النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الجواب المـُـفصـّـل الحاوي ---- في نقد ما حواه مقال المدخلي الغاوي (( نسخة معدلة ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    516

    الجواب المـُـفصـّـل الحاوي ---- في نقد ما حواه مقال المدخلي الغاوي (( نسخة معدلة ))

    الحمد لله وبعد ....

    لا يفتأ هذا ـ ألاّ شيء ـ ربيع المدخلي عن محاربته لعقيدة أهل السنّة والجماعة في الإيمان ومنزلة العمل منه بكل ما أوتي من سفسطةٍ وجدلٍ بيزنطي ، وبث لسمومه الإرجائيّة بين صفوف الشّباب السّلفي ، وتلوّنه وبهلوانيّاته في المسألة ـ ليجعل قول أهل السنة قولاً بدعيّاً وقوله البدعيّ سنيّاً ـ وحتى لا يقع في صدامٍ مباشر مع كبار علماء السنة وجهاً لوجه بكل وضوح ـ جبناً منه ـ سلك السبيل البهلواني ، فهو يعرف نتيجة ومغبّة هذا الأمر وعواقبه الوخيمة عليه وعلى أتباعه .

    ومن بهلوانياته وثعلبيّاته ما سطّرته يداه في مقالته الأخيرة والتي نشرها في شبكته ( سحاب ) تحت عنوان [ هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول :" إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ( فرعٌ )" ؟ ] جاء فيها ـ كما عوّدنا في كتاباته ـ بالعجائب والغرائب ، ولم تختلف هذه المقالة الربيعية عن أخواتها من المقالات الأخر من حيث التلبيس والكذب والجهل والهروب عن محل النزاع والفجور في الخصومة ، ومؤكدةً أن ربيعاً المدخلي هو [ الناصح الصادق ] صاحب المقال الإرجائي الذي ردّ عليه بعض علماء اللجنة الدائمة للإفتاء والذي أثبت الشيخ فالح الحربي في ( تنبيه الألباء ) أنّه ربيع المدخلي وحتى أنّ الأخ فكاري طلب ربيعاً للمباهلة على أنّه هو المرجيء [ الناصح الصادق ] ولكن ربيعا كالعادة ـ وبئست العادة ـ فرّ بالصمت ؟! .

    ويحسن قبل الشروع في الرد على هذا ـ ألاّ شيء ـ ربيع أن أبيّن ـ لمن لا يعلم ـ محلّ الخلاف في المسألة بين أهل السنة ومرجئة العصر لكثرة تدليس هذا الرجل وبهلوانياته و تنطّطه في المسائل .

    فالمسألة ـ بكل إختصار ـ هي : أنّ أهل السنّة مجمعون على أن الإيمان يمتنع بغير عمل لمن لا عذر له ، وهذا ما أجمع عليه أهل السنة ( سلفاً وخلفاً ) وخالف فيه المرجئة وأثبتوا الإيمان بغير عمل ، ومن هؤلاء المرجئة حلبي مكّة لكنّه أمكرهم وأدهاهم وأكثرهم تلونناً و تنطّطاً في المسائل وتملصاً منها بطرقٍ زئبقيّة وحرباً لأهل السنّة ، ومما يدل على هذا هي مقالته الأخيره التي يحاول من خلالها جاهداً أن يجعل الخلاف فيها خلافاً لفظيّاً لا معنويّاً وبيان ذلك في الآتي :

    1ـ عنوان المقالة يفوح بالتلبيس والكذب ـ وهذا ليس بالمستغرب من ربيع ـ فخلاف أهل السنة مع ربيع وفرقته الإرجائيّة ليس في [ العبارات والألفاظ ] إنّما في [ المدلولات والمعاني ] لهذه الألفاظ والعبارات ، فأهل السنّة يبدعون ويرمون بالإرجاء من يثبت الإيمان لمن لم يعمل بجوارحه مهما تلاعب بعباراته وألفاظه ، لأنّهم مجمعون على أنّ الإيمان لا يكون إلاّ بعمل خلافاً للمرجئة وربيع يريد أن يوهم أنّ 99% من العلماء يقولون بحصول الإيمان بلا عمل !! .

    والقول أنّ التّصديق ومعرفة القلب أصل والظاهر وهو ـ عمل الجوارح ـ فرع أو ( كمال ) قال به بعض العلماء وليس هذا محلّ إشكال مع هؤلاء العلماء لأنّهم قد بيّنوا مرادهم من هذا وهو أنّ الظاهر ـ عمل الجوارح ـ هو ثمرة ودليل على صلاح الباطن ، فالمسلم يعرف ويصدّق بقلبه ثم تعمل جوارحه وهذا الكلام مستقيم ولا غبار فيه كالصّلاة مثلاً فالمسلم يعرف ويصدّق بوجوبها بقلبه ثمّ يأتي بها بجوارحه وهكذا في كل عمل ، وقالوا بفساد الباطن وإنعدام الإيمان إذا إنعدم الظاهر الذي يعبّرون عنه بالفرع والكمال ، لأنّ الإيمان لا يكون لديهم إلا بعمل ـ كما سيأتي ـ بعكس مرجئة العصر حينما يجعلون العمل [ شرط كمال ] فهم يقولون بحصول الإيمان مع إنعدام الظاهر ويكتفون بالتّصديق والمعرفة وهذا هو [ مربط الفرس ] ومحل النّزاع الذي يحاول ربيع المدخلي جاهداً إخفاءه حتى لا يتبيّن إرجائه ، وكم هو البون شاسع بين هؤلاء العلماء ومرادهم من هذه العبارات وبين حلبي مكّة.

    2ـ قال ربيع المدخلي في مقالته معدداً أصول من يسمّيهم بالحداديّة : ( 1- جنس العمل ؛ وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا أدخلوه في قضايا الإيمان ,اتخذوه بديلاً لما قرره السلف من أن العمل من الإيمان وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ,يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي . ) .

    أولاً : لفظ [ جنس العمل ] لفظ إصطلاحيّ ، والإصطلاحات غير توقيفيّة فما الذي يضايق شيخ إسلام سحاب من هذا ؟ .
    ثانياً : لو فترضنا ـ جدلاً و تنزلاً ـ أنّ هذا اللفظ [ جنس العمل ] لم يقل به أحد من علماء السّلف ألا يكون الواجب الإستفصال من صاحبه وفهم مراده وماذا يعني به ؟ .
    ثالثاً : نسأل حلبي مكّة سؤالاً فنقول : هل خلافنا معك في هذا اللّفظ ـ من حيث وروده في الكتاب والسنة من عدمه ـ أم في حكم تارك [ مدلوله ] ؟ وهل قلنا أو إدّعينا أنّه ورد في الكتاب والسنّة حتّى تسوّد الأوراق ـ سوّد الله وجهك ـ بنفي وروده فيها ؟ إنّ خلافنا معك في المدلول لا في اللّفظ فلماذا هذه الثّعلبيّات ؟ .
    رابعاً : رغم أنف حلبي مكّة قد قال بهذا اللفظ جمع من علماء أهل السنة ممن يعدلون بعلمهم مئاتٍ من أمثاله ، ومنهم ( شيخ الإسلام إبن تيميّة ـ إبن رجب الحنبلي ـ حسين إبن غنّام ـ سليمان إبن عبدالله إبن محمد إبن عبدالوهاب ـ عبدالعزيز إبن باز ـ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمهم الله جميعاً ـ عبدالعزيز آل الشيخ ـ صالح الفوزان ـ صالح ابن عبدالعزيز آل الشيخ ـ وغيرهم ) فهؤلاء العلماء بحسب القواعد الربيعيّة حدّاديون !! .
    خامساً : أهل السنّة مجمعون على تكفير تارك [ مدلول ] لفظة [ جنس العمل ] وأنّ الإيمان لا يتم إلاّ به ـ وهذا هو محلّ محنة ربيع ـ وممن نقل الإجماع على هذا ( الإمام الشافعي ـ الإمام أبو طالب المّكي ـ الحافظ إبن أبي زيد القيرواني ـ الإمام المفسّر أبو جعفر الطبري ـ الإمام الآجري ـ شيخ الإسلام إبن تيمية ـ الإمام ابن بطّة العكبري ـ الإمام المفسر أبو الفداء بن كثيرالدمشقي ـ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ـ العلامة سليمان ابن سحمان ـ العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ عبد العزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمهم الله جميعاً ـ الشيخ العلامة عبدالله بن صالح الغديان ـ العلامة صالح بن عبدالله الفوزان ـ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ـ فضيلة الشيخ الوزير صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ) فهل التّديّن لله ـ تبارك وتعالى ـ بما أجمع عليه علماء السلف يعد حداديةً ؟ ـ اللّهم إنا نعوذ بك من الظلال وأهله ـ .
    سادساً : متى إتّخذ أهل السنة الذين تسميهم بالحداديين لفظة [ جنس العمل ] بديلاًُ عن تعريف الإيمان بأنّه ( قول وعمل وإعتقاد ) ؟ وعلى فريّتك هذه يكون تعريف الإيمان عندهم هو : ( جنس العمل ) !! وهذا كذب بائن من حلبي مكّة ـ لكننا إعتدناه منه كما إعتاده غيرنا ـ إنّما نحن نعبّر عن عمل الجوارح بجنس العمل كما عبّر بها الكثير من علمائنا فما الذي يعاب علينا في هذا ؟ .
    سابعاً : إن علماء السّلف الذين لم يقولوا بهذا اللّفظ [ جنس العمل ] قد والوا وعادوا المرجئة على [ مدلوله ومعناه ] وأجمعوا على ذلك ولا ينكر هذا إلاّ من تمرّغ بوحول الإرجاء وهذا هو مربط الفرس ومحل الخلاف فيما بين أهل السنة مرجئة العصر الذي يحاول المدخلي إخفاءه بإستماته .

    3ـ وقال حلبي مكّة : ( وإذا أخذوا بهذا الكلام على مضض فلا يكفي عندهم أن يقول السلفي : الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة وأدنى أدنى من مثقال ذرة كما نطقت به الأحاديث النبوية الصحيحة . ) .

    أولاً : يقصد حلبي مكّة بالّذي نأخذه على [ مضض] تعريف الإيمان بـ ( القول والعمل والإعتقاد ) وهو بهذا كاذب ـ ورب الكعبة ـ فنحن نعرّف الإيمان بما عرّفه به سلفنا الصالح ( قول وعمل وإعتقاد ) ولا نخرج عنه ، إنّما الذي لا نقبل به لا على [ مضض ] ولا على ـ غير ـ مضض هو القول بصحّة الإيمان من غير عمل كما تقول المرجئة .
    ثانياً : نحن نقبل ـ رغم أنوفنا ـ أن يقول السلفي أن الإيمان ( قول وعمل وإعتقاد يزيد وينقص حتى يبقى منه مثقال ذرّة وأدنى أدنى من مثقال ذرة ) كما في الحديث ، لكن ما لا نقبله ولا يقبله أهل السنّة هو بقاء هذه [ الذّرة ] من الإيمان بغير عمل ، ونرفض الفهم الإرجائي للحديث ، فمحنة حلبي مكّة في هذه الذّرة !! .
    ثالثاً : ما قول المستر ربيع بعلماء اللجنة الدّائمة للإفتاء الذين حكموا بالإرجاء على من يقول بهذا القول الذي ينافح عنه ؟ هل سيصفهم بما وصف به كتّاب الأثري والشيخ فالح ؟ هل سيكون رجلاً ويفعلها ؟

    4ـ وقال حلبي مكّة : ( بل أوجبوا على الناس أن يقولوا : (حتى لا يبقى منه شيء) والذي لا يقول بهذه الزيادة فهو عندهم مرجئ غال وحتى ولو قالها بعض أهل السنة فهم عندهم مرجئة رغم أنوفهم !! )

    أولاً ـ هذه كذبة صلعاء من ربيع كالعادة ـ وبئست العادة ـ إنّما نوجب القول ( حتى لا يبقى منه شيء ) إذا إنعدم عمل الجوارح مع التّمكن منه كما أجمع على هذا سلفنا ، لكنّ حلبي مكّة ومن معه من مرجئة العصر يقولون ببقاء هذه الذّرة من الإيمان مع إنعدام عمل الجوارح وهذا ما لم يقل به أحد من أهل السنة .
    ثانياً : مشكلة حلبي مكّة ومن معه أنّ لديهم عسر مزمن في فهم مراد السلف من تعريفهم للإيمان بــ ( القول والعمل والإعتقاد ) فمراد السلف أنّ الإيمان مركب من هذه الثلاثة مجتمعة ويلزم من إنعدام إحداها إنعدامه كما أجمعوا ، لكن حلبي مكّة ومن حذى حذو المرجئة يقول بحصوله مع إنعدام إحداها وهو العمل .
    ثالثاً : ومن علماء السّلف الذين قالوا بنقصان الإيمان حتى لا يبقى منه شيء ( الإمام إسحاق بن راهويه ـ الإمام إسحاق بن منصور الكوسج ـ الإمام سفيان بن عيينة ـ إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ـ إبن المبارك ـ الإمام البربهاري ـ الإمام الأوزاعي ـ العباس بن الوليد البيروتي ـ المحدث الكبير أبو عثمان بشار بن موسى الخفاف ـ الإمام علي بن عبد الله المديني ـ عثمان بن سعيد الدارمي ـ عمر بن عون الواسطي ـ الإمام ابن منده ـ رحمهم الله جميعاً )
    رابعاً : إن مراد مرجئة العصر ومنهم المستر ربيع من بقاء مثقال أدنى ذره من الإيمان هو في حق من لم يعمل بجوارحه وهذا مالم يقل به أحد غير المرجئة ومرادهم من هذه الطّنطنة على [ الذّرة ] إثبات الإيمان بلا عمل .


    5ـ وقال حلبي مكّة : ( فعلى عقيدتهم هذه يكون حوالي تسعة وتسعون بالمائة من أهل السنة وأئمتهم مرجئة وإذا بين لهم خطورة تأصيلهم وفساده ازدادوا عناداً وحرباً على أهل السنة . )
    أولاً : هل عمل المستر ربيع إحصائيّة لأهل السنة حتى علم أنّ 99% يقولون بهذا القول ؟
    ثانياً : هذه كذبة ـ صلعاء ـ من حلبي مكّة يستحي منها حتى [ حلبي الشّام ] !! ، لأنّ أهل السنة مجمعون على تكفير تارك عمل الجوارح مع تمكنّه فكيف يكذب هذا المسخ ويجعل 99% من علماء الأمة يقولون بقوله ؟

    6ـ وقال حلبي مكّة : ( 2- الذي لا يبدع من لا يكفر تارك جنس العمل فهو عندهم مرجئ غال رمزاً إلى تكفيره .وحتى وإن كفر تارك جنس العمل فهو مرجئ عندهم لماذا ؟ . )

    أولاً : من لا يكفّر تارك [ جنس العمل ] فلا شكّ أنّه مرجيء وهذا بإجماع علماء السنة ـ سلفاً وخلفاً ـ .
    ثانياً : بما أن المرجئة فرقة مبتدعة بإجماع السّلف فلا شكّ أن من لا يبدّع الفرق التي أجمع السّلف على تبديعها فهو مبتدع ولا شكّ أنّ من يقولون بنجاة تارك جنس العمل هم مرجئة مبتدعه بإجماع السلف فمن توقف عن تبديعهم فهو مبتدع ، فكيف بأمثال حلبي مكّة ممن يدين بمعتقدهم ويناصرهم وينافح عنهم بالكذب والغش والبتر ويطعن بمن رد عليهم ؟ .
    ثالثاً : ثمّ هل نسي المستر ربيع أنّه يبدّع ويهجر ويأمر بهجر من لا يبدّع ويهجر من قام بتبديعه وأمر بهجره ؟ ولا يرى التفصيل في الهجر ؟
    رابعاً : مسألة أننا نرمي من لا يبدّع المرجئة ويناصرهم بالإرجاء فنعم نرميه أمّا أن نجعله [ غالٍ في الإرجاء ] فهذه من كيس ربيع ـ وما أوسع كيسه ـ .

    7ـ وقال حلبي مكّة : ( لأنهم قد فصلوا ثوب الإرجاء ليقمصوا به أهل السنة شاءوا أم أبوْا !! ) .
    نقول للمستر ربيع إن الذي فصّل هذا الثوب ـ ثوب الإرجاء ـ وقمّصه لمن يثبت الإيمان بلا عمل هم علماء الأمة ، فهل علماء الأمة اللذين حكموا بإبتداع المرجئة الذين يثبتون الإيمان بلا عمل حداديون ؟ وهل اللّجنة الدائمة للإفتاء [ حدّاديّة ] لأنّها أصدرت عدّة فتاوى ترمي بها من لا يكفّر تارك [ جنس العمل ] من أمثالك بالإرجاء ؟
    أم أنّك تسير على المثل العامّي الذي يقول : [ أبوي ما يقدر إلاّ على أمّي ] ؟ أي أنّك لا تستطيع مواجهة كبار العلماء فتصب جام غضبك الإرجائي علينا وكأننا نحن من إبتدع هذا القول ؟
    وإليك هذه الهديّة من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة 7/ 621 :
    ( فلا يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد‏-صلى الله عليه وسلم-.‏ ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازمًا له، أو جزءًا منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئًا خطأ بينًا، وهذه بدعة الإرجاء، التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها‏.)
    فهل شيخ الإسلام حدّادي ؟


    8ـ وقال حلبي مكّة : ( 3- أئمة الجرح والتعديل والحديث عندهم ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع وقواعدهم لا تنطبق على أهل البدع ؛ لأن هذه المرتبة إنما هي للعلماء ؛ أي علماء الحدادية الجهلة المجهولين ,فإن هؤلاء لهم الحق أن يبدعوا وأن يكفروا بالجهل والظلم . )
    متى قال من يسمّيهم بالحدّادين هذا الكلام ؟ ألا لعنة الله على الكاذبين !! .
    كل ما قاله من تسميهم بالحدادين أن ظوابط علم جرح وتعديل الرواة في مصطلح الحديث لا تنطبق على أهل البدع ، وأنّ التبديع والتكفير إنّما هي من باب الفتوى يفتيها العالم فيمن يراه مستحقاً لها ، وأقاموا أدلتهم على ذلك ونقلوا أقوال العلماء التي دمغت أعجوبة الزمان ربيع والتي لم يستطع الرد عليها حتّى الساعه سوى بالصّياح والعويل والكتابات الجوفاء وتحميل الكلام مالا يحتمل والإستنباطات المريضة كما هي عادته .


    9ـ وقال حلبي مكّة : ( 4- بعض أصولهم ضللت الأئمة وبعضها من صنع الشيطان . )
    سم لنا هذه الأصول وأقم الأدلة من كتاباتنا عليها وإلا عليك من الله ما تستحق يامن تدعوا للتنازل عن أصول الدين وواجباته لمراعات المصالح والمفاسد !! .


    10 ـ وقال حلبي مكّة : ( 5- أحكام في التكفير تفوق أحكام الخوارج . )
    كفّرنا من يا ربيع ؟ هات لنا مسلماً كفرناه بلا بيّنة ؟ وهل نسيت أحكامك على كثير من المسلمين وتكفيرك لهم ومراوغتك في هذا ؟ هل تعلم أنّي لو أردت أن أجمع عبارات التكفير التي صدرت منك في حق جماعات وأفراد لحتجت إلى موضوع مستقل ؟

    11ـ وقال حلبي مكّة : ( فمن لم يقلد فالحاً وأمثاله فقد نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم .والذي يرضى غيره من العلماء حكماً فقد كذًّب القرآن والسنة وكذَّب الإسلام . )
    متى قال كتّاب الأثري أنّ من لا يقلّد الشيخ فالح الحربي قد نسف رسالات الرسل ؟ إنّما نقول هذا فيمن لا يرى التّقليد على الإطلاق ، وأمّا مسألة التّحاكم فهذه لا يفوق أحد فيها ـ فيما أعلم ـ أتباعك فقد جعلوك حكما على إجماعات المسلمين وعقائدهم ومن أمثلة ذلك :
    1ـ طعنك في إجماع الصحابة على دفن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجرة عائشة رضي الله عنها .
    2ـ ردّك للنصوص ودعواك بجواز التنازل عن أصول الدين وواجباته لمراعات المصالح والمفاسد .
    3ـ خرقك لإجماع الأمة على عدم حصول الإيمان بلاعمل للمتمكّن منه .
    4ـ خرقك للإجماع على جواز التّرحم على فسّاق المسلمين .
    5ـ دعواك لتفويض بعض نصوص الصّفات والأمة مجمعة على ذم التفويض وأهله .
    كل هذه البلايا يعتقد بها الكثير من أتباعك وينافحون عنها ويوالون ويعادون عليها وستحمل وزرك وأوزارهم إن لم تتدارك نفسك بالتوبة .

    12 ـ وقال حلبي مكّة : ( - إلى افتراءات واتهامات بالكفر لمن ينصحهم أو يخالفهم في تلك الأمور التي انفردت بها هذه الطائفة )
    من الذي ناصحنا واتهمناه بالكفر أيّها [ الصّدوق ] ؟، هل إذا دعانا أحد إلى القول بجواز التّنازل عن أصول الدين وواجباته وإلى الإرجاء وقمنا بالرد عليه نكون رادين للنصيحه ؟ وهل كل ناصح محق وكل منصوح مخطيء ؟

    13ـ وقال حلبي مكة : ( لا يجوز أن يُرمى بالإرجاء من يقول : " إنَّ الإيمان أصل وفرع " لأنَّ هذا يقتضي تضليل علماء الأمة ومنهم الأئمة الآتي ذكرهم ) .
    أولاً : هذا من تلبيس ربيع وتلاعبه بعبارات أهل العلم ، فالفرق شاسع وواضح بين قول هؤلاء العلماء ومرادهم وبين قول مرجئة العصر ومرادهم :
    1ـ أهل العلم الذين قالوا ( الأصل والفرع والكمال ) بيّنوا مرادهم من هذه العبارات والألفاظ ، فهم يعنون بالأصل مافي القلب من معرفة وتصديق والظاهر وهو عمل الجوارح هو الفرع أو الكمال واللاّزم ، حيث أن المسلم يعرف ويصدّق بقلبه ثم تثمر هذه المعرفة والتصديق القلبي على جوارحه من إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة والصيام والحج والبعد عن المحرّمات فبعد أن يعرفها المسلم ويصّق بها بقلبه يعمل بها بجوارحه وإن إنعدم الظاهر ( الفراع أو الكمال أو اللاّزم ) إنعدم الباطن ( الأصل ) ، وهذا لا إشكال مع من يقول به .
    2ـ مرجئة العصر حينما يقولون بأنّ العمل [ شرط كمال ] فهم يعنون أن الأصل ( تصديق ومعرفة القلب ) كافيه للإيمان ، وأنّ الإيمان باقي مع زوال ( الفرع أو الكمال ) الذي يعنيه من ينقلون عنه من أهل العلم وهذا ما لم يقل به من نقلوا عنه ، وبالمثال يتّضح المقال :

    مما نقله حلبي مكّة عن شيخ الإسلام ابن تيمية الأتي وهو حجة عليه لا له :
    ( وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب .والأعمال الظاهرة لازمة لذلك . لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح ,بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب ؛فصار الإيمان متناولاً للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب ؛ وحيث عطفت عليه الأعمال ,فإنه أريد أنه لا يكتفي بإيمان القلب بل لا بد معه من الأعمال الصالحة )

    أولاً : شيخ الإسلام جعل الأعمال الظاهره من لوازم إيمان القلب الواجب وقال بإنعدام إيمان القلب إذا إنعدمت جميع الأعمال ( جنس العمل ) فهل قول شيخ الإسلام هذا هو قول حلبي مكّة ومن معه من مرجئة العصر ؟
    ثانياّ : مرجئة العصر لا يقولون بإنعدام إيمان القلب عند إنعدام لازمها من الأعمال الظاهره ( جنس العمل ) وهذا هو عين الإرجاء وهو إثبات الإيمان بلا عمل .
    ثالثاً : قال شيخ الإسلام إبن تيمية في مجموع الفتاوى 7/128 : ( بل القرآن والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق ، وهذا في القرآن أكثر بكثير من معنى الصلاة والزكاة ، فإن تلك إنما فسرتها السنة ، والإيمان بين معناه الكتاب والسنة وإجماع السلف )
    رابعاً : وبهذا يتبيّن تلبيس ربيع على أتباعه وأن مراد أهل العلم من عباراتهم مخالف لمراده ومراد مرجئة العصر !! .

    بل العجيب والغريب ـ وليس بالعجيب من ربيع ـ أنّه سعى حثيثاً لنقل عبارات بعض أهل العلم التى قالوا فيها بودود كمالٍ للتوحيد والإيمان !! ، وكأنّ من يرد عليهم لا يقولون بوجود كمال في االتوحيد والإيمان وتفاضل فيه ؟
    فمن يقرأ كلامه يعتقد بأنّ الخلاف فيما بين ربيع وأهل السنّة يدور حول وجود كمالٍ للتوحيد والإيمان ومثال ذلك نقله عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن ـ رحمه الله ـ في فتح المجيد : ( قوله ( وتلا قوله " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " ) استدل حذيفة -رضي الله عنه- بالآية على أن هذا شرك ، ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله في الشرك الأكبر لشمول الآية ودخوله في مسمى الشرك ، وتقدم معنى هذه الآية عن ابن عباس وغيره في كلام شيخ الإسلام وغيره ، والله أعلم ، وفي هذه الآثار عن الصحابة ما يبين كمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه أو ينافي كماله )
    ثمّ علّق أعجوبة سحاب بعدها قائلاً :
    ( فهنا يثني الإمام عبد الرحمن على الصحابة بكمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه وينافي كماله وهذا حق فمن أعلم بالله وبدينه من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم )
    فلا أعلم كيف يفكّر هذا الخرف ، هل خلافنا معه يدور حول وجود كمال للتوحيد والإيمان ؟ هل نازعه أحد حول وجود كمال للإيمان والتوحيد ؟

    وتبقى لمقالة ربيعٍ هذه حسنة واحدة وهي كشف معتقده في الإيمان بعد أن كان يماطل ويراوغ ويتلاعب في العبارات والألفاظ ، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو المرجيء [ الناصح الصادق ] صحاب المقال الذي يدعوا إلى معتقد المرجئة .
    وإن شاء الله سترفع هذه المقالة إلى هئية الإفتاء كما رفعت كتب صاحبك [ حلبي الشام ] لينتهي شرّك ويتنبه من بقي مخدوعاً بك

    والحمد لله أولاً وآخراً

    كتبه / السّلفي الكويتي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762

    الجواب المـُـفصـّـل الحاوي ---- في نقد ما حواه مقال المدخلي الغاوي (( نسخة معدلة ))




    الحمد لله المعزِّ بدينه من أطاعه وأتبع دينه الحق ، والصلاة على نبيه المصطفي :

    أما بعد :

    فقد نشر ربيع بن هادي المدخلي - باسمه صريح - مقالا جديدا ، وذلك عبر منبر شبكة سحاب القطرية - منبر من لامنبر له - بعنوان :( هل يجوز أن يُــرمى فيه بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل والعمل فرع ) ولقد أتي فيه بأقوال عظام ، وظلالات جسام، تضاف إلى ماكان أودعه في خزينته من تلكم الإنحرافات التي كشفت حقيقة ما ينطوي عليه الرجل من إنحراف منهج وسوء معتقد - نسأل الله أن ينجيّ شباب أمتنا من تلك القواصم - :

    وإني لأقول أن مقال ربيع المدخلي الأخير الذي عنـَّون له بسؤال ٍ ماكر ٍ هو : (هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ؟ ) ثم أجاب هو نفسه عن ذا السؤال كما كتب في الهامش بقوله ( الجواب : لا . لماذا ؟ لأنه يقتضي تضليل أئمة الإسلام ) .

    فانظر إلى هذه النفسية المريضة التي تسأل وتجيب عن نفسها ، وكان الأولى أن يسأل لكي يجيبه عليه أهل العم والفضل ممن رسخت أقدامهم في المعتقد .

    ولقد إطلعت على ما نقله من أقوال الأئمة من أهل السنة من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ، وحاول أن يفهم الناس بأن هؤلاء العلماء يقولون بأن العمل شرط في كمال الإيمان ، ووالله لم أجد في رد هذه الفرية ، أجمل وأحلى من كلام جبال أهل السنة السلفيين من علماء اللجنة الدائمة في وصف حال ربيع ومن على شاكلته ممن يحاولون عبثا نسبة هذا القول المخزي لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمة الإسلام ؛ فقالت اللجنة الدائمة - زادها الله توفيقا - في فتياها المنشورة برقم :
    (21436 ) وتاريخ 8 / 4 / 1421هـ

    (( ..هذا واللجنة الدائمة إذ تبيِّن ذلك فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة ، لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة ، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين ، المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وتحذر من الرجوع إلى المخالفة لذلك ، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين ، لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة . وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد ، وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلماً إلى أهل السنة والجماعة ، ولبَّسوا بذلك على الناس ، وعززوه عدواناً بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة ، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المُحْكم من كلامهم .
    وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال ..)
    فانظر وصف اللجنة لحال ربيع الذي يعتمد على متشابه كلام العلماء وقول اللجنة - حفظها الله- أنهم عزّزوا مذهبهم الرديء بالنقل عن شيخ الإسلام وغيره من أئمة السلف .
    أقول أليس هذا هو عين ماصنعه ربيع المدخلي في مقاله هذا ؛ والذي بناه على أصول نجملها فيما يأتي :



    الأصل الأول :
    وهي الأهم : إستمراء الباطل والتلذذ بنصرته المبني على العناد والإستكبار عن الحق ، فهو يكتب مقاله هذا - ويعلم علم - اليقين - أنه مصادم لما يقرره علماء أهل السنة والجماعة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم سماحة المفتى العام آل الشيخ ، وإخوانه من أمثال شيخنا المجاهد صالح الفوزان ، والعلامة عبدالله الغديان ، وبقية إخوانه من العلماء ، ومع علم المدخلي بمصادمة هؤلاء لماقرره في مقاله ، تجده يصر على نصرة الباطل ومتشابه القول ، لالشيء إلا لأن الزيغ قد ضرب قلبه ، قال تعالى : ( فلــمَّا أزَّغواْ أَزَاغَ الله ُ قلــُوبَّهُم ) .

    الأصل الثاني :
    والأصل الثاني الذي بنى عليه مقاله هذا هو عدم التفريق بين ( أحاد العمل ) و ( جنس العمل ) في كلام أهل العلم ، فإذا رأي أن قول العالم الذي يقررّه إنما يعني به إنتفاء (أحاد العمل ) مع بقاء الإيمان ، قلــّب قول العالم - رأسا على عقب - لكي يستدل به على أن المراد به هو ( جنس العمل ) ومعلوم ٌ أن أهل السنة يفرقون في الحكم على من ترك بعض العمل أي ( أحاده ) وبين من ترك العمل بالكلية وهو ما يعرف بـ( جنس العمل ) . ، فتارك الأحاد لا يكفر - على خلاف ٍ مشهور في تارك الصلاة - بينما تارك جنس العمل بالكلية ، موطن إجماع بين أهل السنة ، وربيع وأشياعه إنما تكمنُ محنتهم في الثانية ، إذ يزعمون عدم التفريق بين ( حنس العمل ) و(أحاده ) ، ولذ تراهم يتخبطون في تأصيل وفهم المسألة ، وترى من يصفقون له من أتباع رُتــَّـع لا علم لهم وحلم .


    الأصل الثالث :
    محاولة ربيع التلبيس على القاريء بأن أهل السنة الذين يرميهم بالحدادية لايقولون بأن من الأعمال ماهو شرط في كماله المستحب ومنه ماهو شرط في كماله الواجب ، والحق - والذي وإن رغم أنف ربيع وحزبه - أن أهل السنة مقرون بأن من أحاد العمل ماهو شرط في كماله المستحب كسائر المندوبات والمستحبات ، يفوت بتركها تحقيق الإيمان الكامل المستحب .
    ومن أحاد العمل - عند أهل السنة - ماهو شرط في كماله الواجب ، كسائر الواجبات ، فمن تخلف بترك واجب فاته الكمال الواجب ، هذا تقريرهم في المسألة ، وهم متفقون على أن العمل من حقيقة الإيمان التي يزول الإيمان بزوال الأعمال بالكلية ، وقد صرّح شيخنا الفاضل فالح الحربي بهذا في مواطن كثيره من كتبه وأشرطته ومن ذلك قوله :
    (( جـ3:العمل عند أهل السنة والجماعة من حقيقة الإيمان ولكن منه ما هو من كماله الواجب ومنه ما هو من كماله المستحب وواجب العمل منه مالا يزول الإيمان بزواله ومنه ما يزول بزواله.
    من أهل السنة من يرى أنه أركان الإسلام الأربعة -بعد الشهادتين- ومنهم من يرى أنه الصلاة والزكاة ومنهم من يرى أنه الصلاة فقط.)) إ- هـ من مقال الدفاع عن العلامة الفوزان من موقع الشيخ فالح .

    هذا في أحادا العمل أما جنس العمل فهم بالإجماع - سواء من كفر بترك الصلاة أو لم يكفر بتركها - فإنهم يقررون أن جنس أعمال الجوارح جزء لابد منه لصحة الإيمان خلافا للمرجئة .

    فإذا علمت هذا الأمر وعلمت تأصيل أهل السنة لهذه المسألة ، فلايفرح لا ربيع وعلى الحلبي لو وجد أحدا من علماء أهل السنة يتحدث عند تقرير هذه المسألة عن أن العمل منه ماهو كمال في الإيمان ، أو فرع من فروعه ، فهو لايخرج عن كونه يقرر المسألة العلمية - الآنفة الذكر - ولذا لاتجد منهم - ممن يستدل بهم ربيع - يتحدث عن تارك جنس العمل - وأنه مؤمن ، كما تقرر المرجئة ، فهم أنهم يعرضون عن ذكر المسألة ؛ إذ ليس لها علاقة - من هذ الجهة - بهذه المسألة ، أو أنهم إذ ذكروا مسألة تارك جنس العمل فإنهم يحكمون بكفره .
    وعلى هذا يحمل جُلّ ما نقله المدخلي - وفرح به ، وبه طار - وحاله كحال : قــط ٍ تأسدَّ !. فجل ما نقله ربيع من كلام الأئمة ، وهم يقررون مسألة كون أن من الأعمال ماهي شرط كمال في الإيمان الواجب أو في الإيمان المستحب ، دون الخوض في مسألة كفر تارك جنس العمل ، ومن خاض فيها حكم بحكم الشارع فيهم .

    بينما ربيع يفهم من كلام العلماء بأن من الأعمال ماهو كمال أنه يعنون به أن جنس العمل شرط كمال الذي يدافع به عن خلاّنه ، فهو يفسر عبارة العمل كمال بنفس قول من قال بأن جنس العمل شرط كمال ، فيربط بين المعنيان ، يدلك على هذا ما كان صرّح به في مقاله الذي كتبه باسمه المستعار الناصح الصادق - ثم دافع عنه باسمه الصريح - في مقاله ( إنجازات موقع الأثري ) حيث قال : (( فاتركوا الخصومة في شرط كمال فإنه لافرق بين قوله وهي من الكمال وبين قول من قال : العمل شرط كمال ولشيخ الإسلام أقوال كثيرة في أن العمل كمال والإيمان هو الأصل )) .

    ثم زاد هذا وضوحا عندما قال في مقاله باسمه الصريح ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا .....) حيث لما دافع عن القائلين بأن العمل شرط كمال إستدل لهم بالقول أن كثيرا من العلماء يقولون أن الإيمان أصل والعمل كمال ؛ حيث قال : (( والذي نهيته عن قول الأعمال شرط كمال قلت له حينذاك ليس هذا تعريفاً لأهل السنَّة عليك بتعريف أهل السنَّة والجماعة للإيمان بأنَّه :( قولٌ وعملٌ واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية : قولُ القلب واللِّسان وعملُ القلب واللِّسان والجوارح ) .
    وكثير من العلماء يقول :( الإيمان أصل والعمل كمال ) ,( والعمل فرع ) يقولون هذا الكلام هل نقول: هم مرجئة ؟! أعوذ بالله من ذلك . )) ، وسيأتي الرد على هذا الكلام لاحقا بنقل فتاوى الفوزان والمفتى والغديان - حفظهم الله ورعاهم -



    الأصل الرابع :
    الأصل الرابع الذي بنى عليه ربيع مقاله - بل منهجه الإقصائي - وهو عدم حمل مجمل كلام العالم على مفصله ومفسره ، وقد قرر هذا في مقالات وكتب تطبع في مشارق الأرض ومغاربها ، يقرر فيها حرمة حمل مجمل كلام العالم السلفي الموهم ، على مفصله ، فلذا تراه يفرح بكليمة ( موهمة ) صدرت من عالم معيـّن ؛ فيبني عليها - علالي وقصور - ولو كان هذا العالم يقرر كلاما واضحا مفصلا جليا في موطن أخر ، بل قد ترى العالم تصدر منه هذه الكلمة الموهمة - التي تعلق بها ربيع - في بداية السطر ، ثم يبيّن مراده في السطر الذي تليه ، فيحجم عن نقل الكلام كاملا ولربما يبتر .



    الأصل الخامس :
    محاولة ربيع أن يجعل أن الخلاف معه إنما هو خلاف لفظي - فقط - ومن تأمل حقيقة الأمر يجده خلافا حقيقيا ، في كون الإيمان يصح بدون العمل ، فقد قرر كما في كتاب دلائل البرهان أن من لم يكف تارك العمل هو قول ثاني لأهل السنة ، وهو محض كذب وإفتراء على أهل السنة .
    ونحن نسأل ربيع مادام أنه فتح المجال ، نسأل هذا العبقري سؤال واحدا :
    مادام أنك تــُكنُّ العداء لمصطلح جنس العمل الذي - تعدّهُ - محدثاً ولم يأت لافي الكتاب ولا في السنة ، فسؤال واحد وأنت دكتوراة في الحديث :
    هل هذه المصطلحات التي تقوم بتدريسها في مصطلح الحديث من مثل : ( حديث معضل - ومنقطع- ومرسل - ومرفوع - وموقوف - ومقطوع - ...الخ ) هل جآءت في الكتاب أو السنة !؟

    وهل المصطلحات التي يستخمها الفقهاء من مطلق ومقيد ومجمل ومبيّن ومندوب ومستحب ..بله - هل ورد في الكتاب أو السنة شيء أسمه ( أصول فقه ) .
    وماقيل في هذين العلمين يقال في القواعد الفقهية وفي علم أصول التفسير ...وغيرها من العلوم التي لم ترد مصطلحاتها في الكتاب والسنة ، وعلى منهج ربيع يجب حذف هذه المصطلحات من كتب أهل العلم ، وإلا لكناو حداييين تكفيريين ...الخ



    الأصل السادس :
    إعتماد ربيع الواضح فيما نقل على كتب على حسن عبدالحميد الحلبي لاسيما كتاب ( التعريف والتنبئة ) ، وكذلك إعتماده على مقال ( الناصح الصادق ) الذي دافع عنه المدخلي باسمه الصريح في مقاله المعنون بـ ( من إنجازات موقع الأثري ) .
    مما يدلك على أن ربيع المدخلي وراء ذلك المقال ؛ بل هو نفسه من سطّره بيديه الآثمتين . ، بل وإعتمد سيأتي النقل - الموثق - على كتاب صيحة نذير للحلبي الذي حذّرت منه اللجنة الدائمة !!.





    قال المدخلي في مقاله الآسن - متحدثا عن من سمّاهم بالحدادية :
    ((..ولقد اخترعوا أصولاً لا علاقة لها بالكتاب والسنة لا من قريب ولا من بعيد ,منها :
    1- جنس العمل ؛ وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا أدخلوه في قضايا الإيمان ,اتخذوه بديلاً لما قرره السلف من أن العمل من الإيمان وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ,يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي .))

    تأمل كلام ربيع وكيف بسياسته العلمية - شعر أم لم يشعر - أخرج العمل عن مسمى الإيمان فقال عن جنس العمل : ((وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا أدخلوه في قضايا الإيمان .. )) .

    فنقول لك يا ربيع : ألا ترى أنك بفعلك هذا أخرجت العمل عن الإيمان ، فقد وافقت المرجئة ؛ حيث أخرجت العمل عن مسمى الإيمان ، ولذا تجده بعد هذا تخبط - خبط عشواء ، فعاد وقررّّ أن ( العمل من الإيمان وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ) نعوذ بالله من رين القلوب .



    وأما لفظة جنس العمل ( المسكينة ) التي - يخاصمها ربيع بغير ما إثم إقترفته ويُكن ُّ لها العداء الشديد - فلقد كافنا الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - الرد على شبهة ربيع ، فلقد طرح عليه -رعاه الله - نص كلام ربيع المدخلي الذي قرر في رسالته ( كلمة حق - كذا - في جنس العمل ) فأجاب إجابة طيبة حيث قال مجيبا على السؤال الذي نصه :

    شيخنا الفاضل عندنا مدرس يدعي أن هنالك خلافاً بين أحاديث الشفاعة وبين تقرير مسألة أنه لا إيمان بدون عمل، فينصح طلابه بعدم الخوض في مسألة تارك جنس العمل حتى أنه قال : " وكنت دائما أكره الخوض في جنس العمل فإن ناقشني أحد وأصر اعترضت عليه بأحاديث الشفاعة " فكيف نستطيع الرد عليه -وفقكم الله - وهل هنالك تعارضٌ بين أحاديث الشفاعة وبين غيرها ؟
    الجواب :
    (( * أولاً يجبُ على المدرس أن يُدّرس الكتاب المقرر ويشرحهُ على المطلوب ، ولا إيجيب أراء وأفكار من عنده أو فهم من عنده ، لأن هذه أمانة في ذمته ما يجوز له أن يّدخل أشياء من عنده ، إنما يدّرس الكتاب المقرر ويُوضّحه هذا ، ومايعجز عنه يتركه ويتوقف فيه .، أمّا أنّه إيجيب أفكار من عنده ، ويقول : أنا ..وأنا .. وأنا أرى كذا ...!!! ، من أنت حتَّى ترى كذا ..!؟؟
    أنت ما نك بشيء ، أنت مُجرد واحد يشرح عبارات العلماء فقط ؛ إذا فهمتها ، وإذا ما فهمتها توقف فيها .!! هذا هو المطلب من المدرس .
    * أما الخوض في جنس العمل فهذا مفروغ ٌ منه ، وهو أن الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعمل ، ولا يكون إيمان إلا بهذه الثلاثة ، قول باللسان واعتقاد ٌ بالقلب وعمل بالجوارح فإن نقص واحدا منها لايكون مؤمناً يكفينا هذا
    ما إنتدخل جنس العمل او نوع العمل أو كذا ..أو كذا )).
    وكان ذلك في 4-2-1427 هـ أثناء شرحه لكتاب قاعدة في التوسل والوسيلة



    قال ربيع المدخلي : (( الذي لا يبدع من لا يكفر تارك جنس العمل فهو عندهم مرجئ غال رمزاً إلى تكفيره .
    وحتى وإن كفر تارك جنس العمل فهو مرجئ عندهم لماذا ؟ ...))

    ومن تأمل كلام ربيع أنه أطلق عدم تبديع من لايكفر تارك جنس العمل هنا بإطلاق فلم يستثن ِ أحداً ، فقديما ، كان يدعي أنه لايجوز إطلاق وصف الإرجاء على من لم كيفر تارك العمل مع حكمه بنقصان الإيمان - بزعمه - ، أما اليوم فالطامة أن ربيعا المدخلي يرى أن من تارك العمل بالكلية - سواء أثبت له نقصان الإيمان أم لا - فهو سني سلفي - عنده - فنعوذ بالله من احور والضلال .
    وتأمل دقة تعبيره بقوله : ( الذي لا يبدع من لا يكفر تارك جنس العمل ) هكذا بإطلاق .
    فيا ربيع الإرجاء هكذا هو الضلال يجرُّ بعضه بعضا ، وعلى كلامك هذا فإن مرجئة الفقهاء الذي يقررون أن الإيمان قول وإعتقاد ، قولهم هو قول أهل السنة والحديث السلفيين ومن قال بوقوعهم في الإرجاء فهو حدادي تكفيري .


    قال ربيع المدخلي في مقاله هذا مانصه :
    ((..واليوم نحن مع أصل من أصولهم الهدامة ألا وهو أن من يقول إن الإيمان أصل والعمل كمال ( فرع ) فهو مرجئ !
    وبهذا الأصل الهدام يهدمون أهل السنة وعلماءهم !..)) .

    سبحان الله : تجعل معتقد أهل السنة والجماعة وأصولهم هي التي تهدم معتقد أهل السنة الجماعة ، وتجعل جهالاتك وخيالاتك التي تتبناها وتنشرها هي معتقد أهل السنة ، ولكن : ( ..أني لصاحب بدعة من توبة ) .




    ثم قال ربيع :
    ((.. وبهذا الأصل الهدام يهدمون أهل السنة وعلماءهم !
    وسوف أسوق مقالات لعدد من فحول أئمة السنة وعظمائهم يقولون فيها : إن الإيمان أصل والعمل كمال أو تمام أو فرع أو فروع .)) .

    الرد :

    يا ربيع أتظن أن الناس حمقى لاعقول لهم حتى تسوق لهم كلام أئمة أهل السنة والجماعة ؛ ثم تفهمها على ضوء فكرك الإرجائي الخبيث الذي تحاول تنصره وتناصر من يؤيده ولو كان من أضل خلق الله ، بينما تضلل أئمة الإسلام ، فإن كنت ناقلا ً ، ولابد فانقل الكلام حسب مراد قائله ، وبجمع كلام العالم في المسألة الواحدة من جميع كتبه ومقالاته ، حتى تفهم كلامهم على مرادهم .

    الأمر الأخر فإننا سنسوق أحكام علمائنا فيمن يستدل بمجمل كلام الأئمة ، وللعلم - فقط - فإن تقرير ربيع لهذا الأمر ليس هو الأول من نوعه ، فقد أشار إلى هذه الشبهة مقاله الذي نشره باسمه الصريح بعنوان :{ كلمة في التوحيد وتعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة لقاء مع شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي في 21/12/1425هـ } وهو منشور في سحاب وفي موقع ربيع الخاص به ؛ بقوله
    ((وكثير من العلماء يقول :( الإيمان أصل والعمل كمال ) ,( والعمل فرع ) يقولون هذا الكلام هل نقول: هم مرجئة ؟! أعوذ بالله من ذلك .)) وردّ عليه أشياخنا في حينه - كما سيأتي النقل عنه - ثم ها هو يعيد الكرّة مرَّةً أخري .

    والآن مع أحكام هؤلاء العلماء على فتوى ربيع تلك ، وننتظر أن يطلق ربيع فيهم لسانه السليط ، فقلد سئل العلامة صالح بن عبدالله الفوزان - كما هو مسجل بصوته - في إحدى دروسه السؤال التالي:

    فضيلة الشيخ إنتشر عبر الأنترنت مقال يقول فيه صاحبه أن "كثير من العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال" ؟
    فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله :
    (( هذا ما يدري الذي يقول الكلام هذا ما يدري ، هذا إمَّــعَــة ٌ يسمع من يقول هذا القول و يردده ، الإيمان قول و إعتقاد وعمل لا بد من الثلاثة قول باللسان و إعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح لا بد من الثلاثة هذا ما درج عليه السلف الصالح و أئمة الهدى قديما و حديثا ، و الذي يريد يشغب و يجيب مسائل شاذة أو مسائل خلافية و يشوش بها على الناس هذا ما يلتفت إليه.))


    فتأمل قول الشيخ صالح (( هذا مايدري )) نعم لم يدر ِ مراد هؤلاء الأئمة والعلماء ، وإلا لو أردنا أن نفسر كلام العلماء على غير مارادهم لفتحنا باب عظيما لأهل البدع للطعن في معتقد أهل السنة والجماعة .


    و-أيضا - قد سُئل الشيخ المفتى عبدالعزيز آل الشيخ - في مكالمة هاتفية - عن كلام ربيع هذا فأجاب بما يأتي :
    يوم الثلاثاء 23/شعبان/1426 هجرية الموافق 27/09/2005
    السائل : هناك مقال في الإنترنيت أريد منك أن تعلق عليه هل هو صحيح أم خطأ .قال صاحب المقال " كثير من العلماء يقولون [ الإيمان أصل والعمل كمال (العمل فرع).] . يقولون هذا الكلام هل نقول هم مرجئة أعوذ بالله من ذلك".
    الشيخ المفتي: لا، لا، لا ، الأعمال أصل من الإيمان.
    السائل:هذا المقال هل هو مقولة أهل السنة والجماعة ؟.
    الشيخ المفتي: لا خطأ ، لا خطأ ، خطأ .
    السائل : عقيدة المرجئة؟
    الشيخ المفتي : نعم , نعم .وحياك الله .


    وقد سُئل فضيلة الشيخ العلامة عبدالله الغديان- حفظه الله تعالى ورعاه- يوم الثلاثاء 23/شعبان/1426 هجرية الموافق 27/09/2005 عن كلام ربيع المدخلي

    السائل : يا شيخ هناك مقال أريد منك التعليق عليه هل هو صحيح أم خطأ.، المقال في الإنترنيت يقول صاحب هذا المقال
    " كثير من العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال( العمل فرع )
    الشيخ الغديان : هذا ليس بصحيح .
    السائل: هل هو من عقيدة أهل السنة والجماعة ؟
    الشيخ الغديان : لا ؛ هذا من عقيدة المرجئة.

    فما حكم ربيع المدخلي على فتاوى العلماء هذه ، بل ما هو حكمه على هؤلاء العلماء ، وهو يعلم علم اليقين بفتاويه التي ملأت الأفاق ، وحتى إحمــَّرت وجوه أتباعه خجلا وحياءا في مشارق الأرض ومغاربها ، بل أنه قد قد أحرج بعنجهيته الحمقاء بعض من أيَّده من المشايخ الذين يقررون في فتاوٍ قديمة لهم أن من قال أن العمل شرط كمال في الإيمان فهم من المرجئة .

    وقبل أن أسوق ما نقله - الجاني - من كلام الأئمة وودت التنبيه أن ربيعا إنما أراد الدفاع عن القائلين بمقولة ( أن العمل شرط كمال ) ، كم مرة بحث عن نقل لأحدهم لكي يستدل به ، فلم يجد من يدله على ذاك ، وهو يفهم من قول بعض العلماء عن أحاد العمل أنها كمال في الإيمان ، وأن منها ما هو شرط في الكمال المستحب أو الكمال الواجب - دون أن يتطرقوا لمسألة تارك جنس العمل التي هي محل المحنة - فهو يفهم منه تقريرهم أن مرادهم هو نفسه مراد تلميذه الحبيب علي الحلبي الذي ينشر هذا الفكر ، ويدلُّك على هذا الأمر عدة أمور :
    - تصريحه في مقال الناصح الصادق بأنه لافرق بين القول بأن العمل شرط في كمال الإيمان ، وبين عبارة ابن تيمية عن بعض العمل أنه من كمال الإيمان ، وربيع دافع عن هذا المقال باسمه الصريح - بعد أن كتبه باسمه المستعار ( الناصح الصادق ) فثبت تورطه بهذا التأصيل من وجهين من جهة كونه الكاتب ، ومن جهة كون المدافع عن الكاتب ، حيث قال في مقاله الذي كتبه باسمه المستعار ما نصه : ((..الألباني قال:إن العمل شرط كمال في الإيمان، وكم مرة قال شيخ الإسلام إن الإيمان أصل والعمل فرع عنه، وكم قال: إن العمل من لوازم الإيمان، وهذا الطرف يستنكر هذا القول، وكم قال شيخ الإسلام – أيضاً – إن العمل من الإيمان.)).
    وقال - أيضا- (( فاتركوا الخصومة في شرط كمال فإنه لافرق بين قوله وهي من الكمال وبين قول من قال : العمل شرط كمال ولشيخ الإسلام أقوال كثيرة في أن العمل كمال والإيمان هو الأصل )) .

    وكذلك ربيع لما نشر باسمه الصريح مقاله { كلمة في التوحيد وتعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة } وهو منشور في سحاب وفي موقع ربيع الخاص به ؛ والذي فيه :
    ((وكثير من العلماء يقول :( الإيمان أصل والعمل كمال ) ,( والعمل فرع ) يقولون هذا الكلام هل نقول: هم مرجئة ؟! أعوذ بالله من ذلك .)) إنما ساقه للإحتجاج به وفي أثناء دفاعه عن القائلين بأن العمل شرط كمال ليبيّن أن مراد القائلين بأنه شرط كمال هو نفسه مراد من وصف بعض الأعمال بأنها من الكمال .

    وقد رد عليه شيخنا الفاضل أبوعبدالرحمن فالح الحربي في سفره الموسوم بتنبيه الألباء ص 31 بقوله : (( هل كلام الألباني بمعنى كلام شيخ الإسلام؟
    فالألباني يقول: شرط كمال، أما شيخ الإسلام فإنه لم يذكر هذه الكلمة – أي: شرط كمال - ، بل قال: من لوازمه، وقال: إن الإيمان أصل والعمل فرع.
    ومعلوم أن اللازم يحصل إذا حصل الملزوم، أما قوله: "فرع عنه" فإنه لا يعني ما توهمه الكاتب من أنه فرع لا يؤثر فقده، فالشجرة لا تسمى شجرة إلا إذا وجد أصلها وفرعها، والبيت لا يسمى بيتاً إلا إذا وجد أساسه -وهو أصله- وما قام عليه من البنيان، فكلام شيخ الإسلام من هذا القبيل، فلا تلبس على المسلمين عقائدهم، فكلام الألباني شيء وكلام شيخ الإسلام شيء آخر.)) .

    وما قيل في كلام ابن تيمية يُقال في كلام غيره إذ كلام العلماء من أهل السنة كله يخرج من مشكاة واحدة .

    =======================



    ثم ساق كلام الإمام ابن مندة ولخيانة ربيع المدخلي أنه لم يُــشر - ولو إشارة - إلى رفيق عمره على الحلبي - الذي إستفاد منه هذا النقل حيث نقله الحلبي في كتابه ( التعريف والتنبئة ) موهما أن مراد ابن مندة هو نفسه مراد الحلبي ومن قبله العلامة الألباني اللذين أطلقا القول بأن جنس العمل شرط كمال في الإيمان .
    فكان حريَّا بربيع ألا ينساها لتلميذه - أو فلنقل في هذه - لشيخه - الحلبي .الذي نقل ما نقله ربيع - بفصه ونصه !- في كتابه التعريف والتنبئة ص 24 ، وأستفاد ربيع منه ففرح به

    وكلام الإمام ابن منده واضح ٌ في تقرير إشتراط عمل الجوارح المنافي للإعراض والتولي فقد قال - رحمه الله - واصفا أصله : (( فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له ,مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة ,فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ..)) ، ولقد عدَّ أئمة الإسلام - فيما أجمعوا فيه - من نواقض الإسلام - التي لايعترف ربيع والحلبي بهما ( الإعراض عن دين الله لايتعلمه ولايعمل به ) ، فهذا الناقض مع النواقض العشرة هي التي أجمعت عليها الأمة ولذا ذكرها الإمام محمد بن عبدالواهاب في كتابه : ( نواقض الإسلام ) من بين مئات النواقض التي صدّرها الفقهاء في كتب الرَّدة .
    قال الشيخ سليمان بن سمحان في تعليقه على تلكم النواقض كما في(الدرر:2/360) [ ...الذي أجمع عليه العلماء ، هو ما ذكره شيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، من نواقض الإسلام ، وأنها عشرة .- ثم سردها إلى قوله -.. :العاشر : الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى :(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) ] .

    والتوحيد الصحيح هو التوحيد الذي يكون بالجوارح كما يكون بالقلب واللسان ، وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب موضحا هذه الحقيقة وعلاقتها بالإعراض والتكبر عن فعل الأوامر والنواهي بقوله - :" لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لا بد أن يكون : بالقلب الذي هو العلم ، واللسان الذي هو القول ، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي. ، فإن أخل بشيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلماً.
    فإن أقر بالتوحيد ولم يعمل به ؛ فهو : كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما" .(الدرر :2/124) ، إذ فهمت أمكنك أن تفهم مراد هؤلاء الأئمة الذين نقل كلامهم المدخلي وأراد أن يلزمهم بكلام المرجئة .

    فمن تكبر عن طاعة الله - بترك جميع ما أمر به من أعمال الجوارح ، وفعل المحرمات - فلاشك أنه مستكبرٌ ، وقد وصف الله إبليس مستكبرا لما تولى وأبي عن طاعته بالسجود لأدم ، فتأمل .
    قال شيخ الإسلام - رحمه الله - فيمن يصدّق الرسول ظاهراً وباطناً ثم يمتنع عن الانقياد للأمر:( غايته في تصديق الرسول أن يكون بمنزلة من سمع الرسالة من الله سبحانه وتعالى كإبليس.(الصارم المسلول:3/969) وانظر أقوال ذوي العرفان صفحة 13


    ثم هنا على فهم ربيع فإنه يلزم كون أن ابن مندة بلوازم فاسدة لو علم الإمام ابم مندة أن ربيعا سيتكلم بها لصاح به على رؤوس الأشهاد حيث قال ربيع ( ..ذكر - أي ابن مندة - أنه لا يستكمله العبد إلا إذا أتى بفروعه المفروضة عليه مع اجتناب المحارم واستدل على ذلك بحديث شعب الإيمان ) فماذا في حديث شعب الإيمان؟
    الجواب : أن ( الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .، فلعلى فهم ربيع يكون النطق بشهادة أن لا إله إلا الله من ( بفروع - الإيمان - المفروضة ) لا من أصله ، وهذا الفهم ينتقض مع سطّره ربيع - قبل سطر واحد - حيث جعل أن النطق باللسان من الأصل حيث قال : ( وبيَّن أن أصل الإيمان محله القلب وأنه يكون بأمور منها: المعرفة بالله والتصديق لله و به وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع والحب والخوف والتعظيم الخ . ) فتأمل .
    ومثل هذا لايستغرب من ربيع ، ولكن المستغرب المصفيقين من ورائه .


    =======================



    ثم نقل في مقاله الآسن ما نصه : ( وقال أيضا في كتاب الإيمان (1/350) : " قال الله عز وجل ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) .
    فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمرا تؤتيه كل حين " .
    ثم علقّ عليه بقوله : وفي النص الثاني ساق الآية الكريمة : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) الآية .
    ثم قال فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمراً .
    فما رأي أهل الشغب في أهل السنة والجماعة الذين حكى عقيدتهم ومذهبهم هذا الإمام وساق بعض أدلتهم أهم مرجئة ؟! أم هم أهل السنة حقاً ؟
    نريد الإجابة الصادقة الصريحة . )) أ.هـ

    الجواب : وهل ذكر الإمام ابن مندة فيما نقل من كلام العلماء أن العمل شرط في كمال الإيمان أو أن الإيمان يصح بدون عمل كمال تقرر أنت وتلميذك النجيب علي الحلبي ، وأن من قال بذي القول ليس بمرجيء !؟

    فكلام الإمام ابن مندة ليس فيه أي دليل ، وأهل السنة والجماعة السلفيين ، يرون أن من الأعمال (أحادها ) منها ماهي شرط في كمال الإيمان - المستحب أو الواجب - ولكنهم متفقون على أن جنس أعمال الجوارح جزء لايصح الإيمان بدون .
    وابن مندة لم يخرج عن هذا التقرير السلفي فيما نقلت يا ربيع فلا تنسب للعلماء ماهم منه براء .

    وسيأتي - لاحقا - في مقالي هذا نقل كلام العلماء في تفسير هذه الآية وعندها ستعلم مكانة القرأن وعلومه من نفوخ الناصح الصاق


    =======================



    ثم نقل ربيع المدخلي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وللأسف فقد أرتكب الجاني جريمة أخرى ، فقد إستفاد هذه المرة من أحد كتابي على حسن عبدالحميد الحلبي اللذين حذّرت منهما اللجنة الدائمة فقد ذكر ربيع ما نقله الحلبي في كتابه ( صيحة نذير من خطر التكفير )
    حيث ذكر الحلبي – في ص28 من "صيحة نذير" قول شيخ الإسلام – عن الإيمان -: ( وأصله القلب وكماله العمل الظاهر ... ) وهو يظن أن شيخ الإسلام يعني بالكمال: الكمال الواجب والمستحب ، وهذا غلط منه في فهم كلام ابن تيمية – رحمه الله – فإن سياق الكلام يدل على أن أصل الإيمان الذي في القلب لا يتم ( أي لايصح ) إلا بالعمل الظاهر حيث قال – رحمه الله – بعدها: (... بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر وكماله القلب ) .
    فهل يقول قائل: أنه يكفي في الإسلام أصله الظاهر دون كماله الذي في القلب ؟
    فعلى هذا الوجه يُفهم كلام الأئمة بضم بعضه إلى بعض حتى يفسر بعضه بعضاً لا أن يأخذ الناقل ما يوافق هواه ويدع ما يخالفه. وأنظر لمزيد إيضاح ( رفع اللائمة ..)ص 28 وماقبله .

    ثم أنظر - رعاك الله ووفقك لكل خير- ما عـلـقّ به ربيع المدخلي بعد ما نقله عن ابن تيمية حيث جعل قول شيخ الإسلام موافق لما قاله أتباعه ، المناصر لهم من أن العمل شرط في كمال الإيمان ، حيث قال المدخلي :
    (( ففي هذا النص جعل الشيخ- كذا-الإسلام للإيمان معنيين أصلاً وفرعاً و أشار إلى كون العمل كمالاً للإيمان بقوله "فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ومنه ما نقص عن الكمال وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات إلخ وأكد هذا التقرير بقوله عن الإيمان :"وأصله القلب وكماله العمل الظاهر .")) وهو عين ما إستدل به رفيقه على الحلبي في صيحة نذير ص 28.




    أقول وفي حشر ربيع المدخلي لابن تيمية في جفنة الإرجاء التي يتزعمها فرية عظيمة تولت اللجناة الدائمة برئاسة المفتى آل الشيخ وعضوية المشايخ الفوزان والغديان وبكر أبوزيد بردها في فتوى رقم (21436 ) وتاريخ 8 / 4 / 1421هـ كانت بعنوان (( التحذير من مذهب الإرجاء ،وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام فيه )) .

    الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده ..
    وبعد :
    فقد اطَّلَعَت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها :
    ( ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف ، وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتَّاب ، يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام بن تيمية ، مما سبب ارتباكاً عند كثير من الناس في مسمِّى الإيمان ، حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يُخْرِجُوا العمل عن مُسمَّى الإيمان ، ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال . وذلك مما يُسَهِّل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة ، إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب .
    ولا شك أن هذا المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة
    فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب ، وآثاره السيئة ، وبيان الحق المبني على الكتاب والسًُّنَّة ، وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام بن تيمية ، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه . وفقكم الله وسدد خطاكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) .

    * وبعد دراسة اللجنة للإستفتاء أجابت بما يلي :
    هذه المقالة المذكورة هي : مقالة المرجئة الذين يُخْرِجُون الأعمال عن مسمى الإيمان ، ويقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط ، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط ، وليست منه ، فمن صدَّق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ، ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ، ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيراً قط ، ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة ، منها : حصر الكفر بكفر التكذيب والإستحلال القلبي .)) أ . هـ .
    أقول : فهاهي اللجنة تصيح في وجه ربيع وفي وجه كل ما نسب إلي شيخ الإسلام ابن تيمي القول بالإرجاء .


    =======================


    ثم نقل ربيع المدخلي ، فقرة من مقاله القديم الذي كتبه باسمه المستعار( الناصح الصادق ) فقد أشار في مقاله باسمه المستعار بأن رقم الصفحة هو في مجموع الفتاوى (10/355-356) .، وكذلك هو كذلك في مقال ربيع هذا ، وفعله هنا مما يزيد وضوحا على الإرتباط الكبير لربيع بذينك المقال .
    وما دام أن النقل كان من ذاك المقال فقد كفان شيخنا المجاهد فالح الحربي مؤنة الرد ، فننقل رده ونكتفي به فقد أفاد وأجاد :
    حيث قال -سلمه الله - في ص 13 من تنبيه الألباء لما في منشور الناصح الصادق من الغرجاء ما نصه :
    [ 4- قوله أي - الناصح الصادق - وقال: (( والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان )) [مجموع الفتاوى (10/355)].
    جواب الشيخ فالح الحربي :
    نص كلام شيخ الإسلام هو:

    "والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان، فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية والقصص والوعد والوعيد، ثم أنزل بالمدينة - لما صار له قوة - فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته، فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة".... وأما الصلاة فهي أول فرض، وهي من أصول الدين والإيمان، مقرونة بالشهادتين، فلا تذهب إلا في الآخر كما قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غربيا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) فأخبر أن عوده كبدئه".
    قلت: اختزال الكلام بهذه الطريقة السيئة فيه من التلبيس والتحريف شيء عظيم، فإن لحاق كلام شيخ الإسلام يدل على أنه يقصد أن الإسلام بدأ بالإيمان القلبي.
    وهذا يؤكد ما ذكرته – سابقاً - أن شيخ الإسلام لا يعني بهذه العبارات أن ما في القلب من الإيمان كافٍٍٍ، بل مراده أنه أول الإيمان وأساسه، وانظر إلى قوله: "والدين أول ما يبنى بأصوله ثم يكمل بفروعه".]


    =======================




    ثم نقلا كلاما متينا - علميا - لشيخ الإسلام ونصه :(( ج- وقال - يعني ابن تيمية - -رحمه الله- : " وأما قولهم :إن الله فرق بين الإيمان والعمل في مواضع ,فهذا صحيح . وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها .
    وقد يقرن به الأعمال ,وذكرنا نظائر لذلك كثيرة ؛ وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب .والأعمال الظاهرة لازمة لذلك .... إلخ كلام شيخ الإسلام الذي نقله - ) " .ثم عقّب ربيع المدخلي عليه بقوله :
    ((وهنا ذكر شيخ الإسلام أن أصل الإيمان هو ما في القلب وأن الأعمال الظاهرة لازمة له.
    ولا يريد بهذا التلازم إلا التلازم بين الأصل وفروعه .))

    أقول لا حجة لربيع في نقله لهذا الكلام ألبته ، بل هو حجة على أم رأسه فشيخ الإسلام - نقل كما نقل ربيع - في أخر نقله - قوله - رحمه الله - : (( لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح ,..الخ )) .
    علما بأن شيخ الإسلام - هنا - إنما يقرر مسألة الفرق بين الإسلام والإيمان - إذا ما أفردت أو إجتمعت - تلك المسألة المعلومة لدى طلبة العلم ن فهل يعقل :أن ربيعا يجهل هذا أم هو التجاهل والتمسك بما هو أوهي من خيوط العنكبوت .

    أن الايمان والإسلام إذا إجتمعا فيفسر الإيمان بالعمل القلبي والاعتقاد الباطن ، بينما يفسر الإسلام بالعمل الظاهر من أعمال الجوارح . ، بينما إذا أفرد كل منهما فإن كلا منهما يشمل الأخر .
    وقد عبّر بهذا الاسلوب بعض الأئمة كابن القيم كما سيأتي ،حيث قال ابن القيم - رحمه الله - كما في الفوائد :204:(... فكل إسلام ظاهر لا ينفذُ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة ، فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن.
    وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ...)

    وكذلك جاء هذا الإستعمال لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال كما في القتاوى ( الفتاوى: 7/333) :(( الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد ، لا إيمان لمن لا إسلام له ، ولا إسلام لمن لا إيمان له ، إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه – ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه ..))"


    ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في شرحه لكتاب التوحيد تيسير العزيز الحميد ( باب ما جاء في منكري القدر، ص 703 ) ((...ولما سئل عن الايمان أجاب بقوله أن تؤمن بالله إلى آخره، فيكون: المراد حينئذ بالإيمان جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل، والقرآن والسنة مملوءان بإطلاق الإيمان على الأعمال كما هما مملوءان بإطلاق الإسلام على الإيمان الباطن مع ظهور دلالتهما أيضاً ...."))



    يقول فضيلة الشيخ صالح ال الشيخ في شرح جبريل المشهور من الاربعين :
    قال -حفظه الله- أيضا - (( يعني: إذا أفرد، وهذا هو الذي عليه عامة أهل العلم من أهل السنة والجماعة في أن الإسلام غير الإيمان، وأن الإيمان إذا جاء مستقلا عن الإسلام فإنه يعنى به الدين كله؛ يعنى به الإسلام والإيمان والإحسان، وإذا أتى الإسلام في سياق مستقل عن الإيمان يعنى به الدين كله، وأن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا من حيث الدلالة، فجعل الإسلام للأعمال الظاهرة، وجعل الإيمان للاعتقادات الباطنة.))
    وقال أيضا - حفظه الله - (( الإسلام هنا فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأعمال الظاهرة، ولم يجعل فيه الأعمال الباطنة، أو بعض الأعمال الباطنة، ومعنى هذا أن الإسلام استسلام ظاهر، وهذا الاستسلام الظاهر يخبر عنه بالشهادتين، وبإقامة الأركان العملية الأربعة، والشهادة في نفسها لفظ فيه الاعتقاد، والتحدث، والإخبار الذي هو الإعلام..)) انظر شريط 2و3 من شرح الأربعين .
    وقال الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله في شرح ثلاثة الأصول عند الحديث عن حديث جبريل :
    (( ، وأنواع العبادة التي أمر الله بها كثيرة ، مثل الإسلام وهو الاستسلام أي الأعمال الظاهرة ، ومثل الإيمان إذا ذكر الإسلام والإيمان معاً ، كما هنا وكما في حديث جبرائيل يفسر الإسلام بأعمال والجوارح والإيمان بأعمال القلوب ، أعمال الجوارح من العبادة ، من صلاة وزكاة وغير ذلك وأعمال القلوب من خشية ومحبة ورضى ومراقبة ..))
    وقال - رحمه الله - أيضا :
    ((..تعريف الإسلام : هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، بمعنى إذا ذكر الإسلام وحده هكذا يدخل معه إيمان القلب ، الإسلام والإيمان إذا ذكرا معاً يفرق بينهما في المعنى كما في حديث جبرائيل يفسر الإيمان بأعمال القلوب ويفسر الإسلام بأعمال الجوارح ، ولكن إذا ذكر الإسلام وحده دخل معه الإيمان ، وإذا ذكر الإيمان وحده دخل معه الإسلام ..))


    =======================


    ثم نقل ربيع الغاوي عن الإمام ابن تيمية قوله :
    (( - وقال -رحمه الله- : " وكذلك يذكر الإيمان أولاً لأنه الأصل الذي لا بد منه .
    ثم يذكر العمل الصالح فإنه أيضاً من تمام الدين لا بد منه ,فلا يظن الظان اكتفاءه بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح " .))

    ثم علق ربيع المدخلي بقوله :
    (( وهنا بين شيخ الإسلام عن الإيمان هو الأصل الذي لا بد منه وأن العمل الصالح من تمام الدين لا بد منه .
    فأنت ترى أنه أعتبر العمل من تمام الدين يعنى الإيمان ,وهذا أمر يبِّدع به أهل الفتن فهل من مدكر ))


    ثم نقل عن ابن تيمية قوله :
    (( هـ- وقال -رحمه الله- : " ثم أكثر المتأخرين الذين نصروا قول جهم يقولون بالاستثناء في الإيمان ,ويقولون :(( الإيمان في الشرع )) هو ما يوافي به العبد ربه ,وإن كان في اللغة أعم من ذلك ,فجعلوا في ((مسألة الاستثناء )) مسمى الإيمان ما ادعوا أنه مسماه في الشرع ,وعدلوا عن اللغة ,فهلا فعلوا هذا في الأعمال . ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة ,بخلاف دلالته على أنه لا يسمى إيمانا ؛إلا ما مات الرجل عليه فإنه ليس في الشرع ما يدل على هذا ,وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف (7) " .

    ثم علق ربيع المدخلي - بهذا النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بقوله :
    (( ..انظر إلى شيخ الإسلام كيف صرح أن دلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة أي أنها من كمال الإيمان فقد جعل الأعمال الواجبة من تمام الإيمان.))

    أقول تأمل كلام ربيع المدخلي جيدا ، وتركيزه على كلمة أن العمل من تمام الإيمان ، وهو يفهم من قوله تمام أي كمال الذي سوّد مقاله هذا لكي ينصر من قال به ،لا سيما بعد أن نصصّ عليه بقوله : ( تمام الإيمان لا تحصى كثرة أي أنها من كمال الإيمان ) فعلى فهم ربيع أن من جاء بالأعمال فإيمانه تام ( كامل ) بينما من لم يأت بالأعمال فإيمانه غير تام أي ( ناقص ) وهذا فهم مغلوط - لايبعد عن ما أستشهد به رفيقه الحلبي في كتابه الأجوبة المتلائمة حيث نقل كلاما لابن تيمية مفاده ، ( أن إيمان القلب التام يستلزم أعمال الجوارح ) ثم علق على كلمة تام بقوله ( فمن فهم هذا الضابط حُــلَّت له أستشكالات كبيرة ) أو كما قال - الحلبي - ص 28 من الأجوبة . وفهم ربيع هذا يدلك على تخبط الرجل فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وعباراته ومصطلحاته العلمية التي يستعملها ، ودونك البيان :
    مراد شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله ( من تمام الإيمان ) أو لفظة التام إنما هو يعني بها ( الصحة ) يعني من رام الإيمان التام أي الصحيح فلابد من العمل ، ومن لم يعمل فإيمانه غير صحيح أي فاسد .
    فهذا هو مراد شيخ الإسلام ابن تيمية وهو المتوافق مع قوله – رحمه الله -: ( وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيماناً جازماً امتنع ألا يتكلم بالشهادتين مع القدرة ، فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام )ا هـ مجموع الفتاوى ( 7/553).
    . فماذا عساك يا ربيع أن تقول فيمن من امتنع أن يتكلم بالشهادتين مع القدرة ، أيقال: انتفى عنه كمال الإيمان وبقي معه أصله ؟ فإن قال: نعم ، فقد قال قولاً عظيماً .
    وإن قال: لا ، فقد أقر على نفسه بالغلط في فهم كلام شيخ الإسلام .
    بل ما رأي ربيع في قول شيخ الإسلام : (فإنه يمتنع أن يكون إيمان تام في القلب بلا قول ولا عمل ظاهر) مجموع الفتاوى ( 7/562 ).
    فهل هذا يعني أنه يمكن أن يكون الإيمان في القلب بلا قول ظاهر ( أي بدون الشهادتين ) والذي يمتنع إنما هو تمام الإيمان؟
    فيكون مراد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بالتام والتمام هو الصحة المضاد للفساد . وانظر لمزيد تفصيل ( رفع اللائمة ص 28 و 29 )
    ولو كان شيخ الإسلام ابن تيمية حيَّا لصاح في وجهك بقول القائل :

    أصمَّك سوء فهمك عن خطابي *** وأعماك الضلال عن اهتدائي
    وهنت فـكنت في عـيني صبيا *** أُطـارحُـهُ بـألـفـاظ الـهـجـاء



    =======================


    ثم نقل المدخلي عن ابن تيمية - رحمه الله - كلاما مطولاً (( و- وقال -رحمه الله- : " وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً، دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة،كقوله في حديث الشعب‏ : ‏‏( ‏الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها‏:‏ قول لا إله إلا اللّه، وأدناها‏:‏ إماطة الأذى عن الطريق ‏)‏‏.‏ وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان‏.‏..الخ ..)) .

    ثم علق ربيع على كلامه بقوله : (( ذكر شيخ الإسلام هنا حديث" الإيمان بضع وسبعون شعبة ,وذكر أن أعمال البر من الإيمان ,وذكر ما يفيد أن للإيمان كمالا واجبا وكمالا مستحبا ,وأنه إذا نفي الإيمان عن المسلم فإنما يراد بهذا النفي نفي الكمال الواجب لا الكمال المستحب .
    مثل " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " ,فنفي الصلاة هنا عن من لم يقرأ بأم القرآن دليل على وجوب قراءة الفاتحة لا استحبابها وبعض العلماء يقول إن النفي هنا نفي للكمال الواجب لا نفي لحقيقة الصلاة .
    ونفي الإيمان عن من لا أمانة له يدل على أن الأمانة من الواجبات وهي من كمال الإيمان ,وليس المراد بنفي الإيمان عنه أنه كافر خارج من ملة الإسلام .))

    الجواب :
    1/ شيخ الإسلام - رحمه الله - يتكلم في بدايو ما نقله - المدخلي - عن مسألة إفراد الإيمان وأنه يدخل فيه الإسلام الذي هو هنا ( العمل الظاهر ) والأعمال الصالحة ، وهذا ينقض أسَّ ما حاول ربيع أن يلصقه ربيع بهذا الإمام الجليل . وقد سبق تفصيل هذا الأمر في شبهة سابقة ، فلاحاجة للتكرار هنا .
    2/ الأمر الأخر تأمل تعليق ربيع في أخر ما نقل بقوله : ((فالذي لا يجيز أن يقال إن للإيمان كمالا وتماما ماذا يقول في نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتهب ومؤذي جاره ؟ .
    إن قال المراد نفي الكمال الواجب تبين بطلان مذهبه في رمي من يقول بأن الإيمان أصل والعمل كمال ))
    أنظر كيف يأخذ الجاني بأسلوب ماكر كلية لكي يبني عليه علالي وقصور ، فهل شيخ الإسلام هنا يقرر ما تقرره أنت وحلبيك - قبحكم الله - وأقول :

    إن شيخ الإسلام بعد أن قرر لزوم الإسلام الظاهر للإيمان القلبي إذا أفرد ، أصلّ وقرّر المسألة الأخرى التي ذكرتها في الأصل الثالث مما بني عليه ربيع مقاله هذا ، وهو أن من أحاد أعمال الجوارح ماهو شرط كمال في الإيمان الواجب ومنه ما هو شرط في كماله المستحب ، وهذا لايختلف فيه أثنان ، ولكن هل هذا هو موطن الخلاف ؟
    كلا ، لو أن شيخ الإسلام ذكر أن العمل كله شرط كمال في الإيمان ، كما يقوله ربيع ومن يدافع عنهم ، لكن للمدخلي - حجة في نقله - ولكن هيهات أن يقع جبل من جبال السنة فيما يقع فيه ربيع ورواده ومريدوه .
    فشيخ الإسلام يصيح في وادٍ وربيع المدخلي وحزبه يصرخون في واد ٍ ، وربيع يعلم هذا جيدا ، لكن ريْـن القلوب ، وهوان الحق عليهم ، جعلهم مستعدون لأن يفعلوا أي شيء لنصرة أشخاصهم وزعمائهم - فالله حسيبهم - .

    ===============================











    ثم إن االمدخلي نقل كلاما أخر لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تصب في نفس البوتقة ، لاسيما ما ذكرناه في الأصل الثالث من عدم التفريق بين تقرير مسألة أن من أحاد أعمال الجوارح ما هو شرط في كماله الواجب أو المستحب ، وبين تقرير مسألة ( تكفير تارك جنس العمل ) .ولذا يحاول - جاهدا - أن يلبس بين القضيتين ، ويتضح هذا جليا في نقله عن ابن تيمية عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره وابن القيم في إعلام الموقعين وهو يمثل لهذا المسألة بآية (‏‏( ‏ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء )) ‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏24-27‏]‏ .

    وهؤلاء العماء - كلامهم - لاحجة لربيع فيما يروم - أبدا - لاسيما وقد أستدل بالآية ، وهو لما رأى أن لاحجة له فيها ، لم يستطيع أن يفصل في الكلام حولها ، ولذا تجد تعليقه عليها جاء مجملا ركيكا .
    وأما بالنسبة للآية فقد ذكر ابن كثي- رحمه الله - في تفسيره وجه تفسير الآية بما هو مجمله أن المقصور بالآية هو عن عمل المؤمن وقوله الطيب وعمله الصالح وإن المؤمن كشجرة من النخل لا يزال يرفع له عمل صالح في السماء ، فهو في الأرض يعمل وعمله هو الذي يرفع إلى السماء صباح مساء ، ولكم نص كلامه - بفصه ونصه - (( قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " مثلا كلمة طيبة " شهادة أن لا إله إلا الله " كشجرة طيبة" وهو المؤمن " أصلها ثابت " يقول لا إله إلا الله في قلب المؤمن " وفرعها في السماء " يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد إن ذلك عبارة عن عمل المؤمن وقوله الطيب وعمله الصالح وإن المؤمن كشجرة من النخل لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وصباح ومساء... )) ، وتأمل قوله أن العمل يرفعإلى السماء ، فكأني بالإمام ابن كثير يشترط لرفع شهادة أن لاإله إلا الله لوزامها التي لابد منها وهو العمل الصالح .
    بل أن الطبري - رحمه الله- نقل نقولا كثيرة عن السلف ولم أجد أحدا منها قال أن الفرع هو جنس عمل الجوارح ، وأن هذا الفرع يصح الإيمان بدونه وإليكم بعض مانقله من أقوال : نقل عن ابن عباس ( { أصلها ثابت } يقول : لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن , { وفرعها في السماء } يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ) وهو قول ابن كثير كما نقلناه - آنفاً -
    ثم نقل (عن الربيع بن أنس : { كلمة طيبة } قال : هذا مثل الإيمان , فالإيمان : الشجرة الطيبة , وأصله الثابت الذي لا يزول : الإخلاص لله , وفرعه في السماء , فرعه : خشية الله ) فهل يستطيع ربيع المدخلي أن يعتبر خشية الله - وهي من أعمال القلوب - من كمال الإيمان التي يصح بدونها !؟
    ثم نقل أقوال أخرى - تراجع في مضانها - وكلها لايوجد فيها مايطمع ربيع منها بشيء ، وهو يعلمها وقرأها ، ولووجد فيها وكليمة لبادر إلى نقلها في مقاله الآسن .



    =======================


    ثم نقل كلاما للإمام ابن القيم من إعلام الموقعين - وكلامه رحمه الله يصيح في وجه ربيع المدخلي -
    ويا ليت نظرإلى قول ابن القيم الذي ينقله - ولعله غاضه أن يكون فيه - حيث قال : (( والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد بها المؤمن عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا متصفا بموجبها قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته ,فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل من هذا الشاهد أصلها ثابت راسخ في قلبه وفروعها متصلة بالسماء وهي مخرجة لثمرتها كل وقت .))
    أليس في هذه الفقرة كفاية في صفع ربيع على وجهه وهو يحاول أن يفسر كلام ابن القيم وتفسيره الطيب لكلام ربّش العلمين بأنه يريد بأن العمل شرط في كمال الإيمان .؛ فعلا : فإنَّها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور .
    ثم من أين لربيع لأن يفسر كلام ابن القيم بأن المراد بالأعمال الصالحة هي أعمال الجوارح دون عمل القلوب ، بل دخول أعمال القلوب في هذا من باب أولى وأحري ، فانظر لربيع وهو يفهم من الأعمال الصالحة أنها أعمال الجوارح حيث قال معلقا : (( فتراه هنا اعتبر الإخلاص والتوحيد شجرة في قلب المؤمن وفروعها الإعمال ...)) فلا متعلق لك يا ربيع حتى تثبت أن ابن القيم لايريد بالأعمال الصالحة إلا أعمال الجوارح .

    ثم تأمل موافقة هذا الإمام في تفسيره للآية بما نقلناه عن أئمة التفسير ، حيث نبّه على مراده بالفروع في الآيه بقوله : (.. وهو المؤمن (أصلها ثابت) قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن (وفرعها في السماء) يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .)) ثم ذكر الوجه الأخر عن أنس وهو عين ما نلقته عن الطبري -رحم الله أئمة الإسلام وبرأهم من المرجئة اللئام -

    =======================


    ثم قال ربيع ناقلا عن ابن القيم - رحمه الله تعالى -

    (( وقال -رحمه الله- في كتابه الفوائد (ص179-180) طـ دار مكتبة الصفا ) :

    " والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب ؛ فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ,وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك . ))

    أقول المجرم لم يستطيع أن ينقل كلام الإمام ابن القيم الذي ينقض دعواه الفارغة ، فلقد صرح ابن القيم في نفس التاب - قبل وبعد الصفحات التي - إستل منها الجاني مقالته - حيث قال - رحمه الله -

    فى كنابه الفوائد :
    (( الايمان له ظاهر وباطن
    الايمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته ، فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذريه ، ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز او اكراه وخوف هلاك
    فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل فساد الباطن وخلوه من الايمان ...))
    من كتاب الفوائد ص 98

    ويقول - رحمه الله تعالى - (( والله تعالى امر عباده ان يقوموا بشرائع الاسلام على ظواهرهم وحقائق الايمان على بواطنهم ولا يقبل واحد منهما الا بصاحبه وقرينه وفى المسند مرفوعا : " الاسلام علانيه والايمان فى القلب " فكل اسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه الى حقيقة الباطنه فليس بنافع حتى يكون معه شىء من الايمان الباطن وكل حقيقة باطنه لا يقوم صاحبها بشرائع الاسلام الظاهره لا تنفع ولو كانت ما كانت فلو تمزق القلب بالمحبه والخوف ولم يتعبد بالامر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار كما انه لو قام بظوهر الاسلام وليس فى باطنه حقيقة الايمان لم ينجه من النار)) الفوائد ص 160

    فأــأفِّ لك يا ربيع !.
    ولابن القيم الكثير والكثير من العبارات التي يقرر فيها معتقد أهل السنة في أن لا إيمان بدون عمل - والتي تهدم أس بيت ربيع ومعتقده الإرجائي المبني على الهيام والروغان عن الحق .

    ثم عقّب ربيع المدخلي واصفا من يسميهم بالحدادية بقوله : (( ،لكن القرآن والسنة يبرآن أهل السنة وأئمتهم مما يقذفهم به الحدادية : خوارج ومرجئة العصر تبعاً للخوارج الأولين .))
    والسؤال : هل الخوارج أصبحوا عند ربيع المدخلي هم المرجئة !؟

    أليس القول بأن الخوارج هم المرجئة أصل أصيل من أصول الحدادية التي إختراعها ربيع لهم .
    فهل أصبحت أيها المرجيء الكذوب حداديا ، وفقا لتأصيلاتك - تبا لسفهك وخرفك .



    =======================



    4(( - وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم (1/151) .
    " وقد ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل شجرة لها أصل وفروع وشعب فاسم الشجرة يشمل ذلك كله ,ولو زال شيء من شعبها وفروعها لم يزل عنها اسم الشجرة ,وإنما يقال: هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها.

    وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك في قوله تعالى ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أُكلها كل حين بإذن ربها ) (إبراهيم :24 ) ..............))

    القول في فهم هذه الآية قد سبق تحريره بالنقل عن أئمة التفسير ، وهو بعيبدون كل البعد عن مايصبو له ربيع وحزبه - فلاداعي للتكرار-

    نقل ربيع المدخلي عن ابن رجب - رحمه الله - نفس هذه الآية لكن من كتاب أخر وهو شرحه على صيحي البخاري وأرتكب معها جريمة كان لابد من الوقوف معها - ولو قليلا -

    قال ربيع (( ...-وقال - أي ابن رجب - أيضاً في فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/27-28 ) :
    وقد ضرب الله ورسولُه مثل الإيمان والإسلام بالنخلة ,قال الله تعالى : ( ضرب الله مثلا كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعُهَا في السماء تؤتي أُكُلَهَا كل حيٍن بإذنِ ربها ) ( إبراهيم 23-24 ) .
    فالكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد وهي أساس الإسلامِ ,وهي جاريةُ على لسانِ المؤمنِ وثبوتُ أصلها هو ثبوتُ التصديق بها في قلب المؤمن ,وارتفاعُ فرعها في السم....))
    أقول القول في الآية قد مرَّ .

    ولكن الذي لم يمر - وهو حقيقة مُـر على أولي القولب الحية - هو مافعله ربيع من نسبة القول الإرجائي لهذا الإمام الجليل ، وهو - رحمه الله- معروف بأنه ممن خدموا العقيدة والسنة أيما خدمة ، وما أخفاه ربيع في جريمته ، هو ما نقله ابن رجب - رحمه الله - في نفس الكتاب والجزء ، وقبل صفحات قليلة من الموطن الذي نقل منه ربيع المدخلي ، حيث أن الحافظ ابن رجب - ينقل الإجماع - ويقرُّه على كفر تارك الصلاة فقط - فكيف بتارك العمل بالكلية كما يحالو ربيع أن ينسبه له هنا ؛ حيث
    - قال الحافظ ابن رجب رحمه الله (فتح الباري لابن رجب :1/21) وذكر تكفـير تـارك الصـلاة :(( "وحكاه إسحاق بن راهوية إجماعاً منهم ، حتى إنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان أنها من أقوال المرجئة")) .

    - بل أنظر قول ابن رجب في عدِّه أن من لايكفر بترك الأركان بأن قوله من أقوال المرجئة الضلال حيث قال (( حتى إنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان أنها من أقوال المرجئة )) .
    فياسبحان الله ، كيف يسنب ربيع لهذا الإمام ماهو يبرء نفسه منه ، والله إنها لجناية عظمي ، ولكنها ليست قليلة - على ربيع وأمثاله - ، وقد زاد الإمام ابن رجب تفصيل تارك الصلاة وتكفيره في كتابه القيِّم جامع العلوم والحكم حيث قال :
    ـ قال ابن رجب(جامع العلوم والحكم:1/93) تحت حديث عمر رضي الله عنه بني الإسلام على خمس:"فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه الخمس دعائم الإسلام ومبانيه ، وفسّر بها الإسلام في حديث جبريل ، وفي حديث طلحة بن عبيد الله الذي فيه : أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ففسّره له بهذه الخمس ، ومع هذا فالمخالفون في الإيمان يقولون : لو زال من الإسلام خصلة واحدة أو أربع خصال سوى الشهادتين ، لم يخرج بذلك من الإسلام"أ.هـ. كذلك هؤلاء مخالفون في الإيمان لأهل السنة والجماعة لأنهم قالوا : لو زالت جميع الأعمال سوى الشهادتين ، لم يخرج بذلك من الإسلام.

    =======================


    و نقل عن ابن رجب رحمه الله تعالى - كلاما- أخر في - في جامع العلوم والحكم :
    حيث رقال ربيع - ناقلا - (( .وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم (1/151) .
    " وقد ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل شجرة لها أصل وفروع وشعب فاسم الشجرة يشمل ذلك كله ,ولو زال شيء من شعبها وفروعها لم يزل عنها اسم الشجرة ,وإنما يقال: هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها.
    وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك في قوله تعالى ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أُكلها كل حين بإذن ربها )........)) .

    سبق توضيح معنى الآية ، وسبق نقل كلام ابن رجب في تكفير تارك الصلاة من نفس الكتاب الذي نقل منه ربيع ، وأزيدك يا خريف السنة وربيع الإرجاء - كلاما أخر في نفس المصدر :

    حيث ابن رجب(جامع العلوم والحكم:1/58) أيضاً:"والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان : قول وعمل ونية ، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان ، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم ، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكاراً شديداً ، وممــن أنـكــر ذلـك عـلـى قائلــه ، وجعلـــه قــولاً محــدثـاً : سعيــد بــن جبــير وميمـون بن مهران وقتادة وأيوب السّختياني وإبراهيم النخعي والزهري ويحيى بن أبي كثير .. وغيرهم. وقال الثوري : هو رأي محدثٌ ، أدركنا الناس على غيره ، قال الأوزاعي : كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان".))


    =======================


    ثم لما علم ربيع أن جريمته هذه يجب أن يتمسح فيها بأئمة الدعوة - لعلها تشفع له عند علماء اللجنة الذي لايبال وافقوه أم نبذوه - حيث نقل عن الإمامين الإمام عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في فتح المجيد ، والشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في كتاب تيسير العزيز الحميد وأقول :
    إن الشيخ سليمان صاحب تيسر العزيز الحميد ، يقرر جنس العمل في كتابه هذا ، فهل هو حدادي عندك يا ربيع الفساد والضلال والغي !؟ حيث يقول - رحمه الله - : في ( باب ما جاء في منكري القدر، ص 703 ) : - (وقوله ثم استدل – أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - بقول النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) - فجعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كأنه لما سئل عن الاسلام ذكر أركان الاسلام الخمسة لأنها أصل الاسلام ولما سئل عن الايمان أجاب بقوله أن تؤمن بالله إلى آخره، فيكون: المراد حينئذ بالإيمان جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل، والقرآن والسنة مملوءان بإطلاق الإيمان على الأعمال كما هما مملوءان بإطلاق الإسلام على الإيمان الباطن مع ظهور دلالتهما أيضاً ...."))

    فكيف بربيع الإرجاء أن يستدل بمن يستخدمون هذه ( الكلمة الملعونة عنده وعند أتباعه ) " جنس العمل ، وبقية ما نقله عن الإمامين فقد كفانا أخانا السني1 رّده بعبارة موجزة - سهلة ممتنعه - حيث قال - ثبتّه الله - :
    ((...بل العجيب والغريب ـ وليس بالعجيب من ربيع ـ أنّه سعى حثيثاً لنقل عبارات بعض أهل العلم التى قالوا فيها بودود كمالٍ للتوحيد والإيمان !! ، وكأنّ من يرد عليهم لا يقولون بوجود كمال في االتوحيد والإيمان وتفاضل فيه ؟
    فمن يقرأ كلامه يعتقد بأنّ الخلاف فيما بين ربيع وأهل السنّة يدور حول وجود كمالٍ للتوحيد والإيمان ومثال ذلك نقله عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن ـ رحمه الله ـ في فتح المجيد : ( قوله ( وتلا قوله " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " ) استدل حذيفة -رضي الله عنه- بالآية على أن هذا شرك ، ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله في الشرك الأكبر لشمول الآية ودخوله في مسمى الشرك ، وتقدم معنى هذه الآية عن ابن عباس وغيره في كلام شيخ الإسلام وغيره ، والله أعلم ، وفي هذه الآثار عن الصحابة ما يبين كمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه أو ينافي كماله )
    ثمّ علّق أعجوبة سحاب بعدها قائلاً :
    ( فهنا يثني الإمام عبد الرحمن على الصحابة بكمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه وينافي كماله وهذا حق فمن أعلم بالله وبدينه من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم )
    فلا أعلم كيف يفكّر هذا الخرف ، هل خلافنا معه يدور حول وجود كمال للتوحيد والإيمان ؟ هل نازعه أحد حول وجود كمال للإيمان والتوحيد ؟ )) أ. هـ



    ثم نقل الجاني ربيع المدخلي كلاما - مبتورا عن العلامة - عبدالرحمن السعدي - بتر أخره لأنه يهدم دعواه التي بناها ، وننقل كلام ربيع المدخلي ثم نبيّن البتر - بحول الله وقوته - .
    قال ربيع المدخلي في ختام مقاله - ناقلاً - (( - قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ص 425 ) :
    يقول تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ) وهي شهادة أن لا إله إلا الله وفروعها ( كشجرة طيبة ) وهي النخلة ( أصلها ثابت ) في الأرض ( وفرعها ) منتشر (في السماء) وهي كثيرة النفع دائماً ,( تؤتي أكلها ) أي : ثمرتها ( كل حين بإذن ربها ) فكذلك شجرة الإيمان ,أصلها ثابت في قلب المؤمن ,علماً واعتقاداً .وفرعها من الكلم الطيب ,والعمل الصالح ,والأخلاق المرضية ,والآداب الحسنة ,في السماء دائماً ,يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ,ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره , ( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ما أمرهم به ونهاهم عنه ,فإن في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة ,ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان ويتضح غاية الوضوح ,وهذا من رحمته وحسن تعليمه . فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه ,فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها في قلب المؤمن ) أ.هـ كذا .

    وترك مابعدها وفي نفس الصفحة حيث قال الشيخ السعدي مكملا في تفسير الآية التي بعدها مبيّن الإرتباط بين شهادة أن لا إله إلا الله التي هي الشجرة بأصولها وفروعها - ومكانة الشحرة عند الموت حيث قال عقبها - وقد ضرب ربيع عنها صفحا :
    حيث قال -رحمه الله - (( " يثبت الله الاذين أمنوا بالقول الثابت ...." يخبر الله - تعالى - أنه يثبتّ عباده المؤمنين ؛ أي الذين قاموا بما عليهم من الإيمان القلبي التام الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثنرها ...))


    أقول :

    فتأملوا يا معشر العقلاء كيف حذف الجاني هذه الفقرة ( من الإيمان القلبي التام الذي يستلزم أعمال الجوارح ) والتي تنقض دعواه - هو وزبانيته الذين يدافع عنهم - رأسا على عقب .
    فالله يتولاه في الدنيا والأخرة .



    الخاتمة


    (( وإني أقول ختاماً :

    1 / أن ربيعا لم يرد بهذا المقال الرد على الشيخ فالح الحربي ؛ إذ حسب علمي إلى الآن أن الذين ردوا على شبهة ربيع :"أن كثيرا من العلماء يقولون أن الإيمان أصل والعمل كمال فهل هم مرجئة أعوذ بالله " أن الذين ردوا على هذه الشبهة إنما هم العلامة الفوزان والغديان والمفتى آل الشيخ ؛ فتأملوا - رعاكم الله - قدر هؤلاء العلماء عند ربيع وعند المصفيقن له بالباطل ، فالمقصود برده هذا هم هؤلاء العلماء الذين أشار إليهم في مطلع رده (... علماء الحدادية ..) . ، وما الشيخ فالح إلا مطيَّة حاول ربيع أن يجعلها تصل به للطعن في أؤليك الجبال ؛ إذ هو وحزبه من أجبن الناس عن مواجهة الأئمة والعلماء .، ولا أدلّ على ذلك ما قام به هذا المجرم من تعديلات على مقاله ، فيامعاشر العقلاء ألا يدل هذا على كيد ربيع وركاكة منهجه وسوء

    2 / فلينظر العقلاء إلى حال ربيع المدخلي في مثل هذه الكتابات والمقالات وتقريراته في الدفاع عن من يرى الإيمان يصح بدون العمل ؛ وخذ مثالاً هذا المقال ، وكتاب دلائل البرهان الذي راجعه وعلقّ عليه ، وهو يقرر أن من السلف من لم يكفر تارك العمل بالكلية ، السؤال الذي يطرح نفسه :

    ماهوشعور ربيع وهو قد وضع لأهل الشهوات والزندقة والتجرد من شعائر الدين الظاهرة المتمثلة في الواجبات والفرائض ؛ إذ هؤلاء على زندقتهم التي تتمثل في ترك واجبات الدين العملية بالكلية ، لايغدون - عند ربيع وشلته - إلا مؤمنون ناقصو الإيمان ، لازالت في قلوبهم مثقال ذرة من إيمان ، ولو لم يعملوا خيرا بجوارحهم ، فلينظر ربيع أيَّ منزلة هو الآن قابعٌ فيها !. وعن من يدافع ، لقد فتح الرجل بأصوله الفاسدة - في هذه الفتنة - المتمثلة في أمرين :
    1 / أجاز لمن يريد أن ترك أصول الإسلام وواجباته العظام بحجة مراعاة المصالح والمفاسد .
    2 لما أجاز لهم ترك الواجبات الشرعية ، ظمن لهؤلاء التاركين واجبات الشرع الظاهر بالكلية ظمن لهم البقاء في دائرة الإسلام ، إذ هو يرى أن من ترك العمل بالكلية فلايزال لديه مثال ذرة من إيمان ولو لم يعمل بجوارحه خيراُ .


    ولاينفعه قوله في مطلع مقاله واصفاً من يمريمهم بالحدادية :
    ((فلا يكفي عندهم أن يقول السلفي :
    الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة وأدنى أدنى من مثقال ذرة كما نطقت به الأحاديث النبوية الصحيحة .
    بل أوجبوا على الناس أن يقولوا : (حتى لا يبقى منه شيء) والذي لا يقول بهذه الزيادة فهو عندهم مرجئ غال وحتى ولو قالها بعض أهل السنة فهم عندهم مرجئة رغم أنوفهم !! ))

    الجواب :
    النصوص والأحاديث النبوية الصحيحة التي تتحدث عن بقاء مثقال ذرة من إيمان ؛إنما جاءت في أهل الإسلام اليذن عملوا بجوارحهم ، وفرطوا في بعض منها ، لكنهم عملوا ، فهؤلاء في دائرة الإسلام وتبقى لهم هذه الذرة من الإيمان ، فهذه الذرة تشمل أركان الإيمان الثلاث الإعتقاد والقول والعمل بالجوارح ،كقطرة الماء لاتكون قطرة إلا بمكوناته جميعها ؛ ولكن أنتم تثبتون هذه الذرة لمن ترك العمل بالكلية ، فتقولون له رصيدك من الإيمان هو الذرة .

    وأما النصوص التي تتمسح بها فهي قد جآءت في أهل الإسلام ، الذين إعتقدوا ونطقوا وبجوارحهم عملوا ، وكلام العلماء كابن باز وابن عثيمن والفوزان وابن تيمية وغيرهم الذين قالوا ببقاء ذرة إنما هم يقولونها فيمن يعملون ، لا فيمن لم يعمل بجوارحه ، وهم لهم تقريرات في تكفير تارك العمل بالكلية ؛ أي زوال هذه الذرة .



    3 / الأمر الأخير :

    هو أن مقال ربيع ٍ – وقبله كتاب دلائل البرهان الذي أشرف عليه وراجعه وعلق عليه - هذا لهو إيذانٌ من ربيع المدخلي بفشل محاولات الشيخ السحيمي – المرثونية – التي حاول فيها الصلح بين ربيع وبين بعض مشايخ الرياض ، فقرر ربيع المدخلي المواجهة التي إبتدائها بإخراج تلميذه محمد ال الشريف كتابه ( دلائل البرهان ) الذي يقرر أن تكفير تارك جنس العمل هي مسألة خلافية بين السلف ، ثم هذا الكتاب الجديد ، إضافة للمقالات التي كتبها ولم يخرجها إلى الآن ، ولعله ستخرج – لاحقا – إذ المواجهة مع العلماء لا محالة أنها قائمة ؛ لاسيما وقد وجد من أتباعه من يصفقون له ، ومستعدون لأن يضحوا بأعراض علماء اللجنة الدائمة من أجل عيون شيخهم فالله يتولى أمرهم وشأنهم ؛ ولكن أنى لأهل الغواية في بلاد التوحيد من مرقد ، والله أسأل أن يتولى قمع هذه الطائفة الغاوية ، وزعيمها الذي بلغ من الغاوية من الناس عنه شاهدون ، وأما الغاوي فنقول له :



    وبحـسـب مــن تُنـعـى إلـيـه نفـسـه ُ * مــنــه بــأيـــام ٍ خــلـــت ْ ولــيـــال
    إضرب بطرفك حيث ُ شئت َ فأنت في ** عـبـرٌ لـهــن َّ تـــدارك ٌ وتــــوال ِ
    يبلي الجديـد ُ وأنــت فــي تجـدِيـدِه ِ **وجمـيـع ُ مــا جــددت َ مـنــه فـبــال ِ
    يـا أيهـا البطـر الـذي هـو فــي غــد ٍ**فـــي قـــره ِ مـتـفــرق ُ الأوصــــال
    يـاتـاجـر الـغــي الـمـضـر بــرشــده ِ**حـتــى مـتــى بـالـغـيّ أنـــت تُـغـالـي
    الــحــمـــدلله الــحــمــيــد بــمـــنـــهِ * *خـسـرت ولــم تـربـح يـــد الـبـطـال





    وأخيرا فهذا ما إنتهى به المداد ، وبلغنا به المراد ، من الرد على طائفة الإرجاء والفساد ، و والله أسأل أن يتقبل مني ، ويهدي هذا المرجيء إلى طريق السداد .


    وصلى الله على محمد وآله وصحبه

    الدينوري












    التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي السلفي ; 11-08-2006 الساعة 11:12 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    217

    الرد الأول :


    رد فضيلة الشيخ عبدالعزيز أل الشيخ
    مفتي المملكة العربية السعودية حفظه الله تعالى .


    السائل : السؤال الثاني هناك مقال في الإنترنيت أريد منك أن تعلق عليه هل هو صحيح أم خطأ .قال صاحب المقال "كثير من
    العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال(العمل فرع). يقولون هذا الكلام هل نقول هم مرجئة أعوذ بالله من ذلك"
    الشيخ :لا ، لا ، لا الأعمال أصل من الإيمان.
    السائل:هذا المقال هل هو مقولة أهل السنة والجماعة ؟.
    الشيخ : لآخطأ, لآ خطأ , خطأ
    السائل : عقيدة المرجئة؟
    الشيخ : نعم , نعم .
    الشيخ : حياك الله

    استمع هنا ( يمين الماوس واختر حفظ الرابط باسم):


    http://alathary.net/vb2/attachment.p...achmentid=3612




    ___________________________________________


    الرد الثاني :

    مع فضيلة الشيخ عبدالغديان
    عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله تعالى ورعاه



    السائل : يا شيخ هناك مقال أريد منك التعليق عليه هل هو صحيح أم خطأ. المقال في الإنترنيت يقول صاحب هذا المقال
    " كثير من العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال( العمل فرع)"؟
    الشيخ: هذا ليس بصحيح .
    السائل: هل هو من عقيدة أهل السنة والجماعة ؟
    الشيخ : لآ , هذا من عقيدة المرجئة.
    السائل: بارك الله فيك ياشيخ .
    الشيخ: حياك الله مع السلامة.
    السائل :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الشيخ: وعليكم السلام

    استمع هنا ( يمين الماوس واختر حفظ الرابط باسم):


    http://alathary.net/vb2/attachment.p...achmentid=3613


    ________________________________________


    الرد الثالث:


    للعلامة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -


    السؤال : إنتشر عبر الأنترنت مقال يقول فيه صاحبه أن "كثير من العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال" ؟


    الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - :


    هذا ما يدري إلي يقول الكلام هذا ما يدري ، هذا إمَّعَة يسمع من يقول هذا القول و يردده ، الإيمان قول و إعتقاد وعمل لا بد من الثلاثة قول باللسان و إعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح لا بد من الثلاثة هذا ما درج عليه السلف الصالح و أئمة الهدى قديما و حديثا ، و اللي يبي يشغب و يجيب مسائل شاذة أو مسائل خلافية و يشوش بها على الناس هذا ما يلتفت إليه.



    بالصوت :احفظ ثم استمع
    http://www.alathary.net/vb2/attachme...achmentid=2258

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    217
    http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=11049

    صوتيا /الشيخ فالح الحربي يقول(مقال ربيع الأخيرهو إعتراف منه بمقال الناصح الصادق) جديد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الدوسري ; 11-12-2006 الساعة 12:30 AM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762

    ( مزيدة )


    الحمد لله المعزِّ بدينه من أطاعه وأتبع دينه الحق ، والصلاة على نبيه المصطفي :

    أما بعد :

    فقد سبق وأن أنزلت رد على ما نشره الناطق الرسمي بتنظيم المرجئة العصرية - الفرقة الخامسة - ربيع بن هادي عمير المدخلي ؛ إلا أني رأيتُ أن الرد لايزال يحتاج إلى تنقيح وزيادة بعض المسائل التي إستفدتها من ردود بعض العلماء الذين لم يألوا جهدا في رد مقال ربيع كالشيخ العلامة فالح الحربي وفضيلة الشيخ العزيز فوزي الحميدي الأثري وكذلك الشيخ ملفي الصاعدي وغيرهم ، إضافة لردود مشايخ اللجنة الكرام المفتي والغديان والفوزان - حفظهم الله ورعاهم - وكذلك فإن ربيعا المدخلي ، قد أضاف بعض النقولات إلى مقاله لم تكن في نسخته التي نشرها سابقا في المرة الأولى ، إضافة لبعض ما أشار به عليّ بعض الأحباب من الإطلاع على بعض الردود التي ردّ بها بعض طلبة العلم على مانقله المرجيء الكبير : علي حسن عبدالحميد الحلبي الأردني - هتك الله ستره - فلما رجعت لتلك الردود فوجدتها ترد على نفس ما نقله ربيع هنا فكان لزاما إعادة تهيأت الرد من جدي ليكون بحلته الجديدة ، وهو وإن كان سيطول - إذ هو رد تفصيلي - إلا أن فيه إفحام لربيع وأبناء حزبه الهالك .
    والله أسأل أن يهدي ربيعا إلى الرجوع الى منهج أهل السنة والجماعة ، وأن يترك منهج أهل البدع الذي إمتطاهُ أو أن يرينا فيه آية من آياءته ، تكون عبرة لغيره ، وهذا أوآن الرد عليه .

    وهذا الرد بُني على عدة فصول :

    - ذكر ما بنى عليه ربيع مقاله الآسن .
    - تفنيد مافهمه من كلام أئمة الإسلام ، والذي فهم منه ربيع أنهم يقولون بأن العمل شرط كمال في الإيمان .
    - نقل ردود العلماء على مقال ربيع المدخلي هذا .
    - بيان شيء من فهم ربيع لمعنى بقاء ذرة من إيمان .

    وغير هذا مما ستراه مدونا في هذه السطور .







    يتبع بحول الله ....
    التعديل الأخير تم بواسطة فكري الدينوري ; 01-02-2007 الساعة 02:34 PM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    425
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وسدد خطاكم.
    قال العلامة بقية السلف الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في شرح مسائل الجاهلية (ص126): (فهذا من العقوبات أن الإنسان إذا ترك الحق يُبتلى بالباطل، وهذه سنة لا تتبدل ولا تتغير، فبعض المسلمين تركوا كتاب الله وسنة رسوله، وأخذوا بأقوال الناس، وأخذوا علم المنطق، وأخذوا علم الكلام، هم من هذا القبيل، لما تركوا كتاب الله وسنة رسوله وأخذوا غيرهما لأنهم لما أعرضوا عن كتاب الله وسنة رسوله، ولم يأخذوا عقيدتهم من الكتاب والسنة، ابتلوا بأخذ العقيدة من علوم الكفرة والملاحدة، فما أشبه الليلة بالبارحة!

    وهكذا كل من ترك الحق فإنه يبتلى بالباطل، ومن ترك مذهب أهل السنة والجماعة، فإنه يبتلى بمذاهب الفرق الضالة – كالمرجئة -، والذي يتحزب مع الجماعات الضالة المخالفة للكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة، يُبتلى بأن يكون مع الفرق الضالة.

    هذه سنة الله سبحانه وتعالى، فهذا مما يُحَذِّر المسلم من أن يترك الحق لأنه إذا ترك الحق ابتلى بالباطل، وإذا ترك اتباع أهل الحق اتبع أهل الباطل، دائماً وأبداً). اهـ



    فأمر البدع أمر خطير ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنها تقضي على السُّنن وتفسد الدين وتغضب الرب سبحانه؛ لأنها من شريعة الشيطان والمبتدع أحب إلى الشيطان من العاصي؛ لأن العاصي يتوب والمبتدع يبعد أن يتوب،‏‏

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    ** ما شاء الله تبارك الله **

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •