قال أبو العتاهية رحمه الله :

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ *** مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ
مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولاَ سوقاً*** إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ
للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ *** وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا
هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ *** هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ
يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ *** كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ
أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ *** إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ
إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا وزخرفها *** فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ
إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا *** أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا
إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ *** وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ
ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا *** كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ
إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا *** وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا
ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا *** كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا