللغة العربية ويضرب بأقوال أئمة اللغة بعضها ببعض . ثمّ يحكم بأنّهم مضطربون في تفسيرهم لكلمة الجنس . وهو من عجائب هذا الزّمان ، شيخ يدافع لسنوات عن السّنّة ومنهج الأثر ثم ينقلب رأساً على عقب ويدمّر قواعد المنهج العلمي ويهدم بنيانه من الأساس من أجل مجموعة هالكة من الرجال المميعة كالرحيلي والرمضاني وفركوس وغيرهم ، وهم لا يستحقون كل هذا العناء وهذا البلاء وهذه المصائب العملية !!!!

    الشيخ ربيع يحكم خطئاً على أئمة اللغة بأنهم

    قد اضطربوا في تفسير كلمة الجنس

    قال الشيخ ربيع :" وإذا رجعت إلى كتب اللغة تجد اضطراباً في تفسيره ". (أجوبة على مشكلات فالح، ص6)

    وسأورد الآن أقوال أئمّة اللغة ليتبيّن تخبّط الشّيخ ربيع في حكمه هذا عليهم ، وعلى كتبهم وسنثبت من هو صاحب المشكلات أهو أم فالح ؟؟! :_

    1- قول إمام أئمة اللغة الخليل بن أحمد في الجنس :

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين : " الجنس : كل ضرب من الشيء والناس والطير وحدود النحو والعروض والأشياء ويجمع على أجناس ". كتاب العين (6/55)

    وقال في المصباح :" وحكي عن الخليل هذا يجانس هذا أي يشاكله ، ونص عليه في التهذيب أيضا ". المصباح المنير(1/111)

    2- قول ابن منظور صاحب اللسان في الجنس :

    قال :" الجنس : الضّرب من كل شيء وهو من النّاس والطّير ".

    لسان العرب ( 6/ 43)

    3- قول أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده في الجنس :

    قال ابن سيده عن الجنس :" وهذا على موضوع عبارات أهل اللغة وله تحديد والجمع أجناس وجنوس ". لسان العرب (6/43)

    4- قول ابن فارس صاحب مقاييس اللغة في الجنس :

    قال ابن فارس :" الجيم والنون والسين أصل واحد وهو الضّرب من الشّيء ". معجم مقاييس اللغة (1/486)

    5- قول الأزهري الهروي صاحب تهذيب اللغة في الجنس :

    قال :" والإبل جنس من البهائم العجم .. والحيوان أجناس ، فالناس جنس والإبل جنس والبقر جنس والشاة جنس " تهذيب اللغة (10/312)

    6- قول العلامة اللغوي الليث في الجنس :

    قال الليث :" الجنس ضرب من الشيء ومن الناس ... والجميع الأجناس ". تهذيب اللغة (10/312)

    7- قول ابن عباد في الجنس صاحب المحيط في اللغة في الجنس :

    قال ابن عباد :" شيء جنيس: أي عريق في جنسه ".

    (العباب الزاخر واللباب الفاخر للفيروز آبادي : باب الجنس)

    وأكد ذلك عنه صاحب تاج العروس فقال :" والجنيس كأمير ، العريق في جنسه ، نقله ابن عباد ". تاج العروس ( 15/515)

    8- قول العلامة أبي الفيض محمد الزبيدي في الجنس في كتابه تاج العروس :

    قال الزبيدي :" الجنس : وهو كل ضرب من الشيء ومن الناس ... ومن الأشياء جملة ". تاج العروس ( 15/515)

    9- ومن الشواهد الشعرية التي تأكد أصالة كلمة الجنس وعربيتها قول الأنصاري :

    قال الأنصاري يصف نخلا :

    تخيرتها صـالحات الجنوس لا أستميـــل ولا أستقيـــل

    أورده الزبيدي في تاج العروس(15/515)

    وصاحب لسان العرب(6 /43)

    وإنّما أوردا هذا الشّاهد الشّعري ليؤكّدا استخدام العرب لهذه الكلمة ، وعلماء اللغة لا ينقلون عن الشّعراء المولدين ، وإنّما عن شعراء العرب الفصحاء ، الذين لم تدخل العجمة في لسانهم .

    10- قول صاحب المغرب في ترتيب المعرب في الجنس :

    قال:" الجنس عن أئمة اللغة : الضرب في كل شيء ، والجمع أجناس".

    المغرب (1/164)

    11- قول إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب الصحاح في الجنس :

    قال القرطبي :" قال الجوهري: الكلام اسم جنس، يقع على القليل والكثير". تفسير القرطبي (16 /271)

    12- قول الرازي صاحب مختار الصحاح في الجنس :

    قال :" ج ن س : الجنس : الضرب من الشيء ".

    مختار الصحاح ( ص48)

    13- قول الفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط والعباب في الجنس :

    قال :" وهو كل ضرب من الشيء ، فالإبل جنس من البهائم ، الجمع أجناس ". القاموس المحيط ( ص691)

    وقال الفيروز آبادي في العباب :" جنس : الليث : الجِنس : كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ ".

    العباب الزاخر واللباب الفاخر ( باب جنس )

    14- قول إمام اللغة والنحو الأخفش في الجنس :

    قال القرطبي في تفسير المن الذي أنزل على بني إسرائيل :" والمن اسم جنس ، قاله الأخفش ". تفسير القرطبي (1/407)

    15- قول أبو بكر ابن دريد الأزدي صاحب الجمهرة في الجنس :

    وقال الفيروز آبادي في العباب :" والجَميع : الأجناس ، وزاد ابنُ دريد: الجُنُوس ". العباب الزاخر واللباب الفاخر ( باب جنس )

    16- قول ابن المقري صاحب المصباح المنير في الجنس :

    قال ابن المقري في الجنس :" الضرب من كل شيء ، والجمع أجناس".

    المصباح المنير(1/111)

    17- قول الثقة الحجة اللغوي أبو العباس أحمد الشيباني المعروف بثعلب :

    قال ثعلب :" يقال منه أعس به ، وأخلق به ، وأجدر به ، وأقرف به ، وأقمن به . قال : ورجل وثوب وأشباههما ، جنس لم يعدل ".

    مجالس ثعلب (ص496)

    وبعد كل هؤلاء العلماء المتخصصين في اللغة ، واتفاق كلمتهم على أن الجنس هو الضرب والصنف من كل شيء ، يزعم الشيخ ربيع أن كتب اللغة قد اضطربت في تفسيره ؟!!!!!، والواقع أنه هو الذي اضطرب في فهمه ونقوله عن أئمة اللغة .


    نسبة الشيخ ربيع جهلا لإمام العربية العلامة الأصمعي

    إدخاله الألفاظ الفلسفية الدخيلة إلى لغة العرب

    قال الشيخ ربيع عن كلمة الجنس :" ويقال أن أول من أدخله على اللغة الأصمعي . قال ابن فارس في مقاييس اللغة عن الأصمعي : إنه أول من جاء بهذا اللقب . وقال مثل هذا صاحب القاموس ".

    (أجوبة على مشكلات فالح، ص6)

    هذا هو كلام ربيع بالنسبة للأصمعي إمام اللغة . وسنحقق فيما يأتي أن الأصمعي على عكس ما ظنه فيه الشيخ ربيع وأوهم غيره به ، وأنه كان أحرص على لغة العرب من أن تشوبها شائبة العجمة والفلسفة .

    الأصمعي ينكر بعض مشتقات كلمة الجنس

    حفاظاً على اللغة من الدخيل

    لقد أنكر الأصمعي كلمة الجناس والمجانسة لأنها ليست من مشتقات كلمة الجنس ، بل هي مولدة دخيلة .

    نقل ابن فارس عن ابن دريد قال :" وكان الأصمعي يدفع قول العامة هذا مجانس لهذا ويقول : ليس بعربي صحيح" مقاييس اللغة (1/486)

    وقال ابن منظور في لسان العرب :" وكان الأصمعي يدفع قول العامة هذا مجانس لهذا إذا كان من شكله ، ويقول : ليس بعربي صحيح ، ويقول أنه مولد ". لسان العرب (6 /43)

    وقال الرازي :" عن الأصمعي أن قول العامة هذا مجانس لهذا مولد ".

    مختار الصحاح ( ص48)

    تحقيق القول في رأي الأصمعي

    لقد اختلفت نظرة علماء اللغة وموقفهم من قول الأصمعي هذا إلى رأيين اثنين بعد اتفاقهم كلهم على أن لفظة جنس عربية أصيلة غير مولدة ولا دخيلة .

    الرأي الأول : أن هذا غلط على الأصمعي ولا يصح ذلك عنه .

    قال ابن فارس :" وأنا أقول أن هذا غلط على الأصمعي ".

    مقاييس اللغة (1/486)

    ومستند تغليط هذه الرواية عن الأصمعي والله أعلم أن راويه عنه وهو ابن دريد لا يعتد بروايته هنا إذا خالف الجمهور وذلك لسببين :

    الأول : أنه لم يلق الأصمعي وإنما روى عن ابن أخي الأصمعي ، ففيه شبهة انقطاع في الرواية .

    الثاني : أنه لا يعتد بابن دريد في النقل خصوصاً فيما خولف فيه .

    قال الإمام ابن الصلاح في ترجمته :" قلت وقد ذكره الأزهري - فيما رأيته في صدر كتابه الجليل الموسوم بتهذيب اللغة - في عداد من لا يعتد به في رواية اللغة ". طبقات الفقهاء الشافعية (1/127)

    الرأي الثاني : أن ذلك صحيح عن الأصمعي وتابع ابن دريد في نقله عن الأصمعي ابن جني . مع تأويل كلام الأصمعي بما لا يخالف الجمهور .

    قال الزبيدي :" فكيف ينسب الغلط إلى الناقل وهو بهذه المثابة " .

    تاج العروس ( 15/516 )

    وهو الراجح : لأن الأصمعي لم ينكر كلمة جنس وإنما أنكر بعض مشتقاتها وهي أجناس والمجانسة . وأثبت كلمة الجنس والأجناس . والذي يؤيد هذا المسلك أن الأصمعي هو واضع كتاب الأجناس . ولا يعقل أن ينكر شيئاً ، ثم يستعمله ؟!!.

    قال الزبيدي مؤيداً هذا الجمع :" وأي جامع بين نفي المجانسة والجناس وبين إثبات الأجناس وأنه ألف فيها ". تاج العروس (15/517)

    قاعدة علمية مهمة أهملها الشيخ ربيع

    والقاعدة : أنه مهما أمكن حمل إطلاقات العالم على ما يوافق الدليل وقول العلماء ، فلا ينبغي العدول به إلى الشذوذ والانفراد عن الجماعة لمآرب خاصة ، وخاصة في هذا الموضع الذي أيدته القرينة الظاهرة .

    فوائد من تطبيقات العلماء لهذه القاعدة

    1- قال الحافظ ابن حجر وهو يحكي الخلاف عن الزهري في وجوب الجمعة على المسافر :" ويمكن حمل كلام الزهري على حالين فحيث قال لا جمعة على مسافر أراد على طريق الوجوب وحيث قال فعليه أن يشهد أراد على طريق الاستحباب ويمكن أن تحمل رواية إبراهيم بن سعد هذه على صورة مخصوصة وهو إذا اتفق حضوره في موضع تقام فيه الجمعة فسمع النداء لها لا أنها تلزم المسافر مطلقا حتى يحرم عليه السفر قبل الزوال من البلد الذي يدخلها مجتازا مثلا وكأن ذلك رجح عند البخاري ". فتح الباري (2/391)

    2- وقال العلامة علي القاري في ما يوهم الفرق بين معنى الغيضة في القاموس والنهاية :" فالصواب ما اخترناه مطابقاً للقاموس من أن الغيضة بالفتح الأجمة ومجتمع الشجر بل يتعين حمل كلام النهاية على هذا المعنى وهو أن المراد بالشجر الجنس وبالملتف يلتف بعض الأشجار إلى بعضها لا المفرد المعين الملتف بعض أغصانه إلى بعض ".

    مرقاة المفاتيح ( 5/285)

    3- وقال الشيخ منصور البهوتي الحنبلي :" ومهما أمكن حمل كلام العاقل على فائدة وتصحيحه وجب ". كشاف القناع (5/290)

    4- وقال أبو بكر الدمياطي الشافعي :" قال الأذرعي والمتجه تحريم إدخال المصحف ونحوه الخلاء من غير ضرورة إجلالا له وتكريما .

    قال الأسنوي : وكلام محاسن الشريعة تحريم بقاء الخاتم الذي عليه ذكر الله في اليسار حال الاستنجاء وهو ظاهر إذا أفضى ذلك إلى تنجسه، اه ملخصاً، وينبغي حمل كلام الأذرعي على ما إذا خيف عليه التنجيس ".

    إعانة الطالبين (1/109)

    قلت : حمله ليوافق رأي الجماعة في كراهة ذلك .



    نعود إلى تحقيق القول في الإنكار المزعوم عن الأصمعي

    ونقول : وعلى فرض إنكار الأصمعي للفظة الجنس ، فهو قول شاذ مخالف لما ورد عن أئمة السلف قبله من ثبوتها كالخليل بن أحمد والتابعي الجليل أبي العالية الرياحي البصري ، والإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وغيرهم من الأئمة المتقدمين .

    قال الزبيدي :" وإذا فرض ثبوت ما ذكره المصنف فلا يلزم من نفي الأصمعي لذلك نفيه بالكلية فقد نقله غيره ".

    ثم قال :" وقد ثبت ذلك من غيره من أئمة اللغة المتقدمين" .

    تاج العروس (15/517)

    قول الشيخ ربيع على العكس تماما من حقيقة الأمر

    قال الشيخ ربيع :" ويقال أن أول من أدخله على اللغة الأصمعي ".

    (أجوبة على مشكلات فالح، ص6)

    وهذا مخالف لحقيقة الأمر ، فكيف يكون أول من أدخله وهو ينكر بعض مشتقاته كما صح عنه ، والسبب في هذا النقل المشوه وانعدام التحقيق عدم اطلاع الشيخ ربيع على بقية الأقوال في المسألة ، واستعجاله في إسقاط خصمه الشيخ فالح الحربي بأي وسيلة ، ولو بالعمومات ، وإطلاقات الأقوال التي لها محامل صحيحة ، فلا يهم والحالة هذه أي نقل وعلى أي وجه كان ما دام الهدف هو الطعن في المخالف ، لا التحقيق العلمي للمسائل .

    وقد أثبتنا بالدليل القاطع خطأ اختيار الشيخ ربيع للقول الضعيف ، وإهماله القول الصحيح المخالف له . قال ابن أبي حاتم :" أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم ، وأهل البدع يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم ".

    يا شيخ ربيع

    ما هكذا كان ناصر السنة الألباني ، ما هكذا كان العثيمين ومقبل بن هادي .

    قال ابن مسعود :" اقتدوا بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ".

    اتهام الشيخ ربيع لمثبتي كلمة الجنس بالتأثر بالفلسفة

    يلزم منه الطعن في أئمة اللغة
    قال الشيخ ربيع :" ولا يبعد أن يكون مما أدخله الفلاسفة على الإسلام" .

    (أجوبة على مشكلات فالح، ص6)

    وهذا الكلام يلزم منه الطعن في أئمة اللغة كالخليل بن أحمد وابن فارس وابن منظور والأخفش وغيرهم ، ونحن لا نلزمه بلازم قوله إذا لم يلتزمه ، ولكن نثبت خطأه وجهله بهذه المسائل ، أما إذا أصر وعاند والتزم بلوازم قوله فهو طاعن في علماء اللغة .


    قول الشيخ ربيع يلزم منه الطعن أيضا في أئمة الإسلام

    المحدثين والفقهاء والمفسرين

    إنّ اتهام ربيع بأن مستعملي كلمة الجنس قد يكونون متأثرين بالفلاسفة يلزم منه الطعن في التابعي الجليل أبي العالية الرياحي والإمام مالك والإمام ابن خزيمة وابن أبي حاتم والطبري وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير والعلامة السعدي والشنقيطي وغيرهم الذين استعملوا هذه الكلمة في كتبهم وتفاسيرهم دون حرج .

    ولكن لا نتهم الشيخ ربيع بأنه يطعن فيهم مباشرة كما هو يتعامل معنا، ويفجر في الخصومة ، حيث اتهمني دون حياء ولا مراقبة من الله بأني على طريقة الكوثري ، وأنني أمجد وأدافع عن الروافض والعلمانيين والهندوس وهو مسجل بصوته ، كل ذلك ليحذر مني ولو بالباطل والكذب والفجور ؟! (انظر شريطه : أسئلة جامعة الإمارات) ، وسبحانك هذا بهتان عظيم !!!

    ورد على رسالة لأبي عبد الله السلفي الجزائري ونسبها إلي ظلما وعدواناً وسماها : الرد على بعض المتعالمين المغرورين ، ويشهد الله أنها ليست لي ولم أكتب منها حرفا واحدا . قال تعالى :" ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله "، وما كل ذلك إلا لأني وقفت مع خصمه الشيخ فالح الحربي لما علمت الحق معه في هذه المسائل ، وكان لا يسعني إلا ذلك ، ولو فقدت كل أحبابي وأصدقائي ، فجن جنون الشيخ ربيع لذلك وأوعز إلى متعصبته كفواز المدخلي وهشام الحوسني ومحمد بن هادي بالتأثير على النجمي وعبيد الجابري أن يتكلما فيّ بالباطل .

    الشيخ ربيع يؤكد مرة أخرى اتهامه لعلماء اللغة وشيخ الإسلام

    ابن تيمية تأثرهم بالفلسفة وهو لا يشعر

    إن ربيعاً المدخلي لما ترك المنهج السلفي إلى المنهج العبَّادي ، وانحاز لأهل البدع المميعة كالرمضاني والرحيلي وفركوس صار لا يتقي الله في أقواله ، فيلقي التهم جزافا على عباد الله دون خشية أو مراقبة ، كل ذلك ليلغي كلمة " الجنس " التي أرّقته وأقضّت مضجعه ، ولا أدري لماذا كل هذه الحساسية الزائدة من هذه الكلمة ، فها هو يعود مجدداً إلى الطعن في أئمة اللغة بأنهم متأثرون بالفلاسفة دون دليل أو برهان .

    حيث يقول ربيع :" وبعضهم يقول : إنه أعم من النوع ، وهؤلاء متأثرون بالفلاسفة ".

    قلت : فلننظر من هو هذا البعض المتأثر بالفلاسفة القرامطة الباطنية ؟؟!!!

    1- قال العلامة اللغوي ابن منظور :" والجنس أعم من النوع ".

    لسان العرب ( 6/ 43)

    2- وقال الرازي :" وهو أعم من النوع ".

    مختار الصحاح ( ص48)

    3- وقال الفيروزآبادي :" الجنس بالكسر أعم من النوع ".

    القاموس المحيط ( ص691)

    وقال الفيروز آبادي أيضا :" الجنس أعم من النوع ".

    (العباب الزاخر، حرف الجيم)

    4- وقال ابن المقري :" وهو أعم من النوع ".

    المصباح المنير(1/111)

    5- وقال صاحب المغرب :" وهو أعم من النوع ".

    المغرب في ترتيب المعرب (1/164)

    6- وقال أبو الفيض الزبيدي :" الجنس بالكسر أعم من النوع ".

    تاج العروس ( 15/515)

    7- وأخيرا قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فالهَمُّ اسم جنس تحته نوعان ". دقائق التفسير ( 2/272)



    فهؤلاء هم الذين يزعم الشيخ ربيع بجهل بالغ أنهم متأثرون بالفلاسفة وفيهم شيخ الإسلام ابن تيمية علامة المعقول والمنقول ؟؟!!!.

    سبب تخبط الشيخ ربيع والسر العلمي في ذلك

    وسبب هذا التخبط : أن الشيخ ربيع نقل من المعجم الوسيط أن المناطقة قالوا بهذا القول أيضا ، فظن أن كل ما يقوله المناطقة باطل وضلال وفلسفة ؟؟!!!، إن هذا فهم سقيم وكثير من المناطقة يؤمنون بوجود الله فهل هذا باطل وضلال وفلسفة أيضا ؟؟!!!.

    ولم يدر ربيع أن هذه أمور اصطلاحية قد يتفق عليها الجميع وقد يختلفون ، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا علم المقصود منه .

    والسبب الثاني لهذا التخبط : أن الشيخ ربيع ينتقي من الأقوال ما يوافق رأيه ولا أريد أن أقول هواه ، ولا يلتفت إلى الآراء والأقوال الأخرى في المسألة . وقد حذر السلف من ذلك . ثم بعد كل هذه المصائب يقول الشيخ ربيع لفالح :" إني أراك مولعاً بالغرائب والألفاظ المتشابهة المشكلة ، وهذا أمر مذموم " ؟؟!!! (أجوبة على مشكلات فالح، ص5)

    فمن هو المولع بالغرائب والعجائب ؟؟!!! ومن أحق به من صاحبه ؟؟!!!. ويسمي رسالته : " مشكلات فالح " ؟؟!!!.

    فمن هو الأجدر بأن يكون صاحب مشكلات وفتن ؟؟!!!.

    عدم مراعاة الشيخ ربيع لقاعدة التخصص الأثرية

    والسر العلمي في كل هذه الفضائح أيضاً : أن الشيخ ربيع لا يراعي التخصص ، فيدخل أنفه في كل العلوم ، كالفقه والأصول والمنطق والعقيدة والتفسير واللغة ، ليس إفادة ، بل مناظرة وانتصاراً لمسألة وتضليلاً لغيره فيها .

    وهو يعلم أنه متخصص في الحديث والمصطلح فقط ، وليس ذلك فقط بل يضلل ويحارب كل من يخالفه فيها ولا يسلم لأرباب الشأن وأصحاب الفن ، ويقلب الأمور رأساً على عقب ، كل ذلك لينصر في زعمه السنة والسلفية ؟.

    أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل؟!

    وبهذه الطريقة المدمرة لا تنتصر الدعوة السلفية الحقة بل ستنهزم بتصرفات الشيخ ربيع وأتباعه ، إلا أن الله برحمته يقيض لها في كل عصر من يذب عنها تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين .

    وقد كان السلف يراعون بشدة قاعدة التخصص حتى جاء قوم لم يسمعوا بها أصلاً فضلاً أن يدافعوا عنها وينتصروا لها ، فكل عالم عندهم عالم في كل الفنون والعلوم ؟؟! .

    تحذير العلماء ممن يتدخل في غير فنه

    ولخطورة أن يتكلم الشخص في غير فنه حذر الأئمة والعلماء من ذلك بل قد نقل بعضهم الاتفاق على ذلك :

    1- ففي ترجمة الإمام الفقيه حفيد صديق الأمة أبي بكر وأحد فقهاء المدينة القاسم بن محمد بن أبي بكر : قال عبيد الله بن عمر كان القاسم بن محمد لا يفسر القرآن ". سير أعلام النبلاء (5/59)

    ترى لماذا كان الإمام القاسم يفتي في الفقه ولا يتدخل في التفسير ؟!!

    الجواب : أنه كان من ورعه قد ترك التفسير لأهله والمتبحرين فيه .

    2- وعن موسى بن علي عن أبيه : أن عمر خطب بالجابية فقال :" من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدا ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذاً ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله جعلني خازنا وقاسما ".

    سير أعلام النبلاء (1/394)

    3- وعن الزعفراني قال سمعت علي بن عبد العزيز يقول سمعت أبا عبيدة القاسم بن سلام يقول :" ما ناظرني رجل قط وكان مفنناً في العلوم إلا غلبته ولا ناظرني رجل ذو فن واحد إلا غلبني في علمه ذلك ".

    جامع بيان العلم (1/130)

    4- وعن سحنون بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم أنه قال لمالك :" ما أعلم أحدا أعلم بالبيوع من أهل مصر، فقال له مالك : وبم ذلك ؟ قال ابن القاسم : بك . قال مالك : فأنا لا أعرف البيوع فكيف يعرفونها بي ؟!! ". جامع بيان العلم (1/132)

    5- وقال الحافظ ابن حجر منتقداً بعضهم :"وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب ". فتح الباري ( 3/584 )

    6- وقال العلامة السخاوي :" كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله ومن تعاطى تحرير فنٍ غير فنه فهو متعني ".

    فتح المغيث (1/236)

    7- وقال السبكي نقلاً عن بعض العلماء :" أما علمت أن الخارج عن لغته لحان وأن الداخل في غير فنه يفضحه الامتحان ".

    طبقات الشافعية الكبرى (9/357)

    8- وقال العلامة المباركفوري عن مصنف خلط في رجال الحديث : " والأصل أن الرجل إذا تكلم في غير فنه يأتي بمثل هذه العجائب ".

    تحفة الأحوذي (1/24)

    قاعدة سلفية عظيمة أخرى

    أهملها الشيخ ربيع إهمالاً شديداً

    لقد تسرع الشيخ ربيع في إسقاط الشيخ الفاضل فالح الحربي و كل من خالفه بكل ما أمكنه وكيفما اتفق ، ولم يراع قاعدة سلفية عظيمة تؤكد عدم الخوض في مسألة علمية جزماً وإثباتاً أو نفياً لها دون معرفة الأقوال فيها ، أهي إجماعية أم خلافية ، فكان بذلك الشيخ ربيع قدوة سيئة لطلابه ومناصريه في الإعراض عن أي قول يخالف رأيهم وتعصبهم ، حيث يشهد الواقع أنهم غير مستعدين لسماع أي رأي يصدر عن مخالفيهم من أهل السنة ومن كانوا إخوانهم يوماً من الأيام بمجرد أن الشيخ ربيعاً أو غيره أصدر أوامره وتوجيهاته السامية بذلك ؟!!!

    فكانوا مخالفين بذلك للسلف الصالح ولأئمة الإسلام أشد وأفظع خلاف .

    1- عن سعيد عن قتادة قال :" من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه". جامع بيان العلم (2/46)

    2- وعن يزيد بن زريع قال سمعت سعيد بن أبي عروبة يقول :" من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً ". جامع بيان العلم (2/46)

    3- وعن محمد بن عيسى قال سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول :" من لم يعرف اختلاف القراء فليس بقارئ ومن لم يعرف اختلاف الفقهاء، فليس بفقيه ". جامع بيان العلم ( 2/46 )

    4- وعن حمزة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال :" لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالماً باختلاف الناس، فإنه لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه ". جامع بيان العلم (2/46 )

    5- وقال يحيى بن سلام :" لا ينبغي لمن لا يعرف الاختلاف أن يفتي ولا يجوز لمن لا يعلم الأقاويل أن يقول هذا أحب إلي ".

    جامع بيان العلم (2/47)

    وهناك أثر عن التابعي الجليل سعيد بن جبير يؤكد ذلك أيضاً غاب عني الآن .

    الشيخ ربيع يتهم نفسه بالتأثر بالفلاسفة وهو لا يدري

    لقد استخدم الشيخ ربيع نفسه وهو لا يدري عبارة جنس مرات كثيرة في كتبه ثم يدعو فالح إلى ترك هذه الكلمة بحجة أنها كلمة فلسفية دخيلة اضطرب فيها أهل اللغة .

    قال تعالى :" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ".

    وقال العلامة محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله رحمه الله :

    لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله

    من ذم شيئا وأتى مثله فإنما يزري على عقله

    جامع بيان العلم (ص195)

    وهذه بعض أقوال الشيخ ربيع – من موقعه في الانترنت - في كتبه مستخدماً هذه الكلمة لتكون حجة عليه ، إما بتأثره بالفلسفة ، وإما بالتراجع عن إسقاط فالح وما تبع ذلك من فتنة عظيمة وتفرق للدعوة الواحدة وأبنائها على يديه هو فقط لا أحد غيره .

    1- قال ربيع مخاطباً الغزالي :" أنت تعرف أن (( أل )) هنا جنسية تفيد العموم ". كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها (ص 101)

    2- قال ربيع مورداً كلام ابن قتيبة :" شهادة ابن قتيبة : ألف فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام أبو عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المتوفى سنة 276ه) كتابـًا سماه (( تأويل مختلف الحديث )) دفاعـًا عن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن حملتها وناقليها وحفاظها أهل الحديث .

    قال في مطلع الكتاب :" أما بعد : أسعدك الله تعالى بطاعته ، وحاطك بكلاءته ، ووفقك للحق برحمته ، وجعلك من أهله ؛ فإنك كتبت إليّ تعلمني ما وقفت عليه من ثلب أهلِ الكلام أهلَ الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميِهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف ، وكثرت النحل ، وتقطعت العصم ، وتعادى المسلمون ، وأكفر بعضهم بعضـًا ، وتعلّق كل فريقٍ منهم لمذهبه بجنس من الحديث ". مكانة أهل الحديث (ص106)

    3- ربيع ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية استخدامه لكلمة الجنس مقراً له حيث نقل عنه قوله :" فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم ، من جنس الجهاد في سبيل الله ". المحجة البيضاء

    4- وقال ربيع :" إذ أن خلق آدم أعجب وأغرب فهو مخلوق من تراب وليس التراب من جنس البشر . وعيسى خلق من امرأة من جنس البشر ". مكانة عيسى عليه السلام

    5- وقال ربيع مخاطباً القطبي بكر أبو زيد :" أقول : هل رأيتني صرحت بتكفيره في موضع واحد من كتابي اللذين ناقشت فيهما سيد قطب ؟؟ حتى تجزع هذا الجزع وتـهول هذا التهويل !! أتظنني من جنس سيد قطب والقطبيين ".

    الحد الفاصل (ص31)

    6- وقال ربيع مخاطباً أحد الحزبيين :" ثالثاً : يغيظ هؤلاء الحزبيين أن يروا أهل السنة يحترمون ويوقرون علماءهم وأهل السن فيهم فيرون أو يوهمون رعاعهم أنه تمجيد وتعظيم من جنس تعظيم وتمجيد غلاة الصوفية ".

    بيان فساد المعيار (ص50)

    7- وقال ربيع مخاطباً صاحب المعيار الحزبي :" فأي بيان هذا من شخص يجهل البدهيات عند من يعتني بهذا الأمر أليس لفظ الصحيح جنساً يشمل الصحيحين وغيرهما ".

    بيان فساد المعيار (ص 55)

    8- وقال ربيع :" وإفهام من لا يعرف منهج السلف أن مثل هذه الأخطاء لا يسلم منها أحد ، وأنها ليست من جنس البدع ".

    بيان فساد المعيار (ص 59)

    9- وقال ربيع مخاطباً ابن عرعور :" ومنها البهت والتناقض القائم عليه ، أليس هذا من البراهين الواضحة على خذلان الله لك ومكره بك ؟ والجزاء من جنس العمل ".

    انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية (ص 71)

    10- وقال ربيع في حواشي التنكيل على المليباري :" ([4]) انظر أيها القارئ الكريم إلى هذا الإمام الناصح الأمين الذي قادته أمانته ونصحه إلى استبعاد روايات هذا الصنف مع ظهور ضعفها رحمةً ورفقاً بطلاب العلم ، من جنس الذي سأله ورفقاً بعوام الناس ، أمثل هذا الإمام يتعمد إيراد الأحاديث التي انطوت على علل خفية غامضة قادحة لا يدركها إلا الجهابذة النقاد في كتاب التزم فيه الصحة وراعى فيه مستوى من ذكرهم ؟! ". التنكيل – الحاشية رقم (4)

    11- وقال ربيع مخاطباً سلمان بني سرور :" فيدخل في هذا المعنى فئات كثيرة من جنس من ذكر ، ويدخل فيه غيرهم ؛ مثل : أتباع المذاهب الفقهية الأربعة وغيرها ". أهل الحديث هم الطائفة المنصورة

    12- وقال ربيع مخاطباً أحد المأربية :" ولهذا الكاتب كلام من جنس كلامه السابق تركنا تعقبه فيه، ومنها أنه سيأتي بكلام بعض أهل العلم الآنف الذكر في مسألة المجمل والمفصل ".

    (براءة أهل السنة مما نسبه إليهم ذو الفتنة)

    13- وقال ربيع :" وإن من يكذب بهذا الحق والصدق لمن جنس أعداء الرسل وتكذيبهم ".

    (دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن الإمام محمد بن عبدالوهاب)

    14- وقال ربيع :" وأن بهتك هذا من جنس بهت اليهود لعيسى عليه الصلاة والسلام وأمه الصديقة ".

    (دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن الإمام محمد بن عبد الوهاب)

    الشيخ ربيع ومنطق الجهال واستدلال العميان

    أنا لا أدري ماذا أصاب هذا الرجل المدخلي هذه الأيام ، فقد صار يخلط في أقواله خلطا عجيبا ، وكل ذلك بسبب عداوته لفالح الحربي ودخوله في المنهج الجديد . لقد أصبح يخلط في الألفاظ والاصطلاحات ، ولا يدري ما هي المصطلحات التي يجوز إطلاقها وما هي التي لا تجوز .

    والآن يستخدم منطقا غريبا أشبه بمنطق الأطفال الجهال . لا منطق العلماء الكبار حيث يقول مخاطبا فالح :

    " وأنت تتعلق بلفظ "جنس" وهو لا ذكر له في القرآن ولا في السنة "؟؟!!! (أجوبة على مشكلات فالح، ص5)

    قلت : إذاً يلزم من قاعدته هذه إنكار كل الاصطلاحات العلمية التي وضعها العلماء تسهيلا للعلوم وتوضيحا للأفهام .

    فيجب على ربيع أن ينكر لفظ " العام والمطلق والمقيد والاستدلال وتخريج المناط وتنقيح المناط وتحقيق المناط والعلة ، وقياس الدوران ، وقياس الشبه وغلبة الأشباه ، والمنطوق والمفهوم ، والتضاد ، وكلمة اصطلاح نفسها !!؟؟"، وفي تخصصه عليه أن ينكر كلمة الشاذ والثقة الثبت ونكارة المتن وانقلاب السند .

    فلماذا إذاً لا يستنكر ربيع كل هذه المصطلحات والعبارات العلمية بحجة أنها لم تذكر في القرآن ولا السنة ؟؟!!!، وهذه كلها استخدمها العلماء كما استخدموا لفظة الجنس سواء بسواء ؟؟!!! وما الفارق بين هذه وتلك غير الهوى والجهل المركب .

    كل المصطلحات العلمية تلاعب بها أهل البدع

    لقد تلاعب أهل البدع بكل المصطلحات العلمية . بحسب أهوائهم . فهم يستخدمون العموم والقياس لنشر بدعهم ، ويتلاعبون بها . فالعام ينقلب عندهم إلى خاص إذا كان المقصود نصرة بدعة ما . والحديث الصحيح يتحول إلى شاذ ، وهكذا كل الاصطلاحات ، فهل يجوز بهذه الحجة إنكار المصطلحات العلمية وإلغاؤها وإعلان الحرب على مستخدميها من أهل السنة ؟؟!!! بحجة أن سرورياً جاهلاً عاطلاً عن العلم والعمل استخدمها ؟!!!.

    القاعدة الربيعية تؤكد تأثر ربيع الشديد بالفلاسفة والباطنية

    لقد زعم ربيع أن الفلاسفة إذا استخدموا كلمة فلا يجوز لأهل السنة استخدامها بعد ذلك إلى يوم القيامة . مثل كلمة " جنس " ولو استخدمها أهل السنة ، فعلى قاعدته الجاهلية هذه وليس على قاعدتنا العلمية . فهو قد حكم على نفسه أنه متأثر بشدة بالفلاسفة ، ويجب التحذير منه ومحاربته وإسقاطه .

    قال ربيع في نفس الصفحات التي يحارب فيها كلمة " الجنس " ظلماً و عدواناً :

    1- قال: " إن هناك تضاداً بين رأي الخوارج وبين رأي المرجئة ".

    (أجوبة على مشكلات فالح، ص5)

    2- ثم قال ربيع :" وهما متضادان في الرأي ".

    (أجوبة على مشكلات فالح، ص5)

    ومن المعلوم أن كلمة تضاد وضد من المصطلحات التي استخدمها الفلاسفة والباطنية الغلاة لمحاربة الأديان ، فلماذا يحذر ربيع من كلمة ويستخدم أخرى وكلاهما مستخدم عند الفلاسفة وإخوان الصفا من الباطنية . قال تعالى: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "، فإذا كان ترك كلمة " جنس " من البر والتقوى فكذلك كلمة ضد وتضاد . قال تعالى:" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم "؟!!!!.

    وكل هذه التناقضات العلمية دليل على أنها من عند غير الله . بل من عند الهوى و الجهالات والعصبيات الحمقاء .

    ملاحظة : كلمة ضد وتضاد من المصطلحات الصحيحة عند أهل العلم ، وأوردتها للإلزام فقط .

    القاعدة السلفية تؤكد تأثر ربيع

    بغلاة أهل الرأي لا بالفلاسفة

    لقد حكمت القاعدة الربيعية الظالمة أن شيخهم ومقدمهم ربيع متأثر بالفلاسفة الباطنية لكن الحقيقة أننا نبرئ الشيخ ربيعاً من هذه التهمة الجائرة ، ونؤكد أن ربيعاً متأثر فقط بغلاة أهل الرأي في قياساته واستدلالاته وفي قاعدته العظيمة في المصالح والمفاسد ، ولكن لأنه فضلاً عن طلاب العلم الذين حوله لا يعرفون شيئا عن أهل الرأي ومناهجهم وطرائقهم وقواعدهم في المصالح والمفاسد . فإننا سنعذرهم بجهلهم وننصحهم بأن يسكتوا حتى يطلبوا العلم . ولا يتدخلوا فيما لا يعنيهم فمن دخل بجهل فيما لا يعنيه وجد من أهل الحق ما لا يرضيه ، ولنا عودة قريبة – بإذن الله - إلى طلاب أهل العلم الأكابر – زعموا -.


    قاعدة أثرية في أن اتّباع زلات العلماء

    وأخطائهم الشنيعة وتقليدهم فيها سبب لهدم الإسلام

    وهذه قاعدة من قواعد منهج الاستدلال عند أهل السنة تبين خطورة تقليد العلماء في زلاتهم والتهاون في ذلك والترخص فيه ومن ذلك أخطاء وضلالات الشيخ ربيع :

    1- قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لزياد :" ثلاث يهدمن الدين : زلة العالم ، وجدال منافق بالقرآن ، وأئمة مضلون ". جامع بيان العلم وفضله ( 2/110 )

    2- وقال الحافظ إبراهيم بن أبي عبلة :" من تتبع شواذ العلماء ضل". ذيل تذكرة الحفاظ (ص157 )

    3- وقال الإمام الأوزاعي :" من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام ". السنن الكبرى للبيهقي (10/211 )

    4- وقال سليمان التيمي :" لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " قال الإمام ابن عبدالبر معلقاً عليه :" هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً " . جامع بيان العلم ( 2/90 )

    5- وعن أبي العباس بن سريج قال سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول :" دخلت على المعتضد - وهو الخليفة العباسي - فدفع إلي كتاباً نظرت فيه ، وكان قد جمع له الرخص من زلل العلماء ، وما احتج به كل منهم لنفسه ، فقلت له : يا أمير المؤمنين مصنف هذا الكتاب زنديق ، فقال لم تصح هذه الأحاديث ؟!! ، قلت : الأحاديث على ما رويت ، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة ، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر ، وما من عالم إلا وله زلة ، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه ، فأمر المعتضد فأحرق ذلك الكتاب ". سنن البيهقي الكبرى (10/211 )

    6- وقال أبو الدرداء :" فيما أخشى عليكم زلة عالم وجدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كأعلام الطريق ".

    جامع بيان العلم ( 2/110 )

    7- وقال الإمام ابن عبدالبر في تحريم اتباع أخطاء العلماء :" وقال جل وعز عائباً لأهل الكفر وذاماً لهم :" ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون "، وقال :" إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا " ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء .

    الرد على شبهة أن الآيات الذامة للتقليد نزلت في الكفار

    وليس في طلاب العلم من أهل السنة

    ثم قال ابن عبد البر :" وقد احتج العلماء بهذه الآيات في أبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد كما لو قلد رجل فكفر وقلد آخر فأذنب فقلد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها كان كل واحد ملوما على التقليد بغير حجة لأن كل ذلك تقليد يشبه بعضه بعضا وإن اختلفت الآثام فيه وقال الله عز وجل وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وقد ثبت الاحتجاج بما قدمنا في الباب قبل هذا وفي ثبوته إبطال التقليد أيضا فإذا بطل التقليد بكل ما ذكرنا وجب التسليم للأصول التي يجب التسليم لها وهي الكتاب والسنة أو ما كان في معناهما بدليل جامع بين ذلك ".

    جامع بيان العلم ( 2/109- 110 )

    8- وقال الإمام ابن عبدالبر :" وشبه الحكماء زلة العالم بانكسار السفينة لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطئ لم يجز لأحد أن يفتي ويدين بقول لا يعرف وجهه ". جامع بيان العلم ( 2/111 )

    9- وعن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يقول :" أغد عالماً أو متعلماً ولا تغد إمعة فيما بين ذلك . قال ابن وهب فسألت سفيان عن الإمعة ؟!! فحدثني عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود :" قال كنا ندعوا الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بغيره وهو فيكم اليوم المحقب دينه الرجال ". جامع بيان العلم ( 2/112 )

    10- وعن أبي العالية الرياحي قال سمعت ابن عباس يقول :" ويل للأتباع من عثرات العالم ، قيل كيف ذلك قال يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، فيترك قوله ذلك ثم تمضي الأتباع ". جامع بيان العلم ( 2/112 )

    الشيخ ربيع لا يعرف كيف يدافع عن العلماء

    لقد زعم ربيع أن السرورية قصدوا باستخدام كلمة " جنس " إسقاط أكابر العلماء الألباني وابن باز والعثيمين وغيرهم ، فلذلك فهو سيحارب هذه الكلمة بلا هوادة ولو أسقط أهل السنة ودمر الطائفة الأثرية ولن يستخدم قاعدتي المصالح والمفاسد البدعية عنده هذه المرة مهما كانت النتائج ؟؟!!!.

    قال ربيع :" ومن مضار استخدام هذا اللفظ أن بعض من حملوا لواءه يقولون عن الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين ، إنهم ثالوث الإرجاء ". (أجوبة على مشكلات فالح، ص6)

    لقد بين الشيخ ربيع السبب الذي من أجله يحارب كلمة "الجنس" كل هذه الحرب الشعواء ، مع الأسباب الأخرى التي ذكرها سابقا ، والسبب هو توصل السرورية إلى الطعن في العلماء بهذه الكلمة وهو سداً لهذه الذريعة سوف يلغي هذه الكلمة من قاموس أهل السنة بكل ما أوتي من قوة ؟!!.

    ولكن غفل الشيخ ربيع وتغافل المتعصبة الذين حوله من طلاب العلم زعموا عن أمر عظيم :

    وهو أن السرورية قد أسقطوا علماء أهل السنة قبل اختراعهم لقصة جنس العمل على مفهومهم الخاطئ . فقد كانوا يسمونهم عملاء وجواسيس وعبيد السلاطين ، فلم تفعل كلمة " الجنس " في الحقيقة شيئا يذكر .

    لقد أراد ربيع بكل هذه التخبطات الدفاع عن أكابر أهل العلم ، لكنه وإن كان قد أحسن القصد – في زعمه -، إلا أنه أساء الطريقة والمنهاج والأسلوب العلمي فما هكذا يكون الدفاع عن العلماء الأكابر .

    ربيع يدافع عن العلماء المعاصرين

    بما يلزم منه الطعن في السابقين

    لقد دافع ربيع في زعمه عن العلماء المعاصرين الألباني وابن باز وابن العثيمين، ولكن دفاعه عنهم كان بجهل بالغ وتخبطات عجيبة وأساليب شيطانية وقواعد بدعية غريبة ، أدى به إلى الطعن في أئمة السلف وأئمة اللغة وعلماء الإسلام واتهامهم بغير قصد منه بتأثرهم بالفلاسفة .

    لقد أدت حماية العلماء المعاصرين إلى الطعن في التابعي الجليل أبي العالية الرياحي والطعن في الإمام مالك وابن أبي حاتم ومفسر الإسلام أبي جعفر الطبري ثم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وكثير كثير جداً من علماء المسلمين .

    وأدى هذا الدفاع المرير أيضاً عن المعاصرين إلى الطعن في أئمة اللغة والحكم عليهم جميعا بالاضطراب في تفسير كلمة واحدة ، ثم التشكيك بهذا في منهجهم العلمي ، واتهامهم الاتهام الصريح بالتأثر بالفلسفة ، وعلى رأسهم العلامة اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ سيبويه ونحاة الإسلام ، والعلامة ثعلب والأخفش وابن فارس وابن منظور والرازي والفيروز آبادي ، هؤلاء الذين كانوا مراجع الأمة الإسلامية جميعا في مباحث اللغة .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    كحل عينك يا زهراني ويا فواز ويا عدونة وظفيري والبليدي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    لماذا لا يردون عن شيخهم ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    1- قال العلامة شيبة الحمد في ربيع المدخلي رأس الحدادية ومنظر الفرقة المرجئة الخامسة :
    ( هذا رجل فاسق ، فاسق منحرف عن دين الله ، لا يسمع لكلامه ولا ينبغي أنا نرد عليه ، مايستاهل الرد هذا ، ويحسبون نفسهم هم الرجال ) .
    2- وقال فيه أيضا : ( هذا كذاب عليه أن يتولاه حاكم شرعي ) .
    3- وقال فيه أيضا : ( هذا جنس ملحد ) .
    4- وقال فيه أيضا : ( هذا كذاب هذه دعاية ضد الإسلام هذه دعاية ضد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من المرتدين والملاحدة والدهريين والصوفيين والخرافيين اللي في قلوبهم مرض على النبي وأصحابه ) .
    5- وقال فيه أيضا : ( كاذب مفتري تخشى عليه الردة ) .

    من هنا المكالمة الصوتية :
    http://alathary.net/vb2/attachment.p...achmentid=3008

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    من هنا ملف وورد
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    جزى الله خيرا كل من وقف في وجه هذه الفتنة الإرجائية المدخلية الإرهابية

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    الكتاب فيه فوائد كثيرة جدا ، يالله للرفع مرة أخرى

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    ** للرفع**

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    للتذكــــــــــير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •