يقول فضيلة الشيخ فالح الحربي حفظه الله تعالى:

إن الخوارج يُقتلون ــ إذا قامت ــ إذا قام الدليل على أنهم خوارج, وتحقق فيهم الركنان أو الشرطان:

الأول: رَدُّهم لما يزعمون أنه يخالف القرآن من السنة, وهذا أول فتنة وقعوا فيها حينما قال ذو الخويصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعدل, فإنك لَم تعدل). فردَّ عليه صلى الله عليه وسلم: (خِبْتَ وخَسِرْت – إن لم تعدل – مَنْ يعدل إن لم أعدل ....). إلى آخر الحديث.... فهو وإن غضب لأجل الدنيا, ولكنه أيضاً رد السنة, طعن على صاحب السنة, طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, طعن في قِسْمَتِه, ألا يطعن أتباعه على سنته من بعده عليه الصلاة والسلام, فَهم يَرُدُّون السُّنة ولم يخرجوا إلا وهم يَرُدُّوا السنة, فهما متلازمان ردُّ السنة وتكفير بالذنوب.

الثاني: هو التكفير بالذنوب, متلازمان, لا يمكن أن يخرجوا إلا وهم يُكفرون, ولا يمكن أن يخرجوا إلا وهم يَرُدُون السنة, لأن السنة تُوضح القرآن, وتصيح في وجوههم بألا يخرجوا, ولكنه يتخلصون منها فإذا تخلصوا منها أَوَّلوا القرآن على عقولهم وعلى أفهامهم, فيَلوون أعناق الآيات, ويعتقدون ما لم تَدُل عليه, فيستحلون الدماء, ويقتلون المسلمين, وكم والله رأينا من رقة الدين عند هؤلاء في هذا الزمان, حتى إنهم والله لأشنع من الخوارج الأولين. والله إنهم ليردون الآيات, وليس ما يخالف عندما تخالف أهواءهم, ــ وليس ما يخالف ــ ما يظنونه يخالف ظاهر القرآن فيأخذون بظاهر القرآن.

المرجع: شريط "تنبيه الوعاة إلى وجوب التفريق بين الخوارج والبغاة".