قال إسماعيل بن القاسم بن سويد أبو العتاهية رحمه الله :
ولسنا على حلو القضاء ومرّه *** نرى حكماً فينا، من الله أعدلا
بلا خلقه بالخير والشر فتنة *** ليرغب فيما في يديه ويسألا
هو الأحد القيوم من بعد خلقه *** وما زال في ديمومة الملك أولا
وماخلق الإنسان إلا لغاية *** ولم يترك الإنسان في الأرض مهملا
كفى عبرة أني وأنك يا أخي *** نصرف تصريفاً لطيفاً ونبتلى
توهمت قوماً قد خلوا فكأنهم *** بأجمعهم كانوا خيالاً تخيلا
لقد كان أقوام من الناس قبلنا *** يعافون من هن الحلال المحللا
أبى المرء إلا أن يطول إغتراره *** وتأبى به الحالات إلا تنقلا
إذا أمَّل الإنسان أمراً فناله *** سما يبتغي فوق الذي كان أمّلا
وكم ذليل عزَّ من بعد ذلة *** وكم من رفيع صار في الأرض أسفلا
وكم من عظيم الشأن في قعر حفرةٍ *** تلحف فيها بالثرى وتسربلا
إذا اصطحب الأقوام كان أذلهم *** لأصحابه نفساً أبرَّ وأفضلا
وما الفضل في أن يؤثر المرءُ نفسه *** ولكن فضل المرء أن يتفضلا.