السؤال الثاني من الفتوى رقم 6290

س: كثير من العلماء قدموا للإسلام وللمسلمين كثيرا، أضاءوا لهم الطريق وأحرقوا أنفسهم ما زالوا يقدمون للمسلمين إلى أن يشاء الله، يعتبرون من الذين حملوا راية لا إله إلا الله، وهم مع هذا كله يحلقون الذقن مثال مع ذلك سيد قطب والغزالي صاحب فقه السيرة، ألا

(الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 161)

تظنون أنهم لا يعرفون هذه الأحاديث التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم من إعفاء اللحية وقص الشوارب أيعقل أنهم ارتكبوا إثما ومعصية؟


جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد:

ابن آدم خطاء ولو كان عالما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2499),سنن ابن ماجه الزهد (4251),مسند أحمد بن حنبل (3/198). كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ؛ لأنه ليس بمعصوم ومن ذكرت من العلماء وأمثالهم يعرفون ما ورد من الأحاديث في النهي عن حلق اللحية والأمر بقص الشوارب، وهم مع ذلك يخالفون تلك النصوص، إما لهوى في النفس أو لتأويل أو لأمور أخرى وهم على كل حال آثمون عاصون في حلقهم لحاهم مصيبون محسنون فيما قاموا به من نشر العلم ونصر الحق، وبذلك يكونون ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، ونسأل الله أن يعفو عنا وعنهم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز