اجماع السلف على ان اعمال الجوارح من حقيقة الإيمان

واليكم اقوال السلف جمعها احد الاخوة

أقوال علماء أهل السنة في تقرير هذا الأصل:
.وأقوالهم في هذا الباب كثيرة جداً لا يمكن حصرها في هذه الرسالة، ولكن نذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول لأصحابه: (هلموا نزدد إيماناً) فيذكرون الله تعالى( ).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له) ( ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
(اللهم زدنا إيماناً، ويقينا، وفقها) ( ).
وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
(تعالوا نؤمن ساعة؛ تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيماناً؛ لعله يذكرنا بمغفرته) ( ).
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه :
(اجلس بنا نؤمن ساعة) ( ).
وقال جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه :
(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة؛ فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن؛ ثم تعلمنا القرآن؛ فازددنا به إيماناً) ( ).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : (الإيمان نزه؛ فمن زنى فارقه الإيمان، فإن لام نفسه وراجع راجعه الإيمان) ( ).
وكان عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وأبو الدرداء – رضي الله عنهم – يقولون: (الإيمان يزيد وينقص) ( ).
وقال عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه : (الإيمان يزيد وينقص، قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه) ( ).
وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه :
(ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار) ( ).
وقال التابعي الجليل عروة بن الزبير رحمه الله :
(ما نقصت أمانة عبد قط؛ إلا نقص إيمانه) ( ).
وقال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
(فإن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً؛ فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان) ( ).
وقال التابعي الإمام مجاهد بن جبر رحمه الله:
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله (ت 110هـ) :
(ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال) ( ).
وقال الوليد بن مسلم القرشي: سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز؛ ينكرون قول من يقول: إن الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: (لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان) ( ).
وقال أيضاً: سمعتهم يقولون:
(ليس للإيمان منتهى هو في زيادة أبداً، وينكرون على من يقول: إنه مستكمل الإيمان، وإن إيمانه كإيمان جبريل عليه السلام) ( ).
وقال شيخ الإسلام الإمام الأوزاعي رحمه الله (ت 157هـ) :
(لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة؛ فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها وتصديقه العمل؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين)( ).
وقال الإمام مالك رحمه الله (ت 179هـ) :
(الإيمان: قول وعمل)( ).
وقال الإمام الحافظ سفيان الثوري رحمه الله (ت 161هـ):
(الإيمان: يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله (ت 181هـ):
(الإيمان: قول وعمل، والإيمان يتفاضل)( ).
وقال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله (ت 186هـ):
(الإيمان عندنا داخله وخارجه الإقرار باللسان والقول بالقلب، والعمل به)( ).
وقال الإمام أبو الثور البغدادي رحمه الله (ت 240هـ):
(الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح)( ).
وقال الإمام وكيل بن الجراح رحمه الله (ت 179هـ):
(أهل السنة يقولون: الإيمان: قول وعمل)( ).
وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان رحمه الله (ت 198هـ):
(كل من أدركت من الأئمة كانوا يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، ويقدمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة )( ).
وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله (ت 198هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وعن الإمام الحافظ الحميدي – رحمه الله – قال: سمعت ابن عيينة يقول: (الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد، لا تقولن: يزيد وينقص؛ فغضب وقال: (اسكت يا صبي! بلى حتى لا يبقى منه شيء) ( ).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله (ت 204هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ثم تلا قوله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}( ).
وقال: (كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان: قول وعمل ونية، ولا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر) ( ).
وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله (ت 211هـ):
(سمعت معمراً، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن جريح، وسفيان بن عيينة، يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله الحميدي رحمه الله (ت 219هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل ولا قول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة)( ).
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله (ت 224هـ):
(اعلم – رحمك الله – أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين: فقالت إحداهما: الإيمان بالإخلاص لله وشهادة الألسنة وعمل. وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بالقلوب والألسنة، فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبر، وليست من الإيمان. وإنا نظرنا في اختلاف الطائفتين؛ فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً، وينفيان ما قالت الأخرى)( ).
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت 241هـ):
(أجمع تسعون رجلاً من التابعين وأئمة السنة، وأئمة السلف، وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. – فذكر أموراً منها - : الإيمان: قول وعمل؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) ( ). وقال: (الإيمان: يزيد وينقص؛ فزيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل)( ).
وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: أنه سأل أبا عبد الله: الإيمان قول ونية؟ فقال لي: (كيف يكون بلا نية؛ نعم قول وعمل ونية، لابد من النية – قال لي – النية متقدمة)( ).
وقال الإمام البخاري رحمه الله (ت 256هـ):
(كتبت عن ألف من العلماء وزيادة، ولم أكتب إلا عمن قال: الإيمان: قول وعمل ولم أكتب عن من قال: الإيمان: قول) ( ).
وقال: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله (ت 283هـ):
(الإيمان: يزيد وينقص؛ حتى لا يبقى منه شيء) ( ).
وقال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله (ت 264هـ):
(الإيمان عندنا قول وعمل؛ يزيد وينقص، ومن قال غير ذلك؛ فهو مبتدع مرجئ)( ).
وقال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله (ت 274هـ):
(مذهبنا واختيارنا وما نعتقده وندين الله به ونسأله السلامة في الدين والدنيا: أن الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام يعقوب بن يوسف الفسوي رحمه الله (ت 277هـ):
(الإيمان عند أهل السنة: الإخلاص لله بالقلوب والألسنة والجوارح، وهو قول وعمل؛ يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة) ثم ذكر منهم ثلاثين ونيفا)( ).
وقال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله (ت 294هـ):
(الإيمان: أن تؤمن بالله): أن توحده، وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانباً للاستكشاف والاستكبار، والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه)( ).
وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله (ت 310هـ):
(أما القول في الإيمان هل هو قول وعمل، وهل يزيد وينقص، أم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ فإن الصواب فيه قول من قال: هو قول وعمل يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مضى أهل الدين والفضل@) ( ).
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري - رحمه الله – عن ما أجمع عليه السلف من الأصول (ت 324هـ): (وأجمعوا على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال الإمام البربهاري رحمه الله (ت 329هـ):
الإيمان قول وعمل. وعمل وقول، ونية وإصابة؛ يزيد وينقص، يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء)( ).
وقال الإمام الآجري رحمه الله (ت 360هـ):
(اعلموا – رحمنا الله وإياكم – أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق؛ وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. ثم اعلموا: أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق؛ إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً، ولا تجزئ معرفة بالقلب، ونطق باللسان؛ حتى يكون عمل بالجوارح؛ فإذا كملت فيه هذه الثلاث خصال: كان مؤمناً. دل على ذلك القرآن والسنة، وقول علماء المسلمين)( ).
وقال: (فالأعمال – رحمكم الله – بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمل جوارحه؛ مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وأشباه لهذه، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمناً، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيباً لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه، وبالله التوفيق)( ).
وقال أيضاً: - اعلموا – رحمنا الله وإياكم – يا أهل القرآن، ويا أهل العلم بالسنن والآثار، ويا معشر من فقههم الله تعالى في الدين بعلم الحلال والحرام: أنكم إن تدبرتم القرآن – كما أمركم الله تعالى – علمتم أن الله تعالى أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله العمل، وأنه تعالى لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم وأنهم قد رضوا عنه، وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة والنجاة من النار إلا بالإيمان وحده حتى ضم إليه العمل الصالح. قرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده حتى ضم إليه العمل الصالح الذي وفقهم له، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقاً بقلبه، وناطقاً بلسانه، وعاملاً بجوارحه، لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه، وجده كما ذكرت.
واعلموا – رحمنا الله وإياكم – أني قد تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته في شبيه من خمسين موضعاً من كتاب الله تعالى، أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده؛ بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان والعمل الصالح)( ).
وقال الإمام ابن بطة رحمه الله (ت 387هـ):
(واعلموا – رحمكم الله – أن الله – عز وجل – لم يثن على المؤمنين، ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم، ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح والسعي الرابح، وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص؛ حتى صار اسم الإيمان مشتملاً على المعاني الثلاثة، لا ينفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض؛ حتى صار الإيمان قولاً باللسان، وعملاً بالجوارح، ومعرفة بالقلب؛ خلافاً لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم، وتلاعبت الشياطين بعقولهم)( ).
وقال الإمام أبو بكر الإسماعيلي – رحمه الله – عن اعتقاد أئمة الحديث؛ أنهم يقولون (ت 371هـ):
(إن الإيمان قول وعمل ومعرفة) ( ).
وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله (ت 386هـ):
(أن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح؛ يزيد ذلك بالطاعة، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان، ولا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة، وأنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب وإن كان كبيراً، ولا يحبط الإيمان غير الشرك بالله تعالى) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن مندة رحمه الله (ت 395هـ):
(الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن أبي زمنين رحمه الله (ت 399هـ):
(ومن أقوال أهل السنة: أن الإيمان إخلاص لله بالقلوب، وشهادة بالألسنة، وعمل بالجوارح؛ على نية حسنة، وإصابة السنة .. أن الإيمان درجات ومنازل يتم ويزيد وينقص، ولو لا ذلك استوى الناس فيه، ولم يكن للسابق فضل على المسبوق)( ).
وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله (ت 449هـ):
(ومن مذهب أهل الحديث: أن الإيمان قول وعمل ومعرفة؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) ( ).
وقال الإمام ابن بطَّال المالكي رحمه الله (ت 449هـ):
(مذهب أهل السنة من سلف الأمة وخلفها: أن الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص، والحجة على زيادته ونقصانه؛ ما أورده البخاري في كتاب الله من ذكر الزيادة في الإيمان، وبيان ذلك أنه من لم تحصل له بذلك الزيادة؛ فإيمانه أنقص من إيمان من حصلت له) ( ).
وقال الإمام الحليمي رحمه الله (ت 403هـ):
(ومما يدل على أن الإيمان يزيد وينقص قول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : (إنكن ناقصات عقل ودين) ( ).
وقال الإمام القاضي أبو يعلى الفراء (ت 458هـ) - رحمه الله – عن تعريف الإيمان الشرعي:
(وأما حده في الشرع فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة؛ فالباطنة أعمال القلب، وهو تصديق القلب، والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات)( ).
وقال الإمام البيهقي رحمه الله (ت 458هـ):
(أن الإيمان يزيد وينقص، وإذا قبل الزيادة قبل النقص)( ).
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله (ت 460هـ):
(أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل؛ ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان)( ).
وقال الإمام البغوي رحمه الله (ت 516هـ):
(اتفقت الصحابة والتابعين فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان .. وقالوا إن الإيمان قول وعمل وعقيدة؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية على ما نطق به القرآن في الزيادة، وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء)( ).
وقال الإمام قوَّام السنة الأصفهاني رحمه الله (ت 535هـ):
(الإيمان في الشرع عبارة عن جميع الطاعات الظاهرة والباطنة)( ).
وقال: (قال علماء السلف .. والإيمان قول وعمل ونية؛ يزيد وينقص، زيادته البر والتقوى، ونقصانه الفسوق والفجور)( ).
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله (ت 561هـ):
(ونعتقد أن الإيمان قول باللسان، ومعرفة بالجنان، وعمل بالأركان)( ).
وقال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله (ت 600هـ):
(الإيمان قول وعمل ونية؛ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله (ت 620هـ):
(الإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان)( ).
وقال الإمام النووي رحمه الله (ت 676هـ):
(قال عبد الرزاق: سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبيد بن عمر، والأوزاعي، ومعمر بن راشد، وابن جريح، وسفيان بن عيينة، يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص. وهذا قول: ابن مسعود، وحذيفة، والنخعي، والحسن البصري، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وعبد الله بن المبارك؛ فالمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة: التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح)( ).
وقال: (إن الطاعات تسمى إيماناً وديناً، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقص عبادته نقص دينه) ( ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت 728هـ):
(ومن أصول أهل السنة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال: (ولهذا كان القول: إن الإيمان قول وعمل – عند أهل السنة – من شعائر السنة، وحكى غير واحد الإجماع على ذلك) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله (ت 751هـ):
(حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب، لم تنفع بقية الأجزاء) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله (ت 744هـ) في تفسير الآية {2} من سورة الأنفال:
(وقد استدل البخاري وغيره من الأئمة بهذه الآية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب، كما هو مذهب جمهور الأمة؛ بل قد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد، كما بينا ذلك مستقصى في أول شرح البخاري، ولله الحمد والمنة).
وقال – أيضاً – في تفسير الآية {124} من سورة التوبة:
(وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص، كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء؛ بل قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك، وقد بسط الكلام على هذه المسألة في أول شرح البخاري رحمه الله).
وقال العلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله (ت 792هـ) :
(اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان اختلافاً كثيراً: فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه، وسائر أهل الحديث، وأهل المدينة رحمهم الله، وأهل الظاهر، وجماعة من المتكلمين: إلى أنه تصديق بالجنان، وإقرار باللسان وعمل بالأركان)( ).
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله (ت 795هـ) في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم! زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين)( ) : (أما زينة الإيمان؛ فالإيمان قول وعمل ونية؛ فزينة الإيمان تشمل زينة القلب بتحقيق الإيمان له، وزينة اللسان بأقوال الإيمان، وزينة الجوارح بأعمال الإيمان)( ).
وقال في شرحه لقول البخاري: الإيمان قول وعمل:
(وأكثر العلماء قالوا: هو قول وعمل. وهذا كله إجماع من السلف وعلماء أهل الحديث، وقد حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين عليه، وحكى أبو ثور الإجماع عليه أيضاً.
وقال الأوزاعي: كان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل، وحكاه غير واحد من سلف العلماء عن أهل السنة والجماعة، وممن حكى ذلك عن أهل السنة والجماعة: الفضيل بن عياض، ووكيع ابن الجراح، وممن روي عنه أن الإيمان قول وعمل: الحسن، وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، والشعبي، والنخعي، والزهري، وهو قول الثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي ثور، وغيرهم) وقال أيضاً: (زيادة الإيمان ونقصانه قول جمهور العلماء)( ).
وقال العلامة أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي رحمه الله (ت 1270هـ) في تفسير الآية {2} من سورة الأنفال:
(وهذا أحد أدلة من ذهب إلى أن الإيمان يقبل الزيادة والنقص، وهو مذهب الجم الغفير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين، وبه أقوال لكثرة الظواهر الدالة على ذلك من الكتاب والسنة من غير معارض لها عقلاً؛ بل قد احتج عليه بعضهم بالعقل أيضاً، وذلك أنه لو لم تتفاوت حقيقة الإيمان لكان إيمان آحاد الأمة بل المنهمكين في الفسق والمعاصي مساوياً لإيمان الأنبياء والملائكة – عليهم الصلاة والسلام – واللازم باطل؛ فكذا الملزوم( ).
وقال العلامة السفاريني رحمه الله (ت 1188هـ):
(الذي اعتمده أئمة الأثر وعلماء السلف: أن الإيمان: تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وعمل بالأركان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان, وإلا فمجرد تصديق القلب من غير إقرار باللسان لا يحصل به الإيمان؛ فإن إبليس لا يسمى مؤمنا بالله، وإن كان مصدقاً بوجوده وربوبيته)( ).
وقال العلامة صديق حسن القنوجي رحمه الله (ت 1307هـ):
(إن الإيمان الشرعي المطلوب لا يكون؛ إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً؛ هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة بل قد حكاه الشافعي وأحمد وأبو عبيد، وغير واحد إجماعاً أن الإيمان قول وعمل)( ).
وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله (ت 1376هـ) في تفسير الآية {76} من سورة مريم:
(وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه؛ كما قاله السلف الصالح، ويدل عليه قوله تعالى : { لِيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا }، { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } ويدل عليه أيضاً الواقع؛ فإن الإيمان: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور أعظم تفاوت.
وقال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله (ت 1377هـ):
(الإيمان: قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح؛ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه)( ).
وقال الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (ت 1393هـ):
(إن الحق الذي لا شك فيه الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان شامل للقول والعمل مع الاعتقاد، وذلك ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة)( ).

اعلم أن المتقرر عند أهل السنة والجماعة هو تلازم عمـل الجــوارح الظاهـرة وأعـمـال القلـوب البـاطنـة لا يمكن تصور وجود أحدهما دون الآخر ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى:7/221): "والقرآن يبين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه" أ.هـ ، وبهذا صرح أئمة الدين وحكوه عقيدة لأهل السنة ، أذكر عدداً ممن قرر ذلك :
1- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام في(الفتاوى: 7/171) مقراً له أنه سئل عن الإيمان ما هو ؟ فقال : "هو قول ونية وعمل وسنة ؛ لأن الإيمــان إذا كان قــولاً بلا عمـل فهو كفر ، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق ، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة".وانظر(الإبانة:2/814)
2- قال أبو طالب المكي رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام ( الفتاوى: 7/333) :" الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد ، لا إيمان لمن لا إسلام له ، ولا إسلام لمن لا إيمان له ، إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه – ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه من حيث اشترط الله للأعمال الصالحة الإيمان ; واشترط للإيمان الأعمال الصالحة ؛ فقال في تحقيق ذلك : )فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه( وقال في تحقيق الإيمان بالعمل : )ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجت العلى( . فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة ، ومن كان عقده الإيمان بالغيب ولا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد ; ومن كان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم … فلا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقد. ومَثَلُ ذلك مَثَلُ العمل الظاهر والباطن أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح. ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : )إنما الأعمال بالنيات( ؛ أي لا عمل إلا بعقد وقصد ، لأن [إنما] تحقيق للشيء ونفي لما سواه ؛ فأثبت أن جماعة ممن لا يسع رد قولهم من الأئمة حكوا الإجماع أن الإيمان بلا عمل لا يصح ولا يجزئ أو نسبوه لأهل السنة وفقهاء الملة
بذلك عمـل الجـوارح من المعاملات ، وعمل القلوب من النيات. فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما ؛ لأن الشفتين تجمع الحروف ، واللسان يظهر الكلام ، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام ، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان ).
3- قال أبو جعفر الطبري(تهذيب الآثار- مسند ابن عباس:2/685) وذكر من حيث الأثر أحاديث مرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم )أن الإيمان قول وعمل( فقال :
" فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اسم الإيمان المطلق ، إنما هو للمعرفة بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح ، دون بعض ذلك.
وأما من النظر : مما لا يدفع صحته ذُو فطره صحيحة ، وذلك الشهادةُ لقول قائل قال قولاً أو وَعَد عِدَةً ، ثم أنجز وعده ، وحقَّق بالفعل قولَه : "صدَّق فلانٌ قولَه بفعلِه".
ولا يدفعُ مع ذلك ذو معرفة بكلام العرب ، صحة القول بأن الإيمان التصديقُ. فإذا كان الإيمان في كلامها التصديق ، والتصديق يكونُ بالقلب واللسان والجوارح ، وكان تصديـق القلب العزم والإذعان ، وتصديق اللسان الإقرار ، وتصديق الجوارح السَّعي والعمل ؛ كان المعنى الذي به يستحق العبد المدحَ والولاية من المؤمنين ، هو إتيانه بهذه المعاني الثلاثة.
وذلك أنه لا خلاف بين الجميع أنه لو أقر ، وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه ، أنه لا يستحق اسم مؤمن. وأنه لو عرف وعلم وجحد بلسانه وكذَّب وأنكر ما عرف من توحيد ربه ، أنه غير مستحق اسم مؤمن. فإذا كان ذلك كذلك ، وكان صحيحـــاً أنــه غــيرُ مُستحـقٍ غـيرُ المُقِــر اســمَ مؤمن ، ولا المُقِرُّ غير العارف مستحق ذلك ، كان كذلك غير مستحق ذلك بالإطلاق : العارف المُقِر غير العامل ، إذ كان ذلك أحد معاني الإيمان التي بوجود جميعها في الإنسان يستحق اسم مؤمن بالإطلاق".
4- قال الإمام محمد بن نصر رحمه الله(تعظيم قدر الصلاة:2/517) :"ولو أقر , ثم لم يؤد حقه , كان كمن جحده في المعنى , إذ استويا في الترك للأداء ، فتحقيق ما قال أن يؤدي إليه حقه ، فإن أدى جزءاً منه ، حقق بعض ما قال ، ووفّى ببعض ما أقر به ، وكلما أدى جزءاً ، ازداد تحقيقاً لما أقرَّ به ، وعلى المؤمن الأداء أبداً لما أقر به ، حتى يموت".
5- قال الخطابي رحمه الله (كما في شرح السنة للبغوي:1/11) :"أصل الإسلام : الاستسلام والانقياد ، وأصل الإيمان : التصديق. وقد يكون المرء مستسلماً في الظاهر غير منقاد في الباطن ، ولا يكون صادقَ الباطن غير منقاد في الظاهر".
6- قال البغوي رحمه الله (شرح السنة: 1/10) :"والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعاً، ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى (إن الديـن عند الله الإسلام) (ورضيت لكم الإسلام ديناً) (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) ، فأخبر أن الدين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام ، ولن يكون الدّينُ في محل القبول والرضى إلا بانضمام التصديق إلى العمل".
7- قال الآجري رحمه الله في كتاب الشريعة ( 1/275 ) : فالأعمال - رحمكم الله تعالى - بالجوارح: تصديق عن الإيمـان بالقلــب واللسـان ، فمـن لم يصـدق الإيمــان بعمـلـه وبجـوارحــه : مثــل الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وأشبـاه لهـذه ، ورضي مـن نفسه بالمعرفـة والقـول ، لم يكن مؤمناً ، ولم ينفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه ، وبالله التوفيق".
وقال أيضا في كتابه (الأربعين حديثاً:135-137) :" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين : أن الإيمان واجـب علـى جميــع الخلــق : وهو التصـديق بالقلـب ، وإقــرار باللسان ، وعمـل بالجوارح ... ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجـوارح . فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمناً … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصــلاة والزكاة والصيـام والحـج والجهـاد أشبـاه لهـذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ، ولم تنفعه المعرفة والقول".
8- وقال ابن بطة العكبري رحمه الله (الإبانة:2/795) :" ( فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل ، وأن من صدق بالقول وترك العمل كان مكذباً وخارجاً من الإيمان. وأن الله لا يقبل قولاً إلا بعمل ، ولا عملاً إلا بقول).
9- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى:7/363). :"وقول القائل : الطاعات ثمرات التصديق الباطن ، يراد به شيئان : يراد به أنها لوازم له ، فمتى وجد الإيمان الباطن وجدت. وهذا مذهب السلف وأهل السنة. ويراد به : أن الإيمان الباطن قد يكون سبباً ، وقد يكون الإيمان الباطن تاماً كاملاً وهي لم توجد ، وهذا قول المرجئة من الجهمية وغيرهم".
وقال(الفتاوى:7/128) :"بل القرآن والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق ، وهذا في القرآن أكثر بكثير من معنى الصلاة والزكاة ، فإن تلك إنما فسرتها السنة ، والإيمان بين معناه الكتاب والسنة وإجماع السلف".
وقال(الفتاوى:7/621 ) : ( وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل ، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً ، ولا صلاة ولا زكاة ولا صياماً ولا غير ذلك من الواجبات ، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث ، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم).
وقال(الفتاوى:7/611) :"ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه ؛ بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته ، فهذا ممتنع ، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقته لا مع إيمان صحيح ، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع عن السجود الكفار".
10- قال ابن القيم رحمه الله في(الفوائد:283): "الإيمان له ظاهر وباطن ، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته ، فـلا ينـفــع ظاهـر لا باطـن لـه وإن حقــن بــه الدماء وعصم به المال والذرية . ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذّر بعجز أو إكراه وخوف هلاك. فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان".
وقال أيضا (الفوائد:204) :"فكل إسلام ظاهر لا ينفذُ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة ، فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم يُنْجه ذلك من النار ، كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم يُنْجـه من النـار".
11- وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(الدرر السنية:1/124) وذكـر قول وهب بن منبه ــ مفتاح الجنة لا إله إلا الله ولابد لها من أسنان فإن جاء بالأعمال وإلا لم يفتح له ــ قال :"إذا فهمت ذلك فالمسألة الأولى واضحة ، مراده الرد على من ظن دخول الجنـة بالتوحيـد وحده بدون الأعمال.
12- قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في(شرح كشف الشبهات:126):"بل إجماع بين أهل العلم (أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل) ، فلا بد من الثلاثة ، لابد أن يكون هو المعتقد في قلبه ، ولابد أن يكون هو الذي ينطق به لسانه ، ولابد أن يكون هو الذي تعمل به جوارحه ، (فإن اختل شيء من هذا) لو وحّد بلسانه دون قلبه ما نفعه توحيده ، ولو وحد بقلبه وأركانه دون لسانه ما نفعه ذلك ، ولو وحَّــد بأركانـه دون الباقي (لم يكن الرجل مسلماً) ، هذا إجماع أن الإنسان لابد أن يكون موحداً باعتقاده ولسانه وعمله. (فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند) إذا اعتقد ولا نطق ولا عمل بالحق بأركانه فهذا كافر عند جميع الأمة".
13- قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله (معارج القبول:2/23) :"ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، إلا وهي القلب. ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان هو التصديق على ظاهر اللغة ؛ أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهراً وباطناً ، لم يعنوا مجرد التصديق".
14- وقال الشيخ العلامة محمدأمان الجامي رحمه الله في (شرح الأصول الثلاثة عند التعليق على المرتبة الثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة – الشريط الثالث الوجه الثاني) :"ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم لا يعمل ، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة ، فأين البينة ؟ البينة الأعمال ، لذلك يقول بعضهم :
فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً نَشَطَتْ في العبادة الأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل ؛ لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم .. ماشي ، هكذا مصدق ؟! لا لا ، لا يقبل مثل هذا التصديق ، وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائـي ، لذلك لو أمـرت إنسـان أو نهيتـه عـن مـا فعــل ، يقـول : الإيمـان بالقـلب هنـا الإيمان!!. الإيمان الذي هنا لو صحَّ لظهر أثره في أعضائك وجوارحك.))
وأختم بهذا النص المحكم من شيخ الإسلام: قال بن تيمية: " من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة، والصيام، والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح"1