قال أبو العتاهية رحمه الله :
خَليليّ! إنّ الهَمّ قَدْ يَتَفَرّجُ، ***ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ *** على طُرُقاتِ الحَقّ، والشّرُّ أعوَجُ
وأخلاقُ ذي التّقوَى وذي البِرّ في الدّجى *** لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّةٌ، ***وألسُنُ أهلِ الصّدْقِ لا تَتَلَجْلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ،*** وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَةٌ، *** ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه، *** فإنّكَ عنَها تُستَخَفُّ، وتُزْعَجُ
وإنّكَ عَمّا اختَرْتُهُ لَمُبَعَّدٌ، *** وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَةٍ، *** ومُلْكٍ، بتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَةٌ، *** وإنْ زَخرَفَ الغادونَ فيها وزَبْرَاجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَةً، *** فإنّي إلى حَظّي منَ الدّينِ أحوَجُ