بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجا ء في الدر المنظوم :
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="inset,8,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فتصدر الجهال والضلال فيهم = بادعاء العلم والعرفان
من كل من يختال في فضفاضه = فدم ثقيل واسع الأردان
متقمش من هذه الأوضاع = والأراء امعة بلا فرقان
يبدي التمشدق في المحافل كي = يرى للناس ذا علم وذا اتقان [/poem]
والحاصل أن الحديث في هذا طويل جدا والباب واسع وانما أختمه بنصيحة أوجهها لشباب الأمة .. . .... وللدعاة الذين سلكوا طريقا غير طريق أنبياء في دعوتهم أو في طريق فهمهم للنصوص على غير السلف الصالح أن يكرسوا جهودهم في طلب العلم الشرعي وتصفيته وتنقيته ، ويعملوا به ويعلموه الناس فذلك خير لنا جميعا لكونه توجيها ربانيا وارشادا نبويا وطريق السلف الصالح رضى الله عنهم ، وليعلموا أن الجهل بالإسلام يجر إلى الوقوع في المخالفات وألى ترك الواجبات مما يجر إلى الأمة مزيدا من الفتن والمشاكل كما تقدم ذكره ، فحماية الدين والدعوة إليه لا تكون إلاّ بالعلم أما الجهل فكما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="inset,8,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والجهل داء قاتل وشفاؤه = أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة = وطبيب ذاك العلم الرباني [/poem]
قال ابن تيمية في الفتاوى: (ولابد مع ذلك-يعني مع التوحيد- أن يكون العمل صالحا، وهو ما أمر الله به ورسوله وهو الطاعة، فكل طاعة عمل صالح، وكا عمل صالح طاعة، وهو العمل المشروع المسنون إذ المشروع المسنون هو ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب، وهو العمل الصالح، وهو التحسن وهو البر وهو الخير وضده المعصية والعمل الفاسد والسيئة والفجور والظلم.
وإذا كان هذا حد كل عمل صالح فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون هكذا في حق نفسه، ولا يكون عمله صالحا إن لم يكون بعلم وفقه، وكما قال عمر بن عبدالعزيز: (من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)... وهذا ظاهر فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلا وضلالا واتباعا للهوى).أهـ
وفي ألأثر:
من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.
عن فضيل بن عياض التيمي قال: ({ليبلوكم أيكم أحسن عملا} أخلصه وأصوبه. قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يُقبل حتى يكون خالصا وصوابا، والخالص: إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السّنّة)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الأخلاص باسناد حسن.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: (دل على هذا الذي قال الفضيل قوله عز وجل: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدا}.
والمسلم الحق يجب أن يبين الحق للناس الذي يحمله لهم وينذرهم ويخوفهم ويذكرهم وإلاّ الأمر بالإعراض عمن جهل منهم وحث القرآن على ذلك:
فقال تعالى: {ويقولون طاعةٌ فاذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا).
وقال تعالى: {فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون}.
وقال تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين}
وقال تعالى: {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون}.
وقال تعالى: {فتول عنهم فما انت بملوم وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين}.
وقال تعالى: {فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن أهتدى}.
وقال تعالى: { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا}.
وقال تعالى: {ولقد وصّلنا لهم القول لعلهم يتذكّرون. الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا ءامنا به إنه الحق من ربنا إنّا كنّا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}.
فالأصل في العلم الشرعي أن يتلقى عن العلماء الربانيين ولا يجوز تلقيه على جهة التتلمذ والاقتداء عن أهل الجهل الأحداث الذين لم يكتمل علمهم ، فقد اغنى الله تعالى عن التلقي عن هؤلاء حيث حفظ لنا كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف الصالح، وببقاء طائفة على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة وعلى رأسهم العلماء العدول الثقات، وأن يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين
ليس لي فيه الاّ النقل