قال أبو العتاهية رحمه الله :
إنّ الـسّـلامَـة َ أنْ نَــرْضَى بـمَـا قُـضِـيَـا*** لَـيَـسْـلَمَــنّ، بإذْنِ الله، مَـن رَضِـيَـا
الــمَــرْءُ يـأمُــلُ، وَالآمـــالُ كـاذِبَـة *** والــمــرءُ تـصحـبُـهُ الآمالُ مـا بـقـيَـا
يا رُبَّ بــاكٍ عـلَـى مـيــتٍ وبـاكـيـة *** لـمْ يـلـبَـثَـا بــعــدَ ذاكَ الـمـيـتِ أنْ بُكِــيَا
ورُبَّ نـاعٍ نَـعَـى حـيـنـاً أحـبَّـتـهُ *** مـا زالَ يـنـعـى إلـى أن قـيلَ قـد نعيا
عِلْمـي بـأني أذوقُ الـمـوتَ نـغَّصَ لـي *** طِـيـبَ الحَـياة ِ، فـما تَـصْـفـوا الحـياة ُ لِـيَـا
كـــم مـــنْ أخٍ تَـغـتَـذي دودُ الــتّــرابِ به *** وَكـانَ صَـبّاً بـحُلـوِ العَـيشِ مغتَذِيَـا
يَـبـلَى مـعَ الـمـيـتِ ذِكْـرُ الـذّاكريـنَ له *** مـن غـابَ غـيـبـة ً مَــنْ لا يُـرتـجـى نسيا
مـنْ ماتَ مـاتَ رجـاءُ الـنـاسِ مـنـهُ فـوَ *** لّــوْهُ الجَـفَـاءَ، وَمَـن لا يُـرْتجى جفيا
إنّ الـرّحـيـلَ عَــنِ الـدّنْـيا ليزعجني *** إنْ لـم يَـكُـن رائِـحـاً بي كان مغتديا
الحَـمـدُ لـله، طُوبَــى لـلـسّـعـيـدِ ومن *** لـم يُـسـعِـدِ الله بـالـتّـقـوَى فـقَـد شَقِـيَـا
كم غافـلٍ عـن حـياضِ الـموْتِ في لعب *** يُـمــسِــي، وَيُـصْـبحُ رَكّـابـاً لما هويا