النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: دعوة الجاهل الى الله تفسد اكثر مما تصلح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    102

    دعوة الجاهل الى الله تفسد اكثر مما تصلح

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين..

    قال تعالى: {فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال}

    لان الله لا يعظم اعمال الجهال لكثرتها! الا ان تكون موافقة للسنة، فالعمل الحسن ما كان موافقا للسنة.

    قال الله تعالى: {انما يتقبل الله من المتقين}

    والجاهل غير تقي ....بل الجاهل يحتقر عمل المتقيين.

    قال تعالى: {قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا}.

    عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سياتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في ا مر العامة". اي يتكلم في امور الامة وهو ليس باهل ان يتكلم في امر الدين.

    وعن ابي امية الجمحي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشراط الساعة فقال: " ان من اشراطها ان يلتمس العلم عند الاصاغر".

    قال الشيخ ناصر الدين الالباني في الصحيحة [ج2 ص310] "يبدو لي ان المراد بـ(الاصاغر) هنا الجهلة الذين يتكلمون بغير فقه في الكتاب والسنة، فيضلون ويضلون".

    وقال ابن عبدالبر في الجامع [ج2 ص 617]
    وقال بعض اهل العلم: ان الصغير ...انما يراد به الذي يستفتي ولا علم عنده.

    قال ابو عمر اسماعيل بن نجيد: "كل حال لا يكون عن نتيجة علم فان ضرره اكثر على صاحبه من نفعه".


    وقال الحافظ شهاب الدين ابو شامة المتوفي سنة [665 هـ] في المؤمل للرد على الامر الاول [ج 1ص 10] : "ومع هذا يخيل اليه انه من رؤوس العلماء وهو عند الله وعند علماء الدين من اجهل الجهال".

    وقال عروة بن الزبير: " ما أقبح على شيخ يسال ليس عنده علم".

    ومن اسباب الوقوع في الخلاف والافتراق والاهواء والبدع، تفقه من ليس باهل في قدرته او عقيدته فيفهم الامر على غير وجهه، او يقصر فهمه ، او لا يحيط منصوص الشرع وقواعد الاستدلال في المسالة كالرعاع والسفلة والهمج وضعاف المدارك، والعوام والاعراب ونحوهم.

    قال مكحول: " تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا، وتفقه السفلة فساد الدين".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    102
    ذكر اقوال العلماء على ان دعوة الجاهل وان اشتهر ودرس وافتى تفسد اكثر مما تصلح فوجب الحذر منها

    قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في المدعوة الى الله ( اما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع) أهـ

    وقال: ( ان تكون على بينة في دعوتك اي على علم، لا تكن جاهلا بما تدعو اليه {قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة } فلابد من العلم، فالعلم فريضة، فاياك ان تدعو على جهالة واياك ان تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني ويفسد ولا يصلح، فاتق الله ياعبد الله ، اياك ان تقل على الله بغير علم، لا تدعوا الى شيء الا بعد العلم به والبصيرة بما قاله الله ورسوله، فلابد من البصيرة وهي العلم).أهـ

    وقال الشيخ محمد صالح العثيمين في القول المفيد
    (فالجاهل لا يصلح للدعوة، وليس محمودا وليست طريقته طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، لان الجاهل يفسد اكثر مما يصلح)أهـ

    ولا يرفع الجهل الا العم لان فاقد الشيء لا يعطيه فالاجدر بصاحب هذا المنزلة ان يتخلى عن هذه المهمة، ويترك المجال لاهله، فان للاسلام رجالا يعرفون من اين تؤكل الكتف!
    حتى يوجه الى الخير ان شاء الله!!!

    وقد نصح بعضهم عدة مرات عن فلتات الفتاوى المطلقة والقاء الدروس والمحاضرات فابوا الا الحماس والنشاط المجرد ، والتصدر مع ضعفهم في العلم الشرعي وعلى نفسها جنت براقش!!!

    فاهل الجهل ليسوا عدول........ ولو نسبوا الى العلم والدعوة والنشاط فهي نسبة صورية شكلية لا حفيفية.

    قال ابن حجر في فتح الباري
    (اهل الجهل ليسوا عدول، وكذلك أهل البدع، فعرف ان المراد بالوصف ..... اهل السنة والجماعة وهم اهل العلم الشرعي، ومن سواهم ولو نسب الى العلم فهي نسبة صورية لا حقيقية)أهـ

    قال الشيخ ناصرالدين الالباني في الفتاوى كما في مجلة الاصالة
    (انا انكر استعمال كلمة الدعوة بين الشباب بان هؤلاء من اهل الدعوة ، كأن الدعوة صارت موضة العصر الحاضر، فكل انسان يعرف شيئا من العلم اصبح داعية!!! ولم يقف الامر عند الشباب حتى انتقل الامر الى الشابات لا اخص بذلك النساء فقط، بل حتىالشباب الذين اولعوا بالتحدث بالدعوة وهم بعد في ضحضاح من العلم)أهـ

    روى مسلم في صحيحه عن ابي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يارسول الله الا تستعملني؟ قال فضرب بيده منكبي، ثم قال: (يا ابا ذر انك ضعيف ، وانها أمانة ، وانها يوم القيامة خزي وندامة، الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها).

    فالضعيف لا يجوز له ان يتصدر في اي شيء من الدين فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه ، وعليه ان يراجع الصواب من قريب مع العلماء وطلبة العلم المتمكنين ، ولا يراجع في هذا الامر المساوي له في العلم ، ولا دونه ايضا.

    قيل لسفيان الثوري: ما رايك فيمن حدث فبل ان يتاهل ؟ فقال: (اذا كثر الملاحون غرقت السفينة).

    فكثر الملاحون فغرقت السفينة ولا حول ولا قوة الا بالله.

    وقال قتادة: (من حدث قبل حتينه افتضح في حينه).

    وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم
    (ومن ادب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه).

    فالتعالم من هذا الجنس فهو ادعاء كاذب وتكلف ظاهر.

    وقد ذم اهل العلم هذا الصنف من الناس وسخروا منه.

    فويل لمن حملوا اوزار الناس على ظهورهم (الا ساء ما يزرون).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    102
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الامام البخاري: (باب العلم قبل القول والعمل ) واستشهد بقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك} فبدأ بالعلم.

    قال ابن حجر في الفتح: قال ابن المنير: (اراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلاّ به، فهو متقدم عليهما لأنه مصحح للنية المصححة للعمل).أهـ

    فتأمل ..... فتأمل أيّها الشاب الحماسي هذا الكلام جيدا، واترك المجال لغيرك من أهل الأختصاص. فلا يشفع للعبد حسن نيته إذا خالف السنن! فلابد من علم ونية.

    وإخلاص وصحة ومتابعة، فلابد من تحصيل الزاد لتحفيف المراد!..

    فدعوة الجهال كما هو ظاهر حماسية لا علمية!...


    قال الشيخ صالح الفوزان في الأجةبة المفيدة: (الحماس للدعوة طيب، والإنسان يكون فيه رغبة إلى الخير وإلى الدعوة ، لكن لا يجوز له ان يباشر الدخول في الدعوة إلاّ بعد أن يتعلم.

    .....فالجاهل لا يصلح للدعوة، ولابد أن يكون عنده علم ......أما مجرد الحماس، أو مجرد المحبة للدعوة، ثم يباشر الدعوة هذا في الحقيقة يفسد أكثر مما يصلح وقد يقع في مشاكل ، ويوقع الناس في مشاكل فهذا يكفيه أن يرغب في الخير، ويؤجر عليه أن شاء الله، ولكن إن كان يريد الدخول في مجال الدعوة فليتعلم أولاً.

    ما كل واحد يصلح للدعوة ، وما كل متحمس يصلح للدعوة التحمس مع الجهل سضر ولا ينفع)أهـ



    وفرق الشيخ ناصر الدين الألباني بين الحماس العلمي والحماس الجاهلي على أسئلة أبي حسن فتأمل.

    وقال الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز: ( من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ

    ولولا العلم لفسد عمل الناس.

    [color=0000FF]وقال الذهبي في السير: ( الجاهل لا يعلم رتبة نفسه ، فكيف يعرف رتبة غيره)أهـ[/colo

    فمن أراد أن ينال شيئا من إرث النبوة فعليه بمجالسة العلماء والسعي إليهم والأخذ عنهم، وطلابهم الأخذين عنهم، والأخذ من العلماء وطلابهم السالك في طريق العلم يسهل الله له طريقا إلى الجنة.......وهذا هو طريق العلم.

    قال ابن القيم في إعلام الموقعين: (وهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي الحاكم، فإن لم يكن فقيها في الأمر والنهي ثم يطبقه أحدهم على الآخر، وإلاّ كان ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ

    وقال ابن سيرين: (إن قوما تركوا العلم ومجالسة العلماء واتخذوا محاريب فضلوا فيها حتى يبس جلد أحدهم على عظمة، ثم خالفوا السنة فهلكوا، والله ما عمل عامل بغير علم إلاّ ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ.

    وقال عطاء: (الساقط يوالي من شاء).

    قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: ( ولكن كل امرء يصبو إلى ما يناسبه ويميل إلى ما يشاكله، والجنسة علة الضم قدرا وشرعا، والمشاركة سبب الميل عقلا وطبعا فمن أين هذا الاخاء والنسب، لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصلحة التي أوقعت في عقد الايمان وعهد الرحمن خللا. {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    102
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال ابن وهب حدثني مالك أن إياس بن معاوية قال لربيعة: (ان الشيء اذا بني على عوج لم يكن يعتدل).

    قال مالك: (يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على أصل، يبني عليه كلامه).

    لأنه يجهل الأصل، ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبداً.


    قال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم: (واعلم يا أخي أن السنن والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه وليس الرأي بالعيار على السنة بل السنة عيار عليه، ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبدً).

    والمقصود أن على أمثال هؤلاء الشباب الجهال أن لا يركبوا رؤوسهم، فيدعوا بجهل ونشاط مجرد من العلم فيأثموا.

    فائدة:
    وقال الشاطبي في الموافقات: (الاجتهاد الواقع في الشريعة ضربان: احدهما: الاجتهاد المعتبر شرعا، وهو الصادر عن أهله الذين اضطلعوا بمعرفة ما يفتقر اليه الاجتهاد .

    والثاني: غير المعتبر وهو الصادر عمن ليس بعارف بما يفتقر الاجتهاد اليه لأن حقيقة إنه رأي مجرد التشهي والاغراض وضبط في عماية، واتباع الهوى، فكل رأي صدر على هذا الوجه فلا مرية في عدم اعتباره لأنه ضد الحق الذي أنزل الله كما قال تعالى: {وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}.أهـ


    فلا يعتد بخلاف أقوال أهل التساهل والجهلة ممن عدهم العامة من العلماء!! لأنهم ليسوا من أهل الاجتهاد.

    قال ابن تيمية في الفتاوى: (فكما أن من لا يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله كذلك من لا يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله، بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم)أهـ.
    ومما لا يخفى على العلماء أن من مستند هذا الإجماع قوله تعالى: {فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فمن لم يكن عارف بالكتاب والسنة لم يجز له أن يفتي إلاّ بعد سؤال العارفين بهما هذا نص الأية.

    والمقصود أن على هؤلاء ان لا يركبوا رؤوسهم، فيفتوا بجهل وهوى نفس وتشهي.


    قال الامام الشافعي في الرسالة: (اما الكتاب والسنة فيدلان على ذلكك ، لأنه إذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد ، فالاجتهاد أبدا لا يكون الا على طلب الشيء وطلب الشيئ لا يكون الا بدلائل).أهـ

    فلا يعتد باجتهاد هذا الصنف من الناس، لأنه اجتهاد على غير علم وبصيرة.

    إذاً يجب الانكار عليهم وعدم التعاون معهم على الفساد.


    قال أبوالفرج بن الجوزي: (ويلزم ولي الأمر منعهم يعني الجهال كما فعل بنو أمية وهؤلاء بمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة، وبمنزلة من لا معرفة له بالطب ويطب الناس، بل هو أسوأ حالا من هؤلاء كلهم، وإذا تعين على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين)أهـ.

    وقال ابن القيم في أعلام الموقعين: ( وكان شيخنا رضى الله عنه شديد الانكار على هؤلاء ، فسمعته يقول : قال لي بعض هؤلاء : أجعلت محتسبا على الفتوى؟ فقلت له: يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولايكون على الفتوى محتسب ) أهـ

    وقال الشيخ صالح الفوزان: ( وأنني أرى أن ما وقع لتلك الجماعات من مخالفة لمنهج الرسل في طريقة الدعوة الى الله انما نشا من جهلهم بهذا المنهج ، والجاهل لايصلح أن يكون داعية لأن من اهم شروط الداعية العلم )

    وقال الشيخ صالح السحيمي : ( فانظر رحمك الله الى حال كثير من المسلمين اليوم وخصوصا الى من ينتمي الى كثير من الجماعات الحزبيه في هذا العصر ، والتي اختطت لنفسها طابعا حزبيا ، وصبت جل اهتمامها في مسائل محدودة من مسائل الشرع أو ما توهموها من مسائل الشرع ، وخيل اليهم عبثا أنها وحدها توصلهم الى بر النجاة وايجاد المجتمع الاسلامي المنشود ، في الوقت الذي لو سئلو ا عن فرع سهل من فروع مسائل العلم لأجابوا بملء أفواههم بأننا لا نعرف هذه المسائل، وإنما عليكم بسؤال العلماء لأننا مشغولون عن ذلك بالدعوة إلى الله، فيا عجبا كيف يدعو إلى الله بغير علم وكيف يكون أهلاً للدعوة من لا يحسن أداء الصلاة على الوجه الذي صلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "صلوا كما رايتموني أصلي".
    وإن من كان هذا شأنه (كساع إلى الهيجاء بغير سلاح).

    والعجيب في الأمر أن الشيطان ينفخ في رؤوس هؤلاء حتى يوهمهم بأنهم هم الذين أختارهم الله لدعوته وأنهم الصفوة المختارة والفرقة الناجية وأنهم على الطريق المستقيم وأن من عداهم ليس على شيء بل هو محروم وان كان من أكبر العلماء العاملين، بل زهدوا في العلم والعلماء)أهـ

    وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:


    [poem font="MS Dialog,5,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="inset,8,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    وتعر من ثوبين من يلبسهما= يلق الردى بمذمة وهوان
    ثوب من الجهل المركب فوقه= ثوب التعصب بئست الثوبان[/poem]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    102
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    وجا ء في الدر المنظوم :

    [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="inset,8,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    فتصدر الجهال والضلال فيهم = بادعاء العلم والعرفان

    من كل من يختال في فضفاضه = فدم ثقيل واسع الأردان

    متقمش من هذه الأوضاع = والأراء امعة بلا فرقان

    يبدي التمشدق في المحافل كي = يرى للناس ذا علم وذا اتقان [/poem]

    والحاصل أن الحديث في هذا طويل جدا والباب واسع وانما أختمه بنصيحة أوجهها لشباب الأمة .. . .... وللدعاة الذين سلكوا طريقا غير طريق أنبياء في دعوتهم أو في طريق فهمهم للنصوص على غير السلف الصالح أن يكرسوا جهودهم في طلب العلم الشرعي وتصفيته وتنقيته ، ويعملوا به ويعلموه الناس فذلك خير لنا جميعا لكونه توجيها ربانيا وارشادا نبويا وطريق السلف الصالح رضى الله عنهم ، وليعلموا أن الجهل بالإسلام يجر إلى الوقوع في المخالفات وألى ترك الواجبات مما يجر إلى الأمة مزيدا من الفتن والمشاكل كما تقدم ذكره ، فحماية الدين والدعوة إليه لا تكون إلاّ بالعلم أما الجهل فكما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

    [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="inset,8,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    والجهل داء قاتل وشفاؤه = أمران في التركيب متفقان
    نص من القرآن أو من سنة = وطبيب ذاك العلم الرباني [/poem]

    قال ابن تيمية في الفتاوى: (ولابد مع ذلك-يعني مع التوحيد- أن يكون العمل صالحا، وهو ما أمر الله به ورسوله وهو الطاعة، فكل طاعة عمل صالح، وكا عمل صالح طاعة، وهو العمل المشروع المسنون إذ المشروع المسنون هو ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب، وهو العمل الصالح، وهو التحسن وهو البر وهو الخير وضده المعصية والعمل الفاسد والسيئة والفجور والظلم.
    وإذا كان هذا حد كل عمل صالح فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون هكذا في حق نفسه، ولا يكون عمله صالحا إن لم يكون بعلم وفقه، وكما قال عمر بن عبدالعزيز: (من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)... وهذا ظاهر فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلا وضلالا واتباعا للهوى).أهـ

    وفي ألأثر:
    من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.

    عن فضيل بن عياض التيمي قال: ({ليبلوكم أيكم أحسن عملا} أخلصه وأصوبه. قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يُقبل حتى يكون خالصا وصوابا، والخالص: إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السّنّة)
    أخرجه ابن أبي الدنيا في الأخلاص باسناد حسن.

    قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: (دل على هذا الذي قال الفضيل قوله عز وجل: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدا}.

    والمسلم الحق يجب أن يبين الحق للناس الذي يحمله لهم وينذرهم ويخوفهم ويذكرهم وإلاّ الأمر بالإعراض عمن جهل منهم وحث القرآن على ذلك:
    فقال تعالى: {ويقولون طاعةٌ فاذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا).
    وقال تعالى: {فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون}.
    وقال تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين}
    وقال تعالى: {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون}.
    وقال تعالى: {فتول عنهم فما انت بملوم وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين}.
    وقال تعالى: {فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن أهتدى}.
    وقال تعالى: { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا}.
    وقال تعالى: {ولقد وصّلنا لهم القول لعلهم يتذكّرون. الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا ءامنا به إنه الحق من ربنا إنّا كنّا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}.

    فالأصل في العلم الشرعي أن يتلقى عن العلماء الربانيين ولا يجوز تلقيه على جهة التتلمذ والاقتداء عن أهل الجهل الأحداث الذين لم يكتمل علمهم ، فقد اغنى الله تعالى عن التلقي عن هؤلاء حيث حفظ لنا كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف الصالح، وببقاء طائفة على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة وعلى رأسهم العلماء العدول الثقات، وأن يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.

    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين
    والحمد لله رب العالمين

    ليس لي فيه الاّ النقل


  6. #6
    جزاك الله خيرا

  7. #7
    للرفع ...>>>
    قال شيخ الإسلام رحمه الله - : ( وقد اتفق أهل العلم بالأحوال ان اعظم السيوف التى سلت على أهل القبلة ممن ينتسب اليها وأعظم الفساد الذى جرى على المسلمين ممن ينتسب الى أهل القبلة انما هو من الطوائف المنتسبة اليهم فهم أشد ضررا على الدين وأهله ) مجموع الفتاوى ( 28 / 479 )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    928
    (اللهم اني أعوذ بك من علم لاينفع) فهناك اناس عندهم علم ويضلون الناس بعلمهم !!! وعلى سبيل المثال : كالجبرين
    والعقله وابوبكر الجزائري وغيرهم , فالحاصل ان حتى العالم وطالب العلم يضر ويفسد ولايصلح فليس الجاهل فقط هو الذي يفسد !

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    253
    جزاك الله خيرا مراد

    و ايضا الفاروق كلامك يكتب بماء
    الذهب .

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-18-2008, 06:12 PM
  2. المناهي اللفظية للإمام بن عثيمين رحمه الله
    بواسطة بن حمد الأثري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-22-2007, 02:08 AM
  3. فتاوى عن الالفاظ المنهية لفضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله تعالى
    بواسطة هادي بن علي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-31-2007, 12:47 PM
  4. بين الشيعة وأهل السنة
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-28-2006, 11:05 PM
  5. كتاب أصول الإيمان بشرح الشيخ صالح آل الشيخ
    بواسطة عسلاوي مصطفى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2006, 10:55 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •