النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: " إنه على ما يشاء قدير " ... هذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    الكويت .
    المشاركات
    18

    " إنه على ما يشاء قدير " ... هذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    أما بعد
    فهذه نقولات لكلام بعض العلماء في بيان معنى عبارة " وهو على ما يشاء قادر " ، وما تشتمل عليه من محذور ، ( والتنبيه على هذه العبارات ونحوها في هذه الأحوال من المهمات ، خاصة وأن استعمال أمثال هذه العبارات جرى من بعض الناس لتقرير الباطل وإلباسه لباس الحق ، وهم يزخرفون بدعتهم بهذه الألفاظ موهمين صحة ما لديهم من باطل ، ولا حول و لا قوة إلا بالله .) عبارات موهمة للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول – حفظه الله - : ص 1 .

    وسئل فضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – : ( عما يقوله بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب ؟
    فأجاب بقوله : إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم – من جهة سلامة العقيدة – أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية مادام المعنى مفهوما وسليما .
    أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر والشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم ، ولا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك في قول كل شيء مادامت النية صحيحة بل نقول الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية .) المجموع الثمين : 3/111 .

    أسأل الله العلم النافع والعمل الصالح والحمد لله رب العالمين .



    قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في ثنايا ترجمة العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع - : ( وقد كان رحمه [ الله ] متنبها فطنا لدسائس أهل البدع كتب له مرة الشيخ عثمان بن بشر صاحب تاريخ عنوان المجد . وقال في آخر دعائه : إنه على ما يشاء قدير . وقال في أثناء جوابه : إن هذه الكلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد ، وهي مثل قول الكثير إذا سأل الله تعالى قال : وهو القادر على ما يشاء . وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا وكل ما في القرآن { وهو على كل شيء قدير } ، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلا ، لأن القدرة شاملة كاملة . وهي والعلم صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات ، وإنما قصد أهل البدع بقولهم : وهو القادر على ما يشاء أي إن القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت المشيئة به . ) علماء الدعوة : ص 44 ، وانظر : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية : 1 / 405 .

    وقال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - : ( 141- س : إنه على ما يشاء قدير ؟
    جـ : - الأولى أن يطلق ويقال : إن الله على كل شيء قدير ، لشمول قدرة الله جل جلاله لما يشاؤه ولما لا يشاؤه .
    وقد غلط من نفى قدرته على ما لا يشاؤه ، ومن الحجة عليهم قوله تعالى : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } الآية ، ويكثر ذكر هذه العبارة في تفسيره ابن كثير رحمه الله . ) الفتاوى : 1 / 207 .

    وقال العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع – رحمه الله - : ( يجئ في كلام بعض الناس : وهو على ما يشاء قدير ، وليس ذلك بصواب بل الصواب ما جاء بالكتاب والسنة وهو على كل شيء قدير ، لعموم مشيئته وقدرته تعالى خلافا لأهل الاعتزال الذين يقولون إن الله سبحانه لم يرد من العبد وقوع المعاصي بل وقعت من العبد بإرادته لا بإرادة الله ، ولهذا يقول أحد ضلالهم :

    زعم الجهول ومن يقول بقوله ... أن المعاصي من قضاء الخالق
    إن كان حقا ما يقول فلم قضا ... حد الزنا وقطع كف السارق

    وقال أبو الخطاب رحمه الله في بيان الحق والصواب :

    قالوا : فأفعال العباد فلقت ما ... من خالق غير الإله الأمجد

    قالوا : فهل فعل القبيح مراده ... قلت الإرادة كلها للسيد

    لو لم يرده وكان كان نقيصة ... سبحانه عن أن يعجزه الردى

    وهذه الإرادة التي ذكرها أبو الخطاب في السؤال هي الإرادة الكونية القدرية لا الإرادة الكونية الشرعية .كما سيأتي بيان ذلك موضحا. ) حاشية ابن مانع على العقيدة الطحاوية ص 18، ونقله العلامة الألباني – رحمه الله – في تعليقه على الطحاوية وأقره : ص35 ، ثم تراجع عن ذلك كما في السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول تحت حديث رقم 2601ص 195.

    وسئل فضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – : ( عن قول الإنسان : إن الله على ما يشاء قدير عند ختم الدعاء ونحوه ؟
    فأجاب بقوله : هذا لا ينبغي لوجوه :

    الأول : أن الله تعالى إذا ذكر وصف نفسه بالقدرة لم يقيد ذلك بالمشيئة في قوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير } وقوله : { ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } وقوله : { ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض } فعمم في القدرة كما عمم في الملك وقوله : { ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير } فعمم في الملك والقدرة , وخص الخلق بالمشيئة لأن الخلق فعل والفعل لا يكون إلا بالمشيئة , أما القدرة فصفة أزلية شاملة لما شاء وما لم يشأه لكن ما شاءه سبحانه وقع وما لم يشأه لم يقع والآيات في ذلك كثيرة .

    الثاني : أن تقييد القدرة بالمشيئة خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه فقد قال الله عنهم : ( يومَ لا يُخْزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) . ولم يقولوا إنك على ما تشاء قدير ، وخير الطريق طريق الأنبياء وأتباعهم فإنهم أهدى علماً وأقوم عملاً .

    الثالث : أن تقييد القدرة بالمشيئة يوهم اختصاصها بما يشاؤه الله تعالى فقط ، لاسيما وأن ذلك التقييد يؤتي به في الغالب سابقاً حيث يقال : " على ما يشاء قدير " وتقديم المعمول يفيد الحصر كما يعلم ذلك في تقرير علماء البلاغة وشواهده من الكتاب والسنة واللغة ، وإذا خصت قدره الله تعالى بما يشاؤه كان ذلك نقصاً في مدلولها وقصراً لها عن عمومها فتكون قدرة الله تعالى ناقصة حيث انحصرت فيما يشاؤه وهو خلاف الواقع فإن قدره الله تعالى عامة فيما يشاؤه وما لم يشأه لكن ما شاءه فلابد من وقوعه وما لم يشأه فلا يمكن وقوعه .

    فإذا تبين أن وصف الله تعالى بالقدرة لا يقيد بالمشيئة بل يطلق كما أطلقه الله تعالى لنفسه فإن ذلك لا يعارضه قول الله تعالي : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) . فإن المقيد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة ، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها فمعنى الآية أن الله تعالى قادر على جمعهم متى شاء وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره ، وتقيده بالمشيئة رد لقول المشركين الذي قال الله تعالى عنهم : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ، قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . فلما طلبوا الإتيان بآبائهم تحدياً وإنكاراً لما يجب الإيمان به من البعث بين الله تعالى أن ذلك الجمع الكائن في يوم القيامة لا يقع إلا بمشيئتة ولا يوجب وقوعه تحدي هؤلاء وإنكارهم كما قال الله تعالى : ( زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ) .

    والحاصل أن قوله تعالى : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) . لا يعارض ما قررناه من قبل لأن القيد بالمشيئة ليس عائداً إلى القدرة وإنما يعود إلى الجمع . وكذلك لا يعارضه ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب " الإيمان " في " باب آخر أهل النار خروجاً " من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( آخر من يدخل الجنة رجل )) فذكر الحديث وفيه أن الله تعالى قال للرجل : (( إني لا استهزئ منك ولكني على ما شاء قادر )) وذلك لأن القدرة في هذا الحديث ذكرت لتقدير أمر واقع والأمر الواقع لا يكون إلا بعد المشيئة وليس المراد بها ذكر الصفة المطلقة التي هي وصف الله تعالى أزلا وأبداً ، ولذلك عبر عنها باسم الفاعل ( قادر) دون الصفة المشبهة ( قدير ) وعلى هذا فإذا وقع أمر عظيم يستغربه المرء أو يستبعده فقيل له في تقريره إن الله على ما يشاء قادر فلا حرج في ذلك وما زال الناس يعبرون بمثل هذا في مثل ذلك فإذا وقع أمر عظيم يستغرب أو يستبعد قالوا قادر على ما يشاء ، فيجب أن يعرف الفرق بين ذكر القدرة على إنها صفة لله تعالى فلا تقيد بالمشيئة ، وبين ذكرها لتقرير أمر واقع فلا مانع من تقييدها بالمشيئة لأن الواقع لا يقع إلا بالمشيئة ، والقدرة هنا ذكرت لإثبات ذلك الواقع وتقرير وقوعه ، والله سبحانه أعلم . ) المجموع الثمين : 1/ 137 – 140 .

    ثم اعلم زادني الله وإياك علما نافعا وعملا صالحا ، أن بعض علماء السنة أجاز استعمال هذه العبارة ، واستدل على ذلك بحديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( آخر من يدخل الجنة رجل )) فذكر الحديث وفيه أن الله تعالى قال للرجل : (( إني لا استهزئ منك ، ولكني على ما شاء قادر وفي رواية : قدير )) أخرجه مسلم وغيره .
    وقال : ويشهد له قوله تعالى : { وهو على جمعهم إذ يشاء قدير } ، وذلك لا ينافي عموم مشيئته وقدرته تعالى .
    والجواب عن ذلك من وجهين :

    1- أن القدرة في هذا الحديث ذكرت لتقدير أمر واقع والأمر الواقع لا يكون إلا بعد المشيئة . أما صفة القدرة فهي صفة أزلية شاملة لما شاء وما لم يشأه لكن ما شاءه سبحانه وقع وما لم يشأه لم يقع والآيات في ذلك كثيرة .

    2- أما قول الله تعالي : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) فإن المقيد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة ، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها فمعنى الآية أن الله تعالى قادر على جمعهم متى شاء وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره .

    هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( إنها ستكون أمور مشتبهة ، فعليكم بالتؤدة ، فإن يكن الرجل تابعا بالخير خير من أن يكون رأسا في الشر ) .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    52
    جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذه الفوائد

    قال الفضيل بن عياض : (( من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ، ومن تبسّم في وجه مبتدع ، فقد استخف بما أنزل الله – عز وجل – على محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن زوّج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع ))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    545
    موضوع جميل جزاك الله خير وبارك الله فيك
    مَنْ تعرض للمصاعب ثبت للمصائب. ‏

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    الكويت .
    المشاركات
    18
    وإياكم وفيكما بارك الله .
    قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( إنها ستكون أمور مشتبهة ، فعليكم بالتؤدة ، فإن يكن الرجل تابعا بالخير خير من أن يكون رأسا في الشر ) .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    18
    جزاك الله خير

المواضيع المتشابهه

  1. ربيع المدخلي وعقيدة الإرجاء ( منقول )
    بواسطة بن حمد الأثري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-22-2011, 11:32 PM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-18-2008, 06:12 PM
  3. التحدير من البدع وعواقبها الوخيمة الشيخ صالح ال الشيخ
    بواسطة عبد المالك في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-26-2008, 08:54 AM
  4. بين الشيعة وأهل السنة
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-28-2006, 11:05 PM
  5. الفرقان بين اولياء الله واولياء الشيطان لشيخ الاسلام
    بواسطة ابواسحاق الاثرى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 10:49 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •