بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال : المستمع عمران موسى من جمهورية مصر العربية بعث بسؤال يقول فيه : ما تفسير قول الحق – تبارك و تعالى – أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " وهل مقولة ابن عباس : كفر دون كفر تنطبق على من ينحي الشريعة بأكملها أو يعطلها أو أنه كفر و مخرج من الملة ؟
الجواب : المعروف عند أهل العلم كما قال ابن عباس أنه كفر دون كفر إذا كان يعتقد أن حكم الله هو الواجب و أن الحكم بغير ما أنزل الله لا يجوز و لكن حكم بغير ما أنزل الله لأسباب أخرى فإنه حينئذ يكون فاسقاً وظالماً و كافراً لكنه ظلم دون ظلم و فسق دون فسق و كفر دون كفر لأنه يعرف بأنه ظالم و أنه مخطئ وأنه عاصٍ لله ولكن حمله على الحكم بغير ما أنزل الله أسباب اعتقد أنها مبرأ لعمله السيئ كأخذ الرشوة ووجوده في الأمارة و السلطنة و ما أشبه ذلك ، فهذا كفر دون كفر وظلم دون ظلم و فسق دون فسق ، أما من حكم بغير ما أنزل الله يعتقد جواز ذلك أو أنه أفضل من حكم الله فهذا كافرُ كفراً أكبر ، بعض الناس نعوذ بالله يعتقد بأن الحكم بما أنزل الله مضى زمانه و أنه لا يليق بهذا الزمان و هذا من أعظم الكفر نسأل الله العافية ، كذلك لو اعتقد أنه يسوغ أو أنه ( مفضول ) ولكنه يسوغ أن حكم الله أفضل كل هذا كفر لابد يعتقد أن حكم الله هو الواجب و هو اللازم و أن الحكم بغير ما أنزل الله يجب طرحه ويجب تركه و أنه منكر و أما إذا استساغه و جوزه ولو رأى أن الشريعة أفضل منه فإنه يكون كافراً نسأل الله السلامة .(من فتاوى برنامج نور على الدرب )