صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 41

الموضوع: وأخيراً مذكرة : مجموع الردود على المرجئ الضال يحيى الحجوري - الجزء الأول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432

    وأخيراً مذكرة : مجموع الردود على المرجئ الضال يحيى الحجوري - الجزء الأول


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    للرفـــــــــــــــــــــــــع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    للرفـــــــــــــــــــع

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    اخي هنالك رد للشيخ فوزي لم تضفه وهو صوتي موجود من خلال احدي المكالمات التي رد فيها على ربيع في مسالة الترحم على الفاسق في نهاية المكالمة .


    http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=7880
    التعديل الأخير تم بواسطة فكري الدينوري ; 05-21-2006 الساعة 01:59 PM
    فكري الدينوري ـ هذا الاسم لا أكتب به إلا في هذه الشبكة فقط .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
    وقد كنت نشرت ردود على الحجوري أناقش فيها بعض مسائله إن شاء الله أضيفها هنا بإذن الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    وأهلا ومرحبا بالمزيد من إخواني أهل السنة في هذا الموقع الطيب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    بارك الله فيك أيها الأخ الكريم وأسأل الله أن يجعل جهودك خالصة ابتغاء وجهه الكريم بمنه وكرمه
    كما أسأل الله أن يجعل هذا الموقع طيبا مباركا على ممر الأزمان بمنه وكرمه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    للرفــــــــــــــع

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    من ارض الله
    المشاركات
    20
    ابشركم بان هناك رسالة في الرد على اخطاء الحجوري في رسالته احكام التيمم تبين جهله في علم الحديث والعلل وقريبا انزلها لكم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    بارك الله فيكم

    ولعل الله ييسر في إضافة الجزء الثاني عن قريب

    فأين هو الحجوري حتى يرى ضلالاته وأين هم تلاميذه ليدافعوا عنه ؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وفيك بارك أخي الكريم :
    والردود التي نشرتها مختصرة جدا كما سيظهر للقارئ الكريم :
    وهذا أحد الردود :
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : قال يحيى بن علي الحجوري في شريط النهي عن الفساد ( خطبة جمعة 1423ه في دماج):( نعم إن من يسعى بالأرض الفساد بأي أنواع الفساد بين الناس فكأنما قتلهم وقد أخبر الله عز وجل بذلك في قصص بني إسرائيل وفي شأن بني إسرائيل ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ولهذا ضاعف الله العذاب على المفسدين في الأرض :( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) نعم لهم خزي في الحياة الدنيا فما هناك أخزى ممن يسعى بالغيبة والنميمة بين الناس بالكذب غيبة ونميمة وكذب يجمع بين شتى أنواع المعاصي في آن واحد ما هناك أخزى من هذه الأصناف...).
    مناقشة كلام الحجوري :
    قول الحجوري بأي أنواع الفساد : واستدلاله بالآيات من تحريف الكلم عن مواضعه .
    وقول الحجوري : :( وقد أخبر الله بذلك ) كذب على الملك الجبار ذي الجلال والإكرام .
    قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره :(
    القول في تأويل قوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}
    يعني تعالى ذكره بقوله: {من أجل ذلك} من جر ذلك وجريرته وجنايته، يقول: من جر القاتل أخاه من ابني آدم اللذين اقتصصنا قصتهما الجريرة التي جرها وجنايته التي جناها، كتبنا على بني إسرائيل. يقال منه: أجلت هذا الأمر: أي جررته إليه وكسبته آجله له أجلا، كقولك: أخذته أخذا، ومن ذلك قول الشاعر:
    وأهل خباء صالح ذات بينهم قد احتربوا في عاجل أنا آجله
    يعني بقوله: أنا آجله: أنا الجار ذلك عليه والجاني.
    فمعنى الكلام: من جناية ابن آدم القاتل أخاه ظلما، حكمنا على بني إسرائيل أنه من قتل منهم نفسا ظلما بغير نفس قتلت فقتل بها قصاصا؛ {أو فساد في الأرض} يقول: أو قتل منهم نفسا بغير فساد كان منها في الأرض، فاستحقت بذلك قتلها. وفسادها في الأرض إنما يكون بالحرب لله ولرسوله وإخافة السبيل).
    وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان :}( من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض) الآية صرح في هذه الآية الكريمة أنه كتب على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا...) قوله تعالى :( أنه من قتل نفسا بغير نفس ) فاعلم أن مفهوم قوله :( أو فساد في الأرض) هو المذكور في قوله تعالى :( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) قال ابن كثير في تفسير المحاربة هي المخالفة والمضادة وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل وكذا الإفساد في الأرض يطلق على أنواع من الشر وقد قال الله تعالى :( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)...{0
    وكتبه أبو عبد الرحمن ماجد بن أحمد بن ماطر السلمي
    14 ربيع الأول 1426ه اليمن - تعز
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 06-04-2006 الساعة 02:47 AM

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    واصـــــــــــل

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    432
    للرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــع

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وهذا أيضا أحد الردود التي كنت كتبتها والحمد لله أولا وآخرا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
    قال يحيى بن علي الحجوري في شريطه الكذب والمين 2/ 2 :] فإن توحيد الربوبية قد دعا إليه فرعون ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) إنما جاءت بالظاهر نعم وتوحيد إبليس ( رب أنظرني إلى يوم يبعثون ) والمشركين أيضا ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ) فالشاهد من هذا 000[ ثم قال :]أيش الذي كنا نحن بصدده [ فقال له بعض الطلبة :( أن توحيد الربوبية دعا إليه المشركون ) فقال الحجوري :] نعم وقد قال هذا صاحب فتح المجيد وقاله جميع أهل السنة إن توحيد الربوبية دعا إليه المشركون ما كانوا يجهلونه والأدلة على ذلك كثيرة الأدلة على ذلك كثيرة أنهم كانوا يدعوا إلى توحيد الربوبية 000[
    مناقشة كلام الحجوري :
    والذي يتأمل كلام الحجوري يرى فيه من المنكرات العظيمة والكذب المبين ومتى كان فرعون الذي لم يقر في الظاهر برب العالمين داعيا لغيره أن الله هو رب العالمين ؟!!! ومتى كان إبليس داعيا لغيره أن الله رب العالمين !!! وهل يشكك الناس في ربهم وخالقهم إلا هذا العدو المبين !!! ومتى كان المشركون يدعون إلى توحيد الربوبية !!! فالله أخبرنا أنهم أقروا بذلك أما أنهم دعوا إلى ذلك فهذا من عجائب الحجوري المنكرة الكثيرة 0 ونسبته ذلك إلى أهل السنة ومنهم بحمد الله صاحب فتح المجيد نسبة غير صحيحة وأعجب من هذا كله قوله :( والأدلة على ذلك كثيرة الأدلة على ذلك كثيرة أنهم كانوا يدعوا إلى توحيد الربوبية) !!! وهي من أعاجيبه الكثيرة 0
    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - سورة القصص - } قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }. ظاهر هذه الآية الكريمة أن فرعون لا يعلم شيئًا عن ربّ العالمين، وكذلك قوله تعالىٰ عنه: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ مُوسَىٰ}، وقوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى}، وقوله: {لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِى لاجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ}، ولكن اللَّه جلَّ وعلا بيَّن أن سؤال فرعون في قوله: {وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}، وقوله: {فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ مُوسَىٰ}، تجاهل عارف أنه عبد مربوب لربّ العالمين، بقوله تعالىٰ: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ بَصَائِرَ وَإِنّى لاظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُورًا}، وقوله تعالىٰ عن فرعون وقومه: {وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}.
    وقد أوضحنا هذا في سورة «بني إسرٰئيل»، في الكلام على قوله تعالىٰ: {إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}، وفي سورة «طه»، في الكلام على قوله تعالىٰ: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ مُوسَىٰ} 0
    وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله أيضا في تفسيره – سورة الإسراء - :} . قوله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}. ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهداً برب العالمين جلَّ وعلا ـ يهدي للتي هي أقوم. أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب. فـ {ٱلَّتِى} نعت لموصوف محذوف. على حد قول ابن مالك في الخلاصة:
    وما من المنعوت والنعت عقل *** يجوز حذفه وفي النعت يقل
    وقال الزجاج والكلبي والفراء: للحال التي هي أقوم الحالات، وهي توحيد الله والإيمان برسله.
    وهذه الآية الكريمة أجمل الله جلَّ وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم. لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة. ولكنَّنا إن شاء الله تعالى سنذكر جملاً وافرة في جهات مختلفة كثيرة مِن هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بياناً لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة، تنبيهاً ببعضه على كله من المسائل العظام، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفَّار، وطعنوا بسببها في دين الإسلام، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة.
    فمن ذلك توحيد الله جلَّ وعلا: فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها، وهي توحيده جلَّ وعلا في ربوبيته، وفي عبادته، وفي أسمائه وصفاته. وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    الأول ـ توحيده في ربوبيته، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ}، وقال: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلاٌّرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلاٌّبْصَـٰرَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلاٌّمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} تجاهل من عارف أنه عبد مربوب. بدليل قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاٌّرْضِ بَصَآئِرَ}، وقوله: {وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله. كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ}، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جداً.
    الثاني ـ توحيده جلَّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا إلٰه إلاَّ الله» وهي متركبة من نفي وإثبات. فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جلَّ وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام. وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم {أَجَعَلَ ٱلاٌّلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}.
    ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى: {فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلأ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ }، وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ}، وقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِىۤ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ}، وقوله: {وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ}، وقوله: {قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَٰحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ} فقد أمَر في هذه الآية الكريمة أن يقول: إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد. لشمول كلمة «لا إله إلاَّ الله» لجميع ما جاء في الكُتب. لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده. فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتْبع ذلك من ثواب وعقاب، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة.
    النوع الثالث ـ توحيده جلَّ وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:
    الأول ـ تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم. كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}.
    والثاني ـ الإيمان بما وصفه الله به نفسه. أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله. كما قال بعد قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ} مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} وقد قدمنا هذا المبحث مستوفًى موضحاً بالآيات القرآنية «في سورة الأعراف».
    ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جلَّ وعلا ـ على وجوب توحيده في عبادته. ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير. فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده. ووبَّخهم منكراً عليهم شركهم به غيره، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده. لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده.
    ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلاٌّرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلاٌّبْصَـٰرَ} إلى قوله {فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ}. فلَّما أقروا بربوبيته وبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره بقوله: {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.
    ومنها قوله تعالى: {قُل لِّمَنِ ٱلاٌّرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلمَّا اعترفوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ فسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلما أقرُّوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلما أقروا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ}.
    ومنها قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاٌّرْضِ قُلِ ٱللَّهُ} فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا}.
    ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ} فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}.
    ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاٌّرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ} فلما صح اعترافهم وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله:{فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلاٌّرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ} فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم شِركهم بقوله: {قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}، وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاٌّرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ} فلما صح اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، وقوله تعالى: {ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاٌّرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره: هو أن القادر على خلق السَّمٰوات والأرض وما ذكر معها، خير من جماد لا يقدر على شيء. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله. {أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن جَعَلَ ٱلاٌّرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ ٱلاٌّرْضِ } ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرًى بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ} ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلاٌّرْضِ} ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين الاعتراف وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ}،وقوله: {ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَىْءٍ} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو: لاٰ أي ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئاً من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
    والآيات بنحو هذا كثيرة جداً. ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع: أن كل الاسئلة المتعلِّقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار. لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة. نحو قوله تعالى: {أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ}، وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِى رَبًّا} وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار. لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلِّق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار، لأنهم لا ينكرون الربوبية، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه.
    والكلام على أقسام التوحيد ستجِده إن شاء الله في مواضع كثيرة مِن هذا الكتاب المبارك، بحسب المناسبات في الآيات التي نتكلم على بيانها بآيات أخر.{
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره – سورة القصص - : { {‏وَقَالَ فِرْعَوْنُ‏}‏ متجرئا على ربه، ومموها على قومه السفهاء، وضعفاء العقول‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي‏}‏ أي‏:‏ أنا وحدي، إلهكم ومعبودكم، ولو كان ثَمَّ إله غيري، لعلمته000فلما قال هذه المقالة، التي قد تحتمل أن ثَمَّ إلها غيره، أراد أن يحقق النفي، الذي جعل فيه ذلك الاحتمال، فقال لـ ‏"‏هامان‏"‏ ‏{‏فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ‏}‏ ليجعل له لبنا من فخار‏.‏ ‏{‏فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا‏}‏ أي‏:‏ بناء ‏{‏لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ‏}‏ ولكن سنحقق هذا الظن، ونريكم كذب موسى‏.‏ فانظر هذه الجراءة العظيمة على اللّه، التي ما بلغها آدمي، كذب موسى، وادَّعى أنه إله، ونفى أن يكون له علم بالإله الحق، وفعل الأسباب، ليتوصل إلى إله موسى، وكل هذا ترويج، ولكن العجب من هؤلاء الملأ، الذين يزعمون أنهم كبار المملكة، المدبرون لشئونها، كيف لعب هذا الرجل بعقولهم، واستخف أحلامهم، وهذا لفسقهم الذي صار صفة راسخة فيهم‏.‏
    فسد دينهم، ثم تبع ذلك فساد عقولهم، فنسألك اللهم الثبات على الإيمان، وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وتهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‏.‏
    قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ‏}‏ استكبروا على عباد اللّه، وساموهم سوء العذاب، واستكبروا على رسل اللّه، وما جاءوهم به من الآيات، فكذبوها، وزعموا أن ما هم عليه أعلى منها وأفضل‏.‏
    ‏{‏وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ‏}‏ فلذلك تجرأوا، وإلا فلو علموا، أو ظنوا أنهم يرجعون إلى اللّه، لما كان منهم ما كان‏.‏
    ‏{‏فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ‏}‏ عندما استمر عنادهم وبغيهم ‏{‏فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ‏}‏ كانت شر العواقب وأخسرها عاقبة أعقبتها العقوبة الدنيوية المستمرة، المتصلة بالعقوبة الأخروية‏.‏
    ‏{‏وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ‏}‏ أي جعلنا فرعون وملأه من الأئمة الذين يقتدي بهم ويمشي خلفهم إلى دار الخزي والشقاء‏.‏ ‏{‏وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ‏}‏ من عذاب اللّه، فهم أضعف شيء، عن دفعه عن أنفسهم، وليس لهم من دون اللّه، من ولي ولا نصير‏.‏
    ‏{‏وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً‏}‏ أي‏:‏ وأتبعناهم، زيادة في عقوبتهم وخزيهم، في الدنيا لعنة، يلعنون، ولهم عند الخلق الثناء القبيح والمقت والذم، وهذا أمر مشاهد، فهم أئمة الملعونين في الدنيا ومقدمتهم، ‏{‏وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ‏}‏ المبعدين، المستقذرة أفعالهم‏.‏ الذين اجتمع عليهم مقت اللّه، ومقت خلقه، ومقت أنفسهم‏.‏{ 0

    ورحم الله ابن القيم حيث قال :
    وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى *** وأحسن فيما قاله المتكلم
    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** أو كنت تدري فالمصيبة أعظم

    وكتبه أبو عبد الرحمن ماجد بن أحمد بن ماطر السلمي
    اليمن – تعز 9/ربيع الأول/1426هجرية.


    0
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 06-22-2006 الساعة 11:29 PM

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    للرفــــــــــــــــــــع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •