الشنقيطي: يجوز منتجات الغربية ويحذر من تقليدهم في الانحطاط الخلقِ وبيانه بأن الناس قد عكسوا القضية !!
قال الشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن( 3/506 ):
والقسم الثالث من الأقسام الباطلة هو أخذ الضار وترك النافع(1 ): ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح وهو أخذ النافع وترك الضار وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس أخبره بها سلمان فأخذ بها ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار، وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفا على أولادهن لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة وهي وطء المرضع تضعف ولدها وتضره ...فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار، وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأريقط الدؤلي له في سفر الهجرة( 2) على الطريق مع أنه كافر، فاتضح من هذا الدليل أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية(3 )، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة(4 )، والمؤسفا أن أغلبهم يعكسون القضية فيأخذون منها الانحطاط الخلقي والانسلاخ من الدين والتباعد من طاعة خالق الكون( 5) ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما أحسن الدين والدنيا إذا جتمعا * وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل[/poem]
--------------
(1 ) فالضار هو: أصل التشبه بهم في الانحطاط الخلقي والانسلاخ من الدين... والنافع: هو المنتجات التي تنتجها هذه الدول الكافرة وغيره.
( 2) وكل هذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع من أخذ هذه الأفكار وهي في الأصل أفكار أناس كفار حيث أنها لا تعارض الدين من جميع النواحي، وكذا فأنه صلى الله عليه وسلم كان يؤكل من اليهود ذبائحهم ويشتري منهم ويرهن عندهم حاجاته لكي يقبض بدله مال أو طعام كرهنه صلى الله عليه وسلم الدرع عند اليهودي، وكل هذا يدل على جواز التعامل مع أهل الكفر في الأمور الدنيوية إذا لم تعارض الدين أو تؤثر فيه.
(3 ) كالأكل بجميع أنواعه (الحلال)، والآلات الميكانيكا كالسيارات والطيارات، والكهربائية كالمكانس والمسجل والمذياع وغير ذلك، وهذا دليل على بطلان فتوى أهل الجهل والتحزب بخصوص مقاطعة السيارات الأمريكية بشكل خاص ومنتجاتهم الأخرى بشكل عام وهكذا الحال في بعض الدول الكافرة.
(4 ) لأن هذا هو الأصل.
(5 ) وهذا ما نراه في كثير من يأمر الناس بالمقاطعة، حيث نراه في نفسه وأهله وأبنائه وذويه ممن أتبعوا هؤلاء الكفرة وشابهوهم في لباسهم وحلاقة شعرهم وسماعهم المعازف الآثمة وتطويل الأظافر والتحدث بلغتهم من غير حاجة وهكذا...، فعلى الشباب المسلم أن يحذروا من هذا الأمر أشد الحذر فيتركوا سبيل الشيطان في أتباع هؤلاء الكفار والتشبه بهم في أمورهم الخلقية والأخلاقية المنحطة وتقليدهم فيما يرتكبونه من معاصي وفجور وآثام وعليهم بتباع الكتاب والسنة والاهتداء بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأن لا يحرموا ما أحل الله لنبيه من أكل منتجات أهل الكفر أن كانت حلال، أو الانتفاع من صناعاتهم، هذا وبالله التوفيق.
منقول