قال أبو العتاهية رحمه الله :
ليبك رسول الله من كان باكيا *** ويذكر قبرا بالمدينة ثاويا
ولن تسري الذكرى بما هي أهله *** إذا كنت للبر المطهر ناسيا
أتنسى رسول الله أكرم من مشى *** وآثاره في المسجدين كما هي
ركنا إلى الدنيا الدنية بعده ***وكَـشـفـتِ الأطماعُ مـنَّـا الـمساوِيَا
وَإنّا لَـنُـرْمَى كُــلَّ يَــوْمٍ بعِـبـرَة ٍ*** نَـراهــا، فَـما نــــزْدادُ إلاّ تَـمادِيَـا
نُـسَـرّ بـدارٍ أوْرَثَــتْـنَا تـضاغُـناً *** عَـلـيْهـا، وَدارٍ أوْرَثَـتْــنَا تَـعـادِيا
إذَا الـمـرءُ لـمْ يـلـبـسْ ثـيـابـاً مــن الـتُّـقَى *** تـقـلَّبَ عُــرياناً وإنْ كانَ كاسيا
أخـي كـنْ عـلـى يـأسٍ مـن الـنّاسِ كـلّهمْ *** جـمـيـعـاً وكُــنْ مــا عشت لله راجيا
وَكـمْ مـن هَـنــاة ٍ، مــا عَـلَـيــكَ، لمَستَها *** منَ الـناسِ يـوماً أو لمـستَ الأفاعِيَا
أخي قــد أبَــى بُـخلي وَبـخـلُـكَ أن يُــرَى ***لذي فـاقـة ٍمـني ومـنـكَ مــؤَاسِـيَا
كِلانَـا بطـينٌ جَنـبُهُ، ظاهـرُ الكسَى*** وَفي النّاسِ من يُمسِي وَيُصْبحُ عارِيَا
كـأنِّي خُـلـقْـتُ لــلـبـقــاءِ مُخـلَّـداً *** وَأنْ مُـدّة َ الــدّنْــيــا لَـهُ لـيس فـانِـيَا
ألا يا طويـلَ الـسهـوِ أصـبحتَ ساهـياً *** وَأصْـبَـحتَ مُغـتــرّاً، وَأصْـبحـتَ لاهِـيَا
أفي كُلِّ يـومٍ نحن نـلقى جـنازة ً ***وفي كلِّ يومٍ منكَ نـسـمعُ مـناديا
وفي كـلِّ يـومٍ مِـنـكَ نـرثِـي لـمعْـوِلٍ *** وفي كُـلِّ يـومٍ نحنُ نُـسعدُ بالِـيَا
إلـى الـموتِ إلا أن يكونَ لمنْ ثَـوى *** منَ الخَلقِ طُرّاً، حـيـثما كانَ لاقِـيَا
حسـمْـتَ الـمـنى يا موتُ حـسمـاً مُـبـرِّحاً *** وعـلَّـمْتَ يـا مَـوْتُ الـبُـكــاءَ البواكِـيـا
ألا يا طويلَ الـسـهوِ أصـبحـتَ ساهـياً *** وَأصْـبَحتَ مُغتـرّاً، وَأصْـبحـتَ لاهِـيَا
ألا أيّـهـا الـبَـانـي لغَـيـرِ بَـلاغَـه ***ألا لخَـرابِ الـدّهْـرِ أصْبَـحْتَ بــانِـيَـا
ألا لـزَوالِ العُمْرِ أصْـبَـحْتَ بَـانِـيـاً *** وَأصْبَـحتَ مُـخـتــالاً، فَـخوراً، مُـباهِـيـا
كـأنّـكَ قــد وَلّيـتَ عن كُـلّ ما تَـرَى *** وخلَّـفْـتَ مَـــنْ خلَّـفْـتَهُ عنكَ سـالِـيَا