صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 42

الموضوع: القاصمة الخافضة لفرقة المرجئة الخامسة داحضة(الردعلى ربيع المدخلي) لفضيلة الشيخ فوزي

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    124
    .........................
    التعديل الأخير تم بواسطة سليمان الحربي ; 01-08-2007 الساعة 02:50 PM

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,036
    هذا تفريغ الأخ سليمان الحربي لمحاضرة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله

    أرجوا من الإخوه القريبين من الشيخ نسخه وعرضه على الشيخ ,فإن كان هناك خطأ في التفريغ نرجوا التنبيه عليه
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    ////////////////
    المشاركات
    1,254
    جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    124
    التفريغ بعد التصحيح لرد الشيخ فوزي على ربيع المدخلي، ونرجو عرضه على الشيخ فوزي للملاحظة وتعديل ما يراه لا زماً.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    ////////////////
    المشاركات
    1,254
    نفع الله الأمة الإسلامية بهذا الرد المفحم
    ..
    فجزى الله شيخنا العلامة المحدث أبا عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري و نفع الله بعلمه و دعوته و بارك الله في عمره

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بلد الخير
    المشاركات
    108
    جزى الله الشيخ أبي عبدالرحمن فوزي الاثري خير الجزاء

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    جزاك الله خيرا أخي سليمان على هذا التفريغ
    وسأضعه هنا في هذه الصفحة لكي يسهل النقل منه



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وأبتدئ السؤال عن مقال ربيع المدخلي الذي تكلم فيه من فترة قصيرة ويقرر فيه مذهب المرجئة ويريد كثير من الإخوان أن نجيب عليه إجابات أثرية.
    فأولاً أقول: السؤال هو من وضع ربيع، ثم أجاب عليه بكلام مخلط وخبط فيه كعادته في الإجابة على بعض مسائل الإيمان، وخالف السلف فيها، فالسؤال يختلف عن الإجابة، والإجابة تختلف عن السؤال تماماً، وأنا اطلعت على جميع ما كتبه، ثم رجعت إلى المراجع التي ذكرها بأكملها من قول ابن منده في كتابه الإيمان، وكذلك قول شيخ الإسلام ابن تيميه وابن رجب وغيرهم من علماء الأمة.
    فالسؤال الذي وضعه ربيع ثم أجاب عنه: هو هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع) ؟ ثم ذكر الآيات، وهي في الحقيقة عليه لا له؛ لأن أهل العلم أهل التوحيد وأهل العقيدة ردوا عليه في هذه المسألة وغيرها، وبينوا خطاه في مسائل الإيمان وغيرها، بل ردوا عليه في مسألة التنازل عن الأصول، وعدم تأدبه مع الله - سبحانه وتعالى -، ولا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا مع الصحابة، وخطأه كذلك في مسائل في الصفات، ومسألة نصيحة أهل البدع، والجلوس معهم للنصح - زعم-، ومسألة سفر وسلمان والقرني، وغير ذلك مما بينه أهل العلم بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في تبيين خطأه ومع هذا كله ما زال يجادل في الله بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير ليضل عن سبيل الله - سبحانه وتعالى -، بل جادل بالباطل ليدحض به المنهج السلفي الأثري، فهذا الرجل في كل فترة يفاجئنا بكلام غريب عن السلف في الاعتقاد والمنهج، وهذه هي الأخطاء التي يقع فيها في كل فترة؛ بسبب أنه يبحث في هذه المسائل، فيظن أنه وجد شيئاً يتعلق به ليبرر به كلامه المنحرف في العقيدة والمنهج، فهو يريد أن يصحح الخطأ بالخطأ، فيقع في الخطأ وما زال، فهذا هو الجدال بالباطل .
    واعلم أن أي شخص يخالف الحق يظن أن يبتلى بالباطل، والجدل بالباطل، وجدل ربيع هذا يذكرني بجدل عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني القطبي مع علماء أهل السنة والجماعة، وهذا الكل يعرفه، والله - سبحانه وتعالى - يقول وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ، وهذه عليه ليست له، فهذا الرجل ضل عن سبيل الله - سبحانه وتعالى - بما جادل بالباطل، فهو يذكر هذه الآية، وهذه الآية عليه، وكذلك قوله – تعالى - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، فهو أول رجل من الداخلين في هذه الآية فعندما ركن إلى وساوس الشيطان وخبط وخلط في دين الله - سبحانه وتعالى - أضله والله - سبحانه وتعالى - على علم والله المستعان.
    وقوله تعالى  وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ، كذلك يدخل هو في هذه الآية، فهو له نصيب وفير من هذه الآيات التي ذكرها، وهذه الآيات تدحضه هو وأشكاله، فهذا الرجل اختـرع أصولاً لا علاقة لها بالكتاب والسنة ومنهج السلف لا من قريب ولا من بعيد، والفترة التي رد عليه فيها أهل العلم كانت له الفرصة إلى أن يراجع أهل العلم، ويجلس معهم، ويتفاهم معهم عن أخطائه، وعن منهجه خاصةً في الأصول، وكانت له الفرصة أن يتوب ويرجع، وهي فترة طويلة لكنه كان يبحث في الكتب وينظر، لكنه يفهم كلام السلف فهماً خاطئاً كما سوف يأتي بيانه، ولذلك ترى شيعته واتباعه على هذا الفهم السقيم، بل ترى من منهجهم المنحرف يتعاونون الآن مع الإخوانية، ومنهم من يتعاون مع السرورية، ومنهم من يتعاون مع التراثية، ومنهم من يتعاون مع اللادينية وهكذا، فمن أصولهم التمييع، ورأيناهم، وضربنا أمثلة وأدلة على ذلك في الدروس أو في الإنترنت، وهذا المنهج المميع جرهم إلى مخالفات كثيرة لمنهج السلف الصالح، فقوله الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص إلى هاهنا وافق السلف، أما قوله حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة فهذا تضليل، ومخالف لمنهج السلف، فهو لا يقول كما قال السلف حتى لا يبقى منه شيء كما نطقت الآثار في ذلك، وبينا هذا الأمر في الرد عليه، وربيع في ذلك لم يتبع الآثار السلفية، والأقوال الأثرية، وهو يدعي اتباع الأثر وأقوال السلف، فما باله هنا يخالف ولا يريد أن ينظر لقول السلف في هذا بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وينقص حتى لا يبقى منه شيء؛ لأن الإيمان أما أن يبقى منه شيء، وهذا بالنسبة كما بينا للمسلم إن بقي من إيمانه شيء، فممكن أن يبقى منه ذرة أو أدنى من ذلك كما نطقت الأدلة بذلك، وبينت هذا في كتابي "القناعة في شذوذ زيادة قل اعملوا خيراً قط في حديث الشفاعة"، ونقلت عن السلف في هذا، وأقوال أهل العلم فالروايات تبين بأن هؤلاء العباد من المسلمين الذين دخلوا النار؛ بسبب ذنوبهم، وضعف إيمانهم، ومنهم من يكون إيمانه بقدر الذرة من الخير بقلبه، وهذا لا يكن إلا من المسلم، ثم يخرجون من النار لبقاء شيء من الخير فيهم.

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    وإليك أقوال أهل العلم في ذلك:
    قال شيخنا الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله تعالى - في فتح رب البرية: "ترك الطاعة بأن الإيمان ينقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة"، وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - في التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية: "فالرد عليه من أن الذنوب تضر على كل حال منها ما يزيل الإيمان بالكلية، ومنها ما لا يزيل بالكلية، بل ينقصه وصاحبه معرض للوعيد المترتب عليه"، وكذلك هذا الذي بينه الشيخ فالح الحربي – حفظه الله تعالى - في تنبيه الألباء، وبين بأن اعتقاد أهل السنة والجماعة بأن الأعمال جزء من الإيمان ولا يصح بدونه ويذهب بذهابه بالكلية، وسيأتي أقوال بعض أهل العلم في هذا الأمر كقول ابن تيمية وغيره، وهؤلاء العلماء وغيرهم من علماء السنة موافقون لمذهب السلف بذهاب الإيمان بالكلية، الذي لا يريد ربيع المدخلي أن يعترف بهذا، وينطق به، فهو يريد أن يقرر بأن العمل شرط كمال في الإيمان يصح الإيمان بدون العمل، وهذا هو مذهب المرجئة، وهذا مذهب المرجئة الخامسة، فأما إنكاره لفظ ينقص حتى لا يبقى منه شيء، فيرد عليه من أقوال السلف وهو يدعي بأن السلف قالوا وقرروا بأن العمل من الإيمان، وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهو يقول بذلك فقط، لكن ذلك من أقوال السلف، كذلك بأن الإيمان ينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء فهذا من أقوال السلف، فلماذا لا يأخذ بهذه الآثار، وهو في الحقيقة لا يريد أن يقول قد أخطأت في ذلك ويتوب إلى الله - سبحانه وتعالى -، ثم نذكر له أقوال السلف في ذلك كما ذكرناها من قبل: فيقول الإمام إسحاق - رحمه الله تعالى - : "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء" وهذا في الأثر أخرجه الخلال في شرح السنة وغيره بإسناد صحيح، وكذلك وافق الإمام إسحاق بن منصور قول إسحاق – رحمه الله تعالى - بقوله كما في مسائله، وكذلك قول سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، كما أخرج ذلك الحميدي في أصول السنة والصابوني في الاعتقاد واللالكائي في الاعتقاد والعدني في الإيمان وغيرهم بإسناد صحيح، وأقر الإمام أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - وابن عيينة على ذلك بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، كما ذكر ذلك الخلال في السنة بإسناد صحيح، وذكر الإمام أحمد كذلك من نسبته للإيمان يزيد حتى يبلغ أعلى السماوات السبع وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع كما ذكر عنه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وكذلك قال الإمام البربهاري في شرح السنة والإيمان: بأن الإيمان قول وعمل وعمل وقول ونية وإصابة يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء، وهكذا قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى - نعم حتى يكون مثل الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء كما ذكر عنه الأصم في حديثه، وكذلك اللالكائي في الاعتقاد، وابن عساكر في تاريخ دمشق وإن كان في سنده ضعف، لكن هذا الأثر يشهد له الآثار الأخرى للسلف، وكذلك قول الخفاق - رحمه الله تعالى -: "الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص حتى يكون أعظم من الجبل وينقص حتى لا يبقى منه شيء"، كما أخرج ذلك حرب في المسائل بإسناد صحيح عنه، وهذا كذلك قول الإمام ابن المديني – رحمه الله تعالى - عند ما سئل عن الإيمان فقال: "قول وعمل ونية"، ثم قال: "يزداد وينقص حتى لا يبقى منه شيء"، كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره، وكذلك قول عمر الواسطي هذا كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره، وكذلك قال الإمام ابن منده - رحمه الله تعالى - في كتابه الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة من خردل"، وأن المجاهد بالقلب واللسان واليد من الإيمان، فهذا الإمام ابن منده يذكر هذا الأمر، وربيع ينقل منه ما يشاء ويترك من كتاب الإيمان لابن منده ما يشاء، فلماذا لا يقول بقول ابن منده هذا؟!
    ومن هنا يتبين بأن ربيع المدخلي لا يقول بقول السلف في هذه المسألة

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    وأما قوله عن جنس العمل أخرجه من الإيمان بقوله: "جنس العمل وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا ادخلوه في قضايا الإيمان"، انظروا أخرج العمل من الإيمان أو عن الإيمان بقوله ولا ادخلوه في قضايا الإيمان، وهذا هو الإرجاء، وهذا هو الإرجاء، فهو أخرج العمل عن الإيمان، والسلف ادخلوه في الإيمان، وقالوا أنه جزء من الإيمان، وكلمة (جنس العمل) لا يبنى عليها أشياء، ونافح عنها ربيع كثيراً، وطعن في أهل العلم عندما تلفظوا (بجنس العمل)، وهذا الأمر تلفظ به بعض علماء أهل السنة والجماعة: كشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الغديان، والشيخ فالح الحربي وغيرهم، فهو لماذا يتشدد في هذه المسألة ويقول لا وجود لها وما شابه ذلك؟!؛ كل ذلك يريد أن يقرر مذهب الإرجاء فمن تركها فله، ومن قال بها فلا بأس في ذلك، وسؤاله واضح في جعل الإيمان أصلاً والعمل كمالاً أو فرعاً، وبهذا يريد أن يقول بأن العمل شرط كمال في الإيمان، ثم إن سؤاله يختلف عن الإجابة، خاصة نقله عن ابن منده وابن تيمية وابن القيم وغيرهم، فالسؤال يقول: إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع)

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    نقل قول ابن منده في الإيمان.
    قال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاً وفرعاً فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكار والمعاندة فإذا أتى بهذا العقد فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفروعه وفروعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم، ومن قبل هذا قال ابن منده في الإيمان: "ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو؟ فقالت طائفة من المرجئة الإيمان فعل القلب دون اللسان، وقالت طائفة منهم الإيمان فعل اللسان دون القلب وهم أهل الغلو في الإرجاء، وقال جمهور أهل الإرجاء الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعاً، وقالت الخوارج الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح، وقال آخرون الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر"، ثم ذكر قول الجماعة كما ذكرنا، ثم ذكر ابن منده حديث "الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" يقول ابن منده - رحمه الله تعالى - : "فجعل الإيمان شعباً بعضها باللسان والشفتين وبعضها بالقلب وبعضها بسائر الجوارح ثم ذكر حديث وفد عبد القيس "أو آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" الحديث، ثم ذكر الأحاديث فيها "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون" من حديث أبي هريرة وابن عمر في الحياء وعمران بن الحصين في صحيح البخاري ومسلم، فهذه الأحاديث التي أوردها ابن منده - رحمه الله تعالى - دالة على مذهب أهل السنة والجماعة من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وهو ما يذهب إليه المصنف وهو مراده في إيراد هذه الأحاديث، والرد على المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان، فهو مراده - رحمه الله تعالى - بأن يبين بأن الإيمان له شعب، ولم يقل بأن العمل كمال في الإيمان، أو شرط كمال في الإيمان، أو فرع في الإيمان، فلم يقل ابن منده ذلك، وهذا قول ربيع ليس قول ابن منده، وأهل السنة والجماعة، بل ذكر جزءاً من قول ابن منده - رحمه الله تعالى - في الإيمان وهذا لا يتبين منه مراد ابن منده - رحمه الله تعالى -، بل لا بد أن ينقل هذه الآثار وهذه الأحاديث وأقوال في المرجئة وأهل السنة والجماعة حتى يتبين له مراد ابن منده - رحمه الله تعالى - وهو يريد أن يقرر بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح؛ إذن الجواب على مراد ابن منده، أن أهل السنة والجماعة يجعلون العمل من الإيمان، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : "الإيمان بضع وسبعون شعبة" وذكر منها "إماطة الأذى عن الطريق" وهو فعل الجوارح وإن كان إماطة الأذى بنفسه من الفروع لا من الأصول لكن هذا تقرير بأن العمل جزء من الإيمان لكن العمل نفسه أصل في الإيمان ومن الإيمان وجزء من الإيمان بخلاف المرجئة فإنهم لا يعدون العمل من الإيمان أصلاً، بل (فرعا).

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    إذن مراد ابن منده من ذكر العمل الرد على المرجئة الذي كلامه لم ينقله ربيع، وكل ما أورده ابن منده في رده على المرجئة بين وواضح، بل هذا أي كلام ابن منده - رحمه الله تعالى - فيه رد على قول ربيع هذا، وفهمه الذي يجعل العمل فرع وشرط كمال، فابن منده خلاف مذهب ربيع في ذلك، فربيع لم يفهم كلام ابن منده جيداً، وأكبر دليل بأن ابن منده ألحق هذا الباب بباب واضح بأن مذهب ابن منده بأن العمل من الإيمان حيث قال - رحمه الله تعالى - في الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص" أ.هـ، فألحق ابن منده بعد الباب الذي ذكرناه، والذي نقل منه ربيع ولم يتفطن ربيع للباب الذي بعده حتى يتبين له مراد ابن منده جيداً، والأبواب هذه التي ذكرها ابن منده متلاحقة ويفسر بعضها بعضاً، وهذا أكبر دليل بأن ابن منده يريد في هذه الأبواب أن يرد على المرجئة بذكر خبر يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص، ثم ألحقه بباب أخفاه ربيع ولم يذكره؛ لأنه ضد مذهبه، فقال ابن منده - رحمه الله تعالى - في الإيمان: "ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة خردل" ثم ذكر الأحاديث التي تدل على ذلك، فلماذا ربيع لم ينقل هذا الباب؟، ويقول بقول ابن منده بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، وينكر هذه اللفظة أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ثم أن ابن منده - رحمه الله تعالى - يقصد بالإيمان الإسلام؛ وربيع ذكر مقاطع أو مقطع من ذلك لكن لو اطلع ربيع على كلام ابن منده كاملاً شاملاً لتبين له بأنه يقصد بالإيمان الإسلام لأنه ذكر ابن منده حديث وفد عبد القيس "الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا حق الله" الحديث، فهذا الإسلام، فابن منده رحمه الله تعالى يرى أن الإسلام والإيمان قسمان لمعنى واحد، فيقصد بالإيمان الإسلام، وليس مراد ابن منده - رحمه الله تعالى - من الإيمان الكلام الخاص وأصول الإيمان التي تكلم عليها أهل العلم بالنسبة لأركانه، وكذلك لنقصانه أو زيادته هذه المسائل الخاصة فابن منده - رحمه الله تعالى- يتكلم عن الإسلام، ولذلك ذكر ابن منده حديث جبريل المعروف الطويل في صحيح مسلم "أخبرني عن الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان....إلخ الحديث، ثم الإيمان أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره" قال: الإسلام والإيمان، ثم ذكر ابن منده في الإيمان باب ذكر المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى – والنبي - صلى الله عليه وسلم - للمؤمن يعني: المسلم والإيمان يعني: الإسلام

