صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 22 من 22

الموضوع: ما هو الواجب على المسلم في باب الاعتقاد وغيره؟ شيخ الإسلام ابن تيمية يجيبك...

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    516
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأخوة الأثري 83 وأبو عبدالرحمن وأبو خالد ـ حفظكم الله ـ
    ما هكذا تورد الإبل

    أخي عبدالله مقصر ـ حفظك الله ـ أنا دون ما تظنّه بي حقيقةً لا تواضعاً ، ولا بأس أن نكمل بعد أن بيّنت مرادك ، وقبل ذلك يجب تبيان ما يلي :

    1ـ أعيد مرةً أخرى : أنا لم ؤورد كلام شيخ الإسلام مورداً بعيداً ، إنّما الذي أورته مورداً بعيداً هو مرادك من نقله ، وقلت ( تبادر إلى ذهني ) وسألت الله أن أكون مخطأً فيما تبادر إلى ذهني ، وهو ما تبادر إلى ذهن من شارك في الموضوع من الأخوة لأنّه مما يشنع به علينا أهل سحاب وقد رددنا عليه مراراً وتكرارا .

    2ـ حينما مثلت لك بصفة ( الرحمة والإستواء ) وهل يجب تعليم معاني هذه الألفاظ للعامة على حقيقتها أجبت بقولك :
    ثالثا: هل المسائل التي ذكرها المُعَقِّبُ عليَّ أعلاه ممَّا يؤمر به العامة؟ وهل قال بهذا أحد العلماء، ما رأي أخي السني في ذلك؟
    ولا يختلف إثنان على أنّ جملتك الإعتراضيّة السابقة يفهم منها أنّك لا تقول بتعليم العامة معاني ( الرحمة والإستواء ) على حقيقتها وأنّك تقول بالثبات على اللفظ وهذا هو التفويض وأنا جزمت ولا زلت أجزم أنّك لا تريد هذا ولا تعنيه ولكن التعبير قد خانك فلا تكترث لهذا.

    3ـ أراك قد وقعت في تناقضٍ في تعقيبك الأخير ـ هداك الله ـ حيث قلت :
    ( - لا بد من الأعمال الصالحة في الإيمان، ولا يصح الإيمان بلا عمل صالح، وأعظم هذه الأعمال بعد الشهادتين: الصلاة لوقتها.
    - وأنك إذا تركت العمل الصالح فأنت معرض للعقاب الوبيل والعذاب الطويل.)
    فختر إحداها ، أهو معرّض للعقاب الطّويل أم لا يصح إيمانه = كافر ؟


    نشرع في المقصود بناءً على المثال الذي ذكرته أنت :

    ما الذي يضر حينما نقول :
    أنّ تارك [ جنس العمل ] كافر = تارك أعمال الجوارح بالكليّة كافر
    أين المشكلة في هذا ؟



    أولاً : تعريف الإيمان عند أهل السنة.
    ـ مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة هو تعرف الإيمان بهذه الجملة : ( قول وعمل وإعتقاد يزيد وينقص ) ولابد أنّ لهذه الجملة معناً وحقيقةً مرادة .
    وما يفهم من هذه الجملة لتعريف الإيمان أنّه مركب منها كمثل الماء فهو مركب من الهيدروجين والأكسيجين ، فمتى إنعدم أحدهما لن يكون لدينا ماء ، والإيمان مركب من ( قول وعمل وإعتقاد ) فمتى إنعدم إحداها لن يكون هنالك إيمان وهذا هو مراد السلف من قولهم أنّ الإيمان ( قول وعمل وإعتقاد ) وقد نقل الإجماع على هذا ستة عشر عالماً من أهل السنة وربما غيرهم كثير.

    ـ المرجئة مجمعون على إثبات الإيمان من غير عمل ، وما أطلق عليهم هذا الإسم إلاّ لإرجائهم العمل عن الإيمان وإثباته من غيره ، وجمهورهم على عدم زيادته ونقصانه.


    ثانياً : معاني الألفاظ التي ذكرتها إصطلاحاً في محل بحثنا.
    ـ ( جنس العمل ) لفظ أستخدمه بعض العلماء ، ومرادهم منه : كل الأعمال الواجبة التي أختصت بها شريعة محمّد .
    ـ ( آحاد العمل ) لفظ إستخدمه بعض العلماء ، ومرادهم منه : أفراد العمل كالصلاة لوحدها ، كالصيام لوحده ، كالزكاة كالحج .
    ـ ( شرط صحّه ) هو ما لا يتم المشروط إلاّ به وهو لفظ إستخدمه بعض العلماء ، ومرادهم منه : أنّ الإيمان لا يكون إلاّ بعمل كالصلاة لا تكون إلاّ بطهارة ، وهو رد منهم على من جعل العمل شرط كمال في الإيمان.
    ـ ( شرط كمال ) وهو ما يتم المشروط له من غيره ، ومرادهم من هذا أنّ الإيمان يتم ويتحقق من غير عمل ومن جعل العمل شرط كمال على قسمان :
    * ( شرط كمال واجب ) أي أنّ الإيمان يتحقق من غير عمل مع تأثيم تارك العمل لأنّه ترك واجباً.
    * ( شرط كمال مستحب ) أي أنّ الإيمان يتحقق من غير عمل مع عدم تأثيم تارك العمل لأنّه ترك مستحبّاً ولم يترك واجباً.


    ثالثاً : الخلاف خلاف معاني ومدلولات لا خلاف ألفاظ :
    ـ كوننا نوجب على العامة أن يتلفظوا بـ [ جنس العمل ] أو حتّى العلماء وطلاب العلم فهذا مما أفتراه علينا من لا يخاف الله ولا يراقبه ويريد تعتيم المسألة حتى لا تظهر الصورة ويكشف المستور.
    ـ إنّ الذي نوجب الإيمان به هو الحكم بتكفير التّارك لمدلول هذا اللفظ [ جنس العمل ] أي عمل الجوارح وعدم إثبات الإيمان لمن لم يأتي بالعمل مع قدرته .
    ـ الخلاف الحقيقي هو في حكم تارك مدلول هذا اللفظ [ جنس العمل ] فالمخالفون يحكمون له بالإيمان وأهل السنة مجمعون على الحكم له بالكفر ، فالخلاف خلاف حقيقي في المعاني والمدلولات لا في الألفاظ فتنبّه لهذا رعاك الله.
    ـ لو قالوا أنّ التّارك لعمل الجوارح كافر كما قال علماء الصّدر الأوّل في الإسلام دون أن يتلفظوا بكلمة جنس العمل لما كان بيننا وبينهم خلاف في هذه المسألة ، لكنّهم لا يكفرون التارك لعمل الجوارح ويثبتون له الإيمان وبهذا يكونون قد وافقوا المرجئة في إثبات الإيمان بغير عمل شعروا أم أم يشعروا.
    ـ نحن نقول للعامة أنّ الإيمان قول وعمل وإعتقاد وأنّ الذي لا يعمل بجوارحه مع تمكنه كافر ، وهذا ما يقض مضاجع المرجئة ، وإستخدامنا للفظ جنس العمل هو إستخدام عرضي في الرّدود على المرجئة فما ذنبنا إذا كان بعض العلماء الذين ننقل عنهم يعبرون بلفظ جنس العمل ؟!.


    رابعاً : بيان جهل القوم في تعريفهم للإيمان.
    مرجئة العصر وعلى رأسهم ربيع المدخلي يعرّفون الإيمان لفظيّاً ـ تنبّه لقظيّاً ـ بنفس الجملة التي يعرّفه به أهل السنة والجماعة من كونه قول وعمل وإعتقاد يزيد وينقص ولا خلاف بيننا وبينهم من ناحية التعريف لفظيّاً ، ولكن عند تفصيلهم وتقعيدهم للمسألة يتضح إرجاءهم ، فالذي لا يعمل بجوارحه مع تمكنه هو عندهم مؤمن ناقص الإيمان بينما هو كافر بإجماع السلف ولا يقول بإيمانه إلاّ المرجئة.
    ولا يعفيهم القول بأنّ تارك عمل الجوارح بالكليّة ناقص الإيمان وفاسق ومعرّض للعقاب من الوقوع في الإرجاء لأنّهم قد وقعوا حينما أثبتوا الإيمان من غير عمل كما فعلت المرجئة.

    وإثباتهم للإيمان من غير عمل يلزم منه لوازم باطلة منها :

    1ـ تجهيل سلف الأمّة حيث يجب أن يكون التّعريف مانعاً وجامعاً ، وإذا قلنا أنّ الإيمان يصح ويتحقق من غير عمل لزم من هذا الطّعن في تعريف السلف للإيمان ، فيكون تعريفه العلمي الصحيح هو ( قول واعتقاد ) حتى يكون التعريف دقيقاً لتحققه من غير العمل وهذا باطل.
    2ـ ويلزم من إثبات الإيمان وتحقق حصوله من غير عمل تظليل السلف أجمعين وتسفيههم حيث أنّهم عقدوا الولاء والبراء على إدخال العمل في حقيقته مع حصوله من غيره ـ أي على فرع ـ ولزهم أن يعقدوا والولاء والبراء على الزّيادة والنّقصان فقط!!.


    خامساً : وقفات لابد منها :
    ـ لماذا لا يصرّح من ينكر لفظة جنس العمل بتكفير تارك عمل الجوارح بالكليّة الذي هو مدلول هذه اللفظة إن كان موافقاً لعقيدة السلف ؟.
    ـ لماذا لم يشنوا حرباً ضروساً على من قال أنّ العمل [ شرط كمال ] كما شنوها على من قال بجنس العمل ؟.
    ـ لماذا لم يتذمّر العلماء ( ابن باز ـ آلشيخ ـ الفوزان ـ اللحيدان ـ الغديان ) وغيرهم من العلماء الذين سئلوا عن حكم التارك لجنس العمل ؟ وصرّحوا بأنّه كافر ؟ أمرجئة العصر أغير على دين الله من هؤلاء العلماء ؟.
    ـ جنس العمل كلمة إصطلاحية ، ولا مشاحة في الإصطلاح ، وكما يعلم أصغر طويلب علم أنّ الإصطلاحات غير توقيفيّه فلماذا يعقد مرجئة العصر الولاء والبراء على هذا اللفظ ؟.
    ـ ثمّ ما هو واجب طالب العلم تجاه الألفاظ الحادثة ؟ أيردها جملةً أم يستفصل من قائلها ؟ فإن أراد بها حقّاً قبله وإن أراد بها باطلاً ردّها ؟ كلفظ الجهه وغيره وهو ما قرره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ؟.


    وأسأل الله أن يوفقني وإيّاك لما يحبّه ويرضاه

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    91
    جزاكم الله خيرا.
    وماذا بعد الحق الا الضلال.
    التعديل الأخير تم بواسطة مبغضة المرجئة ; 06-28-2007 الساعة 01:28 AM

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    91
    يرفع في وجه المرجئة الجدد المبتدعة الضلال الملبسة.
    التعديل الأخير تم بواسطة مبغضة المرجئة ; 07-11-2007 الساعة 02:17 PM

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    جزاك الله خيرا يااخي السني 1 وبارك فيك على ردك.
    وهل ذهبت تلك الشبه من رأسك ياعبد الله ؟.
    التعديل الأخير تم بواسطة الاثري83 ; 11-20-2007 الساعة 12:05 PM
    من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لاتأمن عليه الفتنة .
    اهل البدع اضر على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى.

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    714
    أعجبني قول أخي السني لبعض الإخوة: ما هكذا يا سعد تورد الإبل..
    فالذي يظهر أن الأخ "عبد لله مقصر" لم يخالف كلام العلماء ، وقد بين غير واحد من العلماء أن بعض الألفاظ الحادثة في مسائل العقيدة إستعملها بعض العلماء في مقام الرد على المبتدعة لا في مقام تقرير أصول الإعتقاد وبتدبر الكثير من المتون يظهر ظلك جليا ، وهذا الكلام سمعته من شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيح حفظه الله تعالى ، وأظن لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين مثله - رحمه الله تعالى -.
    فمن باب الإنصاف و العدل لا يشنع على الأخ بذلك..
    والله الموفق.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصميلي ; 11-21-2007 الساعة 08:21 PM

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    3ـ "أراك قد وقعت في تناقضٍ في تعقيبك الأخير ـ هداك الله ـ حيث قلت :
    ( - لا بد من الأعمال الصالحة في الإيمان، ولا يصح الإيمان بلا عمل صالح، وأعظم هذه الأعمال بعد الشهادتين: الصلاة لوقتها.
    - وأنك إذا تركت العمل الصالح فأنت معرض للعقاب الوبيل والعذاب الطويل.)
    فختر إحداها ، أهو معرّض للعقاب الطّويل أم لا يصح إيمانه = كافر ؟"
    هنا تخبط الرجل في مسألة الايمان.
    من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لاتأمن عليه الفتنة .
    اهل البدع اضر على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى.

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    714
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاثري83
    3ـ "أراك قد وقعت في تناقضٍ في تعقيبك الأخير ـ هداك الله ـ حيث قلت :
    ( - لا بد من الأعمال الصالحة في الإيمان، ولا يصح الإيمان بلا عمل صالح، وأعظم هذه الأعمال بعد الشهادتين: الصلاة لوقتها.
    - وأنك إذا تركت العمل الصالح فأنت معرض للعقاب الوبيل والعذاب الطويل.)
    فختر إحداها ، أهو معرّض للعقاب الطّويل أم لا يصح إيمانه = كافر ؟"
    هنا تخبط الرجل في مسألة الايمان.
    بارك الله فيك أخي الأثري83: وقد سبق مثل هذا التنبيه لكن الإستفصال عن مقصده مهم في تبيين صريح قوله ، فإن قصد الأخ "عبد لله مقصر" بقوله : (وأنك إذا تركت العمل الصالح فأنت معرض للعقاب الوبيل والعذاب الطويل) ؛ أن تارك أعمال الجوارح بالكلية مع التمكن و الإختيار لا يخلد في نار جهنم ولا يكفر الكفر الأكبر فقد وافق قوله قول المرجئة العصرية، والله أعلم.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •