قال أبو العتاهية رحمه الله :
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ *** شتَّانَ بينَ الضَّلالِ والرشَدِ
حَسْبُكَ ما قَدْ أتَيْتَ مُعْتَمِدا ً*** فاستغفرِ اللهَ ثمَّ لاَ تعُدِ
يَا ذا الذي نقصُهُ زيادَتُهُ *** إنْ كنتَ لم تَنتَقِصْ، فلَمْ تَزِدِ
مَا أسرعَ الليلَ والنَّهارَ بِسَا *** عاتٍ قِصارٍ، تأتي عَلى الأمَدِ
عجبْتُ منْ آمِلٍ وَوَاعظُهُ *** المَوْتُ فَلَمْ يتَّعِظْ ولَمْ يكَدِ
يجرِي البِلَى فِيهَا عَلَيْنَا بِمَا *** كانَ جَرَى قَبْلَنَا عَلَى لُبَدِ
يا مَوْتُ يا مَوْتُ كمْ أخي ثقة ***ٍ كلَّفْتنِي غمضَ عينهِ بيدِي
يا مَوْتُ يا موتُ قد أضفتَ إلَى *** الفِلَّة ِ منْ ثروة ٍ ومنْ عُدَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ صحبتْنَا بِكَ *** الشَّمْسُ ومسَّتْ كوَاكِبُ الأسَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ لاَ أرَاكَ منَ *** ـخَلْقِ، جَميعاً، تُبقي على أحَدِ
ألحَمْدُ لله دائِماً أبَداً، *** قَدْ يَصِفُ القَصْدَ غَيرُ مقتصدِ
منْ يستتِرْ بالهدَى يبَرَّ ومَنْ *** يبغِ إلى اللهِ مَطْلَباً يَجِدِ
قُلْ للجَليدِ المَنيعِ لَستَ منَ الـ *** الدُّنيا بذِي منعة ٍ ولاَ جَلَدِ
يا صاحبَ المُدّة ِ القَصيرَة ِ لا *** تغفُلْ عنِ المَوْتِ قَاطِعِ المُدَدِ
دَعْ عنكَ تقوِيمَ منْ تقَوِّمُهُ *** وابدأ، فَقَوّمْ ما فيكَ منْ أوَدِ
قدْ ملأَ المَوْتٌ كُلَّ أرْضٍ وَمَا *** يَنزِعُ مِنْ بَلْدَة ٍ إلى بَلَدِ