قال ربيع المدخلي في ( دفـع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان ، ص 10) - قديما - لما كان على الهدى :
( ... يشترط على المفتي إذا جاءه سؤال أن يتثبت : أين قال هذا ؟ ومن قال هذا ؟ وهذا لا يُعرف ، والتثبت موضعه غير الاستفتاء . ربنا قال للجاهلين [ فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ] والعالم إذا جاءه سؤال بأي صيغة من السائل لا يلزمه أن يتثبت ويقول : من قال هذا الكلام ؟ وأين قائل هذا ؟ وأين قيل هذا الكلام ؟ ومتى قال هذا الكلام ؟ لا يلزمه هذا . هدف السائل الاستفادة من إجابة هذا العالم في أمرٍ التبس عليه ويجهل أحق هو أم باطل ؟ أصواب أم خطأ ؟.
فوظيفة العالم أن يجيب على السؤال الذي طُرح فيه هذا الكلام المعين .
يجيب لا يشترط أن يتثبت : أهذا الكلام قاله فلان أو ما قاله فلان ، ولا يجب أن يعرف السائل .
فعدنان يرى أنه لا بد من معرفة السائل وهذا الذي سأل العلماء هم لا يعرفونه ، فقد جانبوا الصواب في نظره من ناحيتين :
من ناحية عدم التثبت .ومن ناحية أن السائل مجهول .
وهذا كلام لا يقوله أحد : فهذا الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – يُسأل في كثير من المناسبات ، فلا يأتي هنا بمبدء التثبت ، مبدء التثبت في غير هذه المواطن ولكل مقام مقال .
تسأل امرأة : إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخاً كبيرا أفأحج عنه ؟ قال : نعم .المرأة خثعمية لا يعرفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرف أباها ، هل هو فعلاً لا يستطيع الحج ولايثبت على الراحلة أولا يثبت ولا شيء لم يستفصلها .أجابـها يعني على مقدار سؤالها – عليه الصلاة والسلام – ما قال : من أنت ؟ تعرفون هذه المرأة ؟ تعرفون أباها ؟ هل أبوها صحيح يعني أنه مريض لا يستطيع أن يثبت ؟ ما قال هذا الكلام كله .ويأتيه الأعرابي يسأله ، ويأتيه الناس في حجة الوداع وفي غيرها ، وتنهال عليه الأسئلة من هنا وهناك .
وشأن قضايا المناسك . أفعلُ قدمتُ وأخرتُ .ويجيب لا حرج لا حرج ، لا يقول من أنت ؟ من هذا وهل صحيح قدمت وأخرت وهل وهل وهل … ؟ .فهذا الكلام الذي يقوله عدنان كلام لا يقوله أهل العلم وشرط أو شروط لم تخطر ببال العلماء ، والعلماء من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا ما يشترطون مثل هذه الشروط .الصحابة يُسألون ، يسألهم الأعراب ، يسألهم الناس من مشارق الأرض ومغاربـها في أيام الحج ، فيجيبون السائل ويحلون مشكلته ، وقد يكون السائل مغالطاً ، وقد يكون يكذب ، وقد يفترض أشياء غير موجودة ، وهذا لا يهمهم وإنما يجيبون على هذا السؤال ويحلون للسائل فيما يظهر لهم من إشكال .فهذه أسئلة أو شروط ما أنـزل الله بـها من سلطان . والحق أن عدنان ضخم هذه الأمور وضخم كتاباته ، واشترط شروطاً ما أنزل الله بـها من سلطان ، وأصلها أنه يريد أن يُسكت الناس عن نقده يدرك الرجل أن عنده أخطاءً ويدرك – والله أعلم – أنه جاهل غير عالم ، وفي كتاباته وفي كلامه يقع في مشاكل وفي بلايا ولكن يريد أن تمشي رغم أنوف الناس ، فيطرح مثل هذه التهاويل لإسكات الناس ، هذا أسلوب كما يقال : أسلوب إرهابي – والعياذ بالله - .ولما رأى إجابات الشيخ ابن العثيمين على أسئلة سأله السائل ، طرح عدنان هذه التهاويل في صور وأشكال من هذه الصور يعني اشترط في بعض أجزاء كتابه السبيل ) .
والوصابي كذلك يطعن في العلامة الفوزان على حساب الحجوري – قديماً – بهذه القواعد ! ، لهذا ( هذا أسلوب كما يقال : أسلوب إرهابي ) والحمد لله رب العالمين .