بسم الله الرحمن الرحيم

قال الامام البخاري: (باب العلم قبل القول والعمل ) واستشهد بقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك} فبدأ بالعلم.

قال ابن حجر في الفتح: قال ابن المنير: (اراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلاّ به، فهو متقدم عليهما لأنه مصحح للنية المصححة للعمل).أهـ

فتأمل ..... فتأمل أيّها الشاب الحماسي هذا الكلام جيدا، واترك المجال لغيرك من أهل الأختصاص. فلا يشفع للعبد حسن نيته إذا خالف السنن! فلابد من علم ونية.

وإخلاص وصحة ومتابعة، فلابد من تحصيل الزاد لتحفيف المراد!..

فدعوة الجهال كما هو ظاهر حماسية لا علمية!...


قال الشيخ صالح الفوزان في الأجةبة المفيدة: (الحماس للدعوة طيب، والإنسان يكون فيه رغبة إلى الخير وإلى الدعوة ، لكن لا يجوز له ان يباشر الدخول في الدعوة إلاّ بعد أن يتعلم.

.....فالجاهل لا يصلح للدعوة، ولابد أن يكون عنده علم ......أما مجرد الحماس، أو مجرد المحبة للدعوة، ثم يباشر الدعوة هذا في الحقيقة يفسد أكثر مما يصلح وقد يقع في مشاكل ، ويوقع الناس في مشاكل فهذا يكفيه أن يرغب في الخير، ويؤجر عليه أن شاء الله، ولكن إن كان يريد الدخول في مجال الدعوة فليتعلم أولاً.

ما كل واحد يصلح للدعوة ، وما كل متحمس يصلح للدعوة التحمس مع الجهل سضر ولا ينفع)أهـ



وفرق الشيخ ناصر الدين الألباني بين الحماس العلمي والحماس الجاهلي على أسئلة أبي حسن فتأمل.

وقال الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز: ( من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ

ولولا العلم لفسد عمل الناس.

[color=0000FF]وقال الذهبي في السير: ( الجاهل لا يعلم رتبة نفسه ، فكيف يعرف رتبة غيره)أهـ[/colo

فمن أراد أن ينال شيئا من إرث النبوة فعليه بمجالسة العلماء والسعي إليهم والأخذ عنهم، وطلابهم الأخذين عنهم، والأخذ من العلماء وطلابهم السالك في طريق العلم يسهل الله له طريقا إلى الجنة.......وهذا هو طريق العلم.

قال ابن القيم في إعلام الموقعين: (وهذا أصل عظيم يحتاج إليه المفتي الحاكم، فإن لم يكن فقيها في الأمر والنهي ثم يطبقه أحدهم على الآخر، وإلاّ كان ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ

وقال ابن سيرين: (إن قوما تركوا العلم ومجالسة العلماء واتخذوا محاريب فضلوا فيها حتى يبس جلد أحدهم على عظمة، ثم خالفوا السنة فهلكوا، والله ما عمل عامل بغير علم إلاّ ما يفسد أكثر مما يصلح)أهـ.

وقال عطاء: (الساقط يوالي من شاء).

قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: ( ولكن كل امرء يصبو إلى ما يناسبه ويميل إلى ما يشاكله، والجنسة علة الضم قدرا وشرعا، والمشاركة سبب الميل عقلا وطبعا فمن أين هذا الاخاء والنسب، لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصلحة التي أوقعت في عقد الايمان وعهد الرحمن خللا. {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}.