من هم المرجئة

الجزء الأول

التعريف والنشأة



إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون , يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا , يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً .

أما بعد ,,,

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار :-

معنى الإرجاء .... لغة .. : يطلق الإرجاء أو كلمة الإرجاء على عدة معان منها الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء هذه معنى الرجاء لغة, ومعناه هو أهم شئ وهي لفظة التأخير كما قال جلًّ وعلا : " أرْجهْ وأخاه " بمعنى أرجئه وأخره هذا معنى الإرجاء لغة .

أما معنى الإرجاء في الإصطلاح : فإن العلماء اختلفوا في تعريف الإرجاء أو فرقة المرجئة ولا ريب أن الإرجاء كما قلنا مأخوذ من معناه اللغوي بمعنى التأخير والإمهال والانتظار وذهب بعض أهل العلم إلى أن الإرجاء هة إرجاء العمل عن درجة الإيمان وجعل هذا العمل في منزلة بعيدة أو متدنية عن الإيمان , وذهب آخرون إلى أن الإرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة الى يوم القيامة عند ربنا جل وعلا فلا يحكم عليه في الدنيا بل يؤخر ويرجأ إلى حكم الله سبحانه وتعالى وهذا هو المشهور وإن كان هناك تفريعات كثيرة .

الإرجاء معانية متشعبة لكن علينا أن نعلم أن المرجئة هم الذين قالوا قالوا أو من أسسهم أو مبادئهم هو : أن الإيمان مجرد المعرفة بالله تعالى وفصلوا الأعمال عن الايمان وهم عدة فرق وطوائف كثيرة ومنهم غلاة ومنهم مرجئة الفقهاء وهم متعددون بعضهم يقول : الايمان هو المعرفة والتصديق فقط ومنهم من يدخل عمل القلب كعامة أهل الارجاء ومنهم من نفى ذلك ومنهم من أبعد هذا الشئ وهو كجهم بن صفوان السمرقندي المبتدع رأس الجهيمة زرع شراً عظيماً وهو من أكثر الناس تكلماً وإلصاق البدعة في هذا الأمر وهو الذي فتح باب شر على المسلمين .

وأيضاً من المرجئة قالوا : إن الايمان مجرد قول اللسان فقط وقالوا عن الايمان : هو فقط أن يقول المسلم أو المؤمن أنا مؤمن , مجرد القول باللسان فقط وأيضاً لهم قول آخر هو بأن الإيمان هو أن يقول المسلم باللسان كذلك وأن يصدق ذلك بالجنان أما العمل بالأركان فهذا عند عامة أهل الإرجاء أبعدوه ونفوه عن جماعتهم .

نشأة المرجئة

ونشأة هذه الطائفة اختلف فيها يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عليه في كتاب الايمان بان الذي قال ذلك هؤلاء المعروفون هم حماد ابن أبي سليمان , والإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه وبعض فقهاء الكوفة قالوا بأنهم ذهبوا وجعلوا الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب أما هل يدخل العمل ضمن مسمى الايمان ؟ هم لم يقولوا بذلك ولذلك سموا مرجئة الفقهاء وهم نشأوا بعد فتنة الخوارج وبعد فتنة ابن الأشعث الذي خرج على الحاكم وذهبوا الى أن الايمان هو مجرد المعرفة بالله تبارك وتعالى وقلنا أنهم أنواع ضمنهم مرجئة الفقهاء والمرجئة الخالصة وهم الذين قالوا لا يضر مع الايمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة وأول من تكلم في الارجاء هو غيلان الدمشقي .

وقيل أيضاً أول من تكلم في الارجاء أي أول من قال ذلك هو ذر ابن عبدالله بن زرارة المرهبي وهو الذي جاء بهذه البدعة بدعة الارجاء وقيل بأن أول من تكلم بالارجاء هو أبو محمد المعروف بابن الحنفية رحمه الله وهو الذي قال بالارجاء لكن ليس على الجه الذي ذهب اليه هؤلاء الناس من إخراج العمل عن مسمى الايمان بالله تبارك وتعالى وهذا بالنسبة الى المرجئة وتعريفهم لغة وبعض أنواع الإرجاء .

أما الأسس التي قام عليها هذا المذهب أو هذه الفرقة لا نستطيع أن نأتي عليها في درس واحد بل يحتاج منا الى ذكر أمور هامة وأول الأسس أو أهم شئ عند هذه الطائفة أنهم أخرجوا الأعمال من الايمان بالله عز وجل وقالوا بأن الايمان هو النطق باللسان والتصديق بالجنان اما العمل بالاركان فذهب عامة المرجئة الى اخراج العمل عن مسمى الايمان بالله جل وعلا وقالوا إن الايمان بالله لا يزيد ولا ينقص وذهبوا الى هذا الامر الذي تضافرت نصوص القرآن والسنة على خلاف ذلك بحمد الله تبارك وتعالى هذه أهم الأسس عند المرجئة ولعلنا في المقالات القادمة نتكلم عن هذه الأسس ان شاء الله .