قال أبو العتاهية رحمه الله:
مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ *** حتى يُعَضّ بأنْيابٍ وَأضراسِ
لاَ بأسَ بالمرءِ مَا صحَّتْ سَرِيرتُهُ *** مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْلِ العِلْمِ والنَّاسِ
كاسَ الألى أخذُوا لِلْمَوْتِ عُدَّتَهُ *** وَما المُعِدّونَ للدّنْيا بأكْياسِ
حتَّى متَى والمنَايَا لِي مخاتِلة ٌ *** يَغُرّني في صُرُوفِ الدّهرِ وَسْوَاسِي
أينَ المُلُوكُ التي حُفّتْ مَدائِنُها *** دونَ المَنَايا، بحُجّابٍ وحُرّاسِ
لقدْ نسيتُ وكأْسُ الموتِ دائرة ٌ *** في كفِّ لا غافلٍ عنها ولا ناسي
لأشربنَ بكأسِ الموتِ منجدِلاً *** يوماً كمَا شرِبَ الماضُونَ بالكاسِ
أصْبَحْتُ ألعَبُ والسّاعاتُ مُسرِعَة ٌ *** ينقصنَ رزقِي ويستقصينَ أنفاسِي
إنّي لأغْتَرّ بالدّنْيا وَأرْفَعُهَا *** مِن تحتِ رِجليَ، أحياناً، على رَاسِي