والآن أهجو الاشعري وحزبه *** وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم *** عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى *** وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني *** آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم *** حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم *** وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني *** من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت *** أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة *** ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا *** اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى *** أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم *** سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا *** والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم *** لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد *** وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم *** لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم *** فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم *** وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم *** فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله *** فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني *** رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة *** اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم *** فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها *** فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي *** والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما *** حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني *** ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها *** أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم *** حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم *** وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة *** فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي *** ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم *** أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما *** وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر *** أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا *** والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد *** في آية من جملة القرآن
هذي الشقاسق والمخارف والهوى *** والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصول ضلالة *** كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
ونعت محارمكم على أمثالكم *** والله عنها صانني وحماني
أني اعتصمت بجبل شرع محمد *** وعضضته بنواجذ الأسنان
اشعرتم يا اشعرية أنني *** طوفان بحر أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم *** أنا سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه *** من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى *** من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى *** بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم *** ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم *** حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم *** حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم *** غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي *** ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم *** وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم *** وليمنعن جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم *** حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي *** حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم *** فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم *** حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم *** غضب النمور وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي *** ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم *** سعطا يعطس منه كل جبان
إني بحمد الله عند قتالكم *** لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي *** وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
وإذا حملت على الكتيبة منكم *** مزقتها بلوامع البرهان
الشرع والقرآن أكبر عدتي *** فهما لقطع حجاجكم سيفان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم *** فهما لكسر رؤوسكم حجران
إن أنتم سالمتم سولمتم *** وسلمتم من حيرة الخذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى *** فنضالكم في ذمتي وضماني
يا اشعرية يا اسافلة الورى *** يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم *** بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني *** كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها *** حنقا وغيظا أيما غليان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة *** وأسا علي وعضوا كل بنان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا *** ولقيت ربي سرني ورعاني
وأباحني جنات عدن آمنا *** ومن الجحيم بفضله عافاني
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه *** والكل عند لقائهم أدناني
لم أدخر عملا لربي صالحا *** لكن بإسخاطي لكم أرضاني
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا *** أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا المحب لأهل سنة أحمد *** وأنا الأديب الشاعر القحطاني
سل عن بني قحطان كيف فعالهم *** يوم الهياج إذا التقى الزحفان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم *** وها لهم سيفان مسلولان
نصروا بألسنة حداد سلق *** مثل الأسنة شرعت لطعان
سل عنهم عند الجدال إذا التقى *** منهم ومن أضدادهم خصمان
نحن الملوك بنو الملوك وراثة *** أسد الحروب ولا النسا بزوان
يا أشعرية يا جميع من أدعى *** بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة *** من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا *** فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته *** كالصخر يهبط من ذرى كهلان
يتبع إن شاء الله