أخي طالب الوزيري
الإيمان عند أهل السّنة هو مركب من [ قول وعمل ونيّة = الإعتقاد ] فلا يكون الإيمان إيماناً إلا بإجتماع هذه الثلاث [ القول ـ العمل ـ الإعتقاد ] .
الماء : هو مركب من غاز الهيدروجين والإكسيجين ، فإذا كان الهيدروجين لوحده لم يكن ماءً ، وإن كان الأكسيجين لوحده لم يكن ماءً كذلك ، فلا يكون الماء ماءً حتى يمتزج هذين الغازين .
العجين : هو إمتزاج الدّقيق بالماء ، فإن كان الدّقيق لوحده كان دقيقاّ ، وإن كان الماء لوحده كان ماءً ، فلا يكون العجين عجيناً إلا بعد إمتزاج الدّقيق بالماء .
كذلك الإيمان فهو مركب من [ قول وعمل وإعتقاد ] فإن عدم أحد هذه الثلاث لم يكن هناك إيمان .
والسّلف مجمعون على أنّ الإيمان هو قول وعمل وإعتقاد لا يكون إلاّ بها مجتمعةً ، أمّا مرجئة العصر فيقولون بوجود الإيمان مع إنعدام العمل ، ويكون تعريف الإيمان الصحيح ـ على حسب معتقدهم الإرجائي ـ هو : [ قول وإعتقاد ] فقط لأنّه يصح عندهم بلا عمل ، ويلزم من هذا تجهيل إجماع سلف الأمة لأنّهم أجمعوا على تعريف خاطيء للإيمان وليس جامعاً ولا ماناً .
ومع أن مرجئة العصر عرّفوا الإيمان بتعريف السّلف ـ تمويهاً أو جهلاً منهم ـ وقالوا بالإستثناء فيه إلاّ أنّهم إنتهوا إلى قول ونتيجة المرجئة وهي : إثبات الإيمان لمن لم يأتي بالعمل ، فالمرجئة مجمعون على إثبات الإيمان لمن لم يعمل بجوارحه .
وإليك هذا الرابط الذي نقل فيه أخونا أبو حذيفة الليبي إجماعات السّلف على كفر من لم يأتي بعمل الجوارح
http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=10754
مع أنّ هناك الكثير من الآثار عن آحاد السلف التي تقول بعدم إيمان من لم يأتي بعمل الجوارح .
أمّا لفظة [ جنس العمل ] التي يشغّب بها مرجئة العصر ـ حلبي مكّة وحلبي الشام ـ فهي من إصطلاحات العلماء .
1ـ كما نعلم بأن الإصطلاحات غير توقيفية وليست محلا للولاء والبراء .
2ـ لو سلمنا جدلا بأن علماء السلف لم يقولوا بهذه اللفظه ( جنس العمل ) !! ، لكنهم قالوا بتكفير تارك مدلول هذه اللفظة ( جنس العمل ) وهي ترك عمل الجوارح الواجبة بالكلية .
3ـ ليس الخلاف فيما بيننا وبين مخالفينا حول العبارات والألفاظ كما يحاولون أن يوهموا من لا علم لديه ، بل خلافنا في مدلول هذه اللفظه .
4ـ لقد قال بهذه اللفظة ( جنس العمل ) كبار علماء السلف الأجلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وتابعهم علماء السلف على هذا حتى هذا اليوم متمثلين في هيئة كبار العلماء ، فهل جميع هؤلاء العلماء يحدثون في دين الله ؟ .
5ـ وأيضا لو سلمنا لهم بأن لفظة جنس العمل مجملة !! ، فما هو واجب طالب العلم تجاه الألفاظ المجملة ؟
هل يردها بإطلاق أم يستفصل من قائلها ؟ فإن أريد بها معنا صحيحا قبلت وإن أريد بها معنا غير صحيح ردت ؟
طريقة السلف في الألفاظ المجملة هو التفصيل كما قرر ذلك شيخ الإسلام إبن تيمية في مجموع الفتاوى
6ـ معنى ( جنس العمل ) في إصطلاح العلماء هي أعمال الجوارح الواجبة من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد وبر بالوالدين وووالخ وإجتناب ما نهى الله عنه من زنا وسرقة وشرب خمر وووالخ .
واتنبّه إلى أنّ كلامنا ليس عن حالات خاصة كرجل آمن ولم يتمكّن من العمل ومات .
أمّا بقيّة شبه المرجئة وسفسطاتهم فما عليك إلا أن تدير محركات البحث في هذه الشبكة وستجد ردود العلماء وطلاب العلم عليها وستجد ما يروي ظمأك إن شاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخّص :
1ـ الإيمان عند أهل السنّة قول وعمل وإعتقاد ، ولا يصح بلاعمل .
2ـ المرجئة هم من يرجيء العمل عن مسمّى الإيمان ، لذلك يقول مرجئة العصر بحصول الإيمان بلا عمل .
3ـ ترك ( جنس العمل ) : هو ترك جميع ما أمر الله به من عمل الجوارح الواجبة من مأمورات ومنهيّات .