النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الشيخ بهجة البيطار وتركه التصوف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    666

    الشيخ بهجة البيطار وتركه التصوف

    ( ومن أعجب العجب ، أن والد الشيخ بهجة كان صوفياً من غلاة الصوفية ، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي ، وابن سبعين والحلاج ...) ((رجال من التاريخ ص416-417))




    علامة الشام محمد بهجة البيطار من بيت غلاة الصوفية ثم تركه



    محمد بهجة بن محمد بهاء الدين البيطار ، العالم الفقيه ، والمصلح الأديب ، والمؤرخ الخطيب ، ولد بدمشق في أسرة دمشقية عريقة ، جدها الأعلى من الجزائر.

    كان والده من شيوخ دمشق ، ومن غلاة الصوفية ، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:

    ( ومن أعجب العجب ، أن والد الشيخ بهجة كان صوفياً من غلاة الصوفية ، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي ، وابن سبعين والحلاج ...) ((رجال من التاريخ ص416-417))

    نشأ في حجره ، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة .. ثم درس على يد أعلام عصره ، مثل: الشيخ جمال الدين القاسمي ، والشيخ محمد الخضر حسين ، والشيخ محمد بن بدران الحسني، والشيخ محمد رشيد رضا وغيرهم ، رحمهم الله جميعاً.

    وكان تأثره بالشيخ جمال الدين القاسمي كبيراً ، قال عاصم البيطار ولد الشيخ بهجة:

    (( وكان والدي ملازماً للشيخ جمال الدين ، شديد التعلق به ، وكان للشيخ – رحمه الله- أثر كبير ، غرس في نفسه حب السلفية ونقاء العقيـدة ، والبعد عن الزيف والقشور ، وحسن الانتفاع بالوقت والثبات على العقيدة ، والصبر على المكاره في سبيلها ، وكم كنت أراه يبكي وهو يذكر أستاذه القاسمي ))

    والحمد لله أسهم الشيخ في نشر العقيدة الصحيحة .. وتولى عدداً من المناصب العلمية ..

    وقد اختير الشيخ ((بهجة البيطار)) في جمعية العلماء ، ثم في رابطة العلماء في دمشق.

    وتولى الخطابة والإمامة والتدريس في جامع ((القاعة)) في الميدان خلفاً لوالده ، ثم في جامع ((الدقاق)) في الميدان أيضاً ، استمر فيه حتى وفاته.

    تنقل في وظائف التدريس في سوريا والحجاز ولبنان ، كما أنه درّس في الكلية الشرعية بدمشق: التفسير والأخلاق ، ودرّس كذلك في دار المعلمين العليا وفي كلية الآداب في دمشق .. وبعد التقاعد قصر نشاطه على المحاضرات الجامعية والتدريس الديني.

    وكان الشيخ عضواً في المجمع العلمي العربي ، ومشرفاً على مجلته.

    سافر للحجاز وحضر مؤتمر العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1345هـ ، وأبقاه الملك عبد العزيز فجعله مديراً للمعهد العلمي السعودي في مكة ، ثم ولاه القضاء ، فاشتغل به مدة ثم استعفاه ، فولاه وظائف تعليمية ، وجعله مدرساً في الحرم ،وعضواً في مجلس المعارف .. ثم دعي الشيخ لإنشاء دار التوحيد في الطائف ..

    وكان خطيباً بارعاً يخطب ارتجالاً ..

    وقد كان سبباً في هداية عدد كبير من طلبة العلم والمثقفين والأدباء إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة ..

    ومنهم الشيخ الأديب علي الطنطاوي حيث يقول عن تلكم الحوارات: (( لقد وجدت أن الذي أسمعه منه يصدم كل ما نشأت عليه ، فقد كنت في العقائــد على ما قرره الأشاعرة والماتريدية ، وهو شيء يعتمد في تثبيت التوحيـد من قريب أو بعيد على الفلسفة اليونانية ، وكنت موقناً بما ألقوه علينا ، وهو أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم ، وطريقة الخلف أحكم ، فجاء الشيخ بهجة يقول: (بأن ما عليه السلف هو الأسلم ، وهو الأحكم) ... وكنت نشأت على النفرة من ابن تيمية والهرب منه ؛ بل وبغضه ، فجاء يعظمه لي ، ويحببه إليّ ، وكنت حنفياً متعصباً للمذهب الحنفي ، وهو يريد أن أجاوز حدود التعصب المذهبي ، وأن أعتمد على الدليل ، لا على ما قيل ... وتأثرت به ، وذهبت مع الأيام مذهبه مقتنعاً به ، بعد عشرات من الجلسات والسهرات في المجادلات والمناظرات ... )) ( رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي صفحة (414)) .

    ثم يقول الشيخ علي الطنطاوي ، رحمه الله تعالى: (( وكان اتصالي بالشيخ بهجـة قد سبب لي أزمة مع مشايخي ، لأن أكثر مشايخ الشام ممن يميلون إلى الصوفية ، وينفرون من الوهابيــة ، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه الوهابيـــة ، وكان عندنــا جماعة من المشايخ يوصفون بأنهم من الوهابيين ، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار ... ))

    رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي صفحة (416).

    ولقد ترك عدة مؤلفات قيمة منها:

    1 – مسائل الإمام أحمد:أبو داود ((تعليق))

    2 – أسرار العربية: لابن الأنباري ((تحقيق))

    3 – قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: محمد جمال الدين القاسمي ((تحقيق وتعليق))

    4 – الإسلام والصحابة الكرام بين السنّة والشيعة

    5 – تفسير سورة يوسف

    6 – حياة شيخ الإسلام ابن تيمية: محاضرات ومقالات ودراسات

    7 – الرحلة النجدية الحجازية: صور من حياة البادية

    8 – حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر/ لجده عبد الرزاق البيطار ((تحقيق وتقديم))

    9 – الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين ، وهو شرح الأربعين العجلونية: تأليف جمال الدين القاسمي ((تقديم وتحقيق))

    10 – كلمات وأحاديث ، كان بعنوان: الثقافتان الصفراء والبيضاء.

    توفي رحمه الله غرة جمادى الآخرة 1369هـ في دمشق ..

    رحم الله الشيخ محمد بهجة البيطار ، فقد كان يحمل لواء الدعوة السلفية في الشام حينما كانت الصوفية سائدة ، والتعصب للمذاهب الفقهية غالباً.



    كتاب (عُلماء الشام في القرن العشرين) .

    منقول


    كل شيء ماخلا الموت جلل .... والفتى يسعى ويلهيه الأمل

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    بارك الله فيك

    أعانك الله على فضح الصوفية
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    بارك الله فيك ورحم الله العلامة بهجة البيطار وأسكنه جنة الخلد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي السلفي ; 06-25-2007 الساعة 11:15 PM
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •