-
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى *** ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها *** ولأجعلن الزهد من أعواني
ولأتلون حروف وحيك في الدجى *** ولأحرقن بنوره شيطاني
أنت الذي يا رب قلت حروفه *** ووصفته بالوعظ والتبيان
ونظمته ببلاغة أزلية *** تكييفها يخفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه *** من قبل خلق الخلق في أزمان
فالله ربي لم يزل متكلما *** حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده *** موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا *** جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا *** قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه *** صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا *** إذ ليس يدرك وصفه بعيان
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته *** أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه *** من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته *** وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى *** وحوى جميع الملك والسلطان
وكلامه القرآن أنزل آيه *** وحيا على المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته *** ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي *** لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه *** بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله *** أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها *** ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه *** ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية *** فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن *** رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن *** ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من *** سماه في نص الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيله *** وبداية التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيه *** وتلاه تنزيلا بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابه *** بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره *** وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها *** فبه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة *** ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه *** ونهى عن الآثام والعصيان
من قال إن الله خالق قوله *** فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية *** فغدا يجرع من حميم آن
من قال إن حروفه مخلوقة *** فالعنه ثم اهجره كل أوان
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا *** إلا بعبسة مالك الغضبان
والوقف في القرآن خبث باطل *** وخداع كل مذبذب حيران
قل غير مخلوق كلام إلهنا *** واعجل ولا تك في الإجابة واني
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله *** والقائلون بخلقه شكلان
وتجنب اللفظين إن كليهما *** ومقال جهم عندنا سيان
يأيها السني خذ بوصيتي *** واخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفق متودد *** واسمع بفهم حاضر يقظان
كن في أمورك كلها متوسطا *** عدلا بلا نقص ولا رجحان
واعلم بأن الله رب واحد *** متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية *** والآخر المفني وليس بفان
وكلامه صفة له وجلالة *** منه بلا أمد ولا حدثان
ركن الديانة أن تصدق بالقضا *** لا خير في بيت بلا أركان
الله قد علم السعادة والشقا *** وهما ومنزلتاهما ضدان
لا يملك العبد الضعيف لنفسه *** رشدا ولا يقدر على خذلان
سبحان من يجري الأمور بحكمة *** في الخلق بالأرزاق والحرمان
نفذت مشيئته بسابق علمه *** في خلقه عدلا بلا عدوان
والكل في أم الكتاب مسطر *** من غير إغفال ولا نقصان
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا *** إن القدور تفور بالغليان
دن بالشريعة والكتاب كليهما *** فكلاهما للدين واسطتان
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما *** بجميع ما تأتيه محتفظان
ولكل عبد حافظان لكل ما *** يقع الجزاء عليه مخلوقان
أمرا بكتب كلامه وفعاله *** وهما لأمر الله مؤتمران
والله صدق وعده ووعيده *** مما يعاين شخصه العينان
والله أكبر أن تحد صفاته *** أو أن يقاس بجملة الأعيان
وحياتنا في القبر بعد مماتنا *** حقا ويسألنا به الملكان
والقبر صح نعيمه وعذابه *** وكلاهما للناس مدخران
والبعث بعد الموت وعد صادق *** بإعادة الأرواح في الأبدان
وصراطنا حق وحوض نبينا *** صدق له عدد النجوم أواني
يسقى بها السني أعذب شربة *** ويذاد كل مخالف فتان
وكذلك الأعمال يومئذ ترى *** موضوعة في كفة الميزان
والكتب يومئذ تطاير في الورى *** بشمائل الأيدي وبالأيمان
والله يومئذ يجيء لعرضنا *** مع أنه في كل وقت داني
والأشعري يقول يأتي أمره *** ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه *** يأتي بغير تنقل وتدان
وعليه عرض الخلق يوم معادهم *** للحكم كي يتناصف الخصمان
والله يومئذ نراه كما نرى *** قمرا بدا للست بعد ثمان
يوم القيامة لو علمت بهوله *** لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تشققت السماء لهوله *** وتشيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطرير شره *** في الخلق منتشر عظيم الشان
والجنة العليا ونار جهنم *** داران للخصمين دائمتان
يوم يجيء المتقون لربهم *** وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى *** يتلمظون تلمظ العطشان
ودخول بعض المسلمين جهنما *** بكبائر الآثام والطغيان
والله يرحمهم بصحة عقدهم *** ويبدلوا من خوفهم بأمان
وشفيعهم عند الخروج محمد *** وطهورهم في شاطئ الحيوان
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا *** جنات عدن وهي خير جنان
فالله يجمعنا وإياهم بها *** من غير تعذيب وغير هوان
وإذا دعيت إلى أداء فريضة *** فانشط ولا تك في الإجابة واني
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها *** فلهن عند الله أعظم شان
لا تمنعن زكاة مالك ظالما *** فصلاتنا وزكاتنا أختان
والوتر بعد الفرض آكد سنة *** والجمعة الزهراء والعيدان
مع كل بر صلها أو فاجر *** ما لم يكن في دينه بمشان
وصيامنا رمضان فرض واجب *** وقيامنا المسنون في رمضان
صلى النبي به ثلاثا رغبة *** وروى الجماعة أنها ثنتان
إن التراوح راحة في ليلة *** ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا *** إلا المجوس وشيعة الصلبان
والحج مفترض عليك وشرطه *** أمن الطريق وصحة الأبدان
كبر هديت على الجنائز أربعا *** واسأل لها بالعفو والغفران
إن الصلاة على الجنائز عندنا *** فرض الكفاية لا على الأعيان
إن الأهلة للأنام مواقت*** وبها يقوم حساب كل زمان
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى *** شخص الهلال من الورى إثنان
متثبتان على الذي يريانه *** حران في نقليهما ثقتان
لا تقصدن ليوم شك عامدا *** فتصومه وتقول من رمضان
لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وحزبة الشيطان
جعلوا الشهور على قياس حسابهم *** ولربما كملا لنا شهران
ولربما نقص الذي هو عندهم *** واف وأوفى صاحب النقصان
إن الروافض شر من وطئ الحصى *** من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه *** ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه *** جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه *** روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد *** بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى *** وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد *** وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد *** وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد *** بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا *** في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا *** وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد *** يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما *** لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه *** وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله *** وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما *** أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما *** أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي *** هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف *** من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم *** وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها *** قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة *** بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره *** وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه *** هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها *** وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه *** دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة *** بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه *** ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم *** في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة *** وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده *** أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه *** ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة *** وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي *** من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها *** وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد *** لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم *** وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى *** وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد *** وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى *** بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم *** وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما *** تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى *** عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه *** قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة *** فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما *** جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله *** سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك *** والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد *** فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم *** واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره *** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة *** وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الجهالة إنهم *** أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا *** بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم *** شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة *** ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله وارج ثوابه *** حتى تكون كمن له قلبان
إيماننا بالله بين ثلاثة *** عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى *** وكلاهما في القلب يعتلجان
وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
كن طالبا للعلم واعمل صالحا *** فهما إلى سبل الهدى سببان
يتبع إن شاء الله
التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 08-06-2006 الساعة 12:34 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى