الشيخ الدكتور ملفي بن ناعم الصاعدي يرد على إستدلالة
الدكتور ربيع المدخلي
في مسألة التنازل عن الأصول
قال - حفظه الله وثبته - كما في النصيحة الثلاثية -
(( ثالثاً :قلتم - وفقكم الله – في ( اللفتات) ص32 : "...وأضيف : أليس المشركون أنفسهم قد اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أموراً يوم صلح الحديبية للتنازل عنها فلأجل المصالح والمفاسد التي راعاها استجاب لهم فيها ، وهي من الأصول " وناقشتم أمثلة منها :
ترك كتابة : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
وترك كتابة: ( محمد رسول الله ) وصلاة الصحابة رضي الله عنهم خلف عثمان رضي الله عنه إتماماً وترك القصر ... الخ وجعلتم تركها من باب ترك الأصول.
ونقول :
1- لا وجه لتشنيعكم على أخيكم في هذا ؛ لأن تنازله –صلى الله عليه وسلم – إنما هو عن كتابة ( الرحمن الرحيم ) و ( رسول الله ) فهو لم يتنازل عن الإيمان بأن الرحمن والرحمن والرحيم اسمان لله تبارك وتعالى دلان على صفة عظيمة له وهي الرحمة ، ولا عن الرسالة ، بل صدع بذلك في وجوههم حيث قال : " والله إني رسول الله وإن كذبتموني " .
ومعلوم لديكم الفرق بين التنازل عن الكتابة والتنازل عن الرسالة والإيمان بأسماء الله وصفاته .
وصلاة الصحابة أربعاً وترك القصر خلف عثمان – رضي الله عن الجميع – إنما هو ترك سنة من أجل الحفاظعلى الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف ، وليس ترك أصل ، وكلام أهل العلم مشهور في هذه المسائل.
2- قولكم : " استحباب لهم فيها وهي من الأصول " : نرى أنه غير لائق ؛ لأنه يفهم منه جواز التنازل عن الأصول في حال الإختيار ، وعلوم أن الأصول لا يحل تركها إلا في حال الإكراه بشرط بقاء طمأنينة القلب بالإيمان كما قال تعالى : " ..إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " .
3- ما تركت هذه الأمور من أجله – وهو مراعاة جلب المصالح ودرء المفاسد – أصل من أصول أهل السنة ، لايخالفكم فيه الشيخ فالح ولا غيره . فما وجه التشنيع إذن ؟ .))
http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=10981