قال أبو العتاهية رحمه الله
كلٌّ إلى الرّحمنِ مُنَقلَبُهْ؛ *** والخَلْقُ ما لا يَنْقَضِي عَجَبُهْ
ولَرُبّ غادِيَةٍ ورائِحَةٍ، *** لم يُنْجِ منها هارِباً هَرَبُهْ
ولرُبّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ *** حُبُّ الحَياةِ، وغَرّهُ نَشَبُهْ
قد صارَ مِمّا كانَ يَمْلِكُهُ *** صِفراً، وصارَ لغَيرِهِ سَلَبُه
ْ يا صاحِبَ الدّنْيا المُحِبَّ لهَا! *** أنتَ الذي لا يَنقَضِي تَعَبُهْ
أصلَحتَ داراً، هَمُْها أسَفٌ، *** جَمُّ الفُروعِ، كَثيرَةٌ شُعَبُهْ
إنّ استِهانَتَهَا بِمَنْ صَرَعَتْ، *** فبِقدْرِ ما تَسمُو بهِ رُتَبُه
ْ وإنِ استَوَتْ للنّملِ أجْنِحَةٌ، *** حتى يَطيرَ، فقدَ دَنَا عَطَبُهْ
إنّي حَلَبْتُ الدّهرَ أشْطُرَهُ، ***فرَأيْتُهُ لم يَصْفُ لي حَلَبُهْ
فتَوَقّ دَهرَكَ ما استَطَعتَ، ولا*** تَغرُرْكَ فِضّتُهُ، ولا ذَهَبُهْ
كَرَمُ الفتى التّقوَى، وقُوّتُهُ *** مَحض اليقينِ، ودينُهُ حَسَبُهْ
حِلْمُ الفَتى مِمّا يُزَيّنُهُ؛ *** وتَمامُ حِلْيَةِ فَضلِهِ أدَبْه
ْ والأرْضُ طَيّبَةٌ، وكلُّ بَني *** حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبهْ
إيتِ الأمورَ، وأنتَ تُبصِرُها، *** لا تأتِ ما لمْ تَدْرِ ما سبَبُهْ