قال أبو العتاهية رحمه الله :
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَـا غَـرَضُ
فَكَـمْ أُنَـاسٍ رَأَيْنَـاهُـمْ قَــدِ انقَـرَضُـوا
إنّــا لَنَـرْجُـو أُمُــوراً نَسْتَـعِـدّ لـهَــا
والموْتُ دونَ الَّذي نرْجُو معتـرضُ
لـلّـهِ دَرُّ بَـنـي الدّنْـيـا لَـقَــدْ غُـبِـنُـوا
فِيمَا اطمأنوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا
مَا أرْبَـحَ اللهُ فِـي الدُّنيـا تجـارَة َإنْ
سانٍ يَـرَى أنّهـا مِـنْ نَفسِـهِ عِـوَضُ
فَبئـسَـتِ الــدَّارُ داراً لاَ نـرَى أحـــداً
من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ غَـرَضُ
مَا بالُ مَـنْ عـرَفَ الدُّنْيَـا الدَّنيَّـة ُلاَ
يَنكَفّ عن هوىِ الدّنيـا ويَنقَبِـضُ
تَـصِـحّ أقْـــوالُ أقـــوامٍ بوَصْـفِـهِـمِ
وَفِـي القُـلُـوبِ إذا كشَّفْتَـهَـا مرضَ
والنَّاسُ فِـي غَفْلَـة عَمَّـا يُـرَادُ بِهِـمْ
وكُلُّهُمْ عـنْ جَديـدِ الأرْضِ منقـرضُ
والحـادِثَـاتُ بِـهَـا الأقْــدارُ جـارِيــة
وَالمَـرْءُ مُرْتَفـعٌ فيـهـا، وَمُنخَـفِـضُ
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَـدَّ الرَّحيـلُ بِنَـا
حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ نرْتكِـضُ
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيـرَاتِ ساكِنَـة
وَقَلبُـهُ مِـنْ دَواعـي الشّـرّ مُنقَـبِـضُ
اصْبِرْ عَلَـى الحـقِّ تستعـذِبْ مغبَّتَـهُ
وَالصّبـرُ للحَـقّ أحيانـاً لَـهُ مَضَـضُ
ومَـا استرَبْـتَ فَـكُـنْ وقَّـافَـة ً حــذراً
قـد يُـبـرَمُ الأمــرُ أحْيـانـاً فينتقض