النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شرح الشيخ صالح آل الشيخ لفصل ( الإيمان ) من العقيدة الواسطية

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    333333
    المشاركات
    42

    شرح الشيخ صالح آل الشيخ لفصل ( الإيمان ) من العقيدة الواسطية

    من ص 283 ص 286

    قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في هذه العقيدة المباركة عن أهل السنة والجماعة في الفصل الثاني منها قال (وَهُمْ وَسَطٌ) يعني أهل السنة والجماعة وسط (فِي بَابِ أَفْعَالِ اللهِ بَيْنَ الْجَبْرِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وغيرهم وَفِي بَابِ وَعِيدِ اللهِ بَيْنَ الْمُرْجِئَةِ وَالْوَعِيدِيَّةِ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَغِيْرِهِمْ.وَفِي بَابِ أَسْمَاءِ الإِيمَانِ والدِّينِ بَيْنَ الْحَرُورِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ، وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ.وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ r بَيْنَ الرَّافِضَةِ وَبين الْخَوَارِجِ) في قوله هنا رحمه الله (وَفِي بَابِ أَسْمَاءِ الإِيمَانِ والدِّينِ بَيْنَ الْحَرُورِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ، وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ. ) يريد رحمه الله أن أهل السنة والجماعة وسط في مسألة الأسماء والأحكام بين الخوارج الحرورية ومن شابههم في ذلك كالمعتزلة هؤلاء في طرف وبين المرجئة والجهمية ومن شابههم في طرف آخر ، ويعني بقوله (أَسْمَاءِ الإِيمَانِ والدِّينِ) مثل الإسلام والإيمان والإحسان أو مسلم مؤمن من أهل الوعد من أهل الوعيد ونحو ذلك ، ومثلها مسألة الأحكام ، الحكم عليه أنه من أهل الدين أو أنه خارج من الدين في هذه الدنيا وفي الآخرة الحكم عليه بأنه من أهل الخلود في النار أو من أهل الجنة ونحو ذلك ، فهذه المسائل التي تسمى مسائل الأسماء والأحكام هذه مما كان أهل السنة رحمهم الله تعالى فيه في الوسط بين الغالين والجافين ، لأن هذا الدين وسط بين الغلو والتقصير بين الغلو والجفا ، فالذين غلوا فسلبوا أسماء الدين والإيمان عمن يستحقها شرعا ، هؤلاء هم الحرورية والمعتزلة أو الأحكام في ذلك ، وبين الذين وصفوا بأسماء الدين والإسلام وأسماء الإيمان ونحو ذلك من لم يستحقها وهم المرجئة ، وأصل هذه المسألة مبني على اعتقاد الحرورية والمعتزلة والمرجئة والجهمية فلا بد من معرفة اعتقادهم في هذه المسائل :
    أما الحرورية : فيراد بهم الخوارج ، منسوبون إلى موضع تجمعوا فيه أول ما خرجوا على علي رضي الله عنه ، والخوارج كفّروا بالمعصية كفّروا بالذنب والمعصية التي هي من الكبائر من فعلها عندهم هو كافر خارج من الملة يطلق عليه اسم الكافر في الدنيا وفي الآخرة خالد في النار أبدا مثل سائر الكفرة .
    المعتزلة : يعتقدون أن فاعل الكبيرة في الآخرة حكمه أنه من أهل النار خالدا مخلدا فيها وفي الدنيا يقولون لا نعطيه اسم الإيمان ولا نعطيه اسم الكفر ولا نسلب عنه في الدنيا اسم الإسلام جملة وإنما نقول هو في منزلة بين المنزلتين وهذه المنزلة هي التي ابتدعها المعتزلة عمرو بن عبيد ومن معه وواصل بن عطاء وقالوا إن فاعل الكبيرة ليس كما تقول الخوارج كافر في الدنيا وليس كما يقول المرجئة أنه لا يضر مع الإيمان ذنب ولكنه في الدنيا ليس من أهل الإيمان وليس من أهل الكفران بل هو فاسق يطلق عليه اسم الفاسق وهل هل فاسق مؤمن ؟
    عندهم لا ، لأن اسم الفسق اللي هو الكبيرة يخرجه من مسمى الإيمان إلى منزلة بين منزلة الإيمان والكفر ، وهذا غلو في مسألة فاعل المعصية أو فعل الكبيرة ، لأن الكبيرة من كبائر الذنوب إذا فعلها العبد فإن الأدلة دلت على أنه لا يخرج من اسم الإيمان ولا يدخل في اسم الكفر بل هو جامع بين الإيمان وبين الفسق فالخوارج قالوا يكفر والمعتزلة قالوا يفسق ولا يسمى مؤمنا والمرجئة قالوا يسمى مؤمنا ولا يسمى فاسقا يعني في إطلاق ، وأما أهل السنة فقالوا يجمع بين هذه الأسماء جميعا ، فيكون فاعل الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته لأن الله جل وعلا ما سلب الإيمان عن من فعل الكبيرة قال سبحانه ﴿وإن طائفة من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ، إنما المؤمنون إخوة﴾ فسماهم مؤمنين مع حصول القتال والقتل فيما بينهم وهذا كبيرة من كبائر الذنوب فدل على أن فعل هذا الأمر الذي هو كبيرة القتل على أنه لا يُخرج من اسم الإيمان ، فيبقى معه الإيمان ولكن هو مع الإيمان فاسق بهذه الكبيرة ، نقص إيمانه جدا بفعله لهذه الكبيرة ، هذا طرف اللي هو طرف الحرورية الخوارج والمعتزلة ووسطية أهل السنة .
    والطرف الآخر المرجئة والجهمية ، المرجئة طائفة أرجأت في الأصل أرجأت الكلام على من حصل منهم الكبائر حتى آل الأمر إلى أنهم أرجأوا العمل عن مسمى الإيمان فقالوا ( الإيمان قول واعتقاد ) وأما العمل فأخرجوا العمل عن المسمى منهم من يقول هو لازم له خارج عنه لازم ومنهم من يقول هو خارج عنه وليس بلازم أيضا ، ومن المرجئة من سلبوا أيضا القول فقالوا يكفي الاعتقاد ، ومن هؤلاء من قالوا الاعتقاد يجمع العلم والتصديق الجازم فقالوا نكتفي فيه أيضا بالعلم وصار المرجئة على مراتب وأنواع منهم الجهمية فقوله (وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ) يعني بالمرجئة من كان عليه اسم الإرجاء كمرجئة الفقهاء الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ، أو كالأشاعرة ونحوهم ، والجهمية الذين قالوا الإيمان هو المعرفة فقط ، قالوا الإيمان العلم ، معرفة ، هل لابد أن يكون مع التصديق ؟ لا لو لم يكن مع التصديق فيكفي ذلك في اسم الإيمان ، في اسم الإسلام ، فهؤلاء أدخلوا في الإسلام وأبقوا في الإسلام من تدل الأدلة على خروجه منه ، والحرورية والمعتزلة أخرجوا من الإسلام من دلت الأدلة على بقائه في الإسلام والإيمان .
    أهل السنة وسط بين هؤلاء وهذه مسألة عظيمة لأنها من المسائل التي أوجبت الافتراق والاختلاف في هذه الأمة لأن مسألة الاسم ، من تطلق عليه الاسم أسماء الإيمان ، أو من تطلق عليه أسماء الفسوق هذه من الأسباب التي أحدثت الافتراق في الأمة فدائما إذا توبع فيها الشر ما حصل الاختلاف والافتراق ، وإذا بغى الناس بغى بعضهم على بعض فإنه يحصل الافتراق والاختلاف ، كذلك من الأسماء البدعة والتبديع والفسق والتفسيق والإيمان الإسلام الشهادة الإحسان الإمامة ، كل هذه الأسماء يجب أن لا تطلق إلا على من دل الدليل على استحقاقه لها ، أو دل الدليل على استحقاقه بسلبه إياها والخروج فيها عن مقتضى الأدلة وعن مقتضى كلام أهل السنة يوقع الفرقة والاختلاف أول ما حصل الخلاف من الخوارج في هذه المسألة فإنهم قالوا هؤلاء كفار لأجل الحكم ثم ناقضهم طائفة فصار عندنا طوائف ثلاث في أول الأمر الذين هم الخوارج الذين كفروا عليا والرافضة الذين ألهوا عليا رضي الله عنه والمرجئة الذين أرجأوا والناصبة الذين ناصبوا العداء وظهرت أسماء وفرق من جراء الخلاف في الأسماء والأحكام لهذا يجب على طالب العلم أن لا يطلق هذه الأسماء إلا على ما علم بالدليل الواضح أنه يطلق على صاحبه شيء من هذه الأسماء ، وليست المسألة مسألة ظن أو يطلق عليه بحسب الاجتهاد لأن الإطلاق على الناس إطلاق هذه الأسماء أو الأحكام على الناس هذه تسبب الخلاف والفرقة لأنه لا بد أن يكون ثم اختلاف في المعين فإذا صار الخلاف في المعين من جهة الرأي حصل الافتراق وإذا حصل النظر في جهة المعين من جهة الدليل والشرع حصل الاتفاق ، فهذا يقول فاسق والآخر يقول صالح ، هذا يقول إمام والثاني يقول زنديق وهذا يقول مبتدع والثالث يقول مجاهد أو إمام أو عالم أو نحو ذلك فتقابل هذه الأسماء يخرج الناظر فيها عن دليل الشرع ، والواجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم أن يقتفوا سيرة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة لأجل أن لا يحصل الفرقة والخلاف في الأمة فلا يطلقوا هذه الأسماء إلا على من استحقها شرعا ، وطلاب العلم الذين ابتدؤا في طلب العلم أو توسطوا فإنهم فيما ينبغي أن يتباعدوا عن هذه الإطلاقات ويتركوها لأهل العلم الذين يعلمون حدود هذه الإطلاقات نفيا وإثباتا ومن يوصف باسم أسماء الإيمان ومن يسلب عنه ذلك إما أصله أو كماله ومنه مسألة التكفير فيمن يكفر لا يدخل فيها بعض صغار طلاب العلم أو المتوسطون لأنه تتبعها مسائل كبيرة وحصل في هذا الزمن خلاف كما ترون وتسمعون في مسائل التكفير في كثير من أمصار المسلمين من جراء الخلاف في الأحكام وظهرت فرق وجماعات جديدة لأجل الخلاف في الأسماء والأحكام هذه ، فهذه المسألة مهمة ووسطية أهل السنة والجماعة فيها (أن لا يطلق القول باسم من الأسماء على المعين أو أن يسلب عنه شيء من أسماء الدين أو حكمه في الآخرة أو حكمه في الدنيا إلا عن دليل شرعي ، وهذا الدليل الشرعي يكون مؤصلا عند أهل السنة والجماعة) يعني أقرت دلالته أهل السنة والجماعة ، يأتي في موضع آخر ربما ذكر الجهمية والمرجئة في مسائل الإيمان وتفصيل الفرق بينهما يعني بدقة عند الكلام على مسائل الإيمان إن شاء الله تعالى .
    فإذن هذه الوسطية دلتنا على أن مرتكب الكبيرة عند أهل السنة مؤمن لكن إيمانه ناقص ، مسلم وإسلامه ناقص أيضا لأنه خرم شيئا من ظواهر الإسلام لأن الإسلام هو الظاهر والإيمان هو الباطن فبينهما تلازم من هذه الجهة .
    التعديل الأخير تم بواسطة الناقل ; 06-18-2007 الساعة 05:21 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •