الرد على من زعم أن تأخير أذان العشاء في رمضان في الحرمين من البدع (1)

الرد على من زعم أن تأخير أذان العشاء في رمضان في الحرمين من البدع (1ــ2)
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده ..
وبعــــــــــــد:

لقدكتب الأخ(ابن خلدون)في المنتدى العام من شبكة الفجركما في هذا الرابط:
http://www.alfjr.com/showthread.php...;threadid=12229
مقالاً بعنوان (احذروامن الوقوع في أخطر بدعة رمضانية في أرض الحرمين)؟؟،وهوعنوان غريب جداً،ثم لما تجاوزت العنوان على مافيه من مآخذ_ليس هذا مجال بحثها_ونظرت في محتوى التحذير فهالني ماتضمنه من جهالات ومغالطات وتعسف وقلة فقه وأناة وتهويل،ولوأخذت أفصل في بيان هذه الأمور لخرج الرد عن المقصودولطال الكلام ولكن حسبي أن أبين بعضها حتى لايغتربكلامك مغتر،فأقول :

1ـ نشكر فيه حرصه على السنة والتحذير من البدعة،بيدأن:( رب مريد للخير لم يعطه)و(ماهكذا ياسعد تورد الإبل)و(ثبت العرش ثم انقش).

2ـ ينبغي لمن أراد أن ينكر منكراً أن يكون عالماً بكونه منكراً متيقناً منه.

3ـ أتوجه بهذا السؤال :هل الأذان شرع للوقت أم للصلاة؟.
وقد أجبت عنه بأنه شرع للوقت ، وبنيت عليه ماذهبت إليه من بدعية تأخيره،وغفلت على أنه يشرع للصلاة أيضاً فيكون مرتبطاً بها ولذا يجوز تأخيره حسب المصلحة لحديث أبي ذر الغفاري-رضي الله عنه-قال:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:أبرد.ثم أراد أن يؤذن،فقال له :أبرد.حتى رأينافئَ التُّلُول،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة».(أخرجه البخاري539،ومسلم616).
قال الشيخ عبدالرحيم العراقي_رحمه الله_ في"طرح التثريب":
( ظاهر قوله في حديث أبي ذر عند الشيخين أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبرد . أن الأمر بالإبراد راجع إلى الصلاة فقط ; لأن الأذان قد وقع وانقضى وفي روايتين أخريين للبخاري فأراد المؤذن أن يؤذن الظهر فقال أبرد , وذلك يقتضي أن الأمر بالإبراد راجع إلى الأذان أيضا , وأنه منعه من الأذان في ذلك الوقت وقال البيهقي بعد ذكر الرواية الأولى : وفي هذا كالدلالة على أن الأمر بالإبراد كان بعد التأذين , وأن الأذان كان في أول الوقت . وقال شيخنا الإمام جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي في المهمات كلام الرافعي يفهم أنه لا يستحب الإبراد بالأذان , وقد نقله ابن الرفعة في المطلب عن بعضهم. قلت : وينبغي بناء هذا على أن الأذان مشروع للوقت أو للصلاة , فإن قلنا للوقت أذن , وإن قلنا للصلاة فلا , وقد بنى أصحابنا على هذا الخلاف في الأذان للفائتة فالجديد ورجحه الرافعي أنه لا يؤذن لها , والقديم ورجحه النووي أنه يؤذن لها , ونص الإملاء إن رجا اجتماع طائفة يصلون معه أذن وإلا فلا قال أصحابنا : الأذان في الجديد حق الوقت وفي القديم حق الفريضة , وفي الإملاء حق الجماعة ويمكن الجمع بين الروايتين إما بحمل قوله في الرواية الأولى أذن على معنى أراد الأذان كما فسرته الرواية الثانية , وإما بحمل الأذان في الرواية الثانية على الإقامة فقوله : فأراد أن يؤذن أي يقيم ويدل لذلك قوله في رواية الترمذي : فأراد أن يقيم فقال : أبرد وقال بعد قوله حتى رأينا فيء التلول , ثم أقام فصلى . وكذا حكى ابن الرفعة في المطلب عن بعضهم أنه حمل تأخير الأذان هنا على الإقامة لكن في رواية أبي عوانة في صحيحه بعد قوله : حتى رأينا فيء التلول , ثم أمره فأذن وأقام , وهي دالة على أنه لم يكن أذن أولا أو لم يعتد بأذانه والله أعلم ).
وقال العلامة الشيح محمد العثيمين_رحمه الله_في"الشرح الممتع"(1/66):
"فهذا يدل على أنه ينبغي للأذان أن يكون عند إرادة فعل الصلاة،وينبني على ذلك ما لو كانوا جماعة في سفر أو في نزهة وأرادوا صلاة العشاء وأحبوا أن يأخروها إلى الوقت الأفضل وهو آخر الوقت ،فيؤذنون عندما يريدون فعل الصلاة،لاعند دخول وقت العشاء ".

5ـ ياليتك أحلتنا فيما ذهبت إليه على ملئ فذكرت لنا مَنْ مِنْ أهل العلم الراسخين فيه قال ببدعية هذا العمل؟؟ولاإخالك تستطيع ذلك ،ففي بلاد الحرمين_ولله الحمد_جماعة من العلماء الأعلام ممن عرفوا بلزوم السنة والدعوة إليها ،فهلا نقلت عن أحدهم ما زعمته،أم تراهم غفلوا عنه واهتديت إليه أنت؟؟

6ـ أسأت الظن بإخوانك المسلمين حينما زعمت أن تأخيرهم لأذان العشاء بسبب الاشتغال بالطعام والنهم فيه..ولم تعلم أن من أفتى بجواز تأخر أذان العشاءنظر الى عدم استطاعة كثير من الناس التهيأ للصلاة لانشغالهم بمصالحهم ويشق على كثير منهم الحضور الى المساجد،فاقتضت المصلحة امكانية تأخير الأذان حتى يجتمع الناس لها ،فهلا فطنت لهذا المقصد.

7ـ وفي ختام هذه العجالة أرجو منك أخي الكريم أن تبادر بالرجوع إلى الحق وأن تستغفر ربك مما تعجلت في التبديع به، وأن تتريث في الحكم على الأمور حتى تتصورها بصورة سليمة ،والله الموفق والمعين .