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    ، فذكر هذا الباب أن الله - سبحانه وتعالى - ضرب للمؤمن يعني: المسلم، وضرب الإيمان يعني: الإسلام، وضرب مثلاً الله - سبحانه وتعالى – والنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ثم ذكر الآية التي استدل بها ربيع أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ إلخ الآية التي ذكرها ربيع، وهذه الآية في سورة إبراهيم، يقول ابن منده فضرب بها مثلاً لكلمة الإيمان ويدخل في ذلك الإسلام وجعل لها أصلاً وفروعاً وثمراً ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بسنته فمراد ابن منده هنا أن يستدل في هذه الآية بالإيمان يعني الإسلام والإسلام له أصول وفروع كما هو معروف، فابن منده - رحمه الله تعالى - يتكلم عن الإيمان عموماً ولا يتكلم عن الإيمان خصوصاً من نقصانه مثلاً أو زيادته أو أنه قول وعمل وما شابه ذلك.
    هذه المسائل خاصة بالإيمان يتكلم فيها أهل العلم لكن هنا بإيراد هذه الآية يريد أن يتكلم عن الإسلام عموماً، ثم قال ابن منده: "فالذي سمى الإيمان التصديق هو الذي أخبر أن الإيمان ذو شعب فمن لم يسم الأعمال شعباً من الإيمان كما سماها - النبي صلى الله عليه وسلم - ويجعل له أصلاً وشعباً كما جعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما ضرب الله المثل فيه كان مخالفاً له، فالإسلام أصولاً وفروعاً، ثم ذكر حديث وفد عبد القيس ثم قال ابن منده في الإيمان (1/ 351): "فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، بيان ما تقدم من الخبر" أ.هـ، فبعد ما ذكر الآية والأحاديث التي ذكرها ربيع، ذكر ابن منده القول هذا الذي لم يذكره ربيع والذي يبين التفسير الصحيح لذكر ابن منده الإيمان، فلذلك يقول ابن منده - رحمه الله تعالى - بعد ذلك: فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه: كل ما تقدم من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم، فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، فجعل الإسلام هنا هو الإيمان، فالإيمان هنا هو الإسلام حتى أن المعلِّق على كتاب الإيمان ذكر بقوله، وسبق أن المصنف - يعني ابن منده - يرى أن الإسلام والإيمان قسمان بمعنى واحد، فلعله يقصد بالإيمان الإسلام، فبلا شك بأن ابن منده يقصد بالإيمان الإسلام، فهذه الآية ليست أو ليس فيها أي دليل لمذهب ربيع بأن العمل كمال وفرع في الإيمان، بل هو أصل في الإيمان وجزء في الإيمان، والعمل من الإيمان كما سبق من كلام ابن منده – رحمه الله تعالى – وإذاً مقصد ابن منده باسم الإيمان هنا هو الإسلام، فيتكلم عن الإسلام عموماً، وعن الإيمان عموماً، ولم يتكلم عن مسائل خاصة بالإيمان المعروفة، وهذا الذي بينه علماء السنة والأثر والحديث، كما قال ابن رجب – رحمه الله تعالى – في التفسير المجموع له: "وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة قال تعالىضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا إبراهيم:24،25، فالكلمة الطيبة هنا كلمة التوحيد، وهي أساس الإيمان، وهي جارية على لسان المؤمن، وثبوت أصلها هو ثبوت التصديق في القلب، في قلب المؤمن أو ثبوت التصديق بها في قلب المؤمن وارتفاع فرعها في السماء هو علو هذه الكلمة إلى أن قال ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل الشجرة لها أصل وفروع وشعب، ثم قال: وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك فذكر الآية، والمراد بالكلمة كلمة التوحيد وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب وأكلها هو الأعمال الصالحة الناشئة منه، وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل المؤمن والمسلم بالنخلة، وهذا واضح في كلام ابن رجب، وهذا نهاية كلام ابن رجب في هذه المسألة فابن رجب بين مراد الله - سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن يبين الإسلام عموما،ً والإيمان عموماً، وأكبر دليل بأنه ذكر التوحيد والأعمال الصالحة وغير ذلك مما ذكرنا، والإسلام له أصول وفروع، كما هو معروف ويبين هذا الأمر كذلك ابن حيان - رحمه الله تعالى - في البحر المحيط "في هذه الآية الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله قاله ابن عباس، أو الإيمان قاله مجاهد وابن جريج أو المؤمن نفسه قاله العوفي أو جمع طاعاته أو القرآن قاله الأصم أو دعوة الإسلام قاله ابن بحر أو الثناء على الله أو التسبيح أو التنزيه....إلخ"أ.هـ.
    فيذكر بأن هنا الكلمة الطيبة والإيمان، فبين على سبيل العموم وكذلك يذكر هنا الإسلام، فمنهم من ذكر لا إله إلا الله، ومنهم من ذكر الإيمان، ومنهم من ذكر الطاعات والقرآن ودعوة الإسلام والثناء والتسبيح والتنزيه ....إلخ كلامه، وهذا هو الإسلام فلم يكن مراد العلماء الذي نقله ربيع بأن مرادهم بأن الأعمال فرع في الإيمان ليس المقصد، والمراد كذلك.

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    وقال الألوسي في روح المعاني من هذه الآية: "والمراد بالكلمة الطيبة شهادة أن لا إله إلا الله على ما أخرجه البيهقي وغيره عن ابن عباس، وعن الأصم أنها القرآن، وعن ابن بحر دعوة الإسلام، وقيل التسبيح والتنزيه، وقيل الثناء على الله مطلقا،ً وقيل كل كلمة حسنة، وقيل جميع الطاعات، وقيل المؤمن نفسه" أ.هـ، وكذلك من أراد الزيادة في هذا فيرجع إلى تفسير السعدي - رحمه الله تعالى –، وتفسير ابن كثير، وتفسير ابن جرير وغيرهم من التفاسير، فبينوا بأن مراده الإيمان هنا عموماً، وهو الإسلام ولذلك ما ترى أحداً يقول بقول ربيع وبفهمه هذا الذي فهمه من أقوال أهل العلم، ويوضح هذا الأمر ابن رجب في جامع العلوم والحكم، فيقول: - وهو يبين الفرق بين الإسلام والإيمان – "أن من الأسماء ما يكون شاملاً بمسميات متعددة عند انفراده وإطلاقه فإذا قرن لك الاسم غيره صار دالاً على بعض المسميات والاسم المقرون به دالاً على باقيها، وذاك اسم الإسلام والإيمان. إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده فإن قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه في انفراده ودل الآخر على الباقي) أ.هـ.
    فقاعدة ابن رجب - رحمه الله تعالى - تبين أن الإسلام والإيمان إذا اجتمع افترقا وإذا افترقا اجتمعا بمعنى إذا أفرد الإيمان شمل الإسلام كما في قوله تعالى فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فهنا يشمل الإيمان والإسلام فأي من المسلمين وإذا أفرد الإسلام شمل الإيمان كقوله تعالى الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ فهنا يشمل الإسلام والإيمان يعني وكانوا مؤمنين، وذكر ابن تيمية - رحمه الله تعالى - "الإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام" انظر الدرر السنية (1 /336). وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله تعالى – في الدرر (1/ 335) "أعمال الإسلام داخلة في مسمى الإيمان شاملاً لها ففسرت بالإسلام وهو جزء من مسمى الإيمان؛ لكون الإيمان مثلاً لها ولغيرها من الأعمال الباطنة والظاهرة فإذا أفرد الإيمان بالآية في آية أو حديث دخل فيه الإسلام فالآية تنقل عن الإيمان والمراد بها الإسلام فيبين الشيخ عبد الرحمن بن حسن فإذا أفرد الإيمان بآية أو حديث دخل فيه الإسلام، وهذا هو الفهم الصحيح من الآية التي ذكرها ربيع، ويقول – أيضا -ً الشيخ عبد الرحمن بن حسن "وهذا الذي قلنا من معنى الإسلام والإيمان هو مذهب الإمام أحمد، وطائفة من السلف، والمحققين، وذهب طائفة من أهل السنة – أيضا -ً إلى أن الإسلام والإيمان شيء واحد، وهو الدين فيسمى إسلاماً وإيماناً" أ.هـ،

    فلا يلتفت إلى ما يخالف ذلك، وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم من كتاب الإيمان "إذا افترقا فالإسلام يشمل الدين كله والإيمان كذلك يشمل الدين كله، فهؤلاء العلماء يبينون بأنه إذا أفرد الإيمان يشمل الدين كله"، فكيف يدعي ربيع بأن الإيمان الخاص له أصول وفروع، وشرط كمال، وما شابه ذلك مما ذكره، والمراد من الآية، وأقوال أهل العلم بأن هنا الإيمان هو الإسلام والدين كله والدين له فروع وأصول، وإذا اجتمعا دل على كل واحد منهما على شيء معين فإذا اجتمع الإسلام والإيمان دل كل واحد منهما على شيء معين لحديث جبريل الطويل وفيه "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه....إلخ" الحديث، وهنا يكون الإسلام بمعنى الأعمال الظاهرة، والإيمان يكون بمعنى الأعمال الباطنة، ومن هنا يظهر خطأ ربيع، وأن فهمه بأن مراد ابن منده أن يتكلم على مسائل الإيمان الخاصة، وهذا خلاف ذلك كما ثبت، بل يتكلم على الإيمان والإسلام عموماً، ولا يقصد بأن الإيمان أصل والأعمال شرط كمال أو فرع،








