الشيخ عبدالعزيز الراجحي
يشير إلى الخلاف الواقع في هذه المسألة
السؤال الثامن عشر:
ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي والبريطاني وغيرها مع جعله قانونا ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية؟
الجواب:
(( هذه مسألة فيها كلام لأهل العلم وقد ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن من بدَّل الشريعة بغيرها من القوانين فإن هذا من أنواع الكفر، ومثَّل لذلك بالمغول الذين دخلوا بلاد الإسلام وجعلوا قانونا مكونا من عدة مصادر يسمى ( الياسق )، وذكر كفرهم وذكر هذا أيضا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- فقد قال في أول رسالته " تحكيم القوانين ": إن من الكفر المبين استبدال الشرع المبين بالقانون اللعين، فإذا بدَّل الشريعة من أولها إلى آخرها كان هذا كفرًا من أنواع الكفر والردة، وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا بد أن يعتقد استحلاله، ولا بد أن تقام عليه الحجة، وذهب إلى هذا سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وقال: إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم؛ فلا بد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.
والمقصود أن هذه المسألة مسألة خطيرة، وهذا إذا لم يكن لمن وضع القانون أعمال كفرية أخرى، أما إذا كان تلبَّس بأنواع من الكفر الأخرى فهذا لا إشكال فيه، لكن هذا مفروض في شخص لم يتلبَّس بشيء من أنواع الكفر، فهل يكون هذا كفرا أكبر بمجرد تبديله الدين كما ذكر هذا الحافظ ابن كثير والشيخ محمد بن إبراهيم -رحمهما الله- وغيرهما من أهل العلم، أو أنه لا بد من إقامة الحجة وبيان أن هذا الأمر كفر فإذا قامت عليه الحجة حكم بكفره. ))
أسئلة وأجوبة في الإيمان
####################
وقال -حفظه الله -
(( من حكم بغير ما أنزل الله في جميع أحكامه؛ بأن سن القوانين الوضعية ليتحاكم الناس إليها، فحكمه أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- بأنه كافر، أفتى بذلك في البدو الذين يتحاكمون إلى سلومهم في كل شيء في الحدود والمعاملات، وهذه السلوم والعادات وضعوها من أنفسهم.
وقال شيخنا(1): لا يكفر حتى
يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، أو يوجد منه ما يدل على استحلاله، بأن يصرح بأنه يرى الجواز. ))
فوائد في العقيدة 33
1/ يعني ابن باز
علما أن الشيخ الراجحي يرجح أن من إستبدل الحكم بالشريعة بالقوانين يدخل في التفصيل
كما سيأتي النقل عنه في جوابه على سؤال في شرحه على عقيدة الامام الشافعي