    التعديل الأخير تم بواسطة فكري الدينوري ; 01-15-2007 الساعة 01:45 PM

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    وكذلك فهمه الخاطيء لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وظن بأن ابن تيمية - رحمه الله تعالى – يقصد بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وأنها فرع في الإيمان، بل ابن تيمية - رحمه الله تعالى – تكلم عن الإسلام عموماً كما هو واضح من كلامه، وأنه له أصول وفروع وليس مراد ابن تيمية – رحمه الله تعالى – من قوله والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان ليس مراده بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان أي: إذا انتفت بقي الإيمان أي مراده بأن العبد إذا أتى بالأصول لا بد أن يكمل ذلك بالفروع، فالفروع مكملة للإيمان، إيمان العبد من الأعمال، والمقصد هنا الإيمان هو الإسلام ومراد ابن تيمية أن يقول بأن لا يكمل إيمان العبد حتى يكمله بالأعمال الظاهرة أعمال الجوارح، ومراده بأن الأعمال الظاهرة جزء من الأعمال وهذا كلام يدور عليه كلام ابن تيمية فالإيمان أصل والأعمال لازمة له هذا هو تخريج كلامه، وليس مراده ما فهمه ربيع بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وفرع في الإيمان، وفي الإسلام، فتنبه! كما قال عنه الذي نقله ربيع وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها ولذلك ابن تيمية - رحمه الله تعالى – ذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأعمال الظاهرة، وهو هل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وابن تيمية – رحمه الله تعالى – ذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأصول! فهل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وهذا هو مذهب المرجئة! لأن ابن تيمية – رحمه الله تعالى – على عقيدة أهل السنة والجماعة، فلا بد أن يؤخذ كلامه كاملاً شاملاً من أوله إلى آخره حتى يتبين المراد منه، كما نقلنا عنه كثيراً بأن الأعمال جزء من الإيمان، ولا يبقى الإيمان في قلب العبد إذا ترك الأعمال بالكلية، ثم فسر ابن تيمية - رحمه الله تعالى – قول الله – سبحانه وتعالى -  ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً على أصول أهل السنة والجماعة وأن الله – سبحانه وتعالى – هنا يتكلم عن الإسلام عموماً والإيمان عموماً وكذلك ابن القيم فسر هذه الآية كذلك، و نقلنا عن ابن رجب ولم يكن في كلامهم أي حجة لمذهب ربيع في الإرجاء، وقد بينا التفسير الصحيح من أقوال أهل السنة والجماعة، والكلام الذي نقله ربيع أو بعضه يتكلم عن الإسلام عموماً وعن الإيمان عموماً، وأنا اطلعت على كلام ابن تيمية الذي نقله ربيع من الفتاوى، وفي بعض كتبه كذلك لم يطلع عليها فبين ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في نفس الصفحات التي نقلها ربيع كلاماً واضحاً بأنه يقصد الإسلام عموماً فذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في الفتاوى (7 / 623) يقول: "قد ذكرت في ما تقدم من القواعد أن الإسلام الذي هو دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين فيستسلم لله وحده لا شريك له" ثم قال:" ورأس الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والسلامة التي هي الإخلاص ثم ذكر الآيات في ذلك وذكر عن الشرك والكفر والصراط والنفاق"، ثم ذكر في (ص635) يقول: "لفظ الإسلام يستعمل على وجهين"

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    فكلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - من(ص623 إلى ص637) كان يتكلم عن الإسلام عموماً ولم يتكلم عن مسائل محدودة في الإيمان تكون حجة لمذهب ربيع في الإرجاء والعجيب إن ربيعاً نقل كلام ابن تيمية في آخر (ص637) وترك ما تبقى الذي يتضح من مراد ابن تيمية - رحمه الله تعالى – لذكر هذه الآية وغير ذلك والذي نقله فقط ربيع لا يخدم مذهبه، بل لو اطلع العبد على كلام ابن تيمية في الصفحات التي أشرنا عليها لتبين بأن ابن تيمية تكلم عن الإسلام عموماً، وله فروع وأصول، ثم في المجلد نفسه (7/ 638) تكلم ابن تيمية – رحمه الله تعالى - عن الإيمان عموماً فقال: معلوم أن أصل الإيمان هو الإيمان بالله ورسوله، وهو أصل العلم الإلهي، ثم قال: ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق وعمل القلب الذي هو الانقياد تصديق الرسول – صلى الله عليه وسلم – في ما أخبر، والانقياد له في ما أمر كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له، ثم ذكر في (ص642) بقوله: "اسم الإيمان يستعمل مطلقاً، مطلقاً ويستعمل مقيداً وإذا استعمل مطلقاً فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يجعلون الإيمان قولاً وعملاً يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسماه ثم ذكر الإيمان بضع وستون أو سبعون و ذكر إماطة الأذى والحياء وقول لا إله إلا الله"، فابن تيمية هنا ذكر بأن الأعمال هذه داخلة في مسمى الإيمان، وهذا قول عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وربيع خالف هؤلاء السلف والأئمة، فكيف يدعي بأن الأئمة يوافقونه في ذلك وأنه وافق الأئمة؟ وذكر اسم الإيمان يستعمل مطلقاً ويستعمل مقيداً على ما ذكرناه وهذا الكلام في الصفحات التي لم ينقلها ربيع، ثم ذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – حديث وفد عبد القيس بذكر الشهادتين والصلاة والزكاة، ثم قال في (ص644): فأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه، يعني: عدم الإيمان وضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه فلا بد من العمل الظاهر والباطن، ثم ذكر أحاديث وآيات تبين ذلك ثم رد على الفرق من الجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم في مسائل الإيمان ثم قال في (ص671) الطرف الثاني قول من يقول إيمانهم باقٍ كما كان لم ينقص بناءً على أن الإيمان هو مجرد التصديق والاعتقاد الجازم وهو لم يتغير، وإنما نقصت شرائع الإسلام وهذا قول المرجئة والجهمية ومن سلك سبيلهم، وهو – أيضاً - قول مخالف للكتاب والسنة ومجموع السابقين والتابعين لهم بإحسان ثم ذكر الآيات والأحاديث التي تدل على مذهب السلف، وهذا واضح، ثم قال في ص (672) ويتبع الاعتقاد قول اللسان ويتبع عمل القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فيذكر الأصول هذا إلى آخر (ص 676) دائماً يتكلم عن الإيمان عموماً والإسلام عموما،ً ويدل على بطلان قول ربيع قول ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في أول كتاب الإيمان: "اعلم أن الإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله وقد كثر كلام الناس في حقيقة الإيمان والإسلام وتنازعهم وانقراضهم فالإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله كما افترض ربيع في الإيمان والإسلام ثم ذكر في (ص6) وهذا الكلام الذي سلف من الفتاوى (7 /5) وهنا في (ص6) ثم ذكر في (ص6) مسمى الإسلام ومسمى الإيمان ومسمى الإحسان وبين ذلك بالأحاديث والآيات، ثم قال في (ص13): فيقال اسم الإيمان تارة يذكر مفرداً غير مقرون باسم الإسلام ولا باسم العمل الصالح ولا غيرهما وتارة يذكر مقروناً إما بالإسلام كقوله في حديث جبريل الإسلام والإيمان أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وكذلك ذكر الإيمان مع العمل الصالح وذلك في مواضع من القرآن في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، ثم قال في (ص14) وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان فذكر ابن تيمية – رحمه الله تعالى – أن اسم الإيمان إذا ذكر مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة فلماذا ربيع يخرج الأعمال الصالحة من الإيمان؟! وقال في (ص170): "ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان فتارة يقول هو قول وعمل وتارة يقول هو قول وعمل ونية وتارة يقولون قول وعمل ونية واتباع السنة وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح" وهكذا يقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى –، فلا يجوز لأي شخص أن يأخذ جزء كلام السلف أو العلماء ثم يفسره على فهمه فلا بد أن يبحث في كلام العلماء شاملاً كاملاً حتى يتبين له مراد أهل العلم في ذلك، ويقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (ص171): "ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة - يعني السلف - الذين جعلوه قولاً فقط فقالوا بل هو قول وعمل والذين جعلوه أربعة أقسام فسروا مرادهم كما سئل سهل بن عبد الله عن الإيمان ما هو فقال قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كافر وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق وإذا كان قول وعمل ونيةً بلا سنة فهو بدعة، وهذا الكلام واضح ونقل ربيع في (ص198، وص199) كلام ابن تيمية وقد قرر ابن تيمية في هذا الموضع بأن الأعمال جزء من الإيمان وليست شرط كمال في الإيمان أو فرع في الإيمان فيقول ابن تيمية أصل الإيمان هو ما في القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح فلا يتصور إيمان العبد بقلبه مع عدم جميع أعمال الجوارح، وهذا واضح من كلام ابن تيمية فلماذا لا يفهمه جيداً ربيع المدخلي؟،

